معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإمام علم الدين أبو الحسن علي بن أبي
الفتح محمود بن أحمد المحمودي الصابوني قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا أبو
المطهر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني إجازة قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن
علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي ثم النيسابوري قال أخبرنا الحاكم أبو عبد
الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الحافظ النيسابوري قال الحمد
لله ذي المن والإحسان والقدرة والسلطان الذي أنشأ الخلق بربوبته وجنسهم بمشيته
واصطفى منهم طائفة أصيفاء وجعلهم بررة أتقياء فهم خواص عباده وأوتاد بلاده يصرف
عنهم البلايا ويخصهم بالخيرات ةالعطايا فهم القائمون بإظهار دينه والمتمسكون بسنن
نبيه فله الحمد على ما قدر وقضى وأشهد أن لا إله إلا الله الذي زجر عن اتخاذ
الاأولياء دون كتابه واتباع الخلق دون نبيه صلى الله عليه وسلم واشهد ان محمدا
عبده المصطفى ورسوله المجتبى بلغ عنه رسالته فصلى الله عليه آمرا وناهيا ومبيحا
وزاجرا وعلى آله الطيبين قال الحاكم رحمه الله أما بعد فإني لما رأيت البدع في
زماننا كثرت ومعرفة الناس بأصول السنن قلت مع إمعانهم في كتابة الاخبار وكثرة
طلبها على الإهمال والإغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع
علم الحديث مما يحتاج اليه طلبة الاخبار المواظبون على كتابة الآثار واعتمد في ذلك
سلوك الاختصار دون الإطناب في الإكثار والله الموفق لما قصدته والمان في بيان ما
اردته انه جواد كريم رءوف رحيم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن
مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم
حتى تقوم الساعة سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الادمي بمكة يقول
سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث فقال ان
لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم قال أبو عبد الله وفي
مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق فلقد أحسن أحمد بن حنبل
في تفسير هذا الخبر ان الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم الى قيام الساعة
هم أصحاب الحديث ومن أحق بهذا التاويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا اثار
السلف من الماضين ودمغوا أهل البرع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى
اله أجمعين من قوم اثروا قطع المفاوز والقفاز على التنعم في الدمن والاوطار
وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والاخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث
والاثار بوجود الكسر والاطمار قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق اليه النفوس الشهوانية
وتوابع ذلك من البدع والاهواء والمقاييس والاراء والزيغ جعلوا المساجد بيوتهم
واساطينها تكاهم وبواريها فرشهم حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني
بالكوفة ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا عمر بن حفص بن غياث قال سمعت أبي
وقيل له الا تنظر الى أصحاب الحديث وما هم فيه قال هم خير أهل الدنيا وحدثني أبو
بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال سمعت علي بن خشرم يقول
سمعت أبا بكر بن عياش يقول اني لارجو ان يكون أصحاب الحديث خير الناس يقيم أحدهم
ببابي وقد كتب عني فلو شاء ان يرجع ويقول حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل الا انهم
لا يكذبون قال أبو عبد الله ولقد صدقا جميعا ان أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا
يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم وجعلوا عذاؤهم الكتابة وسمرهم
المعارضة واسترواحهم المذاكرة وخلوقهم المداد ونومهم السهاد واصطلاءهم الضياء
وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد
ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة
تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة اخوانهم وأهل الإلحاد
والبدع بأسرها اعداؤهم سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا
إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول كنت انا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد
الله أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي
فتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض
ثوبه فقال زنديق زنديق زنديق ودخل البيت سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول
سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول ليس في
الدنيا مبتدع الا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه
يقول ليس شيء اثقل على أهل الإلحاد والبدع لا ابغض إليهم من سماع الحديث وروايته
بإسناد قال أبو عبد الله وعلى هذا عهدنا في اسفارنا واوطاننا كل من ينسب الى نوع
من الاحاد والبدع لا ينظر الى الطائفة المنصورة الا بعين الحقارة ويسميها الحشوية
سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وهو يناظر رجلا فقال الشيخ حدثنا فلان
فقال له الرجل دعنا من حدثنا الى متى حدثنا فقال له الشيخ قم يا كافر ولا يحل لك
ان تدخل داري بعد هذا ثم التفت إلينا فقال ما قلت قط لاحد لا تدخل داري الا لهذا
ذكر أول نوع من أنواع علم الحديث قال أبو عبد الله النوع الأول من هذه
العلوم
معرفة عالي الإسناد
وفي طلب الإسناد العالي سنة صحيحة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد
بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال كنا
نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يأتيه الرجل من
أهل البادية فيسأله ونحن نسمع فاتاه رجل منهم فقال يا محمد اتانا رسولك فزعم انك
تزعم ان الله ارسلك قال صدق قال فمن خلق السماء قال الله قال فمن خلق الأرض قال
الله قال فمن نصب هذه الجبال قال الله قال فمن جعل فيها هذه المنافع قال الله قال
فبالذي خلق السماء والأرض ونصب الجبال وجعل فيها هذه المنافع الله ارسلك قال نعم
قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق قال فبالذي ارسلك
الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا صدقة في اموالنا قال صدق قال
فبالذي ارسلك الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا صوم شهر في سنتنا
قال صدق قال فبالذي ارسلك الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا حج
البيت من استطاع اليه سبيلا قال صدق نال فبالذي ارسلك الله امرك بهذا قال نعم قال
والذي بعثك بالحق لا ازيد عليهن ولا انقص منهن فلما مضى قال لئن صدق ليدخلن الجنة
قال أبو عبد الله وهذا حديث مخرج في المسند الصحيح لمسلم وفيه دليل على إجازة طلب
المرء العلو من الإسناد وترك الاقتصار على النزول فيه وان كان سماعه عن الثقة إذ
البدوي لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فرض الله عليهم لم
يقنعه ذلك حتى رحل بنفسه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه ما بلغه
الرسول عنه ولو كان طلب العلو في الإسناد غير مستحب لانكر عليه المصطفى صلى الله
عليه وسلم سؤاله إياه عما أخبره رسوله عنه ولا مره بالاقتصار على ما أخبره الرسول
عنه ولقد حدثنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو حدثنا أبو الموجة محمد
بن عمرو ثنا عبدان قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول الإسناد من الدين ولولا
الإسناد لقال من شاء ما شاء قال أبو عبد الله فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له
وكثرة مواظيبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع
الأحاديث وقلب الأسانيد فان الاخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا كما
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو بكر بن أبي
الأسود ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم انه كان
عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري قال فجعل بن أبي فروة يقول قال رسول الله صلى
الله عليه وسسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الزهري قاتلك الله يا
بن أبي فروة ما اجراك على الله لا تسند حديثك تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا ازمة
قال أبو عبد الله فاما طلب العالي من الأسانيد فانها مسنونة كما ذكرناه وقد رحل في
طلب الإسناد العلي غير واحد من الصحابة فمن ذلك ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد
الله بن موسى السني بمرو أخبرنا أبو الموجه ثنا عبدان انا أبو حمزة وابن عيينة وابن
المبارك قالوا ثنا صالح بن صالح قال سأل رجل من أهل خراسان عامرا فقال يا أبا عمرو
كيف تقول في رجل كانت له وليدة فأعتقها فتزوجها فانا نقول عندنا هو كالركب بدنة
فقال حدثنا أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من كانت له وليدة فأدبها فأحسن تاديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم اعتقها
فتزوجها فله اجران وايما عبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله اجران اعطيتكها
بغير أجر فلقد كان الراكب يركب فيما هو أدنى من هذا الى المدينة قال أبو عبد الله
فهذا الراكب انما يركب في طلب عالي الإسناد ولو اقتصر على النازل لوجد بحضرته من
يحدثه به ومنه ما حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان
حدثنا بن جريح قال سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث عن عطاء بن أبي رباح قال خرج أبو
أيوب الى عقبة بن عامر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم
يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة فلما قدم الى منزل
مسلمة بن مخلد الأنصاري وهو أمير مصر فأخبره فعجل عليه فخرج اليه فعانقه ثم قال له
ما جاء بك يا أبا أيوب فقال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق
أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير عقبة فابعث من يدلني على
منزله قال فبعث معه من يدله على منزل عقبة فأخبر عقبة فعجل فخرج اليه فعانقه فقال
ما جاء بك يا أبا أيوب فقال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق
أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغيرك في ستر المؤمن قال عقبة نعم
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مؤمنا في الدنيا على خزية ستره
الله يوم القيامة فقال له أبو أيوب صدقت ثم انصرف أبو أيوب الى راحلته فركبها
راجعا الى المدينة فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد الا بعريش مصر قال أبو عبد الله
فهذا أبو أيوب الأنصاري على تقدم صحبته وكثرة سماعه من رسول الله صلى الله عليه
وسلم رحل الى صحابي من أقرانه في حديث واحد لو اقتصر على سماعه من بعض اصحابه
لامكنه ومنه ما حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا
إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال اني كنت
لاسافر مسيرة الأيام والليالي في الحديث الواحد ومنه ما أخبرني أبو جعفر محمد بن
أحمد التميمي من كتابه ثنا عبد الله بن محمد الاسفرائني ثنا نصر بن مرزوق قال سمعت
عمرو بن أبي سلمة يقول قلت للأوزاعي يا أبا عمرو انا ألزمك منذ أربعة أيام ولم
اسمع منك إلا ثلاثين حديثا قال وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام لقد سار جابر بن
عبد الله إلى مصر واشترى راحلة فركبها حتى سأل عقبة بن عامر عن حديث واحد وانصرف
إلى المدينة وأنت مستقل ثلاثين حديثا في اربعد أيام قال أبو عبد الله وجابر بن عبد
الله على كثرة حديثه وملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل الى من هو مثله أو
دونه مسافة بعيدة في طلب حديث واحد أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن
عمر القرشي ثنا أبي ثنا جعفر الطيالسي قال سمعت يحيى بن معين يقول أربعة لا تؤنس
منهم رشدا حارس الدرب ومنادى القاضي وابن المحدث ورجل يكتب في بلده ولا يرحل في
طلب الحديث سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول سمعت علي بن
محمد الجرجاني يقول ثنا إبراهيم بن مهدى ثنا عبد الله بن يوسف ثنا شعبة قال سمعت
بشر بن حرب يقول سمعت بن عمر يقول قلت لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد قال أبو عبد
الله فأما معرفة العالية من الأسانيد فليس على ما يتوهمه عوام الناس يعدون
الأسانيد فما وجدوا منها أقرب عددا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوهمنه أعلى
ومثال ذلك ما حدثناه أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا الخضر بن
أبان الهاشمي حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة ثنا أنس بن مالك وهذه نسخة عندنا
بهذا الإسناد وأخبرنا أمد بن كامل القاضي ببغداد ثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا
عبد الله بن دينار ثنا أنس بن مالك وهذه أيضا نسخة كبيرة وأخبرنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أبو جعفر محمد بن مسلمة الواسطي ثنا موسى بن عبد
الله الطويل عن أنس بن مالك وهذه نسخة وأعجب من ذلك ما حدثناه جماعة من شوخنا عن
أبي الدنيا واسمه عثمان بن الخطاب بن عبد الله المغربي عن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه وقالوا إن أبا الدنيا خدم أمير المؤمنين ورفسته بغلته وأنه كان يستسقى به
بالمغرب ولقد حضرت مجلس أبي جعفر محمد بن عبيد الله العلوي بالكوفة فدخل شيخ أسود
أبيض الرأس واللحية فقال لنا أتدرون من هذا قلنا لا قال هذا ينسب إلى أبي الدنيا
المغربي مولى أمير المؤمنين بأربعة آباء قال أبو عبد الله وفي الجملة أن هذه
الأسانيد وأشبهها كخراش بن عبد الله وكثير بن سليم ويغنم بن سالم بن قنبر مما لا
يفرح بها ولا يحتج بشيء منها وقل ما يوجد في مسانيد أئمة الحديث حديث واحد عنهم
وأقرب ما يصح لأقرانننا من الأسانيد بعدد الرجال ما حدثونا عن أحمد بن شيبان
الرملي قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن بن عمر وعن الزهري عن أنس وعن
عبيد الله بن أبي يزيد عن بن عباس وعن عبد الله بن دينار عن بن عمرو عن زياد بن
علاقة عن جرير فهذه الأسانيد لابن عيينة صحيحة ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قريبة وكذلك حدثونا عن جماعة من شويخنا عن يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس
وعن حميد الطويل عن أنس والعالي من الأسانيد التي تعرف بالفهم لا بعد الرجال غير
هذا فرب إسناد يزيد عدده على السبعة والثمانية إلى العشرة وهو أعلى من ذلك ومثال
ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا
عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه
خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد
أخلف وإذا خاصم فجر قال الحاكم هذا إسناد صحيح مخرج في كتاب مسلم عن محمد بن عبد
الله بن نمير عن أبيه وقد بلغ عدد رواته سبعة وهو أعلى من الأربع الذي قدمنات ذكره
فان الغرض فيه القرب من سليمان بن مهران الأعمش فان الحديث له وهو إمام من أئمة
الحديث وكذلك كل إسناد يقرب من الإمام المذكور فيه فإذا صحت الرواية إلى ذلك
الإمام بالعدد اليسير فإنه عال أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد المذكر ثنا إبراهيم
بن محمد المروزي ثنا علي بن خشرم قال قال لنا وكيع أي الإسنادين أحب إليكم الأعمش
عن أبي وائل عن عبد الله أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقلنا
الأعمش عن أبي وائل فقال يا سبحان الله الأعمش شيخ وأبو وائل شيخ وسفيان فقيه
ومنصور فقيه وإبراهيم فقيه وعلقمة فقيه وحديث يتداوله الفقهاء خير من أن يتداوله
الشيوخ حدثنا علي بن الفضل السامري ثنا الحسن بن عرفة العبدي ثنا هشيم عن يونس بن
عبيد عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مطل الغنى ظلم قال
الحاكم وهذا أعلى ما يقع لأقراننا من الأسانيد وفي إسناده سبعة إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وإنما صار عاليا لقربه من هشيم بن بشير وهو أحد الأئمة وكذلك كل
إسناد يقرب من عبد الملك بن جريج وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ومالك بن أنس
وسفيان بن سعيد الثوري وشعبة بن الحجاج وزهير بن معاوية وحماد بن زيد وغيرهم من
أئمة الحديث فإنه عال وإن زاد في عدده بعد ذكر الإمام الذي جعلناه مثالا فهذه علامة
الإسناد العالي ولو أتينا لكل حرف منها بشاهد لطال به الكلام
ذكر النوع الثاني من أنواع علم الحديث والنوع الثاني من معرفة علوم الحديث
العلم بالنازل من الإسناد
ولعل قائلا يقول النزول ضد العلو فقد عرف ضده وليس كذلك فإن للنزول مراتب لا
يعرفها إلا أهل الصنعة فمنها ما تؤدى الضرورة إلى سماعه نازلا ومنها ما يحتاج طالب
العلم الى معرفة وتبحر فيه فلا يكتب النازل وهو موجود بإسناد أعلى منه مثال ذلك ما
حدثناه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ القرشي ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي ثنا
عبد الله بن يزيد المقرىء ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو هانيء عن أبي عثمان مسلم
بن يسار عن أبي هريرة رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في آخر
أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم فإياكم وإياهم قال الحاكم هذا
الحديث ذكره مسلم في خطبة المسند الصحيح رواه عن بن نمير عن المقرىء وأمثاله في
الكتاب تزيد على المئتين فمن وجده هكذا عن ثلاثة عن المقرىء ثم كتب عن ثلاثة عن
مسلم عن بن نمير عن المقرىء فإنه لقلة معرفته بالنزول وأشباه هذا كثيرة والأحاديث
النازلة على أوجه كثيرة فمنها ما يستوي العدد في روايتين إحداهما أعلى من الأخرى
ومثال ذلك لأمثالنا أنا إذا نزلنا في حديث الأعمش فرويناه عن شيوخنا عن عبد الله
بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن وكيع عن الأعمش أو رويناه عن شيوخنا عن أحمد بن سلمة
عن إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس عن الأعمش فإنه أعلى من أن نرويه عن شيوخنا عن
أبي العباس السراج عن هناد بن السري عن أبي معاوية عن الأعمش أو نرويه عن شيوخنا
عن محمد بن إسحاق عن أبي كريب عن أبي أسامة عن الأعمش وهذا مثل الألوف من الحديث
لمن فهمه وتدبره فقاس عليه أحاديث الثوري ومالك وشعبة وغيرهم من الأئمة والأصل في
ذلك أن النزول عن شيخ تقدم موته واشتهر فضله أحلى وأعلى منه عن شيخ تأخر موته وعرف
بالصدق ومما يحتاج طالب الحديث إلى معرفته من النزول أن ينظر في إسناد الشيخ الذي
يكتب عنه فما قرب من سنه طلب أعلى منه ومثال ذلك أنى نشأت وطلبت الحديث بعد وفاة
محمد بن إسحاق بن خزيمة بعشر سنين فإذا وقع الحديث من حديث أبي كريب وبندار وأبي
موسى وعبد الجبار بن العلاء وغيرهم عندي من حديث أبي بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي
طالب وأقرانهما عن هؤلاء الشيوخ فإنه لي أعلى من أن يكون عن من يقرب وفاته من
ولادتي ونشوى وهذا أصل كبير في معرفة النزول وكذلك إذا وقع الحديث لطلابه في عصرنا
عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى أبو أحمد بن يوسف السلمي أو مسلم بن الحجاج
وأقرانهم فإنه أعلى من أن يقع لهم عن الشرقي ومكي وأقرانهما
ذكر النوع الثالث من أنواع علم الحديث النوع الثالث
من هذا العلم
معرفة صدق المحدث وإتقانه وثبته وصحة أصوله وما يحتمله سنه ورحلته من
الأسانيد وغير ذلك من غفلته وتهاونه بنفسه وعلمه وأصوله
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي
حدثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال ما كل الحديث
سمعنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابنا وكنا مشتغلين في رعاية
الإبل وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيسمعونه من أقرانهم وممن هو أحفظ منهم وكانوا يشددون على
من يسمعون منه كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد
البيروتي قال أخبرني أبي قال أخبرني الأوزاعي قال أخبرنا بن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب
قال جاءت الجدة في عهد أبي بكر رضي الله عنه تلتمس أن تورث فقال أبو بكر ما أجد لك
في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئا حتى أسأل
الناس العشية فلما صلى الظهر قال في الناس يسألهم فقال المغيرة بن شعبة سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس قال أبو بكر رضي الله عنه سمع ذلك معك أحد
فقال محمد بن مسلمة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس فأنفذ ذلك
لها أبو بكر رضي الله عنه وأما أمير المؤمنين على رضى الله عنه فكان إذا فاته عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ثم سمعه من غيره يحلف المحدث الذي يحدث به
والحديث في ذلك عنه مستفيض مشهور فأغنى اشتهاره عن ذكره في هذا الموضع وكذلك جماعة
من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ثم عن أئمة المسلمين كانوا يبحثون وينقرون
عن الحديث إلى أن يصح لهم سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت حنبل بن إسحاق
بن حنبل يقول سمعت علي بن عبد الله يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ينبغي أن يكون في
صاحب الحديث غير خصلة ينبغي لصاحب الحديث أن يكون ثبت الأخذ ويفهم ما يقال له
ويبصر الرجال ثم يتعهد ذلك قال الحاكم ومما يحتاج إليه طالب الحديث في زماننا هذا
أن يبحث عن أحوال المحدث أولا هل يعتقد الشريعة في التوحيد وهل يلزم نفسه طاعة
الأنبياء والرسل صلى الله عليه فيما أوحى إليهم ووضعوا من الشرع ثم يتأمل حاله هل
هو صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه فإن الداعي إلى البدعة لا يكتب عنه ولا كرامة
لاجماع جماعة من أئمة المسلمين على تركه ثم يتعرف سنه هل يحتمل سماعه من شيوخه
الذين يحدث عنهم فقد رأينا من المشايخ حماعة أخبرونا بسن يقصر عن لقاء شيوخ حدثوا
عنهم ثم يتأمل أصوله أعتيقة هي أم جديدة فقد نبغ في عصرنا هذا جماعة يشترون الكتب
فيحدثون بها وجماعة يكتبون سماعاتهم بخطوطهم في كتب عتيقة في الوقت فيحدثون بها
فمن يسمع منهم من غير أهل الصنعة فمعذور بجهله فأما أهل الصنعة إذا سمعوا من أمثال
هؤلاء بعد الخبرة ففيه جرحهم وإسقاطهم إلى أن تظهر توبتهم على أن الجاهل بالصنعة
لا يعذر فإنه يلزمه السؤال عما لا يعرفه وعلى ذلك كان السلف رضي الله عنهم أجمعين
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة
عن الأعمش قال كان إبراهيم صيرفي الحديث فكنت إذا سمعت الحديث من بعض أصحابنا
أتيته فعرضته عليه أخبرنا عبد الله بن محمد الكعبي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان
بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن منصور عن هريم بن سفيان عن مطرف عن سوادة بن أبي الجعد
عن أبي جعفر الباقر قال من فقه الرجل بصره بالحديث وإذا عرف طالب الحديث إسلام المحدث
وصحة سماعه كتب عنه فقل من يجد ما يرجع الى الفهم والمعرفة والحفظ وكل محدث تهاون
بالسماع واستخف بالحديث فلا يخفى حاله ويظهر أمره سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب
يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت خلف بن سالم يقول سماع الحديث هين
والخروج منه صعب حدثنا أبو سهل محمد بن محمد بن الحسين الترمذي ثنا محمد بن صالح
بن سهل الترمذي حدثنا إسماعيل ين سيف حدثني محمد بن عبد الواحد بن أخي حزم قال
سمعت يونس بن عبيد يقول إن للحديث خفقة فاتقوا خفقة الحديث سمعت محمد بن صالح بن
هانئ يقول سمعت محمد بن إسماعيل بن مهران يقول سمعت بشر بن آدم يقول سمعت أبا عاصم
يقول من استخف بالحديث استخف به الحديث
ذكر النوع الرابع من معرفة علم الحديث النوع الرابع
من هذا العلم
معرفة المسانيد من الأحاديث
وهذا علم كبير من هذه الأنواع لاختلاف أئمة المسلمين في الاحتجاج بغير
المسند والمسند من الحديث أن يرويه المحدث عن شيخ يظهر سماعه منه لسن يحتمله وكذلك
سماع شيخه من شيخه إلى أن يصل الإسناد إلى صحابي مشهور إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومثال ذلك ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أبو السماك ببغداد ثنا الحسن بن
مكرم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه
أنه تقاضى بن أبي حدرد دينا كان عليه في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فخرج حتى كشف ستر حجرته فقال يا كعب ضع من دينك هذا وأشار
إليه أي الشطر فقال نعم فقضاه وبيان مثال ما ذكرت أن سماعي عن بن السماك ظاهر
وسماعه من الحسن بن مكرم ظاهر وكذلك سماع الحسن من عثمان بن عمر وسماع عثمان بن
عمر من يونس بن يزيد وهو عال لعثمان ويونس معروف بالزهري وكذلك الزهري ببني كعب بن
مالك وبنو كعب بن مالك بأبيهم وكعب برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته وهذا مثل
ضربته لألوف من الحديث يستدل بهذا الحديث الواحد على جملتها من رزق فهم هذا العلم
وضد هذا ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا الحسن بن عبد
الأعلى الصنعاني ثنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقال نادما أقاله الله نفسه يوم القيامة
ومن كشف عن مسلم كربة كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما
كان العبد في عون أخيه قال الحاكم هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك
في صحته وسنده وليس كذلك فإن معمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون ولم يسمع من محمد بن
واسع ومحمد بن واسع ثقة مأمون ولم يسمع من أبي صالح ولهذا الحديث علة يطول شرحها
وهو مثل لألوف مثله من الأحاديث التي لا يعرفها إلا أهل هذا العلم ثم للمسند شرائط
غير ما ذكرناه منها أن لا يكون موقوفا ولا مرسلا ولا معضلا ولا في روايته مدلس
فهذه الأنواع يجىء شرحها بعد هذا فان معرفة كل نوع منها علم على الانفراد ومن
شرائط المسند أن لا يكون في إسناده أخبرت عن فلان ولا حدثت عن فلان ولا بلغني عن
فلان ولا رفعه فلان ولا أظنه مرفوعا وغير ذلك ما ينفسد به ونحن مع هذه الشرائط لا
نحكم لهذا الحديث بالصحة فإن الصحيح من الحديث له شرط نذكره في موضعه إن شاء الله
ذكر النوع الخامس من هذه العلوم النوع الخامس منه
معرفة الموقوفات من الروايات
ومثال ذلك ما حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسداباذ ثنا محمد بن أحمد
الزيبقي ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي حدثنا كيسان مولى هشام بن حسان عن
محمد بن حسان عن محمد بن سيرين عن المغيرة بن شعبة قال كان أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير قال الحاكم هذا حديث يتوهمه من ليس من أهل
الصنعة مسندا لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بمسند فإنه موقوف على صحابي
حكى عن أقرانه من الصحابة فعلا وليس يسنده واحد منهم وإنما ذكرت هذا الموقوف
ليستدل به على جملة من الأحاديث التي تشبهه فأما الموقوف على الصحابة فإنه قل ما
يخفى على أهل العلم وشرحه أن يروى الحديث الى الصحابي من غير إرسال ولا إعضال فإذا
بلغ الصحابي قال إنه كان يقول كذا وكذا وكان يفعل كذا وكان يأمر بكذا وكذا ومن
الموقوف الذي يستدل به على أحاديث كثيرة ما حدثناه أحمد بن كامل القاضي ثنا يزيد
بن الهيثم ثنا محمد بن جعفر الفيدي ثنا بن فضيل عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي
الهذيل عن أبي هريرة رضى الله عنه في قول الله عز وجل لواحة للبشر قال تلقاهم جهنم
يوم القيامة فتلفحهم لفحة فلا تترك لحما على عظم إلا وضعت على العراقيب قال وأشباه
هذا من الموقوفات تعد في تفسير الصحابة فأما ما نقول في تفسير الصحابي مسند فإنما
نقوله في غير هذا النوع فإنه كما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسحاق بن أبي أويس حدثني مالك بن أنس عن محمد
بن المنكدر عن جابر قال كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء
الولد أحول فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم قال الحاكم هذا الحديث وأشباهه مسندة
عن آخرها وليست بموقوفة فان الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من
القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع من
الموقوفات وهي مرسلة قبل الوصول إلى الصحابة ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب ثنا بحر بن نصر حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني محمد بن عمرو عن بن جريج عن
سليمان بن موسى قال قال جابر بن عبد الله إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المحارم
ولسانك من الكذب ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم
فطرك سواء قال الحاكم هذا حديث يتوهمه من ليس الحديث من صناعته أنه موقوف على جابر
وهو موقوف ومرسل قبل التوقيف فان سليمان بن موسى الأشدق لم يسمع من جابر ولم يره
بينهما عطاء بن أبي رباح في أحاديث كثيرة وربما اشتبه أيضا على غير المتبحر في
الصنعة فيقول لم يلحق بن وهب محمد بن عمرو بن علقمة ولا روى محمد بن عمرو بن علقمة
عن بن جريج ومحمد بن عمرو هذا هو اليافعي شيخ من أهل مصر وليس بابن علقمة المدني
ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع آخر من الموقوفات وهي مسندة في الأصل يقصر به
بعض الرواة فلا يسنده مصال ذلك ما حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو
عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن
القاسم ثنا منصور عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود قال انما حفظ الناس من آخر النبوة
إذا لم تستحي فاصنع ما شئت قال الحاكم هذا حديث أسنده الثوري وشعبة وغيرهما عن
منصور وقد قصر به روح بن القاسم فوقفه ومثال هذا في الحديث كثير ولا يعلم سندها
إلا الفرسان من نقاد الحديث ولا تعد في الموقوفات
ذكر النوع السادس من معرفة علوم الحديث النوع السادس
من هذا العلم
معرفة الأسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم
مثال ذلك ما حدثناه أبو نصر محمد بن محمد بن حامد الترمذي ثنا محمد بن حبال
الصنعاني حدثنا عمرو بن عبد الغفار الصنعاني ثنا بشر بن السري حدثنا زائدة عن عمار
بن أبي معاوية عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كنا نتمضمض من اللبن ولا نتوضأ منه
أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا
محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا حرمي بن عمارة حدثني هارون بن موسى قال سمعت الحسن
يحدث عن أنس بن مالك قال كان يقال في أيام العشر بك يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة
آلاف يوم قال يعنى في الفضل أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة
ثنا أحمد بن حازم بن أبو غرزة ثنا علي بن قادم أخبرنا علي بن صالح عن أبي إسحاق عن
هبيرة بن يريم عن عبد الله قال من أتى ساحرا أو عرافا فقد كفر بما أنزل الله على
محمد صلى الله عليه وسلم قال الحاكم هذا باب كبير يطول ذكره بالأسانيد فمن ذلك ما
ذكرنا ومنه قول الصحابي المعروف بالصحبة أمرنا أن نفعل كذا ونهينا عن كذا وكذا
وكنا نؤمر بكذا وكنا ننهى عن كذا وكنا نفعل كذا وكنا نقول ورسول الله صلى الله
عليه وسلم فينا وكنا لا نرى بأسا بكذا وكان يقال كذا وكذا وقول الصحابي من السنة
كذا وأشباه ما ذكرناه إذا قاله الصحابي المعروف بالصحبة فهو حديث سمند وكل ذلك
مخرج في المسانيد
ذكر النوع السابع من معرفة أنواع الحديث النوع السابع من هذا العلم
معرفة الصحابة على مراتبهم
فأولهم قوم أسلموا بمكة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم
ولا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب رضى الله عنه أولهم إسلاما
وإنما اختلفوا في بلوغه والصحيح عند الجماعة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول
من أسلم من الرجال البالغين بحديث عمرو بن عبسة أنه قال يا رسول الله من تبعك على
هذا الأمر قال حر وعبد وإذا معه أبو بكر وبلال رضي الله عنهما والطبقة الثانية من
الصحابة أصحاب دار الندوة وذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أسل وأظهر
إسلامه حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دار الندوة فبايعه جماعة من أهل مكة
والطبقة الثالثة من الصحابة المهاجرة إلى الحبشة والطبقة الرابعة من الصحابة الذين
بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة يقال فلان عقبي وفلان عقبي والطبقة
الخامسة من الصحابة أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار والطبقة السادسة أول
المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء قبل أن يدخلوا
المدينة ويبني المسجد والطبقة السابعة أهل بدر الذين قال رسول الله صلى الله عليهم
وسلم فيهم لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم والطبقة
الثامنة المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية والطبقة التاسعة أهل بيعة
الرضوان الذين أنزل الله تعالى فيهم لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت
الشجرة وكانت بيعة الرضوان بالحديبية لما صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
العمرة و صالح كفار قريش على أن يعتمر من العام المقبل والحديبية بئر وكانت الشجرة
بالقرب من البئر ثم إن الشجرة فقدت بعد ذلك فلم توجد وقالوا إن السيول ذهبت بها
فقال سعيد بن المسيب سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول فد طلبناها غير مرة فلم
نجدها فأما ما يذكره عوام الحجيج أنها شجرة بين منى ومكة فإنه خطأ فاحش والطبقة
العاشرة من الصحابة المهاجرة بين الحديبية والفتح منهم خالد بن الوليد وعمرو بن
العاص وأبو هريرة وغيرهم وفيهم كثرة فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غنم
خيبر قصدوه من كل ناحية مهاجرين فكان يعطيهم والطبقة الحادي عشرة فهم الذين أسلموا
يوم الفتح وهم جماعة من قريش منهم من أسلم طائعا ومنهم من اتقى السيف ثم تغير
والله أعلم بما أضمروا واعتقدوا ثم الطبقة الثانية عشرة صبيان وأطفال رأوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها وعدادهم في الصحابة منهم
السائب بن يزيد وعبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير فإنهما قدما إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ودعا لهما ولجماعة يطول الكتاب بذكرهم ومنهم أبو الطفيل عامر بن
واثلة وأبو جحيفة وهب بن عبد الله فإنهما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف
وعند زمزم وقد صحت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا هجرة بعد
الفتح وإنما هو جهاد ونية قال احاكم هذا باب لو استقصيت فيه بأسانيد وروايات لصار
كتابا على حدة فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم تفرقوا وسكنوا
بلادا شاسعة فماتوا في أماكن شتى وهذا الباب يجمع أنواعا من العلوم غير اني دللت
على كل نوع منه على ما حضرني في الوقت ومن تبحر في معرفة الصحابة فهو حافظ كامل الحفظ
فقد رأيت جماعة من مشايخنا يروون الحديث المرسل عن تابعي عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتوهمونه صحابيا وربما رووا المسند عن صحابي فيتوهمونه تابعيا
ذكر النوع الثامن من علوم الحديث النوع الثامن من هذا العلم
معرفة المراسيل المختلف في الاحتجاج بها
وهذا نوع من علم الحديث صعب قل ما يهتدى إليه إلا المتبحر في هذا العلم فإن
مشايخ الحديث لم يختلفوا في أن الحديث المرسل هو الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة
إلى التابعي فيقول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر ما تروى
المراسيل من أهل المدينة عن سعيد بن المسيب ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح ومن
أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال ومن أهل الشام عن مكحول الدمشقي ومن أهل البصرة عن
الحسن بن أبي الحسن ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن يزيد النخعي وقد يروى الحديث بع
الحديث عن غيرهم من التابعين إلا أن الغلبة لرواياتهم وأصحها مراسيل سعيد بن
المسيب والدليل عليه أن سعيدا من أولاد الصحابة فإن أباه المسيب بن حزن من أصحاب
الشجرة وبيعة الرضوان وقد أدرك سعيد عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير إلى آخر
العشرة وليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد وقيس بن أبي حازم ثم مع
هذا فإنه فقيه أهل الحجاز ومفتيهم وأول فقهاء السبعة الذين يعد مالك بن أنس
إجماعهم إجماع كافة الناس سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس الدوري
يقول سمعت يحيى بن معين يقول أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب وأيضا فقد تأمل
الأئمة المتقدمون مراسيله فوجدوها بأسانيد صحيحة وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل
غيره فهذه صفة المراسيل عند أهل الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت بخط أبي ثنا الحسن بن عيسى مولى بن المبارك قال
حدثت بن المبارك بحديث لأبي بكر بن عياش عن عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
حسن فقلت لابن المبارك أنه ليس عنه إسناد فقال إن عاصما يحتمل له أن يقول قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فغدوت إلى أبي بكر فإذا بن المبارك قد سبقني إليه وهو
إلى جنبه فظننته فد سأله عنه قال الحكام فأما مشايخ أهل الكوفة فكل من أرسل الحديث
عن التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من العلماء فإنه عندهم مرسل محتج به وليس
كذلك عندنا فان مرسل أتباع التابعين عندنا معضل ويسأتي ذكره وشرحه بعد هذا إن شاء
الله عز وجل سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول سمعت عبد
الله بن عدي بن عبد الله يقول سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول سمعت محمد بن يزيد
الواسطي يقول سمعت يزيد بن هارون يقول قلت لحماد بن زيد يا أبا إسماعيل هل ذكر
الله أصحاب الحديث في القرآن فقال بلى ألم تسمع إلى قول الله تعالى ليتفقهوا في
الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم
رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه قال الحكام ففي هذا النص دليل على أن العلم
المحتج به هو المسموع غير المرسل هذا من الكتاب وأما من السنة فحدثنا أبو جعفر
محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا ضرار بن
صرد ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الأسدي عن سعيد بن
جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع
ممن يسمع منكم والحديث المشهور المستفيض بذلك قوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ
سمع مقالتي فوعاها حتى يؤديها إلى من لم يسمعها الحديث
ذكر النوع التاسع من معرفة علوم الحديث النوع التاسع من هذا العلم
معرفة المنقطع من الحديث
وهو غير المرسل وقل ما يوجد في الحفاظ من يميز بينهما والمنقطع على أنواع
ثلاثة فمثال نوع منها ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السما ببغداد ثنا أيوب
بن سليمان السعدي ثنا عبد العزيز بن موسى اللاحوني أبو روح ثنا هلال بن حق عن
الجريري عن أبي العلاء وهو بن الشخير عن رجلين من بنى حنظلة عن شداد بن أوس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أحدنا أن يقول في صلاته اللهم إني أسألك
التثبت في الأمور وعزيمة الرشد وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك شكر نعمتك
وحسن عبادتك وأستغفرك لما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم قال
الحاكم هذا الإسناد مثل لنوع من المنقطع لجهالة الرجلين بين أبي العلاء بن الشخير
وشداد بن أوس وشواهده في الحديث كثيرة وقد يروى الحديث وفي إسناده رجل غير مسمى
وليس بمنقطع ومثال ذلك ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر بمرو
ثنا أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري ثنا داود بن أبي هند ثنا شيخ
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسل يأتي على الناس زمان يخير الرجل
بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور وهكذا رواه عتاب
بن بشير والهياج بن بسطام عن داود بن أبي هند وإذا الرجل الذي لم يقفوا على اسمه
أبو عمر الجدلي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثني يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن
عاصم عن داود بن أبي هند قال نزلت جزيرة قيس فسمعت شيخا أعمى يقال له أبو عمر يقول
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان يخير
الرجل بين العجز و الفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليتخير العجز على الفجور قال
الحاكم فهذا النوع من المنقطع الذي لا يقف عليه إلا الحافظ الفهم المتبحر في
الصنعة وله شواهد كثيرة جعلت هذا الواحد شاهدا لها والنوع الثالث من المنقطع أن
يكون في الإسناد رواية راو لم يسمع من الذي يروى عنه الحديث قبل الوصول إلى
التابعي الذي هو موضع الإرسال ولا يقال لهذا النوع من الحديث مرسل إنما يقال له
منقطع مثاله ما حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن سليمان
الحضرمي حدثنا محمد بن سهل ثنا عبد الرازق قال ذكر الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن
يثيع عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن وليتموها أبا بكر فقوي
أمين لا تأخذه في الله لومة لائم وإن وليتموها عليا فهاد مهدى يقيمكم على طريق
مستقيم قال الحاكم هذا إسناد لا يتأمله متأمل إلا علم اتصاله وسنده فإن الحضرمي
ومحمد بن سهل بن عسكر ثقتان وسماع عبد الرزاق من سفيان الثوري واشتهاره به معروف
وكذلك سماع الثوري من أبي إسحاق واشتهاره به معروف وفيه انقطاع في موضعين فإن عبد
الرزاق لم يسمعه من الثوري والثوري لم يسمعه من أبي إسحاق أخبرناه أبو عمرو بن
السماك ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي حدثنا محمد بن أبي السري ثنا عبد
الرزاق أخرني النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق فذكره نحوه
حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافط بالكوفة ثنا الحسن بن علوية القطان حدثني عبد
السلام بن صالح ثنا عبد الله بن نمير ثنا سفيان الثوري ثنا شريك عن أبي إسحاق عن
زيد بن يثيع عن حذيفة قال ذكراو الإمارة والخلافة عند النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر الحديث بنحوه وقال وكل من تأمل ما ذكرناه من المنقطع علم وتيقن أن هذا العلم
من الدقيق الذي لا يستدركه إلا الموفق والطالب المتعلم
ذكر النوع العاشر من علوم الحديث قال الحاكم النوع العاشر من هذه العلوم
معرفة المسلسل من الأسانيد
فإنه نوعه من السماع الظاهر الذي لا غبار عليه ومثاله ما سمعت أبا الحسين بن
علي الحافظ يقول سمعت علي بن سالم الأصبهاني يقول سمعت أبا سعيد يحيى بن حكيم يقول
سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول سمعت سفيان الثوري يقول سمعت أبا عون الثقفي يقول
سمعت عبد لله بن شداد يقول سمعت أبا هريرة يقول الوضوء مما مست النار قال فذكرت
ذلك لمروان أو ذكر له فأرسل أو أرسلني إلى أم سلمة فحدثتني أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يخرج إلى الصلاة فانتشل عظما أو أكل كتفا ثم صلى ولم يتوضأ هذا
النوع الأول من المسلسل والنوع الثاني منه ما حدثناه أبو بكر محمد بن داود بن
سليمان الزاهد حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المؤمل الضرير حدثني إبراهيم بن
راشد الأدمي حدثني محمد بن يحيى الواسطي خادم أبي منصور الشنابزي قال قال لي أبو
منصور قم فصب علي حتى أريك وضوء منصور فان منصورا قال لي قم فصب على حتى أريك وضوء
إبراهيم فإن إبراهيم قال لي قم فصب على حتى أريك وضوء علقمة فإن علقمة قال لي قم
فصب على حتى أريك وضوء بن مسعود فإن بن مسعود قال لي قم فصب علي حتى أريك وضوء
النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي قم فصب على حتى
أريك وضوء جبرائيل عليه السلام فقلت لأبي جعفر كيف توضأ قال ثلاثا ثلاثا والنوع
الثالث من المسلسل ما حدثناه أبو جعفر محمد بن علي الصائغ ثنا أحمد بن حازم بن أبي
غرزة ثنا أبو نعيم ثنا نصير بن أبي الأشعث قال سمعت أبا الزبير يحدث أنه سمع جابرا
يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا نمت فاطف السراج وأغلق الباب وأوك
السقاء وخمر الإناء فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل وكاء ولا يكشف إناء وإن
الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم فإن لم تجد ما تخمره فأعرض عليه عودا واذكر اسم
الله عليه قال الحاكم هذا النوع مما تكثر شواهده في الحديث أن يكون علامة السماع
بين كل راويين ظاهرا أو ان يكون بلفظ السماع أو حدثنا أو أخبرنا إلى أن يصل مسلسلا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم والنوع الرابع من المسلسل ما أخبرناه جعفر بن محمد
بن نصير الخلدي ثنا القاسم بن محمد الدلال ومحمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا أبو
بلال الأشعري حدثنا حصين بن ذيال الجعفي قال قال رجل للحسن بن صالح أمسح على
الخفين قال نعم قال فإن قال لي ربي من أمرك بهذا قال قل الحسن بن حي قال فإن قيل
لك أنت قال فأقول أمرني المنصور بن المعتمر قال فإن قيل لمنصور قال يقول أمرني
إبراهيم قال فإن قيل لإبراهيم قال يقول أمرني همام بن الحارث قال فإن قيل لهمام
قال يقول أمرني جرير قال فإن قيل لجرير قال يقول أمرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم والنوع الخامس من المسلسل ما حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني أبو الحسن
يوسف بن عبد الأحد القمني الشافعي بمصر قال حدثني سليم بن شعيب الكسائي حدثني سعيد
الآدم حدثني شهاب بن خراش الحوشبي قال سمعت يزيد الرقاشي يحدث عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر
خيره وشره وحلوه ومره قال وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على لحيته فقال آمنت
بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وقبض أنس على لحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره
وحلوه ومره قال وأخذ يزيد بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وأخذ
شهاب بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه مره قال وأخذ سعيد بلحيته فقال آمنت
بالقدر خيره وشره وحلوه مره قال وأخذ سليمان بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره
وحلوه ومره قال وأخذ يوسف بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وأخذ
شيخنا الزبير بلحيته فقال آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال لنا الشيخ أبو بكر
الشيرازي قال لنا الحاكم أبو عبد الله وأنا أقول عن نية صادقة وعقيدة صحيحة آمنت
بالقدر خيره وشره وحلوه ومره وأخذ بلحيته وأخذ الشيخ أبو بكر بلحيته فقال آمنت
بالقدر خيره وشره وحلوه ومره والنوع السادس من المسلسل ما عدهن في يدي أبو بكر بن
أبي دارم الحافظ بالكوفة وقال لي عدهن في يدي علي بن أحمد بن الحسين العجلي وقال
لي عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان وقال لي عدهن في يدي يحيى بن المساور الحناط
وقال لي عدهن في يدي عمرو بن خالد وقال لي عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين وقال
لي عدهن في يدي علي بن الحسين وقال عدهن في يدي أبي الحسين بن علي وقال لي عدهن في
يدي علي بن أبي طالب وقال لي عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم عدهن في يدي جبريل وقال جبريل هكذا نزلت بهن من عند رب
العزة اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك
حميد مجيد الله بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
إنك حميد مجيد اللهم ترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم تحنن على محمد وآل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وقبض حرب خمس أصابعه وقبض علي بن أحمد العجلي خمس
أصابعه وقبض شيخنا أبو بكر خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض الحاكم أبو عبد الله
خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض أحمد بن خلف خمس أصابعه وعدهن في أيدينا والنوع
السابع من المسلسل أني شهدت على أبي بكر محمد بن داود الصوفي أنه قال شهدت على علي
بن الحسن بن سالم أنه قال شهدت على يحيى بن حكيم أنه قال شهدت على أبي قتيبة أنه
قال شهدت على زهير بن أبي خيثمة أنه قال شهدت على عبد الملك بن أبي بشير أنه قال
شهدت على عكرمة أنه قال شهدت على بن عباس أنه قال شهدت على أبي بكر الصديق أنه قال
كل السمكة الطافية والنوع الثامن من المسلسل شبك بيدي أحمد بن الحسين المقرىء وقال
شبك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن عمر بن الحسن بن بكر بن الشرود الصنعاني وقال شبك
بيدي أبي وقال شبك بيدي أبي وقال شبك بيدي إبراهيم بن يحيى وقال إبراهيم شبك بيدي
صفوان بن سليم وقال صفوان شبك بيدي أيوب بن خالد الأنصاري وقال أيوب شبك بيدي عبد
الله بن رافع وقال عبد الله شبك بيدي أبو هريرة وقال أبو هريرة شبك بيدي أبو
القاسم صلى الله عليه وسلم وقال خلق الله الأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد
والشجر يوم الإثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس
وآدم يوم الجمعة فهذه أنواع المسلسل من الأسانيد المتصلة التي لا يشوبها تدليس
وآثار السماع بين الراويين ظاهرة غير أن رسم الجرح والتعديل عليها محمكم وإني لا
أحكم لبعض هذه الأسانيد بالصحة وإنما ذكرتها لستدل بشواهدها عليها إن شاء الله
ذكر النوع الحادي عشر من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلوم هو
معرفة الأحاديث المعنعة وليس فيها تدليس وهي متصلة بإجماع أئمة أهل النقل
على تورع رواتها عن أنواع التدليس
مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا
عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لكل داء دواء فإذا
أصيب دواء الداء بريء بإذن الله عز وجل قال الحاكم هذا حديث رواته بصريون ثم
مدنيون ومكيون وليس من مذاهبهم التدليس فسواء عندنا ذكروا سماعهم أو لم يذكروه
وإنما جعلته مثلاى لألوف مثله ومثال ذلك ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد
المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن عبد الله
بن المختار عن بن سيرين عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه أذى قال الحاكم هذا حديث رواته
كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا
السماع وأما ضد هذا من الحديث فمثاله ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ
ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال ذكرنا ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر
قلنا ثنتان وعشرون وبقي ثمان فقال مضى ثنتان وعشرون وبقى سبع اطلبوها الليلة الشهر
تسع وعشرون قال الحاكم لم يسمع هذا الحديث الأعمش من أبي صالح وقد رواه أكثر
أصحابه عنه هكذا منقطعا فأخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب حدثنا
محمد بن عبد الله بن نمير ثنا خلاد الجعفي حدثني أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد
الأعمش عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال ذكرنا ليلة القدر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر قلنا ثنتان وعشرون وبقى ثمان
فقال مضى ثنتان وعشرون وبقى سبع اطلبوها الليلة الشهر تسع وعشرون قال وشواهد هذا
ونظائره في الحديث كثيرة وسنأتي بمشية الله على شرحها في ذكر المدلسين إن شاء الله
ذكر النوع الثاني عشر من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم هو
المعضل من الروايات
فقد ذكر إمام الحديث علي بن عبد الله المديني فمن بعده من أئمتنا أن المعضل
من الروايات أن يكون بين المرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من رجل
وأنه غير المرسل فإن المراسيل للتابعين دون غيرهم ومثال هذا النوع من الحديث ما
حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا بن وهب
أخبرنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمرو بن شعيب قال قاتل عبد مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لك سيدك قال لا فقال
لو قتلت لدخلت النار قال سيده فهو حر يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم الآن فقاتل وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله أنا بن وهب
أخبرني مسلمة بن علي أن الني صلى الله عله وسلم قال إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة
حتى إذا حضرته الوفاة حاف في وصيته فوجبت له النار وإن العبد ليعمل بعمل أهل النار
حتى إذاحضرته الوفاة عدل في وصيته فوجبت له الجنة قال الحاكم فقد أعضل الإسناد
الأول عمرو بن شعيب والإسناد الثاني مسلمة بن علي ثم لا نعلم أحدا من الرواة وصله
ولا أرسله عنهما فالحديثان معضلان وليس كل ما يشبه هذا بمعضل فربما أعضل أتباع
التابعين الحديث وأتباعهم في وقت ثم وصلاه أو أرسلاه في وقت مثال ذلك ما أنا أبو
بكر بن أبي نصر الدار بردي بمرو ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا القعنبي عن
مالك إنه قد بلغه أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك
طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق هذا معضل أعضله عن مالك هكذا
في الموطأ إلا أنه قد وصل عنه خارج الموطأ أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله
الشعيري حدثنا محمش بن عصام المعدل ثنا حفص بن عبد الله ثنا إبراهيم بن طهمان عن
مالك بن أنس عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق وهكذا
رواه النعمان بن عبد السلام وغيره عن مالك قال الحاكم فينبغي للعالم بهذه الصنعة
أن يميز بين المعضل الذي لا يوصل وبين ما أعضله الراوي في وقت ثم وصله في وقت
والنوع الثاني من المعضل أن يعضله الراوي من أتباع التابعين فلا يرويه عن أحد
ويوقفه فلا يذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معضلا ثم يوجد ذلك الكلام عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم متصلا مثاله ما حدثناه إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنا
محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا عثمان بن محمد بن موسى الدعلجي ثنا خليد بن
دعلج قال سمعت الحسن يقول أخذ المؤمن عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع وإذا قتر
عليه قتر حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن كزال ثنا
إبراهيم بن بشير المكي ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال قال سمعت أبا حمزة يقول
سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن أخذ عن الله أدبا
حسنا إذا وسع عليه وسع على نفسه وإذا أمسك عليه أمسك وشبيه ذلك ما حدثناه أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو كريب
ثنا يحيى بن أدم حدثنا أبو بكر بن عايش عن الأعمش عن الشعبي قال يقال للرجل يوم
القيامة عملت كذا وكذا فيقول ما عملته فيختم على فيه فينطق جوارحه أو قال ينطق
لسانه فيقول لجوارحه أبعدكن الله ما خاصمت إلا فيكن قال قد أعضله الأعمش وهو عن
الشعبي متصل مسند مخرج في الصحيح لمسلم حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ
ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي النضر ثنا أبو النضر ثنا عبيد الله
الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل بن عمرو عن الشعبي عن أنس بن مالك
قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مم ضحكت قلنا الله
ورسوله أعلم قال من مخاطبة العبد ربه يوم القيامة فيقول يارب ألم تجرني من الظلم
فيقول بلى قال فإني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني فيقول كفى بنفسك اليوم
عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين عليك شهودا فيختم على فيه ثم يقال لأركانه انطقي
فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل
وأشباه هذا كثيرة وفيما ذكرنا لمن تدبره غنية إن شاء الله
ذكر النوع الثالث عشر من علوم الحديث هذا النوع هو
معرفة المدرج في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام الصحابة وتلخيص
كلام غيره من كلامه صلى الله عليه وسلم
ومثال ذلك ما حدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه انا عمر بن حفص السدوسي ثنا
عاصم بن علي ثنا زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ
علقمة بيدي وحدثني أن عبد الله أخذ بيده وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد
عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة وقال قل التحيات لله والصلوات فذكر التشهد قال
فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد قال الحاكم
هكذا رواه جماعة عن زهير وغيره عن الحسن بن الحر وقوله إذا قلت هذا مدرج في الحديث
من كلام عبد الله بن مسعود فإن سنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقضي
بانقضاء التشهد والدليل عليه ما حدثناه علي بن حمشاذ العدل ثنا عبد الله بن محمد
بن غزير ثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسين بن الحر عن
القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وأخذ عبد الله بيد علقمة وأخذ النبي صلى الله
عليه وسلم بيد عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة وقال قل التحيات لله فذكر الحديث
إلى آخر التشهد فقال قال عبد الله بن مسعود إذا فرغت من هذا فقد قضيت صلاتك فإن
شئت فاقعد وإن شئت فقم فقد ظهر لمن رزق الفهم أن الذي ميز كلام عبد الله بن مسعود
من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقد أتى بالزيادة الظاهرة والزيادة من الثقة
مقبولة وقد أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي يقول عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثقة وشبيه
ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري حدثنا
يحيى بن فضيل ثنا الحسن بن صالح ثنا سعيد ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن
نهيك عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق نصيبا له في عبد أو
شقيصا فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال وإلا قوم العبد قيمة عدل ثم استسعى في
قيمته غير مشقوق عليه قال الحاكم حديث العتق ثابت صحيح وذكر الاستسعاء فيه من قول
قتادة وقد وهم من أدرجه في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشهد بصحة ذلك ما
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الدارابجردي ثنا عبد الله بن يزيد
المقرىء حدثنا همام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن
رجلا أعتق شقصا له في مملوك فغرمه النبي صلى الله عليه وسلم قال همام وكان قتادة
يقول إن لم يكن له مال استسعى العبد فهذا أظهر من الأول أن القول الزائد المبين
المميز وقد ميز همام وهو ثبت
ذكر النوع الرابع عشر من علوم الحديث النوع الرابع عشر من هذا العلم
معرفة التابعين
وهذا نوع يشتمل على علوم كثيرة فانهم على طبقات في الترتيب ومهما غفل
الإنسان عن هذا العلم لم يفرق بين الصحابة والتابعين ثم لم يفرق أيضا بين التابعين
وأتباع التابعين قال الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والأنصار والذين
اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم وضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين
فيها ابدا ذلك الفوز العظيم وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثناه
أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد وأبو العباس محمد بن يعقوب الأوموي
بنيسابور وأبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قالوا حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن
محمد الرقاشي حدثنا أزهر بن سعد ثنا بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
فلا أدري أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة قال الحاكم
هذا حديث مخرج في الصحيح لمسلم بن الحجاح وله علة عجيبة حدثناه محمد بن صالح بن
هانئ ثنا محمد بن نعيم ثنا عمرو بن علي ثنا أزهر ثنا بن عون عن إبراهيم عن عبيدة
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني قال فحدثت به
يحيى بن سعيد فقال ليس في حديث بن بن عون عن عبد الله فقلت له بلى فيه قال لا فقلت
إن أزهر ثنا عن بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال رأيت أزهر جاء بكتابه
ليس فيه عن عبد الله قال عمرو بن علي فاختلفت الى أزهر قريبا من شهرين للنظر فيه
فنظر في كتابه ثم خرج فقال لم أجده إلا عن عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم فخير
الناس قرنا بعد الصحابة من شافه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ عنهم
الدين والسنن وهم قد شهدوا الوحي والتنزيل فمن الطبقة الأولى من التابعين وهم قوم
لحقوا العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ويعدهم جماعة من
الصحابة فمنهم سعيد بن المسيب وقيس بن أبي حازم وأبو عثمان النهدي وقيس بن عباد
وأبو ساسان حضين بن المنذر وأبو وائل شقيق بن سلمة وأبو رجاء العطاردي وغيرهم
والطبقة الثانية من التابعين الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع وأبو
سلمة بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وغيرهم من هذه الطبقة والطبقة الثالثة من
التابعين عامر بن شراحيل الشعبي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وشريح بن الحارث
وأقرانهم من هذه الطبقة وهم طبقات خمس عشرة طبقة آخرهم من لقى أنس بن مالك من أهل
البصرة ومن لقى عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة ومن لقى السائب بن يزيد من أهل
المدينة ومن لقى عبد الله بن الحارث بن جزء من أهل مصر ومن لقى أبا أمامة الباهلي
من أهل الشام أخبرنا أبو جعفر البغدادي ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي بن المديني
قال آخر من بقى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سهل بن سعد
الساعدي وآخر من بقى بالبصرة أنس بن مالك وآخر من بقى بالكوفة أبو جحيفة وهب بن
عبد الله السوائي من بني سواءة بن عامر وآخر من بعى بالشام عبد الله بن بسر
المازني من بنى مازن بن منصور وآخر من بقى بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء حدثنا
سفيان قال قلت للأحوص بن حكيم أكان أبو أمامة آخر من مات عندكم من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال آخر كان بعده يقال له بن بسر وقد رأيته ورأيت أنس بن مالك
على حمار بين الصفا والمروة وقال علي وآخر من مات بمكة ممن رأى النبي صلى الله
عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ويقال له الحماني فأما الفقهاء السبعة
من أهل المدينة فسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعروة بن الزبير
وخارجة بن زيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعبيد الله بن عبد الله بن
عتبة وسليمان بن يسار فهؤلاء الفقهاء السبعة عند الأكثر من علماء الحجاز وأخبرنا
أحمد بن علي المقرىء ثنا أبو العوام محمد بن عبد الله بن عبد الجبار المرادي بمصر
حدثنا خالد بن نزار الأيلي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال أدركت من
فقهائنا الذين ينتهى إلى قولهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد
وأبا بكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله بن عبد الله وسليمان بن يسار هم
أهل فقه وصلاح وفضل وفد ذكر سالم بن عبد الله أيضا فيهم بدلا عن أبي بكر بن عبد
الرحمن وأبي سلمة بن عبد الرحمن أخبرني أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله المروزي
ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت علي بن المديني يقول سمعت يحيى بن سعيد
القطان يقول فقهاء أهل المدينة اثنا عشر سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن
والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر وحمزة بن عبد الله بن عمر وزيد بن عبد
الله بن عمر وعبيد الله بن عبد الله بن عمر وبلال بن عبد الله بن عمر وأبان بن
عثمان بن عفان وقبيصة بن ذؤيب وخارجة بن زيد بن ثابت وإسماعيل بن زيد بن ثابت فأما
المخضرمون من التابعين هم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وليست لهم صحبة فهم أبو رجاء العطاردي وأبو وائل الأسدي وسويد بن غفلة وأبو
عثمان النهدي وغيرهم من التابعين قرأت بخط مسلم بن الحجاج رحمه الله ذكر من أدرك
الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى الله
علي وسلم منهم أبو عمرو الشيباني سعد بن إياس ومنهم سويد بن غفلة الكندي يكنى أبا
أمية ومنهم شريح بن هانئ الحارثي ومنهم يسير بن عمرو ويقال أسير بن عمرو وأهل
البصرة يقولون بن جابر ومنهم عمرو بن ميمون الأودي ويكنى أبا عبد الله ومنهم
الأسود بن يزيد النخعي ويكنى أبا عمرو ومنهم الأسود بن هلال المحاربي من ساكني
الكوفة ومنهم المعرور بن سويد ومنهم عبد خير بن يزيد الخيواني أبو عمارة ومنهم
شبيل بن عوف الأحمسي ومنهم مسعود بن حراش أخو ربعي بن حراش ومنهم مالك بن عمير
ومنهم أبو عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن بن مل ومنهم أبو رجاء العطاردي واسمه
عمران بن تميم ومنهم غنيم بن قيس ويكنى أبا العنبر ومنهم أبو رافع الصائغ ومنهم
أبو الحلال العتكي واسمه ربيعه بن زرارة ومنهم خالد بن عمير العدوي ومنهم ثمامة بن
حزن القشيري ومنهم جبير بن نفير الحضرمي قال الحاكم فبلغ عدد من ذكر هم مسلم رحمه
الله من المخضرمين عشرين رجلا فحدثني بعض مشائخنا من الأدباء أن المخضرم اشتقاقه
من أن أهل الجاهلية كانوا يخضرومن آذان الإبل أي يقطعونها لتكون علامة لإسلامهم إن
أغير عليها أو حوربوا ومن التابعين بعد المخضرمين طبقة ولدوا في زمان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوا منه منهم يوسف بن عبد الله بن سلام ومحمد بن أبي
بكر الصديق وبشير بن أبي مسعود الأنصاري وأمامة بن سهل بن حنيف وعبد الله بن عامر
بن كريز وسعيد بن سعد بن عبادة والوليد بن عبادة بن الصامت وعبد الله بن عامر بن
ربيعة وعبد الله بن ثعلبة بن صعير وأبو عبد الله الصنابحي وعمرو بن سلمة الجرمي
وعبيد بن عمير وسليمان بن ربيعة وعلقمة بن قيس وطبقة تعد في التابعين ولم يصح سماع
أحد منهم من الصحابة منهم إبراهيم بن سويد النخعي وإنما روايته الصحيحة عن علقمة
والأسود ولم يدرك أحدا من الصحابة وليس هذا بإبراهيم بن يزيد النخعي الفقيه وبكير
بن أبي السميط لم يصح له عن أنس رواية إنما أسقط قتادة من الوسط وبكير بن عبد الله
بن الأشج لم يثبت سماعه من عبد الله بن الحارث بن جزء وإنما رواياته عن التابعين
وثابت بن عجلان الأنصاري لم يصح سماعه من بن عباس إنما يروى عن عطاء وسعيد بن جبير
عن بن عباس وسعيد بن عبد الرحمن الرقاشي وأخوه واصل أبو حرة لم يثبت سماع واحد
منهما من أنس وطبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين وقد لقوا الصحابة منهم أبو
الزناد عبد الله بن ذكوان وقد لقى عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وأبا أمامة بن سهل
وهشام بن عروة وقد أدخل على عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وموسى بن عقبة وقد
أدرك أنس بن مالك وأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص
ذكر النوع الخامس عشر من علوم الحديث وهو
معرفة أتباع التابعين
فإن غلط من لا يعرفهم يعظم أن يعدهم الطبقة الرابعة أولا يميز فيجعل بعضهم
من التابعين كما قدمنا ذكره وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو
الحسن علي بن محم بن سختويه العدل أنا هشام بن علي السدوسي أن موسى بن إسماعيل
حدثهم حدثنا أبان بن يزيد عن أبي جمرة عن زهدم الجرمي عن عمران بن حصين عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال خير الناس القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويخونون ولا يؤتمنون
يفشو فيهم السمن قال الحاكم فهذه صفة أتباع التابعين إذ جعلهم النبي صلى الله عليه
وسلم خير الناس بعد الصحابة والتابعين المنتخبين وهم الطبقة الثالثة بعد النبي صلى
الله عليه وسلم وفيهم جماعة من أئمة المسلمين وفقهاء الأمصار مثل مالك بن أنس
الإصبحي وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وشعبة بن الحجاج
العتكي وابن جريج ثم يعد أيضا فيهم جماعة من تلامذة هؤلاء الأئمة الذين ذكرناهم
مثل يحيى بن سعيد القطان وقد أدرك أصحاب أنس وعبد الله بن المبارك وقد أدرك جماعة
من التابعين ومحمد بن الحسن الشيباني ممن روى الموطأ عن مالك وقد أدرك جماعة من
التابعين وإبراهيم بن طهمان الزاهد وقد أدرك جماعة من التابعين وفي هذه الطبقة جماعة
يشتبه على المتعلم أساميهم فيتوهمهم من التابعين لنسب يجمعهم أو غير ذلك بما يشتبه
على غير المتبحرين في هذا العلم مثل إبراهيم بن محمد أبن سعد بن أبي وقاص ولم يسمع
من أحد من الصحابة وربما نسب إلى جده فيتوهمه الراوي بحديثه إبراهيم بن سعد بن أبي
وقاص وهو تابعي كبير عنده عن أبيه وغيره من الصحابة ومنهم حفص بن عمر بن سعد القرظ
وسعد صحابي وحفص لم يسمع من جده ولا غيره من الصحابة وربما نسب إلى جده فيتوهمه
الواهم بأنه تابعي ومنهم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله
عليهم وهو الذي يعرف بحسين الأصغر الذي يروى عنه عبد الله بن المبارك وغيره وربما
قال الراوي عن حسين بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيشتبه على من لا
يتحقق أنه مرسل ويتوهمه من التابعين وليس كذلك فإن ولد علي بن الحسين زين العابدين
ستة منهم حدثوا محمد وعبد الله وزيد وعمر وحسين وفاطمة وليس فيهم تابعي غير محمد
وهو أبو جعفر باقر العلوم ومنهم سعيد بن أبي خيرة البصري كثير الرواية عن الحسن
وقد أرسل عن سعيد عن أبي هريرة وأنس وإنما يكون بينهما الحسن والراوي عن سعيد داود
بن أبي هند وهو تابعي سمع من أنس بن مالك فربما خفي عن طالب الحديث فيقول هذا شيخ
داود وعند داود عن أنس فلا ينكر أن يكون هذا تابعيا وليس كذلك فإنه من الأتباع
ومنهم سليمان الأحول وهو سليمان بن أبي مسلم المكي وربما روى عنه عن بن عباس
فيتأمل الراوي حاله فيقول هذا كبير وهو خال عبد الله بن أبي نجيح لا ينكر أن يلقى
الصحابة وليس كذلك فإنه من الأتباع ورواياته عن طاوس عن بن عباس ومنهم سليمان بن
عبد الرحمن الدمشقي وعداده في المصريين صاحب حديث الأضحية كبير السن والمحل روى
عنه عمرو بن الحارث وشعبة والليث وقد قيل عنه عن البراء بن عازب فإذا تأمل الراوي
محله وسنه و جلالة الرواة عنه لا يستبعد كونه من التابعين وليس كذلك فإن بينه وبين
البراء عبيد بن فيروز ومنهم سليمان بن يسار الذي يروى عنه سليمان بن بلال وابن أبي
ذئب وهذا شيخ من أهل المدينة يقال له صاحب المقصورة فربما خفي على من ليس هذا
العلم من صنعته ويروى رواية أتباع التابعين عنه فيتوهمه سليمان بن يسار مولى
ميمونة سابع الفقهاء السبعة وكان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال
الحاكم فقد ذكرنا هذه الأسامي ليستدل بها على جماعة من أتباع التاعبين لم نذكرهم
ويعلم بذلك أن معرفة الأتباع نوع كبير من هذا العلم
ذكر النوع السادس عشر من علم الحديث هذ النوع منه
معرفة الأكابر من الأصاغر
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر وقال البركة مع أكابرهم وشرح
هذه المعرفة أن طالب هذا العلم إذا كتب حديثا لليث بن سعد عن عبد الله بن صالح لا
يتوهم أن الراوي دون المروي عنه وكذلك إذا روى حديثا ليحي بن سعيد الأنصاري عن
مالك بن أنس والأعمش عن شعبة أبو بن جريج عن إسماعيل بن علية أو الزهري عن بهز بن
حكيم أو الليث بن سعد عن أبي يوسف القاضي وما أشبه هذا فإني ذكر ما حضرني في الوقت
ومثاله في الروايات كثيرة فمن فهم الطالب أن لا يقيس مثل هذه الرواية على الأقران
أو الاستواء في الإسناد والسن فإن هذا النوع غير معرفة الأقران الذي نذكره بمشية
الله بعد هذا والمثال الثاني لهذا النوع من العلم أن يروى العالم الحافظ المتقدم
عن المحدث الذي لا يعلم غير الرواية عن كتابه فينبغي أن يعلم الطالب فضل التابع
على المتبوع مثال هذا رواية الثوري وشعبة عن الأعمش وأشباهه من المحدثين ورواية
مالك بن أنس وابن أبي ذئب عن عبد الله بن دينار وأشباهه ورواية أحمد وإسحاق عن
عبيد الله بن موسى وأشباهه وليس في هؤلاء مجروح بل كلهم من أهل الصدق إلا أن
الرواة عنهم أئمة حفاظ فقهاء وهم محدثون فقط قال الحاكم وقد رأيت أنا في زماننا من
هذا النوع ما يطول ذكره كان شيخنا وإمامنا أبو بكر بن إسحاق يروى عن أبي الحسن
أحمد بن محمد الطائفي وربما توهم المبتدىء أنه أستاذه وكان فقيه عصرنا أبو الوليد
يحدث عن أبي الطيب الذهلي وكان أبو علي الحافظ يحدث عن بن بطة فلا ينبغي أن يخفى
على طالب هذا العلم فقد صحت الرواية عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت أمرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم
ذكر النوع السابع عشر من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم
معرفة أولاد الصحابة
فإن من جهل هذا النوع اشتبه عليه كثير من الروايات أول ما يلزم الحديثي
معرفته من ذلك أولاد سيد البشر محمد المصطفى صلى الله عليه عنه منهم حدثنا علي بن
عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة قال حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال ثنا
الحسن بن الحسين العرني قال ثنا حبان بن علي العنزي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن
عباس وفي قوله عز وجل قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم إلى قوله
الكاذبين نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى نفسه ونساءنا ونساءكم في
فاطمة وأبناءنا وأبناءكم في حسن وحسين والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد
وعبد المسيح وأصحابهم قال الحاكم وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن
عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين
وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال هؤلاء أبناءنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم
ونساءكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين حدثنا أبو الحسين بن ماتي من أصل
كتابه ثنا الحسين بن الحكم قال حدثنا حسن بن حسين قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عمر
بن علي عن أبيه عن جده عن علي قال ما سماني الحسن والحسين يا أبت حتى توفى رسول
الله صلى الله عليه وسلم كانا يقولان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبت يا أبت
وكان الحسن يقول لي يا أبا حسن وكان الحسين يقول لي يا أبا حسين قال الحاكم فقد
صحت الرواية من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فاطمة والحسن والحسين والحسن
بن الحسن بن علي وعبد الله وحسن وعلي وزيد بني الحسن بن الحسين بن على وعمرو بن
الحسن بن علي ومحمد بن عمرو بن حسن بن علي والحسن بن زيد بن حسن بن علي وموسى بن
عبد الله بن حسن بن حسن ومحمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي وعن علي بن الحسين
بن علي وفاطمة بنت الحسين بن علي ومحمد وعبد الله وزيد وعمر وحسين بنى علي بن
الحسين وعن جعفر بن محمد بن علي والحسين بن زيد بن علي فهؤلاء قد صحت عنهم
الروايات وقد روى الحديث عن زهاء مائتي رجل وامرأة من أهل البيت وممن صحت الرواية
عنه من ولد أبي بكر الصديق رضى الله عنه عائشة وأسماء وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو أبو عتيق وعبد
الله بن أبي عتيق والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد ومن
أولاد البنات جعفر بن محمد الصادق وكان يقول أبو بكر جدي أفيسب الرجل جده لا قدمني
الله إن لم أقدمه وأما العمريون فقد كثرت الثقات الأثبات منهم بلغ عديد من أخرج
حديثه في الصحيح منهم نيفا وأربعين رجلا قال الحاكم فقد جعلت هؤلاء العلماء من ولد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضى الله عنهما مثالا لأولاد سائر
الصحابة تحريا للتخفيف وولد سعد بن أبي وقاص إلى سنة خمسين ومائتين فيهم فقهاء
وأئمة وثقات وحفاظ وكذلك أعقاب عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود والعباس بن
عبد المطلب رضى الله عنهم أجمعين ثم بعد هذا معرفة أولاد التابعين وأتباع التابعين
وغيرهم من أئمة المسلين علم كبير ونوع بذاته من أنواع علم الحديث وقد اقتصرت من
الصدر الأول على من سميتهم ومن الأتباع على أولاد الأئمة المذكورين بالعلم من
أتباع التابعين فمن بعدهم فولد مالك بن أنس يحيى بن مالك ولا نعلم له ولدا غيره
وأما الثوري فإنه لم يعقب وولد شعبة بن الحجاج سعيد بن شعبة وولد عبد الرحمن بن
عمرو الأوزاعي محمد بن الأوزاعي وليس له غيره وولد أبي حنيفة حماد بن أبي حنيفة
وليس له غيره ولحماد أعقاب وولد الشافعي عثمان ومحمد وهو أبو الحسن قد كان ورد على
أحمد بن حنبل بغداد وولد أحمد بن حنبل صالح وعبد الله وليس لهما ثلاث وولد عبد
الرحمن بن مهدى إبراهيم موسى وليس له غيرهما وولد يحيى بن سعيد محمد وهو أبو بكر
الذي سلمه إلى أبي قدامة السرخسي فحج به وعبد الله بن المبارك لم يعقب وولد علي بن
المديني محمد و عبد الله رويا عن أبيهما ويحيى بن معين لم يعقب ذكرا وله أعقاب من
بناته رأيت كهلا منهم ببغداد وأما البخاري ومسلم فإنهما لم يعقبا ذكرا
ذكر النوع الثامن عشر من علوم الحديث هذا النوع من علم الحديث
معرفة الجرح والتعديل
وهما في الأصل نوعان كل نوع منهما علم برأسه وهو ثمرة هذا العلم والمرقاة
الكبيرة منه وقد تكلمت عليه في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح بكلام شاف رضيه كل من
رآه من أهل الصنعة ثم ذكرت في كتاب المزكيين لرواة الأخبار على عشر طبقات في كل
عصر منهم أربعة وهم أربعون رجلا فالطبقة الأولى منهم أبو بكر وعمر وعلي وزيد بن
ثابت فإنهم قد جرحوا وعدلوا وبحثوا عن صحة الروايات وسقيمها والطبقة العاشرة منهم
أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة الأصبهاني وأبو علي النيسابوري وأبو بكر محمد بن عمر بن
سالم البغدادي وأبو القاسم حمزة بن علي الكناني المصري وقد ذكر في كتاب المدخل إلى
معرفة كتاب الإكليل أنواع العدالة على خمسة أقسام والجرح على عشرة أقسام وتكلمت في
هذه الكتب على الجرح والتعديل مما يغنى عن إعادته واستشهدت بأقاويل الصحابة
والتابعين وأئمة المسلمين وأصل عدالة المحدث أن يكون مسلما لا يدعو إلى بدعة ولا
يعلن من أنواع المعاصي ما تسقط به عدالته فإن كان مع ذلك حافظا لحديثه فهي أرفع
درجات المحدثين وإن كان صاحب كتاب فلا ينبغي أن يحدث إلا من أصوله وأقل ما يلزمه
أن يحسن قراءة كتابه على ما ذكرته في أول هذا الكتاب من علامات الصدق على الأصول
وإن كان المحدث غريبا لا يقدر على إخراج أصوله فلا يكتب عنه إلا ما يحفظه إذا لم
يخالف الثقات في حديثه فإن حدث من حفظه بالمناكير التي لا يتابع عليها لم يؤخذ عنه
وقد كان أبو عروبة رحمه الله يقول الأصل سلاح وسمعت أبا الوليد الفقيه يقول سمعت
إبراهيم بن أبي طالب يقول وسئل عن عبد الله بن شيرويه فقال لقد خلط واشتغل بما لا
يليق بالعلم وأهله إلا أنه حفظ الأصول لوقت الحاجة إليها قال الحاكم وقد اختلف
أئمة الحديث في أصح الأسانيد فحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن سليمان
قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن بن عمر
وأصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وسمعت أبا بكر بن أبي
دارم الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال أصح الأسانيد
كلها الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه وأخبرني خلف بن محمد البخاري ثنا محمد بن
حريث البخاري قال سمعت عمرو بن علي يقول أصح الأسانيد محمد بن سيرين عن عبيدة عن
علي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني عن بعض شيوخه قال سمعت
سليمان بن داود يقول أصح الأسانيد كلها يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
وسمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول سمعت محمد بن سليمان بن خالد الميداني يقول
سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه
حدثني الحسين بن عبد الله الصيرفي قال حدثني محمد بن حماد الدوري بحلب قال أخبرني
أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست قال حدثنا حجاج بن الشاعر قال اجتمع أحمد بن حنبل
ويحيى بن معين وعلي بن المديني في جماعة معهم اجتمعوا فذكروا أجود الأسانيد الجياد
فقال رجل منهم أجود الأسانيد شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر أخى أم سلمة
عن أم سلمة وقال علي بن المديني أجود الأسانيد بن عون عن محمد عن عبيدة عن علي
وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل أجود الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه وقال يحيى
الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال له انسان الأعمش مثل الزهري فقال
برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري الزهري يرى العرض والاجازة وكان يعمل لبني أمية
وذكر الأعمش فمدحه فقال فقير صبور مجانب السلطان وذكر علمه بالقرآن وورعه قال
الحاكم فأقول وبالله التوفيق إن هؤلاء الأئمة الحفاظ قد ذكر كل ما أدى إليه
اجتهاده في أصح الأسانيد ولكل صحابي رواة من التابعين ولهم أتباع وأكثرهم ثقات فلا
يمكن أن يقطع الحكم في أصح الأسانيد لصحابي واحد فنقول وبالله التوفيق إن أصح
أسانيد أهل البيت جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي إذا كان الراوي عن جعفر ثقة
وأصح أسانيد الصديق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر وأصح أسانيد
عمر الزهري عن سالم عن أبيه عن جده وأصح أسانيد المكثرين من الصحابة لأبي هريرة
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ولعبد الله بن عمر مالك عن نافع عن بن عمر
ولعائشة عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن القاسم بن محمد بن
أبي بكر عن عائشة سمعت أبا بكر أحمد بن سلمان الفقيه يقول سمعت جعفر بن أبي عثمان
الطيالسي يقول سمعت يحيى بن معين يقول عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة ترجمة
مشبكة بالذهب ومن أصح الأسانيد أيضا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن زهرة
القرشي عن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي عن عائشة وأصح أسانيد عبد
الله بن مسعود سفيان بن سعيد الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد
النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن عبد الله بن مسعود وأصح أسانيد أنس بن مالك بن
أنس عن الزهري عن أنس وأصح أسانيد المكيين سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن
جابر وأصح أسانيد اليمانيين معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة سمعت أبا أحمد
الحافظ يقول سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول سألت محمد بن يحيى فقلت أي الإسنادين
أصح محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أو معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة
فقال إسناد محمد بن عمرو أشهر وإسناد معمر أمتن قال احاكم فقلت لأبي أحمد الحافظ
محمد بن يحيى إمام غير مدافع إمامته ولكني أقول معمر بن راشد اثبت من محمد بن عمرو
وأبو سلمة أجل وأشرف وأثبت من همام بن منبه فأعجبه هذا القول وقال فيه ما قال قلنا
وأثبت إسناد المصريين الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن
عامر الجهني وأثبت إسناد الشاميين عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن حسان بن عطية عن
الصحابة وأثبت أسانيد الخراسانيين الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه
ولعل قائلا يقول إن هذا الإسناد لم يخرج منه في الصحيحين إلا حديثان فيقال له
وجدنا للخراسانيين أصح من هذا الإسناد فكلهم ثقات وخراسانيون وبريدة بن حصيب مدفون
بمرو ثم نقول بعون الله بعد هذا إن أو هي أسانيد أهل البيت عمرو بن شمر عن جابر
الجعفي عن الحارث الأعور عن علي سمعت علي بن عمر الحافظ يحكي عن بعض شيوخهم قال حضر
نضلة مجلس أبي همام السكوني فقال أبو همام حدثنا أبي قال ثنا عمرو عن جابر فقام
نضلة فقال أنت وأبوك وعمرو وجابر الله الله إن صبرنا وخرج من المجلس وأوهى أسانيد
الصديق صدقة بن موسى الدقيقي عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق وأوهى
أسانيد العمريين محمد بن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر عن أبيه
عن جده فإن محمدا والقاسم وعبد الله لم يحتج بهم وأوهى أسانيد أبي هريرة السري بن
إسماعيل عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة وأوهي أسانيد عائشة نسخة عند
البصريين عن الحارث بن شبل عن أم النعمان الكندية عن عائشة وأوهى أسانيد عبد الله
بن مسعود شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد عن عبد الله إلا أن أبا فزارة راشد بن
كيسان كوفي ثقة وأوهى أسانيد أنس داود بن المحبر بن قحذام عن أبيه عن أبان بن أبي
عياش عن أنس وأوهى أسانيد المكيين عبد الله بن ميمون القداح عن شهاب بن خراش عن
إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عكرمة عن بن عباس وأوهى أسانيد اليمانيين حفص بن عمر
العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس وأوهى أسانيد المصريين أحمد بن محمد
بن الحجاج بن رشدين بن سعد عن أبيه عن جده عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن كل من
روى عنه فانها نسخة كبيرة وأوهى أسانيد الشاميين محمد بن قيس المصلوب عن عبيد الله
بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة وأوهى أسانيد الخراسانيين عبد الله
بن عبد الرحمن بن مليحة عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن بن عباس وابن مليحة ونهشل
نيسابوريان وإنما ذكرتهما في الجرح من بين سائر كور خراسان ليعلم أني لم أحاب في
أكثر ما ذكرته قال الحاكم فهذه الأحرف التي أوردتها في الجرح والتعديل مما لم أذكر
في الكتب الثلاثة التي قدمت ذكرها والكلام في الجرح والتعديل أكثر مما يمكن
الاستقصاء فيه لكني قصدت الاقتصار في هذا الكتاب ليستدل بالحديث الواحد على أحاديث
كثيرة وقد استقصيت الكلام في إبحاة جرح المحدث في المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل
فاستغنيت به عن إعادته
ذكر النوع التاسع عشر من علوم الحديث وهو
معرفة الصحيح والسقيم
وهذا النوع من هذه العلوم غير الجرح والتعديل الذي قدمنا ذكره فرب إسناد
يسلم من المجروحين غير مخرج في الصحيح فمن ذلك ما حدثناه عبد الرحمن بن حمدان
الجلاب بهمدان قال حدثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا نصر بن علي قال حدثنا أبي عن بن
عون عن محمد بن سيرين عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والنهر
مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل قال الحاكم هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة
ثبت وذكر النهار فيه وهم والكلام عليه يطول ومنه ما حدثنا الامام أبو بكر بن إسحاق
قال أخبرنا محمد بن محمد بن حيان التمار قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا مالك
بن أنس عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه هذا إسناد تداوله الأئمة والثقات وهو باطل من
حديث مالك وإنما أريد بهذا الإسناد ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده
أمرأة قط وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله
فينتقم لله بها ولقد جهدت جهدي أن أقف على الواهم فيه من هو فلم أقف عليه اللهم
إلا أن أكبر الظن على بن حيان البصري عل أنه صدوق مقبول ومنه ما حدثنا محمد بن
صالح بن هانئ قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب قال ثنا الحسن بن عيسى قال ثنا بن
المبارك قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن القاسم عن عائشة قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هنيئا قال الحاكم وهذا حديث
تداوله الثقات هكذا وهو في الأصل معلول واه ففي هذه الأحاديث الثلاثة قياس على
ثلاث مائة أو ثلاثة آلاف أو أكثر من ذلك إن الصحيح لا يعرف بروايته فقط وإنما يعرف
بالفهم والحفظ وكثرة السماع وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل
الفهم والمعرفة ليظهر ما يخفى من علة الحديث فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد
الصحيحة غير مخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم لزم صاحب الحديث التنقير عن
علته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي قال
ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا محمد بن أبي السري قال ثنا معتمر بن سليمان
قال حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال تزاوروا
وأكثروا مذاكرة الحديث فإن لم تفعلوا يندرس الحديث قال احاكم وأنا مبين بعون الله
وحسن توفيقه بعد هذا كيفية المذاكرة ورسمها ومن ذكر بها ومن سقط والله المسهل لذلك
بمنه حدثنا أو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى المقرىء ببغداد قال ثنا العباس بن محمد
الدوري قال ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال حدثني أبي عن بن أبي ليلى عن عيسى
بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسمعون ويسمع منكم ويسمع من الذين يسمعون منكم ويسمع من الذين يسمعون من الذين
يسمعون منكم ثم يأتى من بعد ذلك قوم سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن يسئلوا قال
الحاكم وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أربع طباق من رواة
الحديث وهذه الخامسة التي نحن فيها على ما وصفه فقد قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن
راهويه إن العالم إذا لم يعرف الصحيح والسقيم والناسخ والمنسوخ من الحديث لا يسمى
عالما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم قال
سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حدثوا عني كما
سمعتم ولا حرج إلا من افترى على كذبا متعمدا بغير علم فليتبوأ مقعده من النار قال
الحاكم قد أحال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر العلم على السماع وذكر
الراوي بغير سماع ولا علم بما ذكره فليتأمل الشحيح بدينه هذا الوعيد منه صلى الله
عليه وسلم حدثني موسى بن سعيد الحنظلي بهمذان قال ثنا يحيى بن عبد الله بن ماهان
قال سمعت حماد بن غسان يقول سمعت عبد الله بن وهب يقول سمعت مالك بن أنس يقول لقد
حدثت بأحاديث وددت أني ضربت بكل حديث منها سوطين ولم أحدث بها قال الحاكم فمالك بن
أنس على تحرجه وقلة حديثه يتقى الحديث هذه التقية فكيف بغيره ممن يحدث بالطم والرم
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا سعيد بن
محمد الجرمي قال ثنا معن بن عيسى قال حدثتني عبيدة بنت نائل عن عائشة بنت سعد عن
أبيها أنه قال ما يمنعني من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أكثر
أصحابه عنه حديثا ولكني أكره أن يتقولوا علي قال الحاكم هذه التقية التي ذكرناها
عن الصحابة والتابعين وأتباعهم كل ذلك ليميزوا بين الصحيح والسقيم فيسلموا من
التحديث وقد ذكرت في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح ما يستغنى عنه المستفيد وإعادته
في هذا الموضع يتعذر وصفة الحديث الصحيح أن يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحابي زائل عنه اسم الجهالة وهو أن يروى عنه تابعيان عدلان ثم يتداوله أهل الحديث
بالقبول إلى وقتنا هذا كالشهادة على الشهادة أخبرنا محمد بن أحمد بن تميم الأصم
قال ثنا عبيد بن شريك قال ثنا نعيم بن حماد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول قيل
لشعبة من الذي يترك حديثه قال إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر
ترك حديثه فإذا اتهم بالحديث ترك حديثه فإذا أكثر الغلط ترك حديثه وإذا روى حديثا
اجتمع عليه أنه غلط ترك حديثه وما كان غير هذا فأرو عنه أخبرني عبد الله بن محمد
بن موسى قال ثنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن
سفيان عن أبيه عن الربيع بن خثيم قال إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار نعرفه
به وأن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل نعرفه بها حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا جرير عن رقبة
أن عبد الله بن مسور المدائني وضع أحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاحتملها الناس حدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال ثنا عبد
العزيز الأويسي قال ثنا مالك قال كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول لابن شهاب إن
حالي ليست تشبه حالك فقال له بن شهاب وكيف ذلك قال ربيعة أنا أقول برأيي من شاء
أخذه فاستحسنه وعمل به ومن شاء تركه وأنت في القوم تحدث عن النبي صلى الله عله
وسلم فيحفظ
ذكر النوع العشرين من علم الحديث النوع العشرون من هذا العلم بعد معرفة ما
قدمنا ذكره من صحة الحديث إتقانا ومعرفة لا تقليدا وظنا
معرفة فقه الحديث
إذ هو ثمرة هذه العلوم وبه قوام الشريعة فأما فقهاء الإسلام أصحاب القياس
والرأي والاستنباط والجدل والنظر فمعرون في كل عصر وأهل كل بلد ونحن ذاكرون بمشية
الله في هذا الموضع فقه الحديث عن أهله ليستدل بذلك على أن أهل هذه الصنعة من تبحر
فيها لا يجهل فقه الحديث إذ هو نوع من أنواع هذا العلم فممن أشرنا إله من أهل
الحديث محمد بن مسلم الزهري حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال حدثنا إبراهيم بن أبي
طالب قال حدثني نوح بن حبيب قال حدثنا عبد الرحمن بن مهرى قال حدثنا حماد بن زيد
عن برد عن مكحول قال ما رأيت أحدا اعلم بسنة ماضية من الزهري أخبرنا أبو علي
الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد الرازي قال ثنا محمد بن عبد الله
المديني بعين زرية قال ثنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن بن شهاب قال إن
هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه صلى الله عليه وسلم وادب النبي صلى الله عليه
وسلم أمته به وهو أمانة الله إلى رسوله ليوديه على ما أدى إله فمن سمع علما
فليجعله أمامه حجة فيما بينه وبين نبيه حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب
قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال سمعت عثمان بن
عفان يقول اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث وذكر الحديث بطوله قال بن شهاب في هذا
الحديث بيان أن لا خير في خل من خمر أفسدت حتى يكون الله يفسدها عند ذلك يطيب الخل
ولا بأس على امرئ أن يبتاع خلا وحده من أهل الكتاب ما لم يعلم أنها كانت خمرا
فتعمدوا إفسادها بالماء فإن كان خمرا عمدوا ليكون خلا فلا خير في أكل ذلك قال بن
وهب وسمعت مالكا يقول سمعت بن شهاب سئل عن خمر جعلت في قلة وجعل معها ملح وأخلاط
كثيرة ثم جعل في الشمس حتى عاد مريا يصطبغ به قال بن شهاب شهدت قبيصة بن ذؤيب ينهى
أن يجعل الخمر مريا إذا اخذ وهو خمر ومنهم يحيى بن سعيد الأنصاري أخبرنا أبو عبد
الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا سليمان
بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال قدم أيوب من المدينة فقيل له من أفقه من خلفت بها
قال يحيى بن سعيد حدثنا علي بن عيسى قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب قال حدثني يحيى
بن أكثم قال ثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن عبيد الله بن عمر قال كان يحيى بن
سعيد يحدث كأنما ينسج علينا اللؤلؤ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أنا بن وهب قال أخبرني الليث بن سعد عن يحيى بن
سعيد عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده ما لي
مما أفاء الله عليكم شيء ولا مثل هذه أو هذا إلا الخمس والخمس مردود عليكم قال
فسئل يعنى يحيى عن النفل في أول مغنم فقال ذلك على وجه الاجتهاد من الإمام وليس في
ذلك أمر موقت ولا شيء ثابت بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل في بعض
مغازيه ولم يبلغنا أنه نفل في مغازيه كلها فذلك عندنا على وجه الاجتهاد من الإمام
في أول مغنم وفيما بعده ومنهم عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي سمعت أبا العباس محمد
بن يعقوب يقول سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول سمعت عقبة بن علقمة يقول سمعت
موسى بن بشار وكان قد صحب مكحولا يقول ما رأيت أحدا قط أحد نظرا ولا أنقى للغل عن
الإسلام من الأوزاعي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن الوليد
البيروتي قال ثنا أبو عبد الله بن بحر قال سمعت الأوزاعي يقول يجتنب أو يترك من
قول أهل العراق خمس ومن قول أهل الحجاز خمس من قول أهل العراق شرب المسكر والأكل
عند الفجر في رمضان ولا جمعة إلا في سبعة أمصار وتأخير صلاة العصر حتى يكون ظل كل
شيء أربعة أمثاله والفرار يوم الزحف ومن قول أهل الحجاز استماع الملاهي والجمع بين
الصلاتين من غير عذر والمتعة بالنساء والدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين يدا بيد
واتيان النساء في أدبارهن حدثني محمد بن صالح بن هانئ قال حدثنا محمد بن عمرو بن
النضر الحرشي قال ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي
عن مخلد بن الحسين أنه حدث عن أيوب السختياني أنه قال إذا حدثت الرجل بسنه فقال
دعنا من هذا وأجبنا عن القرآن فاعلم أنه ضال قال الأوزاعي إن السنة جاءت قاضية على
الكتاب ولم يجىء الكتاب قاضيا على السنة ومنهم سفيان بن عيينة الهلالي سمعت أبا
بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول يونس بن عبد الأعلى
يقول سمعت الشافعي يقول ما رأيت أفقه من بن عيينة وأسكت عن الفتيا منه سمعت أبا
الطيب الكرابيسي يقول سمعت إبراهيم بن محمد بن يزيد المروزي يقول سمعت على بن خشرم
يقول كنا في مجلس سفيان بن عيينة فقال يا أصحاب الحديث تعلموا فقه الحديث لا
يقهركم أصحاب الرأي ما قال أبو حنيفة شيئا إلا ونحن نروى فيه حديثا أو حديثين قال
فتركوه وقالوا عمرو بن دينار عمن أخبرنا أبو حامد أحد بن محمد بن العباس الخطيب
بمرو قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زاذان المورزي قال أخبرنا أحمد بن
عصام قال أنا نصر بن حاجب قال سألت سفيان بن عيينة عن أمر النبي صلى الله عليه
وسلم بالمواساة أهي لازمة لهذه الأمة فقال كانت لازمة للأنصار فيما بايعهم عليه
النبي صلى الله عليه وسلم أن يواسوا المهاجرين ففعلوا ذلك حتى نزلت آية الزكاة
المفروضة ثم ذكر التطوع في الصدقة فوسع عليهم في ذلك إلا عند الضرورة حيث لا يجد
غيره قيل لسفيان كيف قسم النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين دون الأنصار وقد
قاتلوا عليه جميعا قال إنما فعل ذلك لتقع المواساة عن الأنصار ثم ترجع إلى الأنصار
أموالهم إذا استغنى عنهم المهاجرون فسقطت عن الأنصار المواساة إلا عند الضرورة
ونظر بذلك لهما جميعا ومنهم عبد الله بن المبارك الحنظلي أخبرنا أبو العباس
السياري قال حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى قال ثنا العباس بن مصعب قال جمع عبد الله
بن مبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة
عند الفرق سمعت أبا عبد الله محمد بن خيران بن الحسن الزاهد بهمذان يقول سمعت على
بن صالح الكرابيسي يقول سمعت نصر بن طلبة يقول سمعت محمد بن أعين يقول سمعت الفضيل
بن عياض يقول ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد الله بن المبارك سمعت علي بن
حمشاذ العدل يقول سمعت أحمد بن سلمة يقول سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول سمعت
حبانا صاحب بن المبارك يقول قلت لعبد الله بن المبارك قول عائشة للنبي صلى الله
عليه وسلم حين نزل براءتها من السماء وبحمد الله لا بحمدك إني لاستعظم هذا القول
فقال عبد الله ولت الحمد أهله سمعت أبا العباس أحمد بن هارون الفقيه يقول سمعت
يحيى بن ساسويه يقول سمعت أبا عمار يقول سمعت عبد الله بن المبارك وسئل عن قوله
صلى الله عليه وسلم كلابس ثوبي زور قال الذي يلبس ما ليس له حدثنا بكر بن محمد
الصيرفي بمرو قال ثنا إسحاق بن الهياج البلخي قال ثنا أبو قدامة قال سمعت الحسن
بنم الربيع يقول قال عبد الله بن المبارك في حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم
استقيموا لقريش ما استقامت لكم تفسيره حديث أم سلمة لا تقاتلوهم ما صلوا الصلاة
ومنهم يحيى بن سعيد القطان سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافط يقول سمعت عبد
الله بن بشر الطالقاني يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول سمعت يحيى بن سعيد أثبت الناس
قال أحمد وما كتبت عن مثل يحيى بن سعيد حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا
حنبل بن إسحاق بن حنبل قال حدثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد ذكر عن بن
جريج عن يعقوب بن عطاء عن عطاء عن بن عباس في الإيلاء أنه واحدة بائنة قال فدخلت
على أبيه فأنكره فخرجت إليه فقال قد سمعته منه أو حدثني به قال علي فقلت ليحيى فما
تقول أنت قال حدثني شعبة قال حدثني بن أبي نجيح علقمة في الإيلا قال يوقف قال يحيى
وقال عطاء عن بن عباس قال إن مضت الأربعة الأشهر فهي واحدة بائنة قال وسألت يحيى
عن العطاس فقال كان شعبة يحدث عن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي أيوب في العطاس قال
يحيى والمستحب فيه ما حدثنا بن أبي ليلى قال حدثني أخي عن أبي عن علي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال وليقل له يرحمك
الله وليقل يهديكم الله ويصلح بالكم قال يحيى فرددته على بن أبي ليلى غير مرة فقال
عن علي بن أبي طالب ومنهم عبد الرحمن بن مهدى حدثني محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا
محمد بن إسماعيل بن مهران قال حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي قال سمعت علي بن
المدين يقول والله لو أخذت وحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم ار قط أعلم
بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال سألت عبد الرحمن بن مهدى عن رضاع الكبير فقال
سمعت مالكا يحدث عن نافع عن بن عمر قال لا رضاعة إلا لصغير و لا رضاعة لكبير حدثنا
أبو العباس قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال سألت عبد الرحمن عن نحل
الولد فقال ثنا مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة إن أبا بكر نحلها جداد عشرين وسقا
من ماله بالغابة قال أبي كذا قال بالغابة وإنما هو العالية قال وسألت عبد الرحمن
عن الآبق إذا سرق فقال حماد بن سلمة أخبرنا عن هشام بن عروة عن يحيى بن سعيد عن
عروة بن الزبير قال يقطع الآبق إذا سرق وقال حماد سأل رجل هشام بن عروة عنه فقال
لم اسمعه من أبي ولكن حدثني الثقة المأمون على ما تغيب عنه يحيى بن سعيد ومنهم
يحيى بن يحيى التميمي سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت يحيى بن
محمد بن يحيى الشهيد يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول ما رأيت مثل يحيى بن
يحيى ولا أحسب أن يحيى بن يحيى رأى مثل نفسه سمعت أبا عبد الله يقول سمعت يحيى بن
محمد يقول ما رأيت محدثا أورع من يحيى بن يحيى ولا أحسن لباسا منه أخبرنا أبو
إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارىء قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى إملاء
قال أتيت يحيى بن يحيى يوم جمعة فانطلقت معه إلى المسجد وهو راكب برذون حتى أتينا
المسجد الجامع عند الزوال فدخل المسجد ودخلت معه فصلى في الصحن في الشمس وذلك في
الصيف ولم يركع قبل الصلاة ولا بعدها فلما أراد أن يسجد بسط كم قميصه فسجد عليه
فلما انصرف انصرفت معه حتى دخل إلى بيته ومعنا رجل آخر يسمى محمد بن عثمان فسأله
محمد عن الطريق القذر يمر به الإنسان وذلك أنا مررنا بطريق قذر فسأله محمد عن مثل
ذلك الطريق يجتاز به الإنسان فقال يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن محمد بن عمارة عن
محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قالت
سألت أم سلمة فقلت إني امرأة أطيل ذيلي فأمر بالمكان القذر والمكان الطيب فقالت أم
سلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطهره ما بعده قال أبو زكريا احسبني كتبت
هذا الحديث على مفتاح الحانوت لأنه لم يكن معي بياض ومنهم أحمد بن محمد بن حنبل
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت يوسف بن عبد الله الخوارزمي ببيت المقدس
يقول سمعت حرملة بن يحيى يقول سمعت الشافعي يقول خرجت من بغداد وما خلفت بها أفقه
ولا أزهد ولا أورع ولا أعلم من أحمد بن حنبل حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال
ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن وطىء المستحاضة فقال حدثنا وكيع عن
سفيان بن غيلان عن عبد الملك بن ميسرة عن الشعبي عن قمير عن عائشة قالت المستحاضة
لا يغشاها زوجها قال أبي ورأيت في كتاب الأشجعي كما رواه وكيع ورواه غندر عن شعبة
عن عبد الملك بن ميسرة عن الشعبي أنه قال المستحاضة لا يغشاها زوجها أخبرنا أبو
بكر محمد عبد الله العماني قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال
حدثني محمد بن عثمان بن صفوان بن أمية الجمحي قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما خالطت الصدقة ملا إلا أهلكته قال أبي
تفسيره أن الرجل يأخذ الصدقة أو الزكوة وهو موسر أو غني وإنما هي للفقير حدثنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال
حدثنا مخلد بن يزيد عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن أبي هريرة قال تكفير كل
لحاء ركعتان قال أبي يعنى الرجل الذي يلاحى الرجل يخاصمه يصلي ركعيتن تكفيره يعني
كفارته ومنهم علي بن عبد الله بن جعفر المديني سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن
عبدوس العنزي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سمعت علي بن المديني يقول وهو
كفر يعني من قال القرآن مخلوق سمعت الشريف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي
قاضي القضاة يقول هذه أسامي مصنفات علي بن المديني كتاب الأسامي والكنى ثمانية
أجزاء كتاب الضعفاء عشرة أجزاء كتاب المدلسين خمسة أجزاء كتاب أول من نظر في
الرجال فحص عنهم جزء كتاب الطبقات عشرة أجزاء كتاب من روى عن رجل لم يره جزء كتاب
علل المسند ثلاثون جزءا كتاب العلل لإسماعيل القاضي أربعة عشر جزاء كتاب علل حديث
بن عيينة ثلاثة عشر جزءا كتاب من لا يحتج بحديثه ولا يسقط جزءان كتاب الكنى خسمة
أجزاء كتاب الوهم والخطأ خمسة أجزاء كتاب قبائل العرب عشرة أجزاء كتاب من نزل من
الصحابة سائر البلدان خمسة أجزاء كتاب التاريخ عشرة أجزاء كتاب العرض على المحدث
جزءان كتاب من حدث ثم رجع عنه جزءان كتاب يحيى وعبد الرحمن في الرجال خمسة أجزاء
كتاب سؤالاته يحيى جزءان كتاب الثقات والمثبتين عشرة أجزاء كتاب اختلاف الحديث
خمسة أجزاء كتاب الاسامي الشاذة ثلاثة أجزاء كتاب الأشربة ثلاية أجزاء كتاب تفسير
غريب الحديث خمسة أجزاء كتاب الإخوة والأخوات ثلاثة أجزاء كتاب من تعرف باسم دون
اسم أبيه جزءان كتاب من يعرف باللقب جزء وكتاب العلل المتفرقة ثلاثون جزءا وكتاب
مذاهب المحدثين جزءان قال الحاكم إنما اقتصرنا على فهرست مصنفاته في هذا الموضع
ليستدل به على تبحره وتقدمه وكماله ومنهم يحيى بن معين صاحب الجرح والتعديل سمعت
بكر بن محمد بن أحمد الصيرفي يقول سمعت جعفر بن محمد بن كزال يقول كنت مع يحيى بن
معين بالمدينة فمرض مرضه الذي مات فيه وتوفى بالمدينة فحمل على سرير رسول الله صلى
الله عليه وسلم ورجل ينادى بين يديه هذا الذي كان ينفى الكذب عن حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري
قال سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال أخبرني من
رأى بريدة بن سفيان يشرب الخمر في طريق الري قال يحيى بن معين وقد روى محمد بن
إسحاق عن بريدة هذا وأهل المدينة ومكة يسمون النبيذ خمرا والذي عندنا أنه رأى
بريدة يشرب النبيذ في طريق الري فقال رأيته يشرب خمرا قال وسئل عن أقل المهر فقال
حدثنا الأسود بن عامر قال ثنا سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي
صلى الله عليه وسلم زوج امرأة من رجل على سورة من القرآن وحدثنا يونس بن محمد قال
ثنا صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن
رجلا تزوج امرأة على ملء الكف من طعام لكان ذلك صداقا ومنهم إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي أخبرنا الحسن بن حليم المروزي قال ثنا أبو عمرو نصر بن زكريا قال ثنا
إسحاق بن إبراهيم قال سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى من حديث بن عباس
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره قال
فحدثته فقال له رجل يا أبا يعقوب رواه وكيع خلاف هذا فقال له أحمد بن حنبل اسكت
إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمينن فتمسك به أخبرنا أبو زكريا العنبري قال ثنا أحمد
بن محمد بن الأزهر قال سمعت أبي يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول كنت عند
عبد الله بن إدريس وعنده جماعة من أهل الكوفة وأهل الحجاز فجرى ذكر المسكر فحرمه
الحجازيون وجعل أهل الكوفة يحتجون في تحليله إلى أن قال بعضهم حدثنا أبو إسحاق عن
سعيد بن ذي لعوة عن علي في الخرصة فقال الحجازيون والله ما تجيئون به عن المهاجرين
ولا عن الأنصار ولا عن أبنائهم وإنما تجيئون به عن العميان والعوران والعرجان
والعمشان والحولان قال الأزهري فحدثني أحمد بن سيار قال ثنا علي بن يونس قال قال
أبو بكر بن عياش أقول لهم حدثنا أبو حصين فيقولون حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن ذي لعوة
الماص بظر أمه كان يشتم عثمان ومنهم محمد بن يحيى الذهلي سمعت أبا زكريا العنبري
يقول سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر يقول رأيت محمد بن يحيى بعد وفاته في المنام فقلت
يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك قال غفر لي قلت فما فعل بحديثك قال كتب بماء الذهب
ورفع في عليين سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول سمعت خالي عبد الله بن علي بن
الجارود يقول سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول كنا عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن
يحيى فقام إليه أحمد وتعجب منه الناس ثم قال لبنيه وأصحابه اذهبوا إلى أبي عبد
الله فاكتبوا عنه أخبرني محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا أبو عمر المستملي قال ثنا
محمد بن يحيى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليغان على قلبي فسئل عن معناه
فقال سمعت عفان يقول سألت الأعراب عنه فقالوا إنه ليغطى على قلبي قال وسئل محمد بن
يحيى عن اللفظة في الحديث هل رأيت الله فيقول ما ينبغي لأحد أن يرى الله تعالى
فقال هذا في الدنيا فأما في الآخرة فإن أهل الجنة ينظرون إلى الله تعالى بأبصارهم
أخبرني أبي قال ثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن يحيى يقول أرى الوضوء من مس
الذكر استحباب لا إيجابا لحديث عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم أخبرنا علي بن عيسى قال ثنا أبو عمر قال ثنا محمد بن يحيى قال
حدثنا أبو نعيم قال ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الله حبس عن مكة القتل قال محمد بن يحيى وصحف أبو نعيم فيه
إنما هو حبس عن مكة الفيل ومنهم محمد بن إسماعيل البخاري سمعت أبا الطيب محمد بن
أحمد المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول ما رأيت تحت أديم هذا السماء
أعلم بالحديث من محمد ين إسماعيل البخاري سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول
سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول كتب أهل بغداد إلى محمد بن
إسماعيل البخاري المسلمون بخير ما بقيت لهم وليس بعدك خير حين تفتقد حدثني أبو
سعيد أحمد بن محمد النسوي قال حدثني أبو حسان مهيب بن سليم قال سمعت محمد بن
إسماعيل البخاري يقول اعتللت بنيسابور علة خفيفة وذلك في شهر رمضان فعادني إسحاق
بن راهويه في نفر من أصحابه فقال لي أفطرت يا أبا عبد الله فقلت نعم قال خشيت أن
تضعف عن قبقول الرخصة فقلت أخبرنا عبدان عن بن المبارك عن بن جريج قال قلت لعطاء
من أي المرض أفطر قال ومن أي مرض كان كما قال الله عز وجل فمن كا منكم مريض قال
البخاري ولم يكن هذا عند إسحاق سمعت أبا بكر محمد بن جعفر يقول سمعت محمد بن إسحاق
يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول عندنا خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلم في القراءة على العالم فقيل له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم فذكر قصة
ضمام بن ثعلبة وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم الله أرسلك إلينا قال نعم الله أمرك
أن تأمرنا أن نصلي في اليوم والليلة قال نعم سمعت أبا سعيد المؤذن يقول سمعت
زنجويه بن محمد يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحسن حديث الكوفيين حديث أبي
الزعراء عن عبد الله يقوم نبيكم رابع أربعة وإنما الحديث أنا أول شافع وأول مشفع ومنهم
أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقرىء الفقيه
الواعظ يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول لما انصرف قتيبة بن سعد
إلى الري سألوه أن يحدثهم فامتنع وقال أحدثكم بعد أن حضر مجلسي أحمد بن حنبل ويحيى
بن معين وعلى بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة فقالوا له فإن عندنا
غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا قم يا أبا زرعة فقام أبو زرعة فسرد كل ما
حدث به قتيبة فحدثهم قتيبة سمعت أبا بكر بن عبدويه الوراق بالري يقول سمعت أبا
جعفر محمد بن علي الساوي وراق أبي زرعة يوق حضرت أبا زرعة بما شهران وكان في السوق
وعنده أبو حاتم وحمد بن مسلم بن وارة والمنذر بن شاذان وجماعة من العلماء فذكروا
قول النبي صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فاستحيوا من أبي زرعة
وقالوا تعالوا نذكر الحديث فقال أبو عبد الله بن وارة حدثنا الضحاك بن مخلد أبو
عاصم قال ثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يجاوز والباقون سكتوا فقال أبو زرعة
وهو في السوق ثنا بندار قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن
أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ومات رحمه الله ومنهم أبو حاتم
محمد بن إدريس الحنظلي أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي قال ثنا أحمد بن
سلمة قال ما رأيت بعد إسحاق ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي
حاتم محمد بن إدريس أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر
قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا الأنصاري قال حدثني حميد الطويل عن أنس قال كان
بن لأم سليم يقال له أبو عمير وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما يمازحه إذا دخل
فدخل يوما فمازحه فوجده حزينا فقال ما لي أرى أبا عمير حزينا قال يا رسول الله مات
نغره الذي كان يلعب به فجعل يناديه يا أبا عمير ما فعل النغير قال أبو حاتم فيه
غير شيء من العلم فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مازح صبيا وفيه أنه لم ينه عن
لعب الصبي بالطير وفيه أنه كنى من لم يولد له وفيه أنه لم ينه عن صيد وحش المدينة
وفيه أنه صغر الطير وهو خلق من خلق الله ومنهم إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي
سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الصفار يقول سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي
وحدث عن حميد بن زنجويه عن عبد الله بن صالح العجلي بحديث فقال اللهم لك الحمد
ورفع يديه يحمد الله تعالى ثم قال عندي عن عبد الله بن صالح العجلي قمطر وليس عندي
عن حميد غير هذا الطبق وأنا احمد الله على الصدق قال الحاكم زادني فيه بعض أصحابنا
عن أبي عبد الله الصفار قال فقام رجل من المجلس فقال يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم
تسمع سمعت لما أقبل الله بهذه الوجوه عليك أخبرنا أحمد بن جعفر الزاهد قال حدثنا
إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال ثنا حميد بن الأسود عن
هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور قال إبراهيم فيه نهى عن الرياء وله
علة حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا موسى قال ثنا حماد بن
سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ح و حدثنا على قال
ثنا مبارك بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ح وحدثنا موسى قال ثنا حماد
بن سلمة عن هشام عن فاطمة عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال إبراهيم
فهذه أربعة أقاويل عن هشام أصوبها قول من قال عن هشام عن فاطمة عن أسماء وأما قول
من قال عن هشام عن أبيه عن سفيان بن عبد الله إنما أراد عن عبد الله بن سفيان وهو
الذي روى عنه يعلى بن عطاء الثقفي سمعت الفاضي محمد بن صالح يقول لا نعلم أن بغداد
أخرجت مثل إبراهيم بن إسحاق الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد ثم ذكر القاضي
أن له كتابا في غريب الحديث لم يسبق إليه ومنهم مسلم بن الحجاج القشيري حدثنا محمد
بن إبراهيم الهاشمي قال ثنا أحمد بن سلمة قال سمعت الحسين بن منصور يقول سمعت
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ونظر إلى مسلم بن الحجاج فقال مرد كامل بوذ أخبرني
الحسين بن محمد الدارمي قال ثنا محمد بن إسحاق قال حدثني مسلم بن الحجاج قال حديثا
يحيى بن أيوب قال ثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن
سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال إنما كانت الفتيا الماء من الماء رخصة في أول
الإسلام ثم نهى عنها قال أبو بكر فسمعت مسلم بن الحجاج يقول حديث عثمان بن عفان
وأبي سعيد الخدري في ترك الغسل من الإكسال وقوله الماء من الماء ثابت متقدم من أمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم منسوخ بحديث عائشة وأبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان والرواية الأخرى وجاوز
الختان الختان وفي حديث أبي هريرة من رواية هشام ثم جهدها ومن رواية سعيد ثم اجتهد
وكل ذلك في المعنى راجع إلى أمر واحد وهو تغييب الحشفة في الفرج فإذا كان ذلك
منهما وجب عليهما الغسل وهما لا يبلغان ذلك من الفعل وإلا قد اجتهد وجهدها فأما
حديث سهل بن سعد عن أبي بن كعب الماء من الماء كانت رخصة من النبي صلى الله عليه
وسلم ثم أمرنا بالاغتسال فإن الزهري لم يسمعه من سهل بن سعد وإنما قال حدثني بعض
من أرضى عن سهل بن سعد ولعله سمعه من أبي حازم فإن مبشر بن إسماعيل قد رواه عن أبي
غسان محمد بن مطرف وهو ثقة عن أبي حازم حدثنيه محمد بن مهران الرازي قال ثنا مبشر
الحلبي عن محمد أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب وحدثنا هارون بن
سعيد قال ثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث قال قال بن شهاب وحدثني من أرضى عن
سهل بن سعد الساعدي أن أبي بن كعب حدثه ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي
سمعت أبا زكريا العنبري يقول شهدت جنازة الحسين بن محمد القباني سنة تسع وثمانين
ومئتين فقدم أبو عبد الله للصلاة عليه فصلى عليه فلما أراد أن ينصرف قدمت دابته
فأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه وأبو بكر محمد بن إسحاق بركابه وأبو بكر الجارودي
وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحدا منهم سمعت أبا عمرو
بن أبي جعفر المقرىء يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول لو لم يكن في أبي عبد
الله البوشنجي من البخل في العلم ما كان وكان يعلمني ما خرجت إلى مصر سمعت أبا بكر
محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول في حديث النبي صلى الله
عليه وسلم يقول البذاء من الجفاء فقال البذاء خلاف البذاذة إنما البذاء طول اللسان
برمي الفواحش والبهتان يقال فلان بذىء اللسان البذاذة التي قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إنها من الغيمان هعي رثاثة الثياب في الملبس والمفرش وذلك تواضع عن رفيع
الثياب وثمين الملابس والمفترش وهي ملابس أهل الزهد في الدنيا يقال فلان بذ الهيئة
رث الملبس والله أعلم سمعت أبا زكرساء العنبري يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي
وحدثنا عن يحيى بن بكير عن ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل المعافري عن عبد الله بن
عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تهادوا تحابوا فقال بالتشديد من الحب وأما
بالتخفيف من المحاباة ومنهم عثمان بن سعيد الدارمي وهو المقدم سمعت أبا عبد الله
محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا الفضل بن إسحاق يقول ما رأينا مثل عثمان بن
سعيد ولا رأى عثمان مثل نفسه أخذ الأدب عن بن الأعرابي والفقه عن أبي يعقوب
البويطي والحديث عن يحيى بن معين وعلى بن المديني وتقدم في هذه العلوم رحمه الله
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي قال ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال ثنا نعيم
بن حماد عن بن المبارك عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر حتى ترى
إبهاماه قريبا من أذنيه قال وسمعت أبا الحسن يقول قال سمعت عثمان بن سعيد يقول
فليس في رواية الثوري وزهير وهشيم عنه أنه كان يرفعهما عند الركوع وإنما ذكروا صفة
الرقع كيف يرفع وإلى أين يبلغ به ولم يذكر فيه العود من رسول الله صلى الله عليه
وسلم كما أنه لم يذكر فيه قراءته وركوعه وسجوده وتسليمه كيف كان فهذا الذي يسبق
القلب إلى صحته عن يزيد حدثنا علي بن المديني عن سفيان قال ثنا يزيد بن أبي زياد
وهو تابعي بمكة فلما قدمنا الكوفة إذا هو يقول رفع يديه ثم لا يعود قال سفيان فإذا
هم لقنوه هذه الكلمة وسألت أحمد بن حنبل رحمه الله فقال لا يصح عنه هذا الحديث
وسمعت يحيى بن معين يضعف يزيد بن أبي زياد قال عثمان بن سعيد ولو صح عن البرآء أنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه إلا أول مرة وقال غيره أنه عاد
لرفعهما كان أولى الحديثين أن يؤخذ به حديث صاحب الرؤية لأنه لم يقدر على الحكاية
إلا بالرؤية الصحيحة والحفظ والذي قال لم أر فقد يمكن أنه عاد ولم يره ومنهم أبو
عبد الله محمد بن نصر المروزي سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت
عبيد الله بن محمد بن مسلم يقول سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري يقول
كان محمد بن نصر المروزي عندنا إماما فكيف بخراسان أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
يعقوب قال ثنا إسماعيل بن قتيبة قال سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد الصيدلاني
جار إسحاق يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقو لو صلح في زماننا أحد للقضاء
لصلح أبو عبد الله المروزي قال وثنا إسماعيل بن قتيبة قال سمعت محمد بن يحيى غير
مرة إذا سئل عن مسألة يقول سلوا أبا عبد الله المروزي سمعت أبا محمد الثقفي يقول
سمعت جدي يقول جالست أبا عبد الله المروزي أربع سنين فلم أسمعه طول تلك المدة
يتكلم في غير العلم إلا أني حضرته يوما وقيل له عن أبيه إسماعيل وما كان يتعاطاه
لو وعظته أو زبرته فرفع رأسه ثم قال أنا لا افسد مروتي بصلاحه قال أبو عبد الله
فضائل أبي عبد الله المروزي ومناقبه كثيرة فإنه إمام الحديث بخراسان وأما كلامه في
فقه الحديث فأكثر من أن يمكن ذكره ومصنفاته في بلاد المسلمين مشهورة ولعلها تزيد
على ست مائة جزء عندنا من المسموعات ما يزيد على مائة جزء ومنهم أبو عبد الرحمن
أحمد بن شعيب النسائي سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يذكر أربعة من أئمة المسلمين
رآهم فيبدأ بأبي عبد الرحمن وسمعت جعفر بن محمد بن الحارث يقول سمعت مأمون المصري
الحافظ يقول خرجنا مع أبي عبد الرحمن إلى طرسوس سنة للغداء فاجتمع جماعة من مشايخ
الإسلام واجتمع من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو
الأذان وكليجة وغيرهم فتشاوروا من ينتقى لهم على الشيوخ فاجتمعوا على أبي عبد
الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه قال أبو عبد الله فأما كلام أبي عبد الرحمن
على فقه الحديث فأكثر من أن يذكر في هذا الموضع ومن نظر في كتاب السنن له تحير في
حسن كلامه وليس هذا الكتاب بمسموع عندنا ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق
الشهادة في آخر عمره فحدثني محمد بن إسحاق الأصبهاني قال سمعت مشايخنا بمصر يذكرون
أن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل بها عن معاوية بن أبي
سفيان وما روى من فضائله فقال لا يرضى معاوية رأسا برأس حتى يفضل قال فما زالوا
يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى الرملة ومات بها سنة ثلاث وثلاث
ماية وهو مدفون بمكة سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على
كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره ومنهم أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة سمعت أبا
بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي يقول سمعت أبا بكر الصيرفي يقول سمعت أبا العباس بن
سريج وذكر أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال يخرج النكت من حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالمنقاش سمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت الحاكم أبا الحسن
السنجاني يقول نظرت في مسألة الحج لمحمد بن إسحاق بن خزيمة فتيقنت أنه علم لا
نحسنه نحن قال أبو عبد الله فضائل هذا الإمام مجموعة عندي في أوراق كثيرة وهي أشهر
وأكثر من أن يحتملها هذا الموضع ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل
والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء ومسئلة الحج
خمسة أجزاء وأنا أذكر في هذا الموضع من دقيق كلامه الذي أشار إليه إمام فقهاء عصره
أبو العباس بن سريج ما يستدل به على كثير من علومه قرأت بخط أبي عمرو المستملي
ووفاته قبل وفاة أبي بكر بنيف وثلاثين سنة قال سألت أبا بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام الدهر ضيقت عليه جهنم فقال
ينبغي أن يكون ها هنا معنى عليه عنه فلا يدخل جهنم لأن من أراد لله عملا وطاعة
ازداد به عند الله رفعة وعليه كرامة وإليه قربة سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول
سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد
استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقى على بعض
المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته وكان ماله فيئا لا يرثه
أحد من المسلمين إذا المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم حدثني
الحسين بن محمد الدارمي قال ثنا أبو بكر الإمام قال ثنا أبو موسى قال ثنا عبد
الصمد قال ثنا شعبة عن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال تقتل عمارا الفئة الباغية قال أبو بكر فنشهد أن كل من نازع أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه في خلافته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا
وبه قال بن إدريس رضى الله عنه سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول سمعت
أبا بكر محمد بن إسحاق يقول وسئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة
والنار فقالت الجنة يدخلني الضعفاء فقيل لمحمد بن إسحاق من الضعيف قال الذي يبرىء
نفسه من الحول والقوة يعنى في اليوم عشرين مرة إلى خمسين مرة سمعت أبا زكريا
العنبري يقول سمعت محمد بن إسحاق يقول ليس لأحد مع النبي صلى الله عليه وسلم قول
إذا صح الخبر عنه سمعت أبا هشام الرفاعي يقول سمعت يحيى بن آدم يقول لا يحتاج مع
قول النبي صلى الله عليه وسلم إلى قول أحد وإنما كان يقال سنة النبي صلى الله عليه
وسلم وأبي بكر وعمر رضى الله عنهما ليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو
عليها قال أبو عبد الله قد اختصرت هذا الباب وتركت أسامي جماعة من أئمتنا كان من
حقهم أن أذكرهم في هذا الموضع فمنهم أبو داود السجستاني ومحمد بن عبد الوهاب العبدي
وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب وأبو عيسى الترمذي وموسى بن هارون البزاز
والحسن بن علي المعمري وعلي بن الحسين بن الجنيد ومحمد بن مسلم بن وارة ومحمد بن
عقيل البلخي وغيرهم من مشايخنا رضى الله عنهم
ذكر النوع الحادي والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه
معرفة ناسخ الحديث من منسوخه
وأنا ذاكر بمشيئة الله تعالى منه أحاديث يستدل بها على الكثير أخبرنا أبو
عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا أحمد بن مهدى بن رستم قال حدثنا مؤمل
بن إسماعيل قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو
القارىء عن أبي أيوب الأنصاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال توضؤوا مما غيرت
النار قال أبو عبد الله هذا الأمر منسوخ الناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب قال ثنا محمد بن عوف قال ثنا علي بن عياش قال ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد
بن المنكدر عن جابر قال كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك
الوضوء مما مست النار وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن مرزوق
قال حدثنا وهب قال ثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله عن أبي ليلى عن البراء أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتوضئوا من لحوم الغنم وحدثنا أبو بكر بن إسحاق
الفقيه قال أخبرنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا بن المنكدر
وعبد الله بن محمد بن عقيل وعمرو عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم
أكل خبزا ولحما فصلى ولم يتوضأ حديث منسوخ أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد
المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال ثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة عن
الحكم قال سمعت بن أبي ليلى يحدث عن عبد الله بن عكيم قال قرئ علينا كتاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب قال أبو عبد الله
هذا منسوخ والناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان
قال ثنا بشر بن بكر قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال هلا استمتعم بجلدها
قالوا يا رسول الله إنها ميتة فقال إنما حرم أكلها قال الحاكم هذا حديث مختلف في
إسناده والصحيح عن بن عباس عن ميمونة هكذا رواه مالك بن أنس وغيره عن الزهري حديث
منسوخ أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا أبو
اليمان قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال ثنا عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن
صهيب عن وهب بن كيسان ونعيم بن عبد الله المجمر عن جابر بن عبد الله عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ما حسر عنه البحر فكل وما وجدته طافيا فوق الماء فلا تأكله
والناسخ لذلك ما حدصنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال
أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة أن المغيرة بن
أبي بردة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القيليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ
من ماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ملؤه الحل ميتته حديث
منسوخ أخبرنا عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة قال ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة
قال ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء عن الليث عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام والناسخ لذلك ما أخبرنا
أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا
محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزود لحوم الأضاحي إلى المدينة قال أبو عبد الله
وفي هذه أخبار كثيرة في قوله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي ألا
فكلوا منها وتزودوا حديث منسوخ أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني
بالكوفة قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله عن
نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب ببكاء أهله عليه
رواه يحيى بن سعيد وقال فيه عن عمر والناسخ لذلك ما أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر
الدار بردي بمرو قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي قال ثنا القعنبي عن مالك عن
عبد الله بن أبي بكر عن أمه عمرة أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد
الله بن عمر يقول أن الميت يعذب ببكاء الحي عليه فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد
الرحمن أما أنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على
يهودية يبكي عليها فقال إنهم يبكون وإنها تعذب في قبرها قال الحاكم فقد جعلت هذه
الأحاديث الناسخة لما تقدمها مثلا الحديث كثير لا يحتمل الموضع ذكرها
ذكر النوع الثاني والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه
معرفة الألفاظ الغريبة في المتون
وهذا علم قد تكلم فيه جماعة من أتباع التابعين منهم مالك والثوري وشعبة فمن
بعدهم فأول من صنف الغريب في الإسلام النضر بن شميل له فيه كتاب هو عندنا بلا سماع
ثم صنف فيه أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه الكبير الذي أخبرناه محمد بن محمد بن
الحسن الكارزي قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد فحدثني أبو الحسن أحمد
بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي قال ثنا أبو الحسن علي بن محمد الهروي قال سمعت
هلال بن العلاء الرقي يقول من الله تعالى ذكره على هذه الأمة بأربعة قال بالشافعي
بفقه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي عبيد فسر غرائب أحاديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبيحيى بن معين نفى الكذب عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم وبأحمد بن حنبل ثبت في المحنة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لولاهم لذهب
الإسلام قال أبو عبد الله وقد صنف الغريب بعد أبي عبيد جماعة منهم علي بن المديني
وإبراهيم بن إسحاق الحربي وعبد الله بن مسلم القتيبي وغيرهم وفي أهل عصرنا من صنفه
وأنا ذاكر بمشيئة الله في هذا الموضع من الحديث ما لم يذكره واحد منهم في كتابه
ليستدل به على شواهده إن شاء الله سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول في
حديث أنس في قصة الحديبية أعطه الحذيا قال البشارة يقال لها الحذيا والعرب قول
حذوته بالحذيا وإنما يعين بالبشارة بالخير حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا
الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة قال ثنا عامر بن عبيدة الباهلي
قال ثنا أبو المليح الهذلي عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأصابنا
بغيش من مطر فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في سفر من شاء أن يصلي في
رحله فليفعل قال أبو عبد الله سألت الأدباء عن معني البغيش فقالوا المطر والعرب
تقول بغشة وبغيش أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن خالد بن شيرويه بن بهرام
الهاشمي بالكوفة قال ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال ثنا خالد بن مخلد القطواني
قال ثنا معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأخد بيد الحسين بن علي فيرفعه على باطن قدميه فيقول حزقة حزقة ترق عين قه
اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه قال أبو عبد الله سألت الأدباء عن معنى هذا
الحديث فقالوا لي أن الحزقة المقارب الخطي والقصير الذي يقرب خطاه وعين بقة أشار
إلى البقة التي تطير ولا شيء أصغر من عينها لصغرها وأخبرني بعض الأدباء أن النبي
صلى الله عليه وسلم أراد بالبقة فاطمة فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق والله أعلم
سألت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري عن قول النبي صلى الله عليه وسلم المعتكف
معكف الذنوب فقال المعتكف في معنى المحتبس والمعكوف المحبوس قال الله عز وجل
والهدي معكوفا أي محبوسا وروى عن عثمان بن عطاء أنه قال مثل المعتكف كمثل الملازم
لغريمه فالمعتكف لذنوبه ملازم باب سيده فيقول لا أبرح من بابك حتى تغفر لي وترحمني
ولا يبرح من بابه ساعة واحدة ولذلك نهى المعتكف عن مجامعة النساء لأنه يترك ملازمة
الدعاء ويشتغل بلهو النساء قال الله عز وجل لا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد
والمباشرة هاهنا الجماع وهو مثل قوله فالآن باشروهن يعني جامعوهن في ليالي شهر
رمضان فأبيح للصائم غير المعتكف الجماع وحظر عليه الجماع في الاعتكاف وإنما تطيروا
بذكر الاحتباس فتفاءلوا بذكر الاعتكاف وهو مثل المهر للحرائر والثمن للمماليك
والإماء وكذلك الوصي للميت والوكيل للحي والمعنى واحد والله أعلم سمعت أبا زكريا
العنبري يقول حدثنا أحمد بن خالد الدامغاني قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا صدقة قال
ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم جمع بين
إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام هكذا ثم قال العالم والمتعلم في الخير شريكان ولا
خر في سائر الناس بعد قال أبو زكريا فالعالم والمتعلم في الأجر سيان كما أن الداعي
والمؤمن في الدعاء شريكان قال الله عز وجل في شأن الدعاء في قصة موسى وهارون صلى
الله عليهما وقد أجيبت دعوتكما كما حدثنا محمد بن عبد السلام قال ثنا إسحاق بن
إبراهيم قال ثنا أبو نعيم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي
العالية قال قد أجيبت دعوتكما قال دعى موسى وأمن هارون سمعت أبا عمر محمد بن عبد
الواحد الزاهد صاحب ثعلب يقول أخبرني ثعلب قال أخبرني أبو نصر عن الأصمعي قال
العرب تقول لقست نفسي أي غثت قال ثعلب ومنه النهي في قوله صلى الله عليه وسلم لا
يقولن أحدكم خبثت نفسي وليقل لقست نفس حدثنا أبو عمر قال أنا ثعلب عن بن الأعرابي
قال العرب تقول لقست نفسي أي ضاقت قال ثعلب فعلى قول بن الأعرابي هو أجود لأن النفس
تضيق من الأمر ولا يكون بها غثيان لأن الغثيان ضرب من الوجع قرأت بخط أبي العباس
محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الوهاب قال قلت لعي بن عثام لم سموا نقباء قال
النقيب الضمين ضمنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام قومهم فسموا بذلك نقباء
حدثنا مكي بن بندار الزنجاني عن بعض مشايخه عن أبي العيناء قال ثنا الأصمعي عن أبي
عمرو بن العلاء عن أبيه عن جده قال سمعت عليا يقول طوبى لمن كانت له مزخه يزخها ثم
ينام الفخة
ذكر النوع الثالث والعشرين من علم الحديث هذا النوع من هذا العلم
معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمشهور من الحديث غير الصحيح فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح من ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ومنه قوله صلى الله عليه
وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ومنه الخوارج كلاب النار ومنه لا نكاح إلا
بولي ومنه إذا انتصف شعبان فلا صيام حتى يجيء رمضان ومنه أفطر الحاجم والمحجوم
ومنه من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ومنه من مس ذكره فليتوضأ
ومنه من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ومنه الأذنان من الرأس ومنه صلاة
القاعد عن النصف من صلاة القائم فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها وطرقها وأبواب
يجمعها أصحاب الحديث وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزئين ولم يخرج في الصحيح
منها حرف وأما الأحاديث المشهورة المخرجة في الصحيح فمثل قوله صلى الله عليه وسلم
إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم إن الله
لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم من أتى
الجمعة فليغتسل وقله صلى الله عليه وسلم إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما
الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء وقوله صلى الله عليه
وسلم كل معروف صدقة وقوله صلى الله عليه وسلم إنما الإمام ليؤتم به وقوله صلى الله
عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية وأمره صلى الله عليه وسلم برفع اليدين في
الصلاة عند الركوع ورفع الرأس وأمره صلى الله عليه وسلم بإفراد الإقامة وقوله صلى
الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وقوله صلى الله عليه وسلم لا
تقاطعوا ولا تدابروا والطوالات من الأحاديث مثل حديث الإيمان وحديث الزكوة وحديث
الحج وحديث الإفك وحديث التوبة وحديث المعراج وحديث الشفاعة وحديث القبر وحديث أم
زرع ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح حديث الطير وحديث عرض القبائل
وحديث والآن العدوى وحديث الشورى وحديث سقيفة بني ساعدة ومقتل عثمان رضي الله عنه
وحديث سطيح وعجائب بسم الله الرحمن الرحيم وحديث بلوقيا وحديث حليمة وحديث قس بن
ساعدة وحديث أم معبد وغيرها من الطوالات فهذا الأنواع التي ذكرنا من المشهورة التي
يعرفها أهل العلم وقل ما يخفى ذلك عليهم وهو المشهور الذي يستوفي في معرفتها الخاص
والعام وأما المشهور الذي يعرفه أهل الصنعة فمثال ذلك ما حدثنا أبو عبد الرحمن
محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال حدثنا محمد بن
عبد الله الأنصاري قال حدثني سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان قال أبو عبد
الله هذا حديث مخرج في الصحيح وله رواة عن أنس غير أبي مجلز ورواه عن أبي مجلز غير
التيمي ورواه عن التيمي غير الأنصاري ولا يعلم ذلك غير أهل الصغنعة فإن الغير إذا
تأمله يقول سليمان التيمي هو صاحب أنس وهذا حديث غريب أن يرويه عن رجل عن أنس ولا
يعلم أن الحديث عند الزهري وقتادة وله عن قتادة طرق كثيرة ولا يعلم أيضا أن الحديث
بطوله في ذكر العرنيين يجمع ويذاكر بطرقه وأمثال هذا الحديث ألوف من الأحاديث التي
لا يقف على شهرتها غير أهل الحديث والمجتهدين في جمعه ومعرفته
ذكر النوع الرابع والعشرين من علم الحديث هذا النوع منه
معرفة الغريب من الحديث
وليس هذا العلم ضد الأول فإنه يشتمل على أنواع شتى لا بد من شرحها في هذا
الموضع فنوع منه غرائب الصحيح مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال
حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال ثنا يونس بن بكير عن عبد الواحد بن أيمن المخزومي
قال حدثني أيمن قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا يوم الخندق نحفر الخندق فعرضت
فيه كذانة وهو الجبل فقتل يا رسول الله كذانة قد عرضت فيه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم رشوا عليها ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها وبطنه معصوب بحجر من
الجوع فذكر حديثا طويلا فيه ذكر أهل الصفة ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم
وهو حديث في ورقة قال الحاكم رواه البخاري في الجامع الصحيح عن خلاد بن يحيى المكي
عن عبد الواحد بن أيمن فهذا حديث صحيح وقد تفرد به عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو
من غرائب الصحيح ومن ذلك ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو يحيى
زكريا بن يحيى بن أسد قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس
الأعمى الشاعر عن عبد الله بن عمرو قال لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل
الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال إنا قافلون إن شاء الله غدا فقال المسلمون أنرجع
ولم نفتحه فقال لهم اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال لهم إنا قافلون غدا
فأعجبهم ذلك فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحاكم رواه مسلم في المسند
الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان وهو غريب صحيح فإني لا أعلم أحدا
حدث به عن عبد الله بن عمرو غير أبي العباس السائب بن فروخ الشاعر ولا عنه غير
عمرو بن دينار ولا عنه غير سفيان بن عيينة فهو غريب صحيح والنوع الثاني من غريب
الحديث غرائب الشيوخ مثاله ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن
سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لا يبيع حاضر لباد قال الحاكم هذا حديث غريب لمالك بن أنس عن
نافع وهو إمام يجمع حديثه تفرد به عنه الشافعي وهو إمام مقدم لا نعلم أحدا حدث به
عنه غير الربيع بن سليمان وهو ثقة مأمون حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي
بمرو قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا لنضر بن شميل قال ثنا شعبة عن حصين عن أبي
وائل عن عبد الله حديث التشهد قال الحاكم هذا حديث يعد في أفراد النضر بن شميل عن
شعبة وقد تابعه بدل بن المحبر ولا أعلم له راويا عن النضر بن شميل غير سعيد بن
مسعود والنوع الثالث من غريب الحديث غرائب المتون مثال ذلك ما حدثنا أبو محمد عبد
الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي بمكة قال حدثنا أبو يحيى بن مسرة قال حدثنا خلاد بن
يحيى قال ثنا أبو عقيل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض الى نفسك
عبادة الله فان المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى قال الحاكم هذا حديث غريب
الإسناد والمتن فكل ما روى فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة فأما بن المنكدر عن
جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى حدثنا أبو
الحسن محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان قال ثنا علي بن
جابر قال ثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال ثنا محمد بن فضيل قال ثنا محمد بن سوقة
عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله
أتاني ملك فقال يا محمد وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا قال قلت على
ما بعثوا قال على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب قال الحاكم تفرد به علي بن جابر
عن محمد بن خالد عن محمد بن فضي ولم نكتبه الا عن بن مظفر وهو عندنا حافظ ثقة
مأمون فهذه الأنواع التي ذكرتها مثلا الألوف من الحديث يجري على مثالها وسننها
ذكر النوع الخامس والعشرين من علم الحديث هذا النوع منه
معرفة الأفراد من الأحاديث
وهو على ثلاثة أنواع فالنوع الأول منه معرفة سنن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتفرد بها أهل مدينة واحدة عن الصحابي ومثال ذلك ما حدثناه أبو نصر أحمد بن
سهل الفقيه ببخارا قال ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قال ثنا علي بن حكيم قال
ثنا شريك عن أبي الحسناء عن الحكم بن عتيبة عن حنش قال كان علي رضي الله عنه يضحي
بكبشين بكبش عن النبي صلى الله عليه وسلم وبكبش عن نفسه وقال كان أمرني رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه أبدا قال الحاكم تفرد به أهل الكوفة
من أول الإسناد الى آخره لم يشركهم فيه أحد ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب قال ثنا هلال بن العلاء الرقي قال حدثنا أبو الوليد قال ثنا همام عن قتادة
عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ فاتحة الكتاب
وما تيسر قال الحاكم تفرد بذكر الأمر فيه أهل البصرة من أول الإسناد الى آخره لم
يشركهم في هذا اللفظ سواهم ومنه ما حدثنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر قال
ثنا أبو الأزهر قال حدثنا بن أبي فديك قال أخبرنا الضحاك بن عثمان عن أبي النضر عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت ادخلوا به المسجد
حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت والله لقد صلى صلى الله عليه وسلم على سهيل
بن بيضاء وأخيه في المسجد قال الحاكم تفرد به أهل المدينة ورواته كلهم مدنيون وقد
روي بإسناد آخر عن موسى بن عقبة عن عبد الواحد بن حمزة عن عبد الله بن الزبير عن
عائشة وكلهم مدنيون لم يشركهم فيه أحد ومنه ما حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ
قال ثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن أبي عبد الله المديني بمصر قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال ثنا بن وهب قال ثنا عمرو بن الحارث عن حبغان بن واسع بن حبان عن أبيه عن
عبد الله بن زيد الأنصاري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأخذ ماء
لأذنيه خلاف الماء الذي مسح به رأسه قال الحاكم هذه سنة غريبة تفرد بها أهل مصر
ولم يشركهم فيها أحد ومنه ما حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام قال أخبرنا إسماعيل
بن قتيبة قال حدثنا يحيى بن يحيى قال ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد
بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال لأصحابه ألا إنه ستفتح عليكم أرض العجم أو قال الأعاجم وفيها بيوت تدعى
الحمامات ألا وهن حرام على رجال أمتي إلا بأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة
قال الحاكم تفرد بذكر تحريم الحمامات على النساء أهل الشام بهذا الإسناد ومنه ما
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد إسحاق الخزاعي بمكة قال ثنا أبو يحيى عبد الله
بن أحمد بن زكريا بن أ ي مسرة المكي قال حدثنا خلاد بن يحيى المكي قال ثنا إسماعيل
بن عبد الملك وهو بن أبي الصفير مكي عن عبد الله بن أبي مليكة هو مكي عن عائشة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها فقالت يا رسول الله خرجت من عندي وأنت
طيب النفس لما رأيت من أمتك ثم رجعت الى خاثرا حزينا فقال إني دخلت الكعبة ووددت
أن لم أكن دخلتها إن أكون أتعبت أمتي قال الحاكم هذا حديث تفرد به أهل مكة وليس في
رواته إلا مكي ومنه ما حدثنا أبو أحمد علي بن محمد الحنيني بمرو قال حدثنا إبراهيم
بن هلال البوزنجردي قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبا حمزة السكري يقول
استشار قتيبة بن مسلم أهل مرو في رجل يجعله على القضاء فأشاروا عليه بعبد الله بن
بريدة فدعاه وقال له اني قد جعلتك على القضاء بخراسان فقال بن بريدة ما كنت لأجلس
على قضاء بعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته من أبي بريدة يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القضاة ثلاثة فاثنان في النار وواحد في الجنة
فأما الاثنان فقاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار وقاض قضى بغير الحق وهو لا
يعلم فهو في النار وأما الواحد الذي هو في الجنة فقاض قضى بالحق فهو في الجنة قال
الحاكم هذا حديث تفرد به الخراسانيون فان رواته عن آخرهم مراوزة والنوع الثاني من
الأفراد أحاديث يتفرد بروايتها رجل واحج عن إمام من الأئمة ومثال ذلك ما حدثناه
أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا أحمد بن شيبان الرملي قال ثنا سفيان بن عيينة عن
الزهري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية الى نجد فبلغت
سهمانهم اثني عشر بعيرا فنفلنا النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا قال الحاكم
تفرد به سفيان بن عيينة عن الزهري وعنه أحمد بن شيبان الرملي ومنه ما حدثناه أبو
الحسن علي بن الفضل السامري ببغداد قال ثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا إبراهيم بن محمد
المدني عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سدوا
هذه الأبواب الشوارع التي في المسجد الا باب أبي بكر فإني لا أعلم رجلا من الصحابة
أحسن يدا من أبي بكر رضي الله عنه قال الحاكم تفرد به إبراهيم بن محمد المدني عن
الزهري وعنه الحسن بن عرفة ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا هارون
بن سليمان الأصبهاني قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور والأعمش وواصل
الأحبب عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قالت
يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم ماذا قال أن تقتل
ولد خشية أن يأكل معك قلت ثم ماذا قال أن تزاني حليلة جارك وقال تفرد به عبد
الرحمن بن مهدي عن الثوري عن واصل قال أبو عبد الله هذا النوع من الأفراد يكثر ولا
يمكن ذكره لكثرته وهو عند أهل الصناعة متعارف وقد ذكرنا مثاله فأما النوع الثالث
من الأفراد فإنه أحاديث لأهل المدينة تفرد بها عنهم أهل مكة مثلا وأحاديث لأهل مكة
ينفرد بها عنهم أهل المدينة مثلا وأحاديث ينفرد بها الخراسانيون عن أهل الحرمين
مثلا وهذا نوع يعز وجوده وفهمه ومثال ذلك ما حدثناه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي
قال ثنا موسى بن سهل بن كثير قال ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن بن أشوع
عن الشعبي عن وراد قال كتب معاوية بن أبي سفيان الى المغيرة اكتب الي بشيء سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب اليه أنه كان ينهى عن قيل وقال وكثره السؤال
واضاعة المالك قال الحاكم سعيد بن عمرو بن أشوع شيخ من ثقات الكوفيين يجمع حديثه
ويعز وجوده وليس هذا الحديث عند الكوفيين عنه إنما ينفرد به أبو المنازل خالد بن
مهران الحذاء البصري عنه وحدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن شداد قال ثنا أبو
زكير يحيى بن محمد بن قيس قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كلوا البلح بالتمر فان الشيطان إذا رآه غضب وقال عاش بن
آدم حتى أكل الجديد بالخلق قال الحاكم تفرد به أبو زكير عن هشام بن عروة وهو من
أفراد البصريين عن المدنيين فان يحيى بن محمد بن قيس بصري مخرج حديثه في كتاب مسلم
وهشام بن عروة بن الزبير مدني حدثنا أبو عمر عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد قال
ثنا محمد بن عيسى المدايني قال ثنا محمد بن الفضل بن العطية قال حدثنا أبو إسحاق ح
وحدثنا أبو العباس المحبوبي قال حدثنا محمد بن الليث قال ثنا يحيى بن إسحاق الكاجغوني
قال قال ثنا عبد الكبير بن دينار عن بن إسحاق عن البراء قال كان رجل يقال له نعم
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت عبد الله قال أبو عبد الله أبو إسحاق عمرو
بن عبد الله السبيعي امام تابعي من أهل الكوفة وليس هذا الحديث عند الكوفيين عنه
فان عبد الكبير بن دينار مروزي ومحمد بن الفضل بن عطية بخاري وقد تفرادا به عنه
فهو من أفارد الخراسانيين عن الكوفيين حدثنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل
ومحمد بن سليمان بن منصور المذكور قالا حدثنا الحسين بن داود بن معاذ البلخي قال
ثنا الفضيل بن عياض قال ثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل للدنيا يا دنيا اخدمي من خدمني
وأتعبي يا دنيا من خدمك قال الحاكم هذا حديث من أفراد الخراسانيين عن المكيين فان
الحسين بن داود بلخي والفضل بن عياض عداده في المكيين حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا خالد بن نزار الأيلي قال
أخبرني نافع بن عمر الجمحي عن بشر بن عاصم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أبغض الرجال الى الله البليغ الذي يتخلل
بلسانه تخلل الباقرة بلسانها قال الحاكم وهذا الحديث من أفراد المصريين عن المكيين
فان خالد بن نزار عداده في المصريين ونافع بن عمر مكي حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد
بن سعيد الرازي قال ثنا الحسين بن داود بن معاذ قال ثنا عبد الله بن المبارك قال
أخبرنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال خطبنا عمر بن الخطاب
بالجابية فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كمقامي فيكم الحديث قال
الحاكم وهذا الحديث من أفراد الخراسانيين عن الكوفيين فان عبد الله بن المبارك
إمام أهل خراسان وهذا يعد في افراده عن محمد بن سواقه وهو كوفي وقد حدث به أيضا
النضر بن إسماعيل البجلي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أبو
يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بأصبهان قال ثنا يحيى بن الضريس قال ثنا
عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال ثنا أبي عن أبيه عن
جده عن علي قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل قال
يا سائل أعطاك أحد شيئا فقال لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتما قال الحاكم هذا
حديث تفرد به الرازيون عن الكوفيين فان يحيى بن الضريس الرازي قاضيهم وعيسى العلوي
من أهل الكوفة
ذكر النوع السادس والعشرين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة المدلسين
الذين لا يميز من كتب عنهم بين ما سمعوه وما لم يسمعوه وفي التابعين وأتباع
التابعين والى عصرنا هذا منهم جماعة حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي
ببغداد قال ثنا أحمد بن بشر المرثدي قال حدثنا خالد بن خراش قال سمعت حماد بن زيد
يقول المدلس متشبع بما لم يعط أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني
قال ثنا محمد بن عبد الله بن رستة الأصبهاني قال ثنا سليمان بن داود المنقري قال
سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث يحدث عن أبيه قال التدليس ذل قال سليمان التدليس
والغش والغرور والخداع والكذب يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد أخبرنا أبو
العباس السياري قال أخبرنا أبو الموجه قال أخبرنا عبدان قال ذكر لعبد الله بن
المبارك رجل ممن كان يدلس فقال فيه قولا شديدا وأنشد فيه دلس للناس أحاديثه والله
لا يقبل تدليسا قال أبو عبد الله فالتدليس عندنا على ستة أجناس فمن المدلسين من
دلس عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث أو فوقه أو دونه الا أنهم لم يخرجوا
من عداد الذين يقبل أخبراهم فمنهم من التابعين أبو سفيان طلحة بن نافع وقتادة بن
دعامة وغيرهما أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري قال نثا محمد بن إسحاق قال
ثنا محمد بن البراء قال ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان
شعبة يرى أحاديث أبي سفيان عن جابر انما هو كتاب سليمان اليشكري قال قلت لعبد
الرحمن سمعته من شعبة قال أو بلغني عنه سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن تميم يقول
سمعت أبا قلابة بن الرقاشي يقول سمعت علي بن عبد الله يقول شعبة أعلم الناس بحديث
قتادة ما سمع مما لم يسمع قال أبو عبد الله ففي هذه الأئمة المذكورين بالتدليس من
التابعين جماعة وأتباعهم غير أني لم أذكرهم فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعو الى
الله عز وجل فكانوا يقولون قال فلان لبعض الصحابة فأما غير التابعين فأغراضهم فيه
مختلفة وأما الجنس الثاني من المدلسين فقوم يدلسون الحديث فيقولون قال فلان فإذا
وقع إليهم من ينقر سماعاتهم ويلح ويراجع ذكروا فيه سماعاتهم أخبرني قاضي القضاة
محمد بن صالح الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال ثنا علي بن عبد الله المديني
قال قال أبي ثنا عبد الرازق قال أخبرنا معتمر بن سليمان التيمي قال جئت الى رباح
بن زيد فأملى علي كتاب بن طاوس فلما فرغت قلت سمعته من معتمر قال لا ولكن أخرج الى
معتمر كتابا فدفعه الي قال وحدثنا أبي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سألت
سفيان عن حديث إبراهيم بن عقبة في الرضاع فقال لم أسمعه حدثني معمر عنه قال أبي
وسمعت يحيى يقول كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة قالت ما خير رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين أمرين وما ضرب بيده شيئا قط الحديث قال يحيى فلما سألته
قال أخبرني أبي عن عائشة قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين لم
أسمع من أبي الا هذا والباقي لم أسمعه انما هو عن الزهري أخبرني محمد بن أحمد
الذهلي قال حدثنا إبراهيم بن محمد السكري قال ثنا علي بن خشرم قال قال لنا بن
عيينة عن الزهري فقيل له سمعته من الزهري فقال لا ولا ممن سمعه من الزهري حدثني
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال ثنا
جدي قال ثنا كثير بن يحيى قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن
أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فلان في النار ينادي يا حنان يا
منان قال أبو عوانة قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم قال لا حدثني به حكيم بن جبير
عنه قال أبو عبد الله نكتفي بما ذكرناه من مثال هذا الجنس فقد صح مثل ذلك عن محمد
بن إسحاق ويزيد بن أبي زياد وشباك وأبي إسحاق ومغيرة وهشيم بن بشير وفيما حدثونا
أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يوما على أن لا يأخذوا منه التدليس ففطن لذلك فكان
يقول في كل حديث يذكره حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم فلما فرغ قال لهم هل دلست لكم
اليوم فقالوا لا فقال لم أسمع من مغيرة حرفا مما ذكرته انما قلت حدثني حصين ومغيرة
غير مسموع لي والجنس الثالث من التدليس قوم دلسوا على أقوام مجهولين لا يدرى من هم
ومن أين هم مثال ذلك ما أخبرناه الحسن بن محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن أحمد بن
البراء قال ثنا علي بن عبد الله قال حدثني حسين الأشقر قال ثنا شعيب بن عبد الله
النهمي عن أبي عبد الله عن نوف قال بت عند علي فذكر كلاما قال بن المديني فحدثني
حسين فقلت لحسين ممن سمعته فقال حدثنيه شعيب عن أبي عبد الله عن نوف فقلت لشعيب من
حدثك بهذا قال أبو عبد الله الجصاص قلت عن من قال عن حماد القصار فلقيت حمادا فقلت
من حدثك بهذا قال بلغني عن فرقد السبخي عن نوف فإذا هو قد دلس عن ثلاثة والحديث
بعد منقطع وأبو عبد الله الجصاص مجهول وحماد القصار لا يدرى من هو وبلغه عن فرقد
وفرقد لم يدرك نوفا ولا رآه أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة
قال ثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال ثنا عثمان بن محمد قال حدثنا بن إدريس عن
شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال ثلاثة يصدقون من حدثهم أنس وأبو
العالية والحسن قال أبو عبد الله قد روى جماعة من الأئمة عن قوم من المجهولين
فمنهم سفيان الثوري روى عن أبي همام السكوني وأبي مسكين وأبي خالد الطائي وغيرهم
من المجهولين ممن لم يقف على أساميهم غير أبي همام فإنه الوليد بن قيس ان شاء الله
وكذلك شعبة بن الحجاج حدث عن جماعة من المجهولين فأما بقية بن الوليد فحدث عن خلق
من خلق الله لا يوقف على أنسابهم ولا عدالتهم وقال أحمد بن حنبل إذا حدث بقية عن
المشهورين فرواياته مقبولة وإذا حدث عن المجهولين فغير مقبولة وعيسى بن موسى
التيمي البخاري الملقب بغنجار شيخ في نفسه ثقة مقبول قد احتج به محمد بن إسماعيل
البخاري في الجامع الصحيح غير أنه يحدث عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين لا
يعرفون بأحاديث مناكير وربما توهم طالب هذا العلم أنه يجرح فيه وليس كذلك والجنس
الرابع من المدلسين قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي
لا يعرفوا أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال ثنا أبو جعفر المستعيني
قال حدثنا عبد الله بن علي المديني قال حدثني أبي قال كل ما في كتاب بن جريج أخبرت
عن داود بن الحصين وأخبرت عن صالح مولى التوأمة فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين
يقول إبراهيم بن أبي يحيى لا يكتب حديثه كان جهميا رافضيا قلت ليحيى يروى بن جريج
عن إبراهيم بن أبي يحيى قال حدث عنه من مات مريضا مات شهيدا قال أبو عبد الله وقد
كان الثوري يحدث عن إبراهيم بن هراسة فيقول حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال سليمان
الشاذكوني من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة الا ما قالا
سمعناه قال علي بن المديني حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن بن أبي نجيح عن
مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى مائة
بدنة فيها جمل لأبي جهل قال بن المديني فكنت أرى ان هذا من صحيح حديث بن إسحاق
فإذا هو قد دلسه حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال
حدثني من لا أتهم عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس فإذا الحديث مضطرب قال علي
وحدثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة قال زكاة الأرض يبسها فقلت لسفيان فان وهيبا
رواه عن أيوب عن أبي قلابة فقال سفيان رواه أبو عمير الحارث بن عمير عن أيوب فقيل
لسفيان من عن أبي عمير قال ابنه حمزة فلقيت حمزة بن الحارث فحدثني عن أبيه عن أيوب
عن أبي قلابة بهذا الحديث أخبرني عبد الله بن حمويه الدقيقي قال حدثنا جعفر بن أبي
عثمان الطليالسي قال حدثني خلف بن سالم قال سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا
كثرة التدليس والمدلسين فأخذنا في تمييز أخبارهم فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي
الحسن وإبراهيم بن يزيد النخعي لأن الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما
مجهولين وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم
وإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب
وخزامة الطائي وربما دلس عنهم وذكر تدليس أبي إسحاق السبيعي فأكثر من عجائبه وكذلك
الحكم ومغيرة وابن إسحاق وهشيم الجنس الخامس من المدلسين قوم دلسوا عن قوم سمعوا
منهم الكثير وربما فاتهم الشيء عنهم فيدلسونه أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح
الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن
المديني قال ثنا أبي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثنا صالح بن أبي الأخضر قال
حديثي منه ما قرأت على الزهري ومنه ما سمعت ومنه ما وجدت في كتاب ولست أفصل ذا من
ذا قال يحيى وكان قدم علينا فكان يقول حدثنا الزهري حدثنا الزهري قال علي بن
المديني وربما كان سفيان بن عيينة إذا أراد أن يدلس يقول عشرة عن زبيد منهم مالك
بن مغول عن مرة عن عبد الله ان الله قسم بينكم أخلاقكم قال علي وكان زهير وإسرائيل
يقولان عن أبي إسحاق انه كان يقول ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة قال بن
الشاذكوني ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى قال أبو عبيدة لم يحدثني ولكن
عبد الرحمن عن فلان عن فلان ولم يقل حدثني فجاز الحديث وسار أخبرني أبو يحيى
السمرقندي قال ثنا محمد بن نصر قال حدثني جماعة عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن
أبيه عن الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي أن النبي صلى
الله عليه وسلم نهى عن ثمن الميتة وعن ثمن الخمر والحمر الأهلية وكسب البغي وعن
عسب كل ذي فحل قال أبو عبد الله محمد بن نصر وهذا حديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من
حبيب بن أبي ثابت وذلك أن محمد بن يحيى حدثنا قال ثنا أبو معمر قال حدثني عبد
الوارث عن الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت وعمرو هذا منكر
الحديث فدلسه الحسن عنه قال أبو عبد الله ومن هذه الطبقة جماعة من المحدثين
المتقدمين والمتأخرين مخرج حديثهم في الصحيح الا أن المتبحر في هذا العلم يميز بين
ما سمعوه وما دلسوه والجنس السادس من التدليس قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم
يسمعوا منهم انما قالوا قال فلان فحمل ذلك عنهم على السماع وليس عندهم عنهم سماع
عال ولا نازل أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان قال حدثنا إبراهيم بن نصر
قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثني صاحب لي من أهل الري يقال له أشرس قال قدم
علينا محمد بن إسحاق فكان يحدثنا عن إسحاق بن راشد فقدم علينا إسحاق بن راشد فجعل
يقول ثنا الزهري وثنا الزهري قال فقلت له أين لقيت بن شهاب قال لم ألقه مررت ببيت
المقدس فوجدت كتابا له ثم أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال حدثنا محمد
بن عبد الله بن الحسين المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال قال
أبي سمعت يحيى بن سعيد يقول قال علي بن المبارك كتاب يحيى بن أبي كثير هذا بعث الي
يحيى من اليمامة أو خلفه عندي ولم أسمعه من يحيى يشك في قوله بعث الى من اليمامة
أو خلفه عندي قال علي سمعت يحيى يقول قال التيمي ذهبوا بصحيفة جابر الى الحسن
فرواها وذهبوا بها الى قتادة فرواها وأتوني بها فلم أروها قال علي قال عبد الرحمن
بن مهدي كان عند مخرمة كتب لأبيه لم يسمعها منه قال علي الحكم عن مقسم عن بن عباس
انما سمع منه أربعة أحاديث والباقي كتاب قال أبي وسئل عن عمرو بن حكام فقال كان له
قريب سمع من شعبة فلما مات أخذ كتبه وقال كان لا يعرف قال أبي حدثني الحسن بن محمد
بن عبد الله بن يزيد قال كان الصباح إذا جاء عبد الوهاب بن مخلد يقول ترى هذا
والله ما صدقه أبوه في شيء وما هو الا أخذ الكتب قال أبو عبد الله هذا باب يطول
فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر ولا من بن عمر ولا
من بن عباس شيئا قط وان الأعمش لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من صحابي غير
أنس وأن الشعبي لم يسمع من عائشة ولا من عبد الله بن مسعود ولا من أسامة بن زيد
ولا من علي انما رآه رؤية ولا من معاذ بن جبل ولا من زيد بن ثابت وأن قتادة لم
يسمع من صحابي غير أنس وأن عامة حديث عمرو بن دينار عن الصحابة غير مسموعة وأن
عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة وأن ذلك كان كله يخفى الا على الحفاظ للحديث
وقال أبو عبد الله قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا
العلم فيقيس بالأقل على الأكثر ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين
صيانة للحديث ورواته غير أن أدل على جملة يهتدي إليها الباحث عن الأئمة الذين
دلسوا والذين تورعوا عن التدليس وهو أن أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي ليس
التدليس من مذهبهم وكذلك أهل خراسان والجبال وإصبهان وبلاد فارس وخوزستان وما وراء
النهر لا يعلم أحد من أئمتهم دلس وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة ونفر يسير من
أهل البصرة فأما مدينة السلام بغداد فقد خرج منها جماعة من أئمة الحديث مثل أبي
النضر هاشم بن القاسم وأبي نوح عبد الرحمن بن غزوان وأبي كامل مظفر بن مدرك وأبي
محمد يونس بن محمد المؤدب وهم في الطبقة الأولى من أهل بغداد لا يذكر عنهم وعن
أقرانهم من الطبقة الأولى التدليس ثم الطبقة الثانية بعدهم الحسن بن موسى الأشيب
وسريج بن النعمان الجوهري ومعاوية بن عمرو الأزدي والمعلى بن منصور وأقرانهم من
هذه الطبقة لم يذكر عنهم التدليس ثم الطبقة الثالثة إسحاق بن عيسى بن الطباع
ومنصور بن سلمة الخزاعي وسليمان بن داود الهاشمي وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز
التمار لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس ثم الطبقة الرابعة منهم مثل الهيثم بن
خارجة والحكم بن موسى وخلف بن هشام وداود بن عمر الضبي لم يذكر عنهم وعن طبقتهم
التدليس ثم الطبقة الخامسة مثل إمام الحديث أحمد بن حنبل ومزكى الرواة يحيى بن
معين وصاحب المسند أبي خيثمة زهير بن حرب وعمرو بن محمد الناقد لم يذكر عن واحد
منهم التدليس ثم الطبقة السادسة والسابعة فلم يذكر عنهم ذلك الا أبي بكر محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي الواسطي فحدثني أبو علي الحافظ قال كنت يوما عند أبي بكر
بن الباغندي وهو يملي علي فقال لي أبو يزيد عمرو بن يزيد الجرمي فأمسكت عن اكتابة
ثم أعاد ثانيا ثم قال حديث سرار بن مجشر فقلت قد أغناك الله عنه يا أبا بكر فقد
حدثناه أبو عبد الرحمن النسائي قال حدثنا أبو يزيد فان أخذ أحد من أهل بغداد
التدليس فعن الباغندي وحده
ذكر النوع السابع والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه
معرفة علل الحديث
وهو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل أخبرنا محمد بن إبراهيم
بن إسحاق الهاشمي قال حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله قال سمعت أبا قدامة السرخسي
يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب الي من أن أكتب
عشرين حديثا ليس عندي قال أبو عبد الله وانما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها
مدخل فان حديث المجروح ساقط واه وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا
بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولا والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم
والمعرفة لا غير وقال عبد الرحمن بن مهدي معرفة الحديث الهام فلو قلت للعالم يعلل
الحديث من أين قلت هذا لم يكن له حجة وأخبرني أبو علي الحسين بن محمد بن عبد ويه
الوراق بالري قال ثنا محمد بن صالح الكيليني قال سمعت أبا زرعة وقال له رجل ما
الحجة في تعليلكم الحديث قال الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته ثم تقصد
بن وارة يعني محمد بن مسلم بن وارة وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر
علته ثم تقصد أبا حاتم فيعلله ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث فإن وجدت بيننا
خلافا في علته فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده وان وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة
هذا العلم قال ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه فقال أشهد أن هذا العلم إلهام فالجنس
الأول من أجناس علل الحديث مثاله ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد
بن إسحاق الصغاني قال ثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل
بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس مجلسا
كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك قال أبو عبد الله هذا حديث من
تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح وله علة فاحشة حدثني أبو نصر أحمد بن محمد الوراق
قال سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصار يقول سمعت مسلم بن الحجاج وجاء الى محمد
بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه وقال دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين
وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله حدثك محمد بن سلام قال ثنا مخلد بن يزيد
الحراني قال أخبرنا بن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس فما علته قال محمد بن إسماعيل هذا حديث
مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث الا أنه معلول حدثنا به موسى
بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال ثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله قال محمد بن
إسماعيل هذا أولى فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل والجنس الثاني من علل
الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا قبيصة
بن عقبة عن سفيان عن خالد الحذاء أو عاصم عن أبي قلابة عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان
وأقراهم أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وإن لكل أمة أمينا وإن
أمين هذه الأمة أبو عبيدة قال أبو عبد الله وهذا من نوع آخر علته فلو صح بإسناده
لأخرج في الصحيح إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أرحم أمتي مرسلا وأسند ووصل ان لكل أمة أمينا وأبو عبيدة أمين هذه الأمة
هكذا رواه البصريون الحفاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعا وأسقط المرسل من الحديث
وخرج المتصل بذكر أبي عبيدة في الصحيحين والجنس الثالث من علل الحديث حدثنا أبو
عباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا بن أبي مريم قال حدثنا
محمد بن جعفر بن أبي كثير عن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لأستغفر الله وأتوب اليه في اليوم مائة مرة
قال أبو عبد الله وهذا إسناد لا ينظر فيه حديثي الا علم أنه من شرط الصحيح
والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ قال
ثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال ثنا أبو الربيع قال ثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني
قال سمعت أبا بردة يحدث عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انه ليغان على قلبي فاستغفر الله في اليوم مائة مرة قال أبو عبد الله
رواه مسلم بن الحجاج في الصحيح عن أبي الربيع وهو الصحيح المحفوظ ورواه الكوفيون
أيضا مسعر وشعبة وغيرهما عن عمرو بن مرة عن أبي بردة هكذا والجنس الرابع من علل
الحديث أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى
القاضي قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا زهير بن محمد عن عثمان بن سليمان عن أبيه أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور قال أبو عبد الله قد خرج
العسكري وغيره من المشايخ هذا الحديث في الوحدان وهو معلول من ثلاثة أوجه أحدها أن
عثمان هو بن أبي سليمان والآخر أ عثمان انما رواه عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه
والثالث قوله سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأبو سليمان لم يسمع من النبي صلى الله
عليه وسلم ولم يره وقد خرجت شواهده في التلخيص والجنس الخامس من علل الحديث حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر قال أنا بن وهب قال أخبرني يونس بن
يزيد عن بن شهاب عن علي بن الحسين عن رجال من الأنصار أنهم كانوا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذات ليلة فرمى بنجم فاستنار فذكر الحديث بطوله قال الحاكم علة هذا
الحديث أن يونس على حفظه وجلالة محله قصر به وانما هو عن بن عباس قال حدثني رجال
من الأنصار وهكذا رواه بن عيينة ويونس من سائر الروايات وشعيب بن أبي حمزة وصالح
بن كيسان والأوزاعي وغيرهم عن الزهري وهو مخرج في الصحيح والجنس السادس من علل
الحديث حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى قال ثنا أبو العباس الثقفي قال
ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا حامد بن أبي حمزة السكري قال ثنا علي بن الحسين
بن واقد قال حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قلت يا
رسول الله ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا قال كانت لغة إسماعيل قد درست فجاء
بها جبرائيل عليه السلام الي فحفظنيها قال أبو عبد الله لهذا الحديث علة عجيبة حدثني
أبو عبد الله محمد بن العباس الضبي رحمه الله من أصل كتابه قال أنا أحمد بن علي بن
زرين الفاشاني من أصل كتابه قال ثنا علي بن خشرم قال ثنا علي بن الحسين بن واقد
قال بلغني أن عمر بن الخطاب قال يا رسول الله انك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لغة إسماعيل كانت قد درست فأتاني بها
جبرائيل فحفظنيها والجنس السابع من علل الحديث حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق
الفقيه قال أخبرنا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي قال ثنا أبو داود سليمان بن محمد
المباركي قال ثنا أبو شهاب عن سفيان الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن غر كريم
والفاجر خب لئيم قال أبو عبد الله وهكذا رواه عيسى بن يونس ويحيى بن الضريس عن
الثوري فنظرت فإذا له علة أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا
أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان الثوري عن الحجاج بن الفرافصة
عن رجل عن أبي سلمة قال سفيان أراه ذكر أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم الجنس الثامن من علل الحديث حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال ثنا روح بن عبادة قال حدثنا
هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار ونزلت
عليكم السكينة قال أبو عبد الله قد ثبت عندنا من غير وجه رواية يحيى بن أبي كثير
عن أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه هذا الحديث وله علة أخبرنا أبو العباس قاسم بن
القاسم السياري وأبو محمد الحسن بن حليم المروزيان بمرو قالا حدثنا أبو الموجه قال
أخبرنا عبدان قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا هشام عن يحيى بن أبي كثير
قال حدثت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال أفطر
عندم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة الجنس التاسع من علل
الحديث أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال ثنا يحيى بن عثمان
بن صالح السهمي قال ثنا سعيد بن كثير بن عفير قال حدثني المنذر بن عبد الله
الحزامي عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم تبارك اسمك وتعالى جدك
وذكر الحديث بطوله قال أبو عبد الله لهذا الحديث علة صحيحة والمنذر بن عبد الله
أخذ طريق المجرة فيه حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله العلوي النقيب بالكوفة قال
حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال ثنا عبد
العزيز بن أبي سلمة قال ثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا افتتح الصلاة فذكر
الحديث بغير هذا اللفظ وهذا مخرج في صحيح لمسلم الجنس العاشر من علل الحديث أخبرنا
أحمد بن علي بن الحسن المقرئ قال حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان
الرهاوي قال ثنا أبي عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من ضحك في صلاته يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء قال أبو عبد الله
الحاكم لهذا الحديث علة صحيحة أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السبيعي
بالكوفة قال ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي قال ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان
قال سئل جابر عن الرجل يضحك في الصلاة قال يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء قال أبو
عبد الله فقد ذكرنا علل الحديث على عشرة أجناس وبقيت أجناس لم نذكرها وانما جعلتها
مثالا لأحاديث كثيرة معلولة ليهتدي إليها المتبحر في هذا العلم فان معرفة علل
الحديث من أجل هذه العلوم
ذكر النوع الثامن والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه
معرفة الشاذ من الروايات
وهو غير المعلول فان المعلول ما يوقف على علته أنه دخل حديث في حديث أو وهم
فيه راو أو أرسله واحد فوصله واهم فأما الشاذ فإنه حديث يتفرد به ثقة من الثقات
وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة سمعت أبا بكر أحمد بن محمد المتكلم الأشقر يقول
سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال لي الشافعي ليس
الشاذ من الحديث أن يروى الثقة ما لا يرويه غيره هذا ليس بشاذ انما الشاذ أن يروي
الثقة حديثا يخالف فيه الناس هذا الشاذ من الحديث ومثاله ما حدثنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن بالويه قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن سعد
عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها الى العصر
فيصليهما جميعا وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار وكان إذا
ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء وإذا ارتحل بعد المغرب عجل
العشاء فصلاها مع المغرب قال أبو عبد الله هذا حديث رواته أئمة ثقات وهو شاذ
الإسناد والمتن لا نعرف له علة نعلله بها ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير
عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير
لعللنا به فلما لم نجد له العلتين خرج عن ان يكون معلولا ثم نظرنا فلم نجد ليزيد
بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من
أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل فقلنا الحديث
شاذ وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن صعيد يقول لنا على هذا
الحديث علامة أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى ين معين وأبي بكر بن أبي شيبة
وأبي خيثمة حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث وقد
أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال
ثنا قتيبة فذكره قال أبو عبد الله فأئمة الحديث انما سمعوه من قتيبة تعجبا من
إسناده ومتنه ثم لم يبلغنا عن أحد منهم انه ذكر للحديث علة وقد قرأ علينا أبو علي
الحافظ هذا الباب وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو امام عصره عن قتيبة بن
سعيد ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع
وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون حدثني أبو الحسن محمد بن موسى بن عمران الفقيه قال ثنا
محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت صالح بن حفصويه النيسابوري قال أبو بكر وهو صاحب
حديث يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول قلت لقتيبة بن سعيد مع من كتبت عن
الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل فقال كتبته مع خالد المدايني
قال البخاري وكان خالد المدايني يدخل الأحاديث على الشيوخ ومن هذا الجنس حدثنا أبو
العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو الثقة المأمون من أصل كتابه قال حدثنا أبو الحسن
أحمد بن سيار قال ثنا محمد بن كثير العبدي قال ثنا سفيان الثوري قال حدثني أبو
الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
صلاة الظهر يرفع يديه إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع قال أبو عبد الله
وهذا الحديث شاذ الإسناد والمتن إذ لم نقف له على علة وليس عند الثوري عن أبي
الزبير هذا الحديث ولا ذكر أحد في حديث رفع اليدين انه في صلاة الظهر أو غيرها ولا
نعلم أحدا رواه عن أبي الزبير غير إبراهيم بن طهمان وحده تفرد بنه الا حديث يحدث
به سليمان بن أحمد الملطي من حديث زياد بن سوقة وسليمان متروك يضع الحديث وقد رأيت
جماعة من أصحابنا يذكرون ان علته ان يكون عن محمد بن كثير عن إبراهيم ين طهمان
وهذا خطاء فاحش وليس عند محمد بن كثير عن إبراهيم بن طهمان حرف فيتوهمون قياسا ان
محمد بن كثير يروي عن إبراهيم بن طهمان كما روى أبو حذيفة لأنهما جميعا رويا عن
الثوري وليس كذلك فإن ابل حذيفة قد روى عن جماعة لم يسمع منهم محمد بن كثير منهم
إبراهيم بن طهمان وشبل بن عباد وعكرمة بن عمار وغيرهم من أكابر الشيوخ حدثنا أبو
الحسين عبد الرحمن بن نصر المصري الأصم ببغداد قال ثنا أبو عمرو بن خزيمة البصري
بمصر قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا أبي عن ثمامة عن أنس قال كان
قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير يعني ينظر في
أموره وحدثنا جماعة من مشايخنا عن أبي بكر محمد بن إسحاق قال حدثني أبو عمرو محمد
بن خزيمة البصري بمصر وكان ثقة فذكر الحديث بنحوه قال أبو عبد الله وهذا الحديث
شاذ بمرة فان رواته ثقات وليس له أصل عن أنس ولا عن غيره من الصحابة بإسناد آخر
ذكر النوع التاسع والعشرين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة سنن لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعارضها مثلها
فيحتج أصحاب المذاهب بأحدهما وهما في الصحة والسقم سيان ومثال ذلك ما حدثناه
أبو العباس محمد بن يعقوب قال انا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا
سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال من أراد منكم ان يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد ان يهل بحج فليهل قالت وأهل
رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج وأهل به ناس معه وأهل ناس بالعمرة والحج وأهل
ناس بالعمرة وكنت ممن أهل بالعمرة حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان المقرىء ببغداد
قال ثنا محمد بن ماهان قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا مالك بن أنس عن عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم افرد الحج
أخبرني عمر بن صفوان الجمحي بمكة قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا إبراهيم
بن زياد سبلان قال ثنا عباد بن عباد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال
اهللنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج مفردا قال أبو عبد الله فهذه
الاخبار تصرح بان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مفردا وكذلك أخبار جابر بن عبد
الله وكلها مخرجة في الصحيح وهذه الاخبار الصحيحة يعارضها ما أخبرنا أبو العباس
محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا عبيد الله بن موسى
قال أخبرنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال قدمت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال بم اهللت فقلت بإهلال كإهلال النبي صلى
الله عليه وسلم قال هل سقت من هدي قلت لا قال فطف بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حل
وذكر الحديث أخبرنا أحمد بن حعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال
حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن قتادة قال قال عبد الله بن شقيق
كان عثمان ينهى عن المتعة وكان على يأمر بها فقال عثمان لعلي كلمة ثم قال علي لقد
علمت انا قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجل ولكن كنا خائفين
أخبرنا أبو العباس المحبوبي قال ثنا أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال ثنا
سفيان بن غنيم بن قيس عن سعد بن مالك انه سمع معاوية ينهى عن المتعة في الحج فقال
سعد لقد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وان معاوية لكافر بالعرش حدثنا
أبو بكر بن إسحاق الامام قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا بن بكير قال حدثني
الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر قال تمتع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة الى الحج الحديث قال أبو عبد
الله وهذه الاخبار كلها مخرجة في الصحيح تصرح بان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان متمتعا وهذه الاخبار الصحيحة يعارضها ما أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد الزيادي
قال ثنا محمد بن الفرج الأزرق قال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال ثنا شعبة عن
حميد بن هلال قال سمعت مطرفا قال قال لي عمران بن حصين اني أحدثك حديثا عسى الله
ان ينفعك به ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع بين حج وعورة ثم لم ينه عنه
حتى مات ولم ينزل قرآن يحرمه حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن
عبد الله قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن بكر عن أنس قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يلبي بالحج والعمرة جميعا قال حميد قال بكر فحدثت بذلك بن عمر
فقال لبى بالحج وحده فلقيت أنسا فحدثته بقول بن عمر فقال أنس ما تعدونا الا صبيانا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبيك عمرة وحجا وقد روى عن بن عمر وأسماء
بنت أبي بكر مثله وهذه الأحاديث تصرح بان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قارنا
والحجة واحدة والمعارضات صحيحة وقد شفى الامام أبو بكر محمد بن إسحاق في الكلام
على هذه الاخباز واختار التمتع وكذلك أحمد وإسحاق واختار الشافعي الافراد واختار
أبو حنيفة القران أصل ثان حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن
عفان العامري قال ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ان عمر قال يا
رسول اينام أحدنا وهو جنب قال نعم إذا توضأ حدثنا أبو عبد الله الشيباني قال ثنا
إبراهيم بن عبد الله قال أخبرنا وهب بن جرير قال انا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن
الأسود عن عائشة انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا وأراد
ان يأكل أو ينام توضأ قال أبو عبد الله هذه الاخبار في هذا صحيحة وهذه الاخبار
يعارضها ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي قال ثنا أبو قلابة
ومحمد بن سليمان قالا ثنا أبو عاصم عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن الأسود بن
يزيد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهن جنب ولا يمس ماء
أخبرنا أحمد بن سليمان الفقيه قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال ثنا عفان قال ثنا
أبو عوانة عن أبي إسحاق عن الأسود قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكرت كلاما ثم قالت فإذا قضى صلاته مال الى فراشه فان كانت له حاجة الى أهله
ثم نام كهيئته لم يمس ماء قال أبو عبد الله فهذه الأسانيد صحيحة كلها والخبر ان
يعارض أحدهما الآخر وأخبار المدنيين والكوفيين متفقة على الوضوء وأخبار أبي إسحاق
السبيعي معارضة لها أصل ثالث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر
قال قرئ على بن وهب أخبرك مالك بن أنس والليث بن سعد ويونس بن يزيد وابن سمعان ان
بن شهاب أخبرهم قال أخبرني أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا
فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد وصلينا وراءه قعودا فلما
انصرف قال انما جعل الامام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا
وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى
جالسا فصلوا جلوسا أجمعين قال أبو عبد الله هذا حديث مخرج في الصحيحين وله شواهد
في الصحابة ويعارضه هذا حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر
قال حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة ح وحدثنا محمد بن صالح قال ثنا محمد بن
عمرو الحرشي قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زائدة قال ثنا موسى بن أبي عائشة عن
عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة فقلت الا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالت بلى ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس قلت لا
فذكر الحديث في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر وخروج النبي صلى
الله عليه وسلم وجلوسه الى جنب أبي بكر قالت فجعل أبو بكر يصلى وهو قائم بصلاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد وذكر الحديث قال أبو عبد الله قد روى صلاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم هذه وأمره أبا بكر الصديق رضي الله عنه ان يصلى بالناس
جماعة غير عائشة منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وزيد
بن أرقم وعبد الله بن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن زمعة وسالم بن عبيد
وأنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وغيرهم من الصحابة وأكثرها
مخرجة في الصحيح وهو آخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل رابع حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال
أخبرنا مالك عن نافع عن نبيه بن وهب ان عمر بن عبيد الله أراد ان يزوج طلحة بن عمر
بنت شيبة بن جبير فأرسل الى أبان بن عثمان ليحضر ذلك وهو أمير الحاج فقال أبان
سمعت عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا ينكح المحرم
ولا ينكح ولا يخطب قال أبو عبد الله في النهي عن نكاح المحرم باب مخرج أكثرها في
الصحيح وتعارضها هذه الاخبار حدثني علي بن حمشاذ العدل قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق
القاضي قال حدثنا علي بن المديني قال ثنا سفيان قال ثنا عمرو بن دينار عن جابر بن
زيد عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم قال أبو عبد الله
هكذا روى عن سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وطاؤس بن كيسان وعكرمة مولى بن عباس
ومجاهد بن جبر وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم عن عبد الله بن عباس وكان سعيد بن
المسيب ينكر هذا الحديث وقد كان يزيد بن الأصم يروى عن أبي رافع انه كان يقول كنت
والله الرسول بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة وما تزوجها الا حلالا وقد
خرجت علته في كتاب الإكليل في عمرة القضاء بتفصيله وشرحه حتى لقد شفيت أصل خامس
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثنا جدي قال ثنا عبد الله بن صالح
قال أخبرنا بن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الحج والعمرة فريضتان واجبتان يعارضه حديث الحجاج بن أرطاة حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا فهد بن حيان قال ثنا عبد الواحد
بن زياد قال ثنا الحجاج بن أرطاة عن محمد بن المنكدر عن جابر ان رجلا سأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن العمرة اواجبة هي فقال لا وان تعتمر خير لك أصل سادس
حدثنا أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ وجعفر بن محمد الخلدي وعمرو بن محمد العدل
وأبو بكر بن بالويه والحسن بن محمد الأزهري قال الامام أخبرنا وقالوا حدثنا عبد
الله بن أيوب بن زاذان الضرير قال ثنا محمد بن سليمان الذهلي قال ثنا عبد الوارث
بن سعيد قال قدمت مكة فوجدت بها أبا حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة فسألت أبا
حنيفة فقلت ما تقول في رجل باع بيعا وشرط شرطا قال البيع باطل والشرط باطل ثم أتيت
بن أبي ليلى فسألته فقال البيع جائز والشرط باطل ثم أتيت بن شبرمة فسألته فقال
البيع جائز والشرط جائز فقلت يا سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفتم على في
مسألة واحدة فاتيت أبا حنيفة فأخبرته فقال ما أدري ما قالا حدثني عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بنع وشرط البيع باطل والشرط باطل
ثم أتيت بن أبي ليلى فأخبرته فقال ما أدري ما قالا حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اشترى بريرة فاعتقها البيع جائز
والشرط باطل ثم أتيت بن شبرمة فأخبرته فقال ما أدري ما قالا حدثني مسعر بن كدام عن
محارب بن دثار عن جابر قال بعت من النبي صلى الله عليه وسلم ناقة وشرط لي حملانها
الى المدينة البيع جائز والشرط جائز قال أبو عبد الله قد جعلت هذه الأحاديث التي
ذكرتها مثالا لحديث كثير يطول شرحها في هذا الكتاب
ذكر النوع الثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم
معرفة الاخبار التي لا معارض لها بوجه من الوجوه
ومثال ذلك ما حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة قال ثنا إسحاق
بن إبراهيم بن عباد قال انا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني
القاسم بن محمد ان عائشة أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي
مستترة بقرام فيها صورة تماثيل فتلون وجهه ثم اهوى القرام فهتكه بيده ثم قال ان
أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز وجل قال أبو عبد الله هذه
سنة صحيحة لا معرض لها حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن مرزوق
قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن سماك بن بن حرب عن مصعب بن سعد عن ان عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول
قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معارض لها أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي قال ثنا
علي بن حرب قال ثنا سفيان عن الزهري عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
وضع العشاء واقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا
معارض لها أخبرنا حمزة بن العباس العقبي ببغداد حدثنا محمد بن عبسى المدائني قال
حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة الى النبي
صلى الله عليه وسلم فقالت ان رفاعة قد طلقني فأبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن
ازبير وانما معه مثل هدبة الثوب فقال اتريدين ان ترجعي الى رفاعة لا حتى تذوق
عسيلته ويذوق عسيلتك وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم وخالد بن سعيد ينتظر
ان يوذن له فقال يا أبا بكر الا تسمع ما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معارض لها حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد
المحبوبي بمرو قال ثنا الفضل بن عبد الجبار قال ثنا النضر بن شميل قال أخبرنا بن
جريج عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شغار في
الإسلام قال أبو عبد الله هذه سنة صحيحة لا معارض لها وقد صنف عثمان بن سعيد
الدارمي فيه كتابا كبيرا
ذكر النوع الحادي والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة زيادات ألفاظ فقهية في أحاديث ينفرد بالزيادة راو واحد
وهذا مما يعز وجوده ويقل في أهل الصنعة من يحفظه وقد كان أبو بكر عبد الله
بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه ببغداد يذكر ذلك وأبو نعنم عبد الملك بن محمد
بن عدي الجرجاني بخراسان وبعدهما شيخنا أبو الوليد رضي الله عنهم أجمعين ومثال هذا
النوع ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك قال حدثنا الحسن بن مكرم قال
ثنا عثمان بن عمر قال ثنا مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني
عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال
الصلاة في أول وقتها قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قلت ثم أي قال بر الوالدين
قال أبو عبد الله هذا حديث صحيح محفوظ رواه جماعة من أئمة المسلمين عن مالك بن
مغول وكذلك عن عثمان بن عمر فلم يذكر أول الوقت فيه غير بندار بن بشار والحسن بن
مكرم وهما ثقتان فقيهان ومنه ما أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الطوسي
بنيسابور وأبو محمد عبد الله بن محمد الخزاعي بمكة قالا حدثنا أبو يحيى بن أبي
مسرة قال ثنا يحيى بن محمد الجاري قال ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع
عن أبيه عن جده عن بن عمر قال قال رسول الله صلى عليه وسلم من شرب في اناء ذهب أو
فضة أو في اناء فيه شيء من ذلك فانما يجرجر في بطنه نار جهنم قال أبو عبد الله هذا
حديث روى عن أم سلمة وهو مخرج في الصحيح وكذلك روى من غير وجه عن بن عمر واللفظة
أو اناء فيه شيء من ذلك لم نكتبها الا بهذا الإسناد ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد
بن يعقوب قال ثنا محمد بن الجهم السمري قال حدثنا نصر بن حماد قال أخبرنا أبو معشر
عن نافع عن بن عمر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نخرج صدقة الفطر عن
كل صغير وكبير حر أو عبد صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو صاعا من شعير أو صاعا من
قمح وكان يأمرنا ان نخرجها قبل الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسمها
قبل ان ننصرف من المصلى ويقول اغنوهم عن طواف هذا اليوم قال أبو عبد الله هذا حديث
رواه جماعة من أئمة الحديث عن نافع فلم يذكروا صاع القمح فيه الا حديث عن سعيد بن
عبد الرحمن الجمحي يتفرد به عن عبيد الله بن عمر عن نافع ومنه ما حدثنا أبو بكر بن
إسحاق الامام قال أخبرنا أبو مسلم قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال ثنا همام عن
محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أو سأله رجل
فقال بينا انا في الصلاة ذهبت احك فخذي فأصابت يدي ذكري فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم هل هو الا بضعة منك قال أبو عبد الله هذا حديث رواه جماعة من التابعين
وغيرهم عن محمد بن جابر فلم يذكر الزيادة في حك الفخذ غير عبد الله بن رجاء عن
همام بن يحيى وهما ثقتان ومنه ما حدثني أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي قال حدثنا
جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ قال ثنا أحمد بن نصر المقرىء قال ثنا آدم بن أبي إياس
العسقلاني قال ثنا عبد الله بن زياد بن سمعان عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب
فهي خداج غير تمام قال فقال له رجل يا أبا هريرة اني اكون أحيانا وراء الامام قال
اقرأ بها في نفسك يا فارسي فاني سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول قال الله
تبارك وتعالى قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما
سأل فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله ذكرني عبدي وإذا قال الحمد
لله رب العالمين قال الله تبارك وتعالى حمدني عبدي وذكر باقي الحديث قال أبو عبد
الله هذا حديث مخرج في الصحيح من حديث العلاء بن عبد الرحمن ولا اعلم أحدا ذكر فيه
قراءة بسم الله الرحمن الحيم غير آدم بن أبي إياس عن بن سمعان ومنه ما حدثنا أبو
بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا الحسن بن علي بن زياد قال ثنا إبراهيم بن موسى
الفراء قال ثنا بقية عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ
عن علي بن أبي طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الستة وكاء العين فمن
نام فليتوضأ قال أبو عبد الله هذا حديث مروي من غير وجه لم يذكر فيه فمن نام
فليتوضأ غير إبراهيم بن موسى الرازي وهو ثقة مأمون سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد
بن تميم الحنظلي يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي يقول قلت لأحمد بن
حنبل كتبت عن إبراهيم بن موسى الصغير قال لا تقل الصغير وهو كبير هو كبير ومنه ما
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد الخطيب بمرو قال ثنا إبراهيم بن العلاء قال حدثنا نصر
بن حاجب قال ثنا مسلم بن خالد عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة قيل يا
رسول الله ولا ركعتي الفجر قال ولا ركعتي الفجر قال أبو عبد الله هذا حديث مخرج في
الصحيح من حديث عمرو بن دينار بإسناده الا الزيادة فيه فإنه يتفرد بها نصر بن حاجب
عن مسلم بن خالد ومنه ما سمعت أبا بكر بن إسحاق الامام يقول حدثني أبو علي الحافظ
فسألت أبا علي فحدثني قال ثنا إسحاق بن أحمد بن إسحاق الرقي قال حدثنا أبو يوسف
محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي قال حدثنا عيسى بن يونس قال ثنا بن جريج عن سليمان
بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما
امرأة نكحت بغير اذن وليها وشاهدي عدل فنكاحها باطل فان دخل بها فلها المهر وان
اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له قال أبو عبد الله هذا حديث محفوظ من حديث بن
جريج عن سليمان بن موسى الأشدق فاما ذكر الشاهدين فيه فانا لم نكتبه الا عن أبي
علي بهذا الإسناد ومنه ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال حدثنا
محمد بن عيسى الطرسوسي قال حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن سماك بن
عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال أمر بلال ان يشفع الأذان ويوتر الإقامة الا
الإقامة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فإنه قالها مرتين قال أبو عبد الله هذا
حديث رواه الناس عن أيوب فلم يذكر الزيادة من تثنية قد قامت الصلاة غير سماك بن
عطية البصري وهو ثقة ومنه ما أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الداربردي بمرو قال ثنا
أحمد بن محمد بن عيسى القاضي قال حدثنا القعنبي عن مالك عن حميد عن أنس قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يزهى قيل وما زهوه قال يحمر أو
يصفر ارايت ان منع الله الثمرة فبم يستحل أحدكم مال أخيه قال أبو عبد الله هذه
الزيادة في هذا الحديث ارايت ان منع الله الثمرة عجيبة فان مالك بن أنس ينفرد بها
ولم يذكرها غيره علمي في هذا الخبر وقد قال بعض أئمتنا انها من قول أنس فسمعت
الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول رأيت مالك بن أنس في المنام شيخ اسمر طوال فقلت
أحدثكم حميد الطويل عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ارايت ان منع الله
الثمرة فبم يستحل أحدكم مال أخيه قال نعم
ذكر النوع الثاني والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم
معرفة مذاهب المحدثين
قال مالك بن أنس رحمه الله ولا يؤخذ العلم من صاحب هوى يدعو الناس الى هواه
وقال يحيى بن معين كان محمد بن مناذر الشاعر زنديقا يخرج الى البطحاء فيصطاد
العقارب ثم يرسلها على المسلمين في المسجد الحرام وقال وكان إبراهيم بن أبي يحيى
جهميا قدريا أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال حدثنا يحيى بن
عثمان بن صالح السهمي قال ثنا نعيم قال حدثني حاتم الفاخر وكان ثقة قال سمعت سفيان
الثوري يقول اني لا روي الحديث على ثلاثة أوجه اسمع الحديث من الرجل اتخذه دينا
واسمع الحديث من الرجل اتوقف في حديثه واسمع الحديث من الرجل لا اعتد بحديثه وأحب
معرفة مذهبه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الفضل الوراق بمكة قال ثنا
محمد بن العقيلي قال ثنا عمر بن محمد الأسدي قال ثنا أبي قال حدثنا مفضل بن صدقة
الحنفي قال شهدت منصور بن المعتمر وحدث أبان بن تغلب بحديث عن محمد بن علي فيه قرص
لعثمان فقال له كذبت كذبت وصاح به قال أبو عبد الله أبان بن تغلب ثقة مخرج حديثه
في الصحيحين وكان قاص الشيعة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن علي
الوراق قال سمعت أحمد بن حنبل يقول إبراهيم بن طهمان صدوق من أهل خراسان وكان
يتكلم في الإرجاء قال أبو عبد الله إبراهيم بن طهمان ثقة مخرج حديثه في الصحيح الا
ان مالك بن أنس فمن بعده من الأئمة أنكروا عليه الارجاء حدثنا محمد بن صالح بن
هانيء قال ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران قال ثنا محمد بن موسى الواسطي قال ثنا
المثنى بن معاذ قال ثنا أبي قال كتبت الى شعبة وهو ببغداد اسأله عن أبي شيبة
القاضي قال فكتب الى لا ترو عنه فإنه رجل مذموم في مذهبه وإذا قرأت كتابي فمزقه
حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي قال ثنا أبو بكر
بن عفان قال خرج بن عيينة علينا من منزله وكان منزله بقعيقعان فقال الا فاحذروا بن
أبي رواد المرجىء لا تجالسوه واحذروا إبراهيم بن أبي يحيى القدري لا تجالسوه
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال ثنا معاذ بن المثنى العنبري قال سألت
علي بن المديني عن أبي إسرائيل الملائي فقال لم يكن في حديثه بذاك وكان يذكر عثمان
يعني بالسوء أخبرني أبو بكر محمد بن نصير الخلدي قال ثنا جعفر بن محمد السوسي بمكة
قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال سمعت علي بن الحسين بن واقد يحدث عن أبيه قال قدمت
الكوفة فاتيت السدي فسألته عن تفسير سبعين آية من كتاب الله عز وجل فحدثني فلم ارم
مجلسي حتى سمعته يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فلم أعد اليه أخبرني علي بن
الفضل الخزاعي قال ثنا عبد الله بن الحسن قال ثنا علي بن المديني قال أخبرني من
سمع يزيد بن هارون يقول سمعت أبا حمزة الثمالي يؤمن بالرجعة أخبرني أبو علي الحافظ
قال أخبرنا علي بن مسلم الأصبهاني قال حدثنا عقيل بن يحيى الأصبهاني قال سمعت أبا
داود يقول كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة قد جاءكم هذا الحشوي حدثنا علي بن
حمشاذ العدل قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر قال وجدت في كتاب جدي معاوية بن عمرو
عن أخيه الكرماني بن عمرو قال ثنا منصور بن دينار عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن
عمران بن طلحة بن عبيد الله قال أتيت عليا فلما رآني رحب بي وادناني واجلسني معه
على مجلسه ثم قال والله اني لارجو ان اكون انا وأبوك ممن قال اله عز وجل ونزعنا ما
في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين فقال الحارث الأعور الله اجل من ذلك
واعدل قال فقال على فمن هم اذن لا أم لك قال منصور وذكر محمد بن عبد الله ان عليا
تناول دواة فحذف بها الأعور يريد وجهه فاخطأه أخبرنا الحسين بن محمد الصنعاني قال
ثنا عبد الله بن محمود بن عبد الرحمن المروزي قال ثنا أحمد بن عبد الله الفرياناني
قال ثنا سفيان بن عبد الملك قال سمعت بن المبارك يقول اما الحسن بن دينار فكان يرى
رأى القدر وكان يحمل كتبه الى بيوت الناس ويخرجها من يده ثم يحدث منها وكان لا
يحفظ أخبرنا دعلج بن أحمد السجزي قال ثنا أحمد بن علي الابار قال حدثنا محمود بن
غيلان قال قلت ليزيد بن هارون ما تقول في الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال أو مسلم هو
أخبرني محمد بن يزيد قال حدثنا إبراهيم بن أبي طالب قال ثنا الحسن بن علي الحلواني
قال قلت ليزيد بن هارون هل سمعت في حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب
فقال اني سألته ان لا يذكر شيئا من هذا مخافة ان اسمع منه شيئا يضيق على الرواية
عنه فاشد شيء سمعته يقول لنا اميرنا ولكم اميركم يعني لنا معاوية ولكم علي قلت
ليزيد فاقر بهذا على نفسه قال نعم أخبرني أبو حامد أحمد بن الحسين الخسروجردي بها
قال حدثنا عبد الله بن الحارث قال ثنا حوثرة بن اشرش قال رأيت يزيد بن هارون في
المنام فقلت له ما فعل الله بك يا أبا خالد فقال أتاني منكر ونكير فقالا من ربك
وما دينك ومن نبيك فقلت اتسألني عن ربي ونبي وديني وانا يزيد بن هارون وكنت أحدث
الناس عن نبيهم سبعين سنة فقالا صدقت نم نومة العروس فما وجدنا عليك بأسا الا انك
حدثت عن جريز بن عثمان وكان يبغض عليا ابغضه الله أخبرنا خلف بن محمد البخاري قال
حدثنا محمد بن حريث البخاري قال حدثنا عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن معاذ يقول
صليت خلف الربيع بن بدر انا وعمر بن الهيثم الرقاشي فأخبرني انه أدركته الصلاة معه
مرة أخرى قال فصليت فلما سلم قعدت ادعو فقال لعلك ممن يقول اللهم اعصمني فقال معاذ
فاعدت تلك الصلاة بعد عشرين سنة أخبرنا مخلد بن جعفر الباقرحي قال حدثنا الهيثم بن
خلف الدوري قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو نعيم قال ذكر الحسن بن صالح
عند الثوري فقال ذلك رجل كان يرى السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو
عبد الله الحسن بن صالح ثقة مأمون مخرج حديثه في الصحيح وانما عني الثوري رحمه
الله انه كان زيدي المذهب أخبرنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال حدثنا أبو يحيى
جعفر بن محمد الزعفراني الرازي ببغداد قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر الزهري قال
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أخبرني عبد الواحد بن زياد قال قلت لزفر بن الهذيل
عطلتم حدود الله كلها فقلنا ما حجتكم قلتم ادرؤاالحدود بالشبهات حتى إذا صرتم الى
أعظم الحدود قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتل مؤمن بكافر قلتم يقتل مؤمن
بكاقر فقبلتم ما نهيتم عنه وتركتم ما امرتم به قال عبد الرحمن وحدثني معاذ بن معاذ
قال كنت عند سوار بن عبد الله فجاء الغلام فقال زفر بالباب فقال زفر الرائي لا
تأذن له فإنه مبتدع أخبرني محمد بن إبراهيم الوراق بمكة قال حدثنا محمد بن عمرو بن
موسى المكي قال حدثنا محمد بن إسماعيل المكي قال ثنا سعيد بن منصور المكي قال قلت
لابن إدريس رأيت سالم بن أبي حفصة قال رايته طويل اللحية احمقها وهو يقول لبيك
لبيك قاتل نعثل لبيك مهلك بني أمية لبيك أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله العماني
قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول سالم الأفطس مرجىء أخبرنا
إبراهيم بن أحمد الوراق قال حدثنا محمد بن شعيب قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري
يقول عبد العزيز بن أبي رواد كان يرى الارجاء أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الجرجاني
قال حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل
الصراري يقول بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق ان أصحابنا يحيى بن معين وأحمد بن
حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه فدخلنا من ذلك غم شديد وقلنا قد انفقنا
ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه فلم ازل في غم من ذلك الى وقت الحج فخرجت من
صنعاء الى مكة فوافقت بها يحيى بن معين وقلت له يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم
في عبد الرزاق فقال ما هو فقلنا بلغنا انكم تركتم حديثه ورغبتم عنه فقال يا أبا
صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه قال أبو عبد الله قد ذكرت ما
أدى اليه الاجتهاد في الوقت من نذاهب المتقدمين ولم يحتمل الاختصار أكثر منه وفي
القلب ان اذكر بمشيئة الله في غير هذا الكتاب مذاهب المحدثين بعد هذه الطبقة من
شيوخ شيوخي والله الموفق لذلك بمنه
ذكر النوع الثالث والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
مذاكرة الحديث والتمييز بها والمعرفة عند المذاكرة بين الصدوق وغيره
فان المجازف في المذاكرة يجازف في التحديث ولقد كتبت على جماعة من أصحابنا
في المذاكرة أحاديث لم يخرجوا من عهدتها قط وهي مثبتة عندي وكذلك أخبرني أبو علي
الحافظ وغيره من مشايخنا انهم حفظوا على قوم في المذاكرة ما احتجوا بذلك على جرحهم
ونسأل الله حسن العواقب والسلامة مما نحن فيه بمنه وطوله سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب يقول حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال حدثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش
عن جعفر بن إياس عن بي نضرة عن أبي سعيد قال تذاكروا الحديث فان الحديث يهيج
الحديث أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن القاضي قال ثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن
هاشم قال حدثنا وكيع قال ثنا كهمس عن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قال تزاوروا واكثروا ذكر الحديث فانكم ان لم تفعلوا يندرس
الحديث أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الأصم ببغداد قال ثنا محمد بن عبد الله بن
سليمان قال حدثنا ضرار بن صرد قال حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا إسرائيل عن عطاء بن
السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله قال تذاكروا الحديث فان حياته مذاكرته حدثنا أبو
بكر بن إسحاق الامام قال حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير
قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح قال حدثنا بن عباس يوما بحديث
فلم نحفظه فتذاكرناه بيننا حتى حفظناه حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا
الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن إبراهيم عن
علقمة قال تذاكروا الحديث فان ذكر الحديث حياته سمعت أبا علي الحافظ يقول سمعت
عبدان الأهوازي يقول ذاكرت عمار بن زربي بحديث بشر بن منصور عن عبيد الله بن عمر
عن نافع عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا اماء الله مساجد
الله فما كان الا بعد أيام حتى حدث عن بشر بن منصور عن عبيد الله عن نافع عن بن
عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى وثبت عليه يحدث به كل من دب
ودرج فأتيته فقلت له يا كذاب من أين لك عبيد الله عن نافع عن بن عمر احتج آدم
وموسى وانما ذكرت لك لا تمنعوا اماء الله مساجد الله قال أبو عبد الله قلت للقاضي
أبي بكر محمد بن عمر بن الجعابي من يروي عن سنان بن أبي سنان غير الزهري فقال لا
نعلم له راويا غير الزهري ثم قال اللهم الا اني اظن ان أبا طوالة القاضي حدث عنه
بشيء ولم يكن عندي إذ ذلك ان أبا طوالة عنده عنه فوجدت من حديث قتيبة عن الدراوردي
عن أبي طوالة عن سنان حرفا فكتبت به اليه فاعجبه ذلك سمعت عمر بن جعفر البصري يعول
دخلت الكوفة سنة من السنين وانا أريد الحج فالتقيت بابي العباس بن عقدة وبت عنده تلك
الليلة فأخذ يذاكرني بشيء لا اهتدي اليه فقلت يا أبا العباس أيش عند أيوب
السختياني عن الحسن فذكر حديثين فقلت تحفظ عن أيوب عن الحسن عن أبي برزة ان رجلا
اغلظ لأبي بكر فقال عمر يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم دعني فاضرب عنقه
فقال مه يا عمر ما كانت لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقي وكبرت وسكت
فقال لا أو تذكر لي سماعك فيه فقلت حدثنا عبدان قال ثنا محمد بن عبيد بن حسان قال
حدثنا سفيان بن موسى عن أيوب سمعت علي بن عمر الحافظ يقول ذكر لبعض أصحابنا ممن
ادعى الحفظ ونحن بمصر حديث لسفيان بن موسى عن أيوب فقال هذا خطأ انما هو سفيان بن
عيينة عن موسى بن عقبة وأيوب قال ولم يعرف سفيان بن موسى البصري وهو ثقة مأمون
سمعت أحمد بن الخضر الشافعي غير مرة يقول قدم علينا أبو علي عبد الله بن محمد بن
على الحافظ البلخي حاجا فعجز أهل بلدنا عن مذاكرته لحفظه فاجتمع معه جعفر بن أحمد
الحافظ فذكرا لبيك حجة وعمرة معا فقال جعفر تحفط عن سليمان التيمي عن أنس فبقي أبو
علي فقال جعفر حدثناه يحيى بن حبيب بن عربي قال ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن
أنس فقطع المجلس بذلك قال أبو عبد الله وجدت أبا علي الحافظ سيء الرأي في أبي
القاسم اللخمي فسألته عن السبب فيه فقال اجتمعنا على باب أبي خليفة فذكرنا طرق
أمرت ان اسجد على سبعة أعضاء فقلت له تحفظ عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة الزراد
عن طاوس عن بن عباس فقال بلى غندر وابن أبي عدي فقلت من عنهما فقال حدثناه عبد
الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عنهما فاتهمته إذ ذاك ثم قال أبو علي ما حدث به غير
عثمان بن عمر فحدثني أبو علي الحافظ قال أخبرنا علي بن سلم الأصبهاني قال حدثنا
صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد قال حدثنا عثمان بن عمر قال ثنا شعبة عن عبد الملك
بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس سألت أبا محمد الحسن بن محمد بن صالح السبيعي الحافظ
عن حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال لهذا الحديث قصة تدل على
عوار من لا يصدق في المذاكرة قرأ علينا عبد الله بن محمد بن ناجية مسند فاطمة بنت
قيس سنة ثلاث مائة فدخلت على أبي بكر البغندي عند منصرفي من مجلس بن ناجية فسألني
من أين جئت قلت من جلس بن ناجية قال وأيش قرأ عليكم اليوم فقلت أحاديث الشعبي عن
فاطمة بنت قيس فقال من لكم عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن الشعبي فنظرت في الجزء
فلم أجد فقال اكتب ذكر أبو بكر بن أبي شيبة فقلت عن من فمنعته عن التدليس وطالبته
بالسماع فقال حدثني محمد بن عبيدة الحافظ قال حدثني محمد بن المعلى الأثرم قال
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا محمد بن بشر العبدي عن مالك بن مغول عن
إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة
الطلاق والسكنى والنفقة ثم انصرفت الى حلب وكان عندنا بحلب بغدادي يحفظ يعرف بابن
سهل فذكرت له هذا الحديث فخرج الى الكوفة وذاكر أبا العباس بن سعيد به فقال أبو
العباس ليس عند إسماعيل بن رجاء عن الشعبي قال ثم وجد أبو العباس لإسماعيل بن رجاء
عن الشعبي فقال لي قد وجدت عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي حرفين قال السبيعي فكتب
بن عقدة هذا الحديث عن بن سهل عني عن الباغندي قال السبيعي فاجتمعت مع فلان وسمى
شيخا من أكابر حفاظ الحديث بحلب سنة ست عشرة وثلاث مائة فذاكرته به في جملة أبواب
ذكرناها فلم يعرفه ثم اجتمعنا بالرملة فذاكرته به فلم يعرفه ثم اجتمعنا بعد ذلك
بسنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا ولم يعرقه ثم اجتمعنا ببغداد بعد ذلك بسنين
وذكرنا هذا الباب فقال لي حدثنا أبو القاسم على بن إسماعيل الصفار قال ثنا أبو بكر
الأثرم قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ولم يعلم ان هذا الأثرم غير ذاك قال السبيعي
فذكرت قصتي لفلان المفيد واتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي وحكى انه دخل
الكوفة وان أبا العباس بن سعيد سأله عنه فذكر القصة كما وقع لي اضافها الى نفسه ثم
قال السبيعي المذاكرة تكشف عن مثل هذا وقال لي السبيعي تذكر هذا الباب فقلت عن قرة
بن خالد عن سيار عن الشعبي فقال حدثنا عن يحيى بن حكيم عن خالد بن الحارث عن قرة
ثم قال لي اتحفظ عن سعد الكاتب عن الشعبي قلت لا فقال حدثنا عن نصر بن علي عن عبد
الله بن داود الخريبي قال ثنا سعد الكاتب عن الشعبي قلت بن ناجية حدثكم قال لا
أدري فقال أبو الحسن الدارقطني نعم بن ناجية حدثهم به والسبيعي ساكت قلت له عبد الله
بن حبيب بن أبي ثابت عن الشعبي فقال لا اعرفه ثم قال لي تعرف عبد الله بن حبيب بن
أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس اوحى الى محمد صلى الله عليه وسلم في
يحيى بن زكريا فقلت حدثناه عن الشافعي عن المسمعي عن أبي نعيم فقال المسمعي لا
يذكر حدثنا عن حميد بن الربيع الخزاز قال ثنا أبو نعيم قلت وقد تكلم في حميد فقال
حدثني محمد بن إبراهيم بن جابر الفقيه قال حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال
سألت أبي عن حميد بن الربيع فقال دعوا المسكين وعن ماذا يسئل من امره ثم قال
السبيعي تحفظ عن خالد الحذاء عن رجل عن الشعبي قلت لا قال حدثنا عن محمد بن يحيى
القطعي قال حدثنا عبد الأعلى عن خالد فقال له أبو الحسن ما كتبته في الدنيا الا
عنك عن بن ناجية هذا مجلس كبير مكتوب عندي ولى معه مجالس على هذا النحو قال الحاكم
أبو عبد الله حضرت مجلس أبي الحسين القنطري في محلته ببغداد وحضره أبو سعيد بن أبي
بكر بن أبي عثمان وأبو الحسين بن العطار وأبو بكر القطيعي والحسن بن علان وغيرهم
فلما فرغنا من القراءة ذكرنا طرق الغار فدخل الشيخ يذكر معنا فقال حدثنا أبو قلابة
عن أبي عاصم عن بن جريج عن موسى بن عقبة وما ذكر غير هذا فلما بلغنا آخر الباب قال
لنا الشيخ عندكم عن جويرية بن أسماء عن نافع فقلنا لا فقال حدثناه معلذ بن المثنى
قال حدثني بن أخي جويرية عن جويرية فكتبنا بأجمعنا الحديث وانا اشهد بالله انه
واهم فيه سمعت أبا سعيد عمرو بن محمد بن منصور يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق
يقول لما دخلت بخارا ففي أول مجلس حضرت مجلس الأمير إسماعيل بن أحمد في جماعة من
أهل العلم فذكرت بحضرته أحاديث فقال الأمير حدثنا أبي قال ثنا يزيد بن هارون عن
حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله علسه وسلم أمتي امة مرحومة الحديث فقلت
ايد الله الأمير ما حدث بهذا الحديث أنس ولا حميد ولا يزيد بن هارون فسكت وقال كيف
قلت هذا حديث أبي موسى الأشعري ومداره عليه فلما قمنا من المجلس قال لي أبو علي
صالح بن محمد البغدادي يا أبا بكر جزاك الله خيرا فإنه قد ذكر لنا هذا الإسناد غير
مرة ولم يجسر واحد منا ان يرده عليه قال أبو عبد الله وانما أراد الأمير إسماعيل
رحمه الله حديث يزيد بن هارون عن المسعودي عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى عن
أبيه عن جده
ذكر النوع الرابع والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع منه
معرفة التصحيفات في المتون
فقد زلق فيه جماعة من أئمة الحديث سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبي
يقول حدث محمد بن يحيى بحديث علي انه كان رجلا غبينا فقال كان على رجلا عنينا ثم
قال استغفر الله ان الجواد يعثر كان على رجلا غبينا سمعت أبا العباس أحمد بن محمد
الوراق يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول سمعت أبي يقول لأبي زرعة حفظ
الله اخانا صالح بن محمد البغدادي لا يزال يضحكنا شاهدا وغائبا كتب الى يذكر انه
لما مات محمد بن يحيى الذهلي اجلس للتحديث شيخ لهم يعرف بمحمش فحدث ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال يا أبا عمير ما فعل البعير وان النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس سمعت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول كنا عند شيخ
بواسط كان ابنه يلقنه فقال الابن حدثكم مسلم بن إبراهيم فقال حدثنا مسلم بن
إبراهيم قال ثنا هشام وشعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
البراق في المسجد قال الشيخ أبو بكر فلما تلقن الشيخ البراق قلت حنطه قال الشيخ
حنطه قال أبو عبد الله وقد بلغني ان شيخنا أبا بكر الشافعي قرأ عليهم عن إبراهيم
تصحيف أصحاب الحديث سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد
الدروى يقول سمعت يحيى بن معين يقول في حديث أبي إسحاق عن علي انهم تذاكروا العزل
عند عمر فقال لا تكون نسمة حتى تمر على التارات قيل ليحيى انهم يقولون على الترائب
قال لا هو التارات سمعت أبا أحمد محمد بن علي الزراري يقول حضرت مجلس الامام أبي
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو النضر يقرأ عليه كتاب المختصر للمزني فقال وتوضأ
عمر من ماء في حر نصرانية فضحك الناس فقال أبو بكر لا تخجل يا بني فاني سمعت
المزني يقول سمعت الشافعي يقول ما ضحك من خط رجل الاثبت صوابه في قبله سمعت أحمد
بن يحيى الذهلي يقول سمعت محمد بن عبدوس المقرىء يقول قصدنا شيخنا لنسمع منه وكان
قي كتابه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادهنوا غبا فقال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم اذهبوا عنا حدثنا أبو بكر بن إسحاق الامام قال حدثنا أبو جعفر محمد
بن أحمد بن الوليد قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما الحديث وذكر فيه الاسامي وفيه الحفيظ المقيت
قال أبو عبد الله وهكذا أخرجه أبو بكر بن خزيمة في المأثور المقيت فحدثنا أبو
زكريا العنبري قال ثنا أبو عبد الله البوشنجي قال حدثنا موسى بن أيوب النصيبي قال
حدثنا الوليد بن مسلم فذكر الحديث بنحوه وقال الحفيظ المغيث سمعت أبا زكريا
العنبري يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول المحفوظ المغيث ومن قال المقيت فقد
صحف أخبرني أبو بكر بن إسحاق الامام قال أخبرنا صالح بن مقاتل بن صالح قال حدثني
أبي قال ثنا محمد بن الزبرقان عن نضر بن طريف عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن
بن عباس ان محرما وقصت به راحلته فطرحته عنها فمات فامرهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان يغسلوه بالماء والسدر وان يكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا وجهه فإنه يبعث يوم
القيامة يلبي قال أبو عبد الله ذكر الوجه تصحيف من الرواة لاجماع الثقات الاثبات
من أصحاب عمرو بن دينار على روايته عنه ولا تغطوا رأسه وهو المحفوظ حدثني حامد بن
محمد الصوفي قال سمعت محمد بن علي المذكر وحدث بحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال زر عنا تزداد حنا ثم قص قصة طويلة ان قوما ما كانوا يودون عشر غلاتهم ولا
يتصدقون فصارت زروعهم كلها حنا بدل الاتبان وما يشبه هذا من الكلام سمعت أبا منصور
بن أبي محمد الفقيه يقول كنت بعدن اليمن يوما واعرابي يذاكرنا فقال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا صلى نصب بين يديه شاة فانكرت ذلك عليه فجاء بجزء فيه كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نصب بين يديه عنزة فقال أبصر كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا صلى يصب بين يديه عنزة فقلت اخطات انما هو عنزة أي عصا قال
أبو عبد الله فقد ذكرت مثالا يستدل به على تصحيفات كثيرة في المتون صحفها قوم لم
يكن الحديث بيشقهم كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله
ذكر النوع الخامس والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة تصحيفات المحدثين في الأسانيد
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن مالك بن عرفطة عن عبد خير
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت قال أحمد بن حنبل
رحمه الله صحف شعبة فيه انما هو خالد بن علقمة قال أبو عبد الله والدليل على صحة
قول أحمد رحمه الله ان زائدة بن قدامة وأبا عوانة وشريك بن عبد الله رووا عن خالد
بن علقمة عن عبد خير بنحوه أخبرنا أبو العباس المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود
قال حدثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة قال أخبرنا عمرو بن دينار عن طاوس عن بن
المندلي أو بن أبي المندلي قال فذكرته لايواب فقال هو حجر المندلي عن زيد بن ثابت
قال قال رسول الله عليه وسلم العمري للوارث قال أبو عبد الله وهذا مما وهم فيه
شعبة وصحف في الاقاويل الثلاثة انما هو حجر بن قيس المدري هكذا رواه بن جريج
والأوزاعي والثوري وجماعة عن عمرو بن دينار وقد صحف قتادة في هذا الاسم تصحيفا
اعجب من هذا أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ببغداد قال
حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا حماد بن الجعد قال سئل
قتادة وانا شاهد عن العمري فقال حدثني عمرو بن دينار عن طاوس عن الحجور بن حجر
البدري عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في العمرى انه جائز
أخبرني أبو علي الحافظ قال أخبرنا يحيى بن علي بن محمد الحلبي بحلب قال ثنا جدي
محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال ثنا محمد بن الحسن الشيباني قال حدثنا أبو حنيفة
عن محمد بن شهاب الزهري عن سبرة بن الربيع الجهني عن أبيه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم فتح مكة سمعت أبا علي يقول صحف فيه أبو حنيفة
لاجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبرة عن أبيه سمعت أبا الحسن
محمد بن موسى المقرىء يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت المزني يقول سمعت
الشافعي يقول صحف مالك في عمر بن عثمان وانما هو عمرو بن عثمان وفي جابر بن عتيك
وانما هو جبر بن عتيك وفي عبد العزيز بن قرير وانما هو عبد الملك بن قريب قال أبو
عبد الله قوله رحمه الله في عبد العزيز وهم فإنه عبد العزيز بن قرير بلا شك وليس
بعبد الملك بن قريب فان مالكا لا يروي عن الأصمعي وعبد العزيز هذا قد روى عنه غير
مالك حدثني عمرو بن جعفر البصري قال حدثنا عبدان قال حدثنا معمر بن سهل قال ثنا
عامر بن مدرك عن الحسن بن صالح عن اكيل عن بن أبي نعم عن المغيرة بن شعبة ان النبي
صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين قال أبو عبد الله صحف الاهوازيون في اكيل
وانما يرويه الحسن بن صالح عن بكير بن عامر البجلي عن بن أبي نعم فكأن الراوي اخذه
املاء سمع بكيرا فتوهمه اكيلا حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن
علي بن عفان العامري قال ثنا يحيى بن فصيل قال ثنا الحسن بن صالح عن بكير عن بن
أبي نعم وذكره أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار فال حدثنا أحمد بن
عصام قال ثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا سفيان بن سعيد عن بن أبي ليلى عن عبد الله بن
عبد الله عن جده عن علي أنه كان يتعشى ثم يلتف في ثيابه فينام قبل ان يصلي العشاء
قال أبو عبد الله صحف أبو بكر الحنفي في إسناده عن عبد الله بن عبد الله عن جده
انما هو عن عبد الله بن عبد الله عن جدته أسيلة هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي
والحسين بن حفص وعبد الله بن الوليد العدني عن الثوري حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب قال حدثنا أبو عتبة قال حدثنا بقية قال ثنا شعبة عن قتادة عن أبي أيوب
العتكي عن صفية بنت حيي انها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دخل عليها
رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة وهي صائمة فقال لها صمت امس قالت لا قال
فتصومين غدا قالت لا قال فأفطري قال أبو عبد الله صحف بقية بن الوليد في ذكر صفية
ولم يتابع عليه والحديث عند يحيى بن سعيد وغندر والناس عن شعبة عن قتادة عن أبي
أيوب العتكي عن جويرية بنت الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه سمعت أحمد بن
يحيى الذهلي يقول سمعت محمد بن عبدوس المقرىء يقول سمعت بعض مشايخنا يقول قرأ
علينا شيخ ببغداد عن شقبان الثوري عن جلد الجدا عن الجسر قال أبو عبد الله وقد كان
بعض المتفقهة يسمع معنا فيعارض فقال في المعارضة عن رقبة بن مشقلة فبقيت عليه ولقب
برقبة قال أبو عبد الله قد جعلت هذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لتصحيفات كثيرة
احث به المتعلم على معرفة أسامي رواة الحديث والله الموفق لذلك
ذكر النوع السادس والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذا العلم
معرفة الاخوة والاخوات من الصحابة والتابعين واتباعهم والى عصرنا هذا
وهو علم برأسه عزيز وقد صنف أبو العباس السراج رحمه الله فيه كتابا لكني
اجهد ان اذكر في هذا الموضع بعد الصدر الأول والثاني ما يستفاد فنبدأ فيه بقوم
سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع أولادهم منه الا الذي له ولد واحد
فإنه لا يدخل في ذكر الاخوة فمنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعائشة وأسماء وعبد
الرحمن وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبد الله بن عمر وجفصة بنت عمر وليس لعثمان
رضي الله عنه ولد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله
عنه والحسن والحسين رضي الله عنهما والعباس بن عبد المطلب والفضل وعبد الله وأبو
سلمة بن عبد الأسد وعمر بن أبي سلمة وزينب بنت أبي سلمة وسعد بن عبادة وقيس بن سعد
وسعيد بن سعد والجنس الثاني من الصحابة علي وجعفر وعقيل اخوة عمر بن الخطاب وزيد
اخوان هذا الجنس يكثر ذكره ومن الاخوة في التابعين محمد بن علي الباقر وعبد الله
بن علي وزيد بن علي وعمر بن علي اخوة تابعيون سالم وعبد الله وحمزة وعبيد الله
وزيد وواقد وعبد الرحمن ولد عبد الله بن عمر بن الخطاب كلهم تابعيون أبان وعمرو
وسعيد ولد عثمان بن عفان كلهم تابعيون عبد الله ومصعب وعروة ولد الزبير تابعيون
يحيى وموسى وعمران وعيسى وعائشة ولد طلحة بن عبيد الله تابعيون إبراهيم وحميد
ومصعب وأبو سلمة ولد عبد الرحمن بن عوف تابعيون مصعب وعامر ومحمد وإبراهيم وعمر
ويحيى وإسحاق وعائشة ولد سعد بن أبي وقاص تابعيون كثير وتمام وقثم ولد العباس بن
عبد المطلب تابعيون عبيد الله وعتبة وعون وناجية ولد عبد الله بن عتبة بن مسعود
الهذلي تابعيون محمد وانيس ويحيى ومعبد وحفصة وكريمة ولد سيرين تابعيون النضر
وموسى وأبو بكر وعبد الله وعبيد الله وعمر بنو أنس بن مالك تابعيون عروة وحمزة
والعقار ويعفور بنو المغيرة بن شعبة تابعيون عبد الرحمن ومسلم وعبد العزيز ويزيد
وعبيد الله بنو أبي بكرة تابعيون عطاء وسليمان وعبد الله وإسحاق وموسى وعبد الرحمن
بنو يسار تابعيون سالم وزياد وعبيد بنو أبي الجعد تابعيون وفي التابعين جماعة من
الأئمة المشهورين اخوان فمنهم محمد وعبد الله ابنا مسلم بن شهاب الزهري محمد ونافع
ابنا جبير بن مطعم عبد الرحمن وأبو عبيدة ابنا عبد الله بن مسعود والنعمان وسويد
ابنا مقرن المزني الحسن وسعيد ابنا أبي الحسن يحيى وسعد وعبد ربه بنو سعيد بن قيس
النجاري سعيد وعبد الله ابنا عبد الرحمن بن ابزى وهب وهمام ابنا منبه محمد وأبو
بكر ابنا منكدر بن عبد الله بن الهدير علقمة وعبد الجبار ابنا وائل بن حجر الأسود
وعبد الرحمن ابنا يزيد النخعي زيد وخالد ابنا اسلم العدوي عبد الله وسليمان ابنا
بريدة بعجة ومعاذ ابنا عبد الله بن بدر مطرف ويزيد ابنا عبد الله بن الشخير هذيل
وارقم ابنا شرحبيل عاصم وعبد الله ابنا ضمرة السلولي محمد والمغيرة ابنا المنتشر
قال أبو عبد الله فهذا الذي ذكرته من الصحابة والتابعين مثال لجماعة لم اذكرهم
سألت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة عن ولد سوقة بن سعيد البجلي فقال خمسة
منهم حدثوا وخرج حديثهم محمد بن سوقة وعبد الله بن سوقة وعبد الرحمن بن سوقة وزياد
بن سوقة وسعيد بن سوقة سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن الجعابي الحافظ يقول بنو أخ
ثلاثة هم أكبر من عمومتهم علقمة بن قيس بن يزيد أبو شبل أكبر من عمه الأسود بن
يزيد وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أكبر من عمه محمد بن عبد الرحمن
وعمارة بن القعقاع بن شبرمة أكبر من عمه عبد الله بن شبرمة ومن اتباع التابعين
سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ بمرو يقول عزرة بن ثابت ومحمد بن ثابت
وعلي بن ثابت اخوة أبوهم ثابت بن أبي زيد الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقد حدثوا عن آخرهم سمعت أبا عبد الرحمن يقول عبد العزيز بن أبي رواد وجبلة
بن أبي رواد وعثمان بن أبي زواد إخوة ثلاثة حدثوا عن آخرهم واعقبوا جماعة من
المحدثين وأبو رواد اسمه ميمون وأبو حفصة بن عمارة بن أبي حفصة وثابت وهما اخوان
حدثا جميعا سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ غير مرة يقول آدم بن عيينة وعمران
بن عيينة ومحمد بن عيينة وسفيان بن عيينة وإبراهيم بن عيينة حدثوا عن آخرهم سمعت
أبا علي يقول بكير بن عبد الله بن الأشج ويعقوب بن عبد الله بن الأشج وعمر بن عبد
الله بن الأشج اخوة سمعت أحمد بن العباس المقرىء غير مرة يقول سمعت أحمد بن موسى
بن مجاهد يقول أبو سفيان بن العلاء وأبو عمرو بن العلاء وأبو حفص بن العلاء ومعاذ
بن العلاء وسنبس بن العلاء بن الريان اخوة سمعت أبا بكر بن أبي دارم يقول جامع بن
أبي راشد والربيع بن أبي راشد وربيح بن أبي راشد اخوة سمعت أبا عبد الله محمد بن
يعقوب الحافظ يقول عبد الملك بن اعين وحمران بن اعين وزرارة بن اعين اخوة قال أبو
عبد الله ومما يستفاد في الاخوين من اتباع التابعين عبد الله بن يزيد بن عبد الله
بن قسيط ويزيد بن يزيد بن عبد الله بن قسيط قد روى الواقدي عنهما إسماعيل بن عبد
الرحمن بن أبي ذئب فد حدث فاما محمد بن عبد الرحمن فمشهور إسماعيل بن إبراهيم بن
علية وربعي بن إبراهيم بن عليه مسحاج بن موسى وسماك بن موسى الضبيان قال أبو عبد
الله قد ذكرت من الاخوة في بلدان المسلمين بعض ما يستفاد وفيه ما يستغرب ويعز
وجوده في كتب المتقدمين فانى أخذت أكثره لفظا عن أئمة الحديث في بلدي واسفاري وانا
ذاكر بمشيئة الله تعالى مالا احسب ذكره غيرى من الاخوة في علماء نيسابور
ذكر الاخوة من علماء نيسابور على غير ترتيب وتقديم وتأخير
حفص بن عبد الرحمن وعبد الله بن عبد الرحمن ومت بن عبد الرحمن وقد حدثوا
وافتوا واقرؤوا سهل بن عمار ومحمد بن عمار واسد بن عمار العتكيون حدث عنهم تلميذهم
العباس بن حمزة الحكم بن حبيب وعبد الوهاب بن حبيب وعبد الله بن حبيب العبديون
مبشر بن عبد الله بن رزين وعمر بن عبد الله بن رزين ومسعود بن عبد الله بن رزين
القهندزيون حدثوا عن اتباع التابعين يحيى بن صبيح وعبد الله بن صبيح حدث عنهما
اتباع التابعين وخطتهما عندنا مشهورة وليحيى عندنا حرف في القراءات الحسين بن عبيد
الله ومحمد بن عبيد الله وعبد الله بن عبيد الله بنو الترك سمع الحسين من سفيان
الثوري ومحمد من أبيه رجاء ومحمد وعبد الخالق بنو إبراهيم بن طهمان حدثوا عن أبيهم
سعيد بن الصباح وإسحاق بن الصباح ويحيى بن الصباح لهم عندنا اعقاب وخطة مشهورة وقد
حدثوا عن اتباع التابعين بشار بن قيراط وحماد بن قيراط وعثمان بن قيراط حدثوا عن
آخرهم عن اتباع التابعين وخطتهم سكة البلخيين بشر بن القاسم ومبشر بن القاسم حدثنا
عن اتباع التابعين ولبشر رحلة الى مصر وسماع من بن لهيعة وبالمدينة من مالك وغيره
ولهما عندنا اعقاب وقد حدثا سلمة بن الجارود بن يزيد وعلي بن الجارود حدثا والسكة
والخطة منسوبتان الى أبيهما الحسين بن الضحاك وعبد الوهاب بن الضحاك سماعهما من
اتباع التابعين وهما قرشيان خطتهما باغ الرازيين أحمد بن حرب العابد وزكرياء بن
حرب والحسين بن حرب حدثوا عن آخرهم وأحمد اورعهم والحسين افقههم وزكريا ايسرهم
وخطتهم التي فيها اعقابهم مشهورة الحسن والحسين وسهل بنو بشر بن القاسم فقهاء قضاة
حدثوا عن آخرهم أحمد ومحمد ابنا النضر بن عبد الوهاب روى عنهما محمد بن إسماعيل
البخاري محمد وأحمد ابنا عبد الوهاب بن حبيب العبدي حدثا جميعا ومحمد امام إبراهيم
وإسماعيل ومحمد بنو إسحاق بن إبراهيم الثقفي حدثا إبراهيم وإسماعيل ببغداد ومحمد
أبو العباس السراج محدث بلدنا وقد حدث عن اخويه وحدثا عنه
ذكر النوع السابع والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة جماعة من الصحابة والتابعين واتباع التابعين ليس لكل واحد منهم الا
راو واحد
مثال ذلك في الصحابة ما حدثناه أبو أحمد بكر بن محمد الصيرافي بمرو قال
حدثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي قال حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا داود بن يزيد
الاودي عن عامر عن هرم بن خنبش قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته
امرأة فقالت يا رسول أي الشهر اعتمر قال اعتمري في رمضان فان عمرة في رمضان تعدل
حجة قال أبو عبد الله هرم بن خنبش صحابي لم يرو عنه غير عامر بن شراحبيل الشعبي
وكذلك عامر بن شهر وعروة بن مضرس ومحمد بن صفوان الأنصاري لم يرو عنه غير الشعبي
أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء قال أخبرنا جعفر
بن عون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال حدثني دكين بن سعيد
المزني قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ركب من مزينة فقال لعمر انطلق فجهزهم
فانطلق معنا فاتى بيتا فاخرج مفتاحا من خرقة ففتح الباب فإذا شبه الفصيل الرابض من
تمر فاخذنا منه حاجتنا قال فلقد التفت اليه وانا من آخر أصحابي فكانا لم نرزه تمرة
قال أبو عبد الله دكين بن سعيد المزني صحابي لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم وكذلك
الصنابح بن الاعسر ومرداس بن مالك الأسلمي وأبو سهم وأبو حازم والد قيس كلهم
صحابيون لا نعلم لهم راويا غير قيس بن أبي حازم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا شعبة عن حبيب
بن أبي ثابت عن أبي وائل عن قيس بن أبي غرزة قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا معشر التجار انه مخالط سوقكم هذا حلف ولغو فشوبوه بالصدقة أو بشيء من صدقة
قال أبو عبد الله قيس بن أبي غزرة ليس له راو غير أبي وائل وكذلك الحارث بن حسان
البكري صحابي وليس له راو غير أبي وائل حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ
قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال
سمعت الحسن يحدث عن صعصعة عم الفرزدق انه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ
عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقال يا رسول الله
حسبي لا ابالي ان لا اسمع من القرآن غير هذا قال أبو عبد الله صعصعة عم الفرزدق لا
يعلم له راويا غير الحسن بن أبي الحسن البصري وكذلك عمرو بن تغلب وسعد مولى أبي
بكر الصديق واحمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم صحابيون لم يرو عنهم غير
الحسن فهذا مثال لجماعة من الصحابة ليس لهم الا راو واحد ومن الصحابة جماعة لم يرو
عنهم إلا أولادهم منهم المسيب بن حزن القرشي لم يرو عنه غير سعيد وعمير بن قتادة
لم يرو عنه غير عبيد ومالك بن نضلة الجشمي لم يرو عنه غير ابنه عوف أبي الأحوص
الجشمي وشكل بن حميد لم يرو عنه الا ابنه شتير وشداد بن الهاد لم يرو عنه الا ابنه
شتير وشداد بن الهاد لم يرو عنه الا ابنه عبد الله ومعاوية بن حيدة لم يرو عنه الا
ابنه حكيم وسعد بن تميم السكوني لم يرو عنه الا ابنه بلال بن سعد وفيهم كثرة فجعلت
ما ذكرته مثالا لمن لم اذكره وفي التابعين جماعة ليس لهم الا الراوي الواحد حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب قال حدثني محمد بن أبي سفيان بن
جارية الثقفي ان يوسف بن الحاكم أبا الحجاج أخبره ان سعد بن أبي وقاص قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يرد هوان قريش اهانه الله قال أبو عبد الله
لا نعلم لمحمد بن أبي سفيان وعمرو بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي راويا
غير الزهري وكذلك تفرد الزهري عن نيف وعشرين رجلا من التابعين لم يرو عنهم غيره
وذكرهم في هذا الموضع يكثر وكذلك عمرو بن دينار قد تفرد بالرواية عن جماعة من
التابعين وكذلك يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو إسحاق السبيعي وهشام بن عروة وغيرهم
وذكرهم يكثر ومثال ذلك في اتباع التابعين ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني مالك
بن أنس عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه ان
رفاعة طلق امرأته سهيمة بنت وهب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا
فنكحها عبد الرحمن بن الزبير فاعترض عنها ولم يستطع ان يمسها فطلقها فأراد رفاعة
ان ينكحها وهو زوجها الذي كان طلقها قال عبد الرحمن فذكر ذلك لرسول الله صلى الله
علسه وسلم فقال لا تحل لك حتى تذوق العسيلة قال أبو عبد الله لم يحدث عن المسور بن
رفاعة القرظي غير مالك بن أنس تفرد عنه بالرواية وكذلك زهاء عشرة من شيوخ المدينة
لم يحدث عنهم غير مالك حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الامام قال أخبرنا محمد بن
غالب قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن شداد الليثي عن رجل عن خزيمة بن ثابت ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأتوا النساء في ادبارهن ان الله لا يستحي من
الحق قال أبو عبد الله هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري ولم يسم الرجل وقال
عن عبد الله بن شداد الأعرج فأما عبد الله بن شداد فانا لا نعلم أحدا روى عنه غير
سفيان الثوري وقد تفرد الثوري بالرواية من بضعة عشر شيخا أخبرنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن بالويه قال حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن
المفضل بن فضالة عن أبي رجاء عن عمران بن حصين انه خرج عليهم وعليه مقطعة خز لم ير
عليه مثلها فقيل له في ذلك فقال ان رسول الله صلى الله علسه وسلم قال إذا انعم
الله على عبد احب ان يرى اثر نعمته عليه قال أبو عبد الله قد اسند شعبة عن هذا
الشيخ حديثين ولا نعلم له راويا غير شعبة وليس بينه وبين المفضل بن فضالة نسب ولا
قرابة فان هذا بصري والمفضل بن فضالة حجازي وقد تفرد شعبة بالرواية عن زهاء ثلاثين
شيخا من شيوخه لم يرو عنهم غيره وكذلك كل امام من أئمة الحديث قد تفرد بالرواية عن
شيوخ لم يرو عنهم غيره فقد جعلت هذا القدر مثالا للجماعة والله اعلم واحكم وهو
حسبي ونعم الوكيل
ذكر النوع الثامن والثلاثين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة قبائل الرواة من الصحابة والتابعين واتباعهم ثم الى عصرنا هذا كل من
له نسب في العرب مشهور
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان وسعيد بن عثمان
التنوخي قالا حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار شداد عن واثلة بن
الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى بني كنانة من ولد
إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم
حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال
حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال ثنا يحيى بن بريد الأشعري قال أخبرنا بن جريج عن
عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احبوا العرب لثلاث لأني
عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي قال أبو عبد الله قد تواترت الاخبار عن الرسول
صلى الله عليه وسلم في فضائل قبائل العرب قبيلة قبيلة وذكرها في هذا الموضع يطول
وكذلك شرح القبائل قد سبقنا الى ذكره فانا اذكر في هذا الموضع أحاديث ارويها عن
شيوخي فاذكر كل من يرجع من رواتها الى قبيلة في العرب من الصحابي الى وقتنا هذا
ليستدل بذلك على كيفية معرفة هذا النوع من العلم والله المعين عليه بمنه أخبرنا
عبدان بن يزيد الدقاق بهمذان قال حدثنا محمد بن صالح الاشبح قال حدثنا محمد بن
إسحاق اللؤلؤي قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن عطية بن
قيس عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختبر تقله قال أبو عبد
الله أبو الدرداء أنصاري وعطية بن قيس كلابي وأبو بكر هو بن عبد الله بن أبي مريم
غساني وبقية بن الوليد يحصبي والباقون من العجم أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد
المحبوبي قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر بن
كدام عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أخيه عن بن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم في جلد الميتة قال ان دباغه قد اذهب بخبثه أو رجسه أو نجسه قال أبو عبد
الله عبد الله بن عباس هاشمي وعبيد الله بن أبي الجعد وأخوه سالم غطفانيان وعمرو
بن مرة جهني ومسعر بن كذام هلالي ويزيد بن هارون سلمي وسعيد بن مسعود حنظلي
والباقون عجم حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن عبد
الله السعدي قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن
حبان أخبره ان عمه واسع بن حبان أخبره قال قال عبد الله بن عمر لقد رقيت ذات يوم
على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على لبنتين لحاجته مستقبل
الشام مستدبر القبلة قال أبو عبد الله بن عمر عدوي وواسع ومحمد ويحيى أنصاريون
وإبراهيم بن عبد الله بن سعد تميمي وشيخنا أبو عبد الله من بني شيبان حدثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد قال حدثنا سفيان عن بن
المنكدر سمع عروة بن الزبير يقول حدثتنا عائشة ان رجلا استأذن على النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ايذنوا له بئس رجل العشيرة فذكر الحديث قال أبو عبد الله عائشة تمية
وعروة قرشي ومحمد بن المنكدر قرشي وسفيان هلالي وشيخنا أبو العباس اموي وحدثنا أبو
العباس قال حدثنا أبو عتبة قال ثنا محمد بن حمير قال حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة
وعمرو بن قيس والزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج عن بن بحينة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم سجد سجدتي السهو قبل السلام قال أبو عبد الله عبد الله بن مالك
بن بحينة أنصاري وعبد الرحمن الأعرج من موالي قريش والزهري قرشي والزبيدي قرشي
وعمرو بن قيس سكوني ومحمد بن حمير يحصبي وأبو عتبة قرشي وأبو العباس اموي والباقون
موالي قال أبو عبد الله قد مثلت بهذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لمعرفة القبائل
وهذا الجنس الأول منه والجنس الثاني منه معرفة نسخ العرب وقعت الى العجم فصاروا
رواتها وتفردوا بها حتى لا يقع الى العرب في بلادهم منها الا اليسير ومثال ذلك
نسخة لعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن جناب عن
أبي سعيد الخدري تفرد بها عبد الله بن الجراح القهستاني عن القاسم بن عبد الله بن
عمر عن عمه عبيد الله نسخة لزفر بن الهذيل الجعفي تفرد بها عنه شداد بن حكيم
البلخي ونسخة أيضا لزفر بن الهذيل الجعفي تفرد بها أبو وهب محمد بن مزاحم المروزي
عنه نسخة لرقبة بن مسقلة العبدي ينفرد بها عيسى بن موسى الغنجار البخاري عن أبي
حمزة محمد بن ميمون المروزي عنه نسخة لعبد الملك بن أبي نضرة العبدي ينفرد بها
عثمان بن جبلة المروزي عنه نسخة للحجاج بن الحجاج الباهلي ينفرد بها إبراهيم بن
طهمان الخراساني عنه نسخة لعبيد الله بن الشميط بن عجلان الباهلي ينفرد بها عبدان
بن عثمان المروزي عنه نسخة لمحمد بن زياد القرشي ينفرد بها إبراهيم بن طهمان
الخراساني عنه نسخ لعبيد الله بن عمر العمري وحصين بن عبد الرحمن السلمي وهشام بن
عروة القرشي ومحمد بن مسلم أبي الزبير القرشي وسليمان بن مهران الكاهلي ومحمد بن
المنكدر القرشي وسلمة بن دينار أبي حازم الأشجعي وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
القرشي وعمر بن عبد الله أبي إسحاق السبيعي ينفرد بها نوح بن أبي مريم المروزي
عنهم نسخة لشعبة بن الحجاج العتكي ينفرد بها مالك بن سليمان الهروي عنه نسخة لأبي
إسحاق السبيعي ينفرد بها عبد الكبير بن دينار المروزي عنه نسخة لمحمد بن مروان
السدي ينفرد بها علي بن إسحاق السمرقندي عنه نسخة لعبد الله بن بريدة الأسلمي
ينفرد بها الحسين بن واقد المروزي عنه نسخ للثوري وغيره من مشائخ العرب ينفرد بها
الهياج بن بسطام الهروي عنهم نسخ كثيرة للعرب ينفرد بها خارجة بن مصعب السرخسي
عنهم نسخ للعرب ينفرد بها أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي عنهم نسخ للثوري وغيره
ينفرد بها أبو مهران بن أبي عمر الرازي عنهم نسخ للثوري وغيره ينفرد بها نوح بن
ميمون المروزي عنهم وكذلك علي بن أبي بكر الاسفدني ويحيى بن الضريس وغيرهما من
شيوخ الري نسخة لبهز بن حكيم القشيري ينفرد بها مكي بن إبراهيم البلخي عنه نسخ
للعرب ينفرد بها عمرو بن أبي قيس الرازي عنهم نسخ لمالك بن أنس الأصبحي وسفيان بن
سعيد الثوري وشعبة بن الحجاج العتكي وعبد الله بن عمر العمري ينفرد بها الحسين بن الوليد
النيسابوري عنهم وسمعت أبا العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول سمعت عبد الله بن
أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول حدثني الحسين بن الوليد النيسابوري وكان ثقة قال
أبو عبد الله فهذا الذي ذكرته مثال للجنس الثاني من معرفة القبائل الجنس الثالث من
هذا النوع معرفة شعوب القبائل قال الله عز من قائل وجعلناكم شعوبا وقبائل ومثال
هذا الجنس اولاالحديث الذي حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن
إسحاق الصغاني قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا يزيد بن عوانة عن محمد
بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن بن عمر قال انا لقعود بفناء
النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرت به امرأة فقال بعض القوم هذه بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال أبو سفيان مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن
فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
ويعرف في وجهه الغضب فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ان الله خلق السماوات سبعا
فاختار العلى منها فاسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم
واختار من بني آدم العرب اختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش
بني هاشم واختارني من بني هاشم فإنا من خيار الى خيار فمن احب العرب فبحبي احبهم
ومن ابغض العرب فببغضي ابغضهم قال أبو عبد الله فليعلم طالب هذا العلم ان كل مضري
عربي فان مضر شعبة من العرب وان كل قرشي مضري فان قريشا شعبة من مضر وان كل هاشمي
قرشي فان هاشما شعبة من قريش وان كل علوي هاشمي وقد اختلفوا في العلوية لم سموا
علوية فقيل انه انتماء الى علي وقيل انه انتماء الى أعلى الرتب من رسول الله صلى
الله عليه وسلم فمن عرف ما أشرت اليه من قبيلة المصطفى صلى الله عليه وسلم جعله
مثالا لسائر القبائل فيعلم ان المطلبي قرشي وان العبشمي قرشي وان التيمي قرشي وان
العدوي قرشي وان الأموي قرشي فالاصل قريش وهذه شعب وكذلك النهشليون تميميون
والدارميون تميميون والسعديون تميميون والسليطيون تميميون والقيسيون تميميون
والاهتميون تميميون وكذلك الخزرجيون انصاريون والنجاريون انصاريون والحارثيون انصاريون
والساعديون انصاريون والسلميون انصاريون والاوسيون انصاريون قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم في كل دور الأنصار خير فهذا مثال لمعرفة الشعب من القبائل الجنس
الرابع من هذا النوع معرفة شعب مؤتلفة في اللفظ مختلفة في قبيلتين ومثال ذلك ان
أبا يعلى منذرا الثوري التابعي من ثور همدان وان سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري من
ثور تميم محمد بن يحيى بن حبان المازني من مازن بن النجار سلمة بن عمرو المازني من
رهط مازن بن الغضوبة قارظ بن شيبة الليثي من بني ليث بن بكر بن عبد مناة عمران بن
أبي أنس الليثي من بني عامر بن الليث يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي
من المنتمين الى شداد بن الهاد الليثي إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب الأسدي من
بني أسد بن خزيمة أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن الأسدي من بني أسد بن عبد العزي
بن قصي عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي من بني مخروم بن عمرو عبد الرحمن
بن الحارث المخزومي من بني مخزوم بن المغيرة أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي من سعد
بن بكر بن هوازن يحيى بن المغيرة بن عبد الله السعدي من سعد تميم ومنهم شيخ بلدنا
إبراهيم بن عبد الله بن سليمان السعدي عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي من اسلم خزاعة
عطاء بن أبي مروان الأسلمي من اسلم بني جمح الجنس الخامس من هذا النوع قوم من
المحدثين عرفوا بقبائل اخوالهم وأكثرهم من صميم العرب صلبية فغلبت عليهم قبائل
الاخوال مثال هذا الجنس عيسى بن حفص الأنصاري هكذا يقول القعنبي وغيره وهو عيسى بن
حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب كانت أمه ميمونة بنت داود الخزرجية فربما يعرف
بقبيلة أخواله محمد بن عبد الرحمن بن مجبر الأنصاري هو محمد بن عبد الرحمن بن مجبر
بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب كانت جدته عائشة بنت أسد الأنصاري فعرف بقبيلة
أخواله يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة المخزومي جده أبو قتادة الحارث بن ربعي من
كبار الأنصار غلب عليه قبيلة أخواله فان أمه حديدة بنت نضيلة المخزومية وشيخ بلدنا
أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي عرف بقبيلة سليم وهو ازدي صلبية حدثنا على بن عيسى
الحيري قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني قال حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد
بن سالم بن راويه الأزدي بالبصرة وهو حمداننا السلمي وحدثنا أبو عبد الله بن
الأخرم قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا أحمد بن يوسف الأزدي يقول سمعت أبا أحمد
يقول سمعت مكي بن عبدان يقول قال لنا أحمد بن يوسف انا ازدي وكانت أمي سلمية وسألت
الشيخ الصالح أبا عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي عن السبب فيه فقال
كانت امرأته ازدية فعرف بذلك
ذكر النوع التاسع والثلاثين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة انساب المحدثين من الصحابة والى عصرنا هذا
فقد أمرنا سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بذلك حدثنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن بالويه الجلاب قال ثنا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري قال ثنا يوسف بن
سلمان قال ثنا حاتم بن إسماعيل قا ثنا أبو الأسباط الحارثي عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا انسابكم تصلوا
ارحامكم حدثنا عبد الله بن جعفر الفارسي قال حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي قال
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي
هلال عن عمارة بن غزية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة ان رسول الله سلى الله
عليه وسلم قال لحسان بن ثابت لا تعجل وأت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه اعلم
قريش بانساها حتى يلخص لك نسبي أخبرني محمد بن الحسن السمسار قال حدثنا هارون بن
يوسف قال ثنا بن أبي عمر قال ثنا سفيان عن بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سعد انه
قال للنبي صلى الله عليه وسلم من انا يا رسول الله قال أنت سعد بن مالك بن وهيب بن
عبد مناف بن زهرة من قال غير هذا فعليه لعنة الله أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن
عبد الرحمن الدباس بمكة قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق الكاتب قال
أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثني محمد بن فليح عن أبيه عن إسماعيل بن
محمد بن سعد عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال جاء عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام الى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ونحن عنده بالعقيق فسأله عن سامة بن لوي
فقال سعيد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله سامة منا أم نحن
منه فقال بل هو منا الم تسمعوا قول شاعر الناقة قال بن إسحاق فظننت انا ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله قول شاعر الناقة
ابلغا عامرا وسعدا رسولا
ان نفسي اليكما مشتاقه
ان يكن في عمان داري فإني
ماجد ما خرجت من غير فاقة
رب كأس هرقت يا بن لوى
حذر الموت لم يكن مهراقه
لا أرى مثل سامة بن لوى
يوم حلوا به قبيل الناقة
قال أبو عبد الله هذا النوع من هذا العلم قد حث الرسول صلى الله عليه وسلم
على تعليمه وأشار الى اجل الصحابة في معرفته وسئل صلى الله عليه وسلم عنه فتكلم
فيه وهو نوع كبير من هذه العلوم الا ان أئمتنا قد كفونا شرحه والكلام فيه وانا
استعين الله على تلخيص نسب النبي صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي ثم الدلالة على
جماعة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة المسلمين يلقون رسول الله صلى الله
عليه وسلم في نسبه والإشارة الى الجد الذي يلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم
عنده حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد بن بكر القاضي
بعسقلان قال حدثنا صالح بن علي النوفلي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة قال
حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان
رجالا من كندة يزعمون انه مهنم فقال انما كان يقول ذاك العباس وأبو سفيان بن حرب
إذا قدما اليمن ليأمنابذلك وانا لا ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال
وخطب رسول اله صلى الله عليه وسلم الناس فقال انا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب بن فهر بن مالك
بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس
فرقتين الا جعلني الله في الخير منهما حتى خرجت من نكاح ولم اخرج من سفاح من لدن
آدم حتى انتهيت الى أبي وامي وانا خيركم نسبا وخيركم أبا صلى الله عليه وسلم قال
أبو عبد الله قد انتسب المصطفى صلى الله عليه وسلم وخطب الناس بنسبه وأقرب اصحابه
به نسبا علي وحمزة والعباس وجعفر رضي الله عنهم فاما أبو بكر الصديق رضي الله عنه
فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم مرة بن كعب بن لوى فإنه عبد الله
بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة واما عمر بن الخطاب رضي
الله عنه فإنه يلقى رسول اله صلى الله عليه وسلم عند جدهم كعب بن لوى فإنه عمر بن
الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب واما عثمان بن
عفان رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم عبد مناف فإنه
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف واما علي بن أبي طالب
رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم عبد المطلب فإنه
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب قال أبو عبد الله أنا بعد أن ذكرت الخلفاء الأربعة
أذكر قوما يخفى على أكثر الناس ما يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم من النسب
فإن طلحة والزبير قربهما من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور فمنهم ربيعة
وعبد الله وعبد المطلب وأبو سفيان بنو الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن أبي لهب وأبو
لهب اسمه عبد العزى بن عبد المطلب فهؤلاء كلهم صحابيون من بنى أعمام المصطفى صلى
الله عليه وسلم وأما سعيد بن العاص الأكبر فإنه يجمعه ورسول الله صلى الله عليه
وسلم عبد مناف فإنه سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكذلك ابناه
خالد وعمرو صحابيان والسائب بن العوام أخو الزبير يجمعه ورسول الله صلى الله عليه
وسلم قصي بن كلاب وهو السائب بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وحكيم
بن حزام يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهم قصي فإنه حكيم بن حزام بن خويلد
بن أسد بن عبد العزى بن قصي قال أبو عبد الله فقد جعلت من ذكرتهم مثالا في القرب
من رسول الله صلى الله عليه وسلم لجماعة لم نذكرهم من الصحابة رضى الله عنهم
أجمعين وممن يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النسب من التابعين بعد
الأشراف من العلوية وأولاد العشرة من الصحابة جبير بن الحويرث بن نفير بن بجير بن
عدى بن قصي بن كلاب عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف محمد بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب عبد الله بن
محمد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب محمد بن المكندر بن عبد الله بن الهدير بن
عبد العزى بن عامر بن الحرث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة سعيد بن العاص الأصغر
بن سعيد بن أبي أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس عبد الله بن عامر بن كريز بن
ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة في حجة
الوداع وهو بن ثلاث سنين وهو الذي فتح نيسابور عبيد الله بن عدى بن الخيار بن عدى
بن نوفل بن عبد مناف عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد
بن عويج بن عدى بن كعب بن مرة عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب عمرو ويحيى وعنبسة بنو سعيد بن العاص بن سعيد بن أبي أحيحة بن العاص بن
أمية بن عبد شمس بن عبد مناف عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف
وأخوه محمد بن قيس معاذ وعثمان ابنا عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن
عمرو بن عامر ان كعب بن سعد بن تيم بن مرة نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن
عبد العزى بن أبي قيس بن محدود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لوى بن غالب يلقى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عند لوى عثمان بن إسحاق بن عبد الله بن أبي خرشة بن
عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لوى عثمان بن
عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح
بن عدى بن كعب بن مرة معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب
إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب محمد بن إبراهيم بن الحارث
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو عبيدة بن عبد الله بن
زمعة بن الأسود بن المطلب بن الأسد بن عبد العزى بن قصي وممن يجمعهم ورسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا النسب من أتباع التابعين وفيهم جماعة من أئمة المسلمين
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر وهو الحارث بن عثمان بن حسل بن عمرو بن الحارث بن
عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله من ولد تيم بن مرة بن كعب يلقى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند مرة بن كعب عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة
بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة سفيان بن سعيد بن مسروق بن
نافع بن عبد الله بن موهبة بن عبد الله بن منقد بن النضر بن مازن بن ثعلبة بن أد
بن طانجه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند
جدهم الياس بن مضر حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف بن
وهب بن حذافة بن جمح يجمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم كنانة بن مدركة قال
الحاكم وفي الطبقة الرابعة جماعة من الفقهاء والمحدثين يجمعهم ورسول الله صلى الله
عليه وسلم هذا النسب منهم أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع
بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف عبيد بن سعيد بن أبان بن
سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف عبد العزيز بن أبان بن سعيد بن أبان
بن سعيد بن العاص بن أمية ذكر روايات تجمع هذا النسب حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأموي قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال حدثنا محمد بن إدريس الشافعي
قال أخبرنا عمى محمد بن علي بن شافع عن عبد الله بن علي بن السائب عن نافع بن عجير
بن عبد يزيد أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة المزنية البتة ثم أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني طلقت امرأتي سهيمة البتة ووالله ما
أردت إلا واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أردت إلا واحدة فقال ركانة
والله ما أردت إلا واحدة فردها اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلقها الثانية
في زمان عمر والثالثة في زمان عثمان بن عفان قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث عن
آخرهم قرشيون حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله
بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن أخي طاهر العقيقي قال حدثنا أبو
محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد قال حدثني علي بن جعفر بن محمد عن
الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي بن الحسين عن أبيه أن العباس بن عبد المطلب قال
يا رسول الله إنك حرمت علينا صدقات الناس فهل تحل صدقة بعضنا لبعض قال نعم قال
حسين فرأيت مشيخة أهل بيتي يشربون من الماء في المسجد إذا كان لبعض بنى هاشم
ويكرهون ما لم يكن لبنى هاشم قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث كلهم هاشميون حدثنا
أبو الحسين محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد
الله القرشي قال حدثني أبي عمر بن معاوية قال حدثني أبي معاوية بن يحيى قال حدثني
معاوية بن إسحاق قال حدثني أبي قال حدثني طلحة بن عبيد الله قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أبو عبد
الله رواة هذا الحديث كلهم قرشيون حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد
بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة قال
حدثني أبي عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد عن أبيه عن جده قال أمرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالتمتع من النساء عام الفتح بمكة قال فخرجت أنا وصاحب لي
من بنى سليم حتى وجدنا جارية من بنى عامر كأنها بكرة عيطاء فخطبناها إلى نفسها
وعرضنا عليها بردينا فجعلت تنظر فتراني أشب وأجمل من صاحبي وترى برد صاحبي أجود
وأحسن من بردى فوامرت نفسها ساعة ثم اختارتني على صاحبي فكن معنا ثلاثا ثم أمرنا
نبي الله صلى الله عليه وسلم أن نفارقهن قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث كلهم
قرشيون أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي قال حدثنا علي بن حرب الموصلي قال ثنا سفيان
عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من ظلم شيئا من الأرض طوقه من سبع أرضين ومن قتل دون ماله
فهو شهيد قال الحاكم رواة هذا الحديث كلهم من الزهري قرشيون قال أبو عبد الله فقد
جعلنا نسب المصطفى صلى الله عليه وسلم مثالا لسائر أنساب العرب ولولا خشية التطويل
لأوردت روايات لسائر العرب لكني آثرت التخفيف
ذكر النوع الأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
أسامي المحدثين وقد كفانا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله
هذا النوع فشفى بتصنيفه فيه وبين ولخص غير أني لم استجز إخلاء هذا الموضع من هذا
الأصل إذ هو نوع كبير من هذا العلم وأنا مبين بمشيئة الله منه ما يتعذر وجوده في
كتب المتقدمين وأجعله مثالا ليستدل به على ما لم أذكره حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه
ببغداد قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن
عقيل عن بن شهاب أنه قال حدثني بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب
جهنم وسلسلت الشياطين قال أبو عبد الله بن أبي أنس هذا نافع بن أبي أنس وأبوه أبن
أنس مالك بن أبي عامر الخولاني الإصبحي جد مالك بن أنس الإمام ونافع هو أبو سهيل
بن مالك عم مالك بن أنس حدثنا أبو علي الحافظ قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن الحارث
قال حدثنا محمد بن الأزهر السجزي قال ثنا خلف بن أيوب قال حدثنا أبو يوسف عن أبي
حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر بن عبد
الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى خلف إمام فإن قراءته له
قراءة أخبرنا أبو يحيى السمرقندي قال ثنا محمد بن نصر قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن
وهب قال حدثنا عمي قال أخبرني الليث بن سعد عن يعقوب بن إبراهيم عن النعمان بن
ثابت عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة قال أبو
عبد الله عبد الله بن شداد هو بنفسه أبو الوليد ومن تهاون بمعرفة الأسامي أورثه
مثل هذا الوهم أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال
سمعت علي بن عبد الله المديني يقول عبد الله بن شداد أصله مديني وكنيته أبو الوليد
قد روى عنه أهل الكوفة وكان مع علي يوم النهر وقد لقى عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل
وابن عباس وابن عمر حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني قال ثنا عمران بن
موسى قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن إبراهيم بن أبي
عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات
مريضا مات شهيدا ووقى فتان القبر وغدى وريح عليه برزقه من الجنة قال أبو عبد الله
إبراهيم هذا هو بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول
سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول حديث من مات مريضا مات
شهيدا كان بن جريج يقول فيه إبراهيم بن أبي عطاء وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
قال أبو عبد الله فهذا جنس من معرفة الأسامي ربما تعذر على جماعة من أهل العلم
معرفته والجنس الثاني منه معرفة أسامي المحدثين منفردة لا توجد في رواة الحديث
بالاسم الواحد منها إلا الواحد مثال ذلك في الصحابة أخبرنا إسماعيل بن محمد بن
الفضل بن محمد بن المسيب قال حدثني جدي قال حدثنا بن أبي مريم قال ثنا بن لهيعة عن
يزيد بن أبي حبيب قال أخبرني أبو الحسين الأشعري عن أبي ريحانة واسمه شمعون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المشاغبة قال أبو عبد الله هذا حديث غريب
الإسناد والمتن وليس في رواة الحديث شمعون غير أبي ريحانة أخبرني أبو بكر أحمد بن
إسحاق الإمام قرأته عليه من الأصل كتابه قال حدثنا محمد بن يونس القرشي قال ثنا
الأزرق بن عذور قال ثنا شعيب بن عبد الله بن زبيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى
الله عليه وسلم قضى بالشاهد واليمين قال أبو عبد الله هذا زبيب بن ثعلبة وليس في
رواة الحديث متسمى بهذا الاسم غيره حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد
بن إسحاق الصغاني قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن ليث عن
بلال العبسي عن شبير بن شكل عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت علمني
شيئا أقوله وأدعو به قال قل رب أعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي
وشر مني قال أبو عبد الله هذا شكل بن حميد له صحبة وليس في رواة الحديث شكل غيره
أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر القارىء ببغداد قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح قال
حدثنا قيس بن حفص الدارمي قال حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن شهر بن
حوشب عن الزبرقان عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب
خدعة قال أبو عبد الله وليس في رواة الحريث نواس غير هذا الواحد وهو من أكابر
الصحابة قال الحاكم وفي التابعين من هذا الجنس جماعة سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب يقول حدثنا محمد بن عوف الطائي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا الأعمش
عن عدى بن ثابت عن زر بن حبيش قال سمعت عليا يقول والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
لعهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق
قال أبو عبد الله لا أعلم في رواة الحديث زرا غير بن حبيش الأسدي وهذا الحديث مخرج
في الصحيح حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري
قال ثنا بن نمير عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال قال عبد الله إن في طلب الرجل
إلى أخيه الحاجة فتنة إن هو أعطى حمد غير الذي أعطى وإن منعه ذم غير الذي منعه قال
أبو عبد الله لا أعلم في رواة الحديث معرورا غير بن سويد وهو من كبار التابعين
مخرج حديثه في الصحيح أخبرنا أحمد بن عثمان البزاز ببغداد قال حدثنا محمد بن مسلمة
الواسطي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله
الداناج عن حضين بن المنذر بن وعلة قال صلى الوليد بن عقبة بالناس أربعا وهو سكران
فذكر الحديث فقال علي ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أربعين وضرب أبو بكر أربعين
وضرب عمر صدرا من خلافته أربعين ثم أتمها عثمان ثمانين وكل سنة قال أبو عبد الله
ليس في رواة الحديث حضين بالضاد غير أبي ساسان هذا وهو تاعي دليل ورد مع عبد الله
بن عامر نيسابور ومرو قال الحاكم وفي أتباع التابعين منهم جماعة وهذا مثاله حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي قال
سمعت الأوزاعي يقول أخبرني أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك قال حدثني عقبة بن
وساج قال حدثني أنس بن مالك قال قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أسن
أصحابه أبو بكر رضى الله عنه فكان يضبغ بالحناء والكتم ردد ذلك حتى أقناها قال ثم
لقيته من بعد فقلت حتى اسودت قال لم أذكر سوادا قال أبو عبد الله أبو عبيد اسمه
حيي ولا أعلم في الرواة له سميا حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال
ثنا أحمد بن عمار الواسطي قال حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي قال ثنا سعير بن الخمس
عن زيد بن أسلم عن بن عمر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة من ذهب من معدن
بنى سليم أو صدقة جاءته فقال إنه سيكون معادن يكون فيها شرار خلق الله أو من شرار
خلق الله قال أبو عبد الله سعير والخمس كلاهما من المفردات التي لا اعلم أحدا تسمى
بهما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العطار قال
ثنا نصر بن حماد قال ثنا الربيع بن بدر عن عنطوانة عن الحسن عن أنس قال قلت يا
رسول الله أين اضع بصري في الصلاة قال صلى الله عليه وسلم عند موضع سجودك يا أنس
قال قلت يا رسول الله هذا شديد لا أستطيع هذا قال ففي المكتوبة إذا قال أبو عبد
الله وعنظوانة لا اعرف في الرواة غير هذا وفي الطبقة الرابعة من الرواة منهم جماعة
مثاله ما أخبرناه عبد الله بن إسحاق البغوي قال ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل
قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا عرابي بن معاوية الحضرمي قال حدثني عبد الله بن
هبيرة السبائي قال حدثنا بلال بن عبد الله بن عمر ان أباه عبد الله بن عمر قال
توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تمنعو النساء حظوظهن من المساجد فقلت
اما انا فسأمنع اهلي فين شاء ليسرح أهله فالتفت الى فقال لعنك الله ثلاث مرات تسمعني
وانا أقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ان لا تمنعوا النساء المساجد وتقول
نمنعهن ثم بكى وقام مغضبا قال أبو عبد الله عرابي ليس في رواة الحديث غير هذا
الواحد حدثني علي بن عيسى قال حدثنا موسى بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو الطاهر قال
ثنا أشهب بن عبد العزيز عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن علي بن الحسين عن بن عباس
في المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله
قال أبو عبد الله أشهب فقيه أهل مصر وليس في الرواة له سمي
ذكر النوع الحادي والأربعين من معرفة أصول الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة الكنى للصحابة والتابعين واتباعهم والى عصرنا هذا وقد صنف المحدثون
فيه كتبا كثيرة وربما يشذ عنهم الشيء بعد الشيء وانا ذاكر بمشية الله في هذا
الموضع ما يستفاد مثال ذلك في الصحابة ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو الحمراء صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث وكان يكون بمحمص قال يحيى بن معين قد
رأيت غلاما من ولده بها أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي قال حدثنا الحارث بن
محمد قال حدثنا إسحاق بن عيسى قال ثنا محمد بن فضيل عن عاصم الأحول عن الشعبي قال
أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد الله بن وهب الأسدي وأول مال خمس في
الإسلام مال أبي سنان أخبرني أحمد بن محمد بن عبدوس قال ثنا عثمان بن سعيد الدارمي
قال سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي يقول اسم أبي شريح الكعبي ثابت قال أبو
عبد الله كذا قال دحيم وقد اجمعوا على خلافة فإنه كعب بن عمرو سمعت محمد بن يعقوب
يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول تميم الداري أبو
رقية قال وسمعت يحيى يقول كنية عبد الله بن مغفل أبو سعيد قال وسمعت يحيى يقول ذو
الكلاع يكنى أبا شرحبيل أخبرني محمد بن المؤمل قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال مالك بن قيس المازني كنيته أبو صرمة أخبرنا أحمد بن سلمان قال
حدثنا يحيى بن جعفر قال ثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت أبا
صفوان مالك بن عمير الأسدي قال قدمت مكة قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم
فاشترى مني سراويل فارجح لي سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن
محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول أبو طالب اسمه عبد مناف قال أبو عبد الله وهكذا
ذكره أحمد بن حنبل عن الشافعي وأكثر المتقدمين على ان اسمه كنيته فالله اعلم قال
الحاكم فقد جعلت هذه الكنى مثالا لكني الصحابة من الصدر الأول فاما أكابر الصحابة
فكناهم مشهورة مخرجة في الكتب وهذه كنى جماعة من التابعين اخرجتها من سماعاتي
حدثنا علي بن عيسى قال ثنا الحسير بن محمد بن زياد قال حدثني يعقوب بن أبي معاوية
قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرىء عن سعيد بن أبي أيوب قال حدثني جعفر بن ربيعة عن
ربيعة بن يزيد عن إسماعيل بن عبيد قال دخلت على أم الدرداء وعندها قبيصة بن ذؤيب
فقلت له يا أبا سعيد أخبرنا دعلج بن أحمد السجزي قال حدثنا محمد بن علي بن زيد قال
حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبيد الله بن اياد بن لقيط عن أبيه عن أبي كبشه
البراء بن قيس السكوني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد
الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول كنية هارون بن رياب أبو بكر أخبرنا محمد بن
المؤمل قال ثنا الفضل بن محمد قال ثنا أحمد بن حنبل قال أبو لبابة صاحب عائشة اسمه
مروان سمعت أبا العباس الأموي يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن
معين يقول أبو حذيفة الذي روى عن عائشة اسمه سلمة بن صهيبة حدثنا أبو العباس محمد
بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر قال ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث
ان يحيى بن ميمون الحضرمي حدثه ان وداعة اليحمدي حدثه انه كان بجنب أبي موسى مالك
بن عبادة الغافقي أخبرنا الحسن بن محمد الأزهري قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء
قال حدثنا علي بن المديني قال قلت لأبي عبيدة معمر بن المثنى من أول من قضى
بالبصرة قال أبو مريم الحنفي استقضاه أبو موسى الأشعري قال علي بن المديني واسمه
إياس بن صبيح قال أبو عبد الله علي بن ربيعة الأسدي صاحب علي كنيته أبو المغيرة
أخبرنا محمد بن المؤمل قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حريث
بن مالك الأسدي كنيته أبو ماويه البصري قال أبو عبد الله هلاب بن ميمونة عن أبيه
عن أبي هريرة أبو ميمونة اسمه أسامة بن زيد مديني سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت
العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي السليل ضريب بن نقير
أخبرنا محمد بن المؤمل قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثنا أحمد بن حنبل قاله أبو
سالم الجيشاني سفيان بن هانئ أخبرنا عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة قال ثنا أبو
يحيى بن أبي مسرة قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرىء قال ثنا حيوة قال أخبرني
الحجاج بن شداد ان أبا صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أخبره عن عقبة بن عامر
الجهني قال سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد يقول سألت يحيى بن معين
عن حديث سفيان بن عيينة عن مالك بن أنس عن الزهري عن أبي عبد الرحمن عن زيد بن
ثابت قال لا تحل له الا من الباب الذي خرجت منه من أبو عبد الرحمن هذا قال يقولون
سليمان بن يسار قال أبو عبد الله وهذه كنى جماعة من اتباع التابعين اخرجتها من
السماع حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ببغداد قال حدثنا إبراهيم بن عبد
الرحيم دنوقا قال ثنا خالد بن يزيد العمري قال حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن
سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى عليه وسلم
لسقط أقدمه بين يدي احب الى من ألف فارس اخلفه ورائى حدثنا أبو بكر بن إسحاق
الإمام قال ثنا عبيد الله بن عبد الواحد بن شريك قال ثنا سعيد بن أبي مريم قال ثنا
أبو التمام عبد العزيز بن أبي حازم قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت
العباس بن محمد الدوري يقول سألت يحيى بن معين عن حديث محمد بن مسلم الطائفي عن
سليم عن مجاهد من سليم هذا فقال قد روى عنه بن جريج وروى عنه عبد الملك بن أبي
سليمان فقال أبو عبيد الله سليم مولى أم علي أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي
قال ثنا إبراهيم بن الحسين قال ثنا آدم بن أبي إياس قال ثنا شعبة قال حدثنا يزيد
بن حمير بن عمر حدثنا محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد قال ثنا شبابة بن سوار
قال ثنا أبو زبر عبد الله بن العلاء بن زبر عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم عن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يسئل عنه العبد يوم
القيامة من النعيم ان يقال له الم نصح لك جسمك الم نروك من الماء البارد أخبرنا
أبو عبد الله الشيباني قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال ثنا مسدد قال أبو عمر
يونس بن القاسم اليمامي أخبرنا أبو عبد الله قال ثنا يحيى بن محمد قال ثنا مسدد
أبو شهاب محمد بن إبراهيم عن عاصم بن بهدلة أخبرنا محمد بن علي بن دحيم قال ثنا
أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال حدثنا أبو نعيم قال ثنا أبو سيدان عبيد بن الطفيل
الغطفاني عن عطية بن سعد أخبرنا أبو محمد المزي قال ثنا يوسف بن موسى قال حدثنا
هشام بن عمار قال ثنا صدقة بن خالد القرشي قال أخبرنا بن جابر قال مر بنا خالد بن
اللجلاج فدعاه مكحول فقال يا أبا إبراهيم سمعت محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن
محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن كثير المكي كنيته أبو هاشم
وأبو المنهال المكي عبد الرحمن بن مطعم حدثنا أبو عبد الله الشيباني قال حدثنا علي
بن الحسن الهلالي قال حدثنا أبو نعيم قال ثنا أبو شهاب الأسدي موسى بن نافع حدثنا
أبو النضر الفقيه قال ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال
حدثني أبو شريح عن أبي الصباح محمد بن شهر عن أبي علي الهمداني قال أبو عبد الله
وهذه الكنى المتفرقة من كنى المحدثين و أكثرها غرائب قد جمعني والقاضي أبا بكر
محمد بن عمر الجعابي الحافظ مدينة السلام في رحلتى الثانية وذاكرته في مجالس كثيرة
وكانت كتبه إلى متواترة إلى أن توفى رحمه الله حدثني عبد الله بن أحمد بن جعفر قال
سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن سالم الحافظ يقول كنية مورج بن عمرو أبو فيد واسم ذي
الرمة غيلان محمد بن عمرو بن علقمة يكنى أبا الحسن قيس بن سعد المكي يكنى أبا عبيد
الله طارق بن شهاب أبو عبد الله رافع بن عميرة الطائي يكنى أبا الحسن حدث عنه طارق
بن شهاب وغيره الربيع بن خثيم يكنى أبا يزيد يسير بن عمرو أبو قيس حبة العرني أبو
قدامة الأسود بن هلال المحاربي أبو سلام شبث بن ربعي أبو عبد القدوس عمرو بن ميمون
الأودي أبو عبد الله عمير بن سعيد النخعي أبو يحيى صلة بن زفر أبو العلاء عتبة بن
فرقد يكنى أبو عبد الله إبراهيم بن يزيد التيمي أبو أسماء يزيد بن شريك أبو
إبراهيم تميم بن سلمة أبو سلمة يحدث عنه علي بن مدرك سعد بن عبيدة أبو حمزة وهو
ختن أبي عبد الرحمن السلمي وكان يرأى رأى الخوارج نعيم بن أبي هند أبو هند اسمه
النعمان وأبو هند أعتق أبا الجعد أبا سالم بن أبي الجعد أبو شيبة عبد الرحمن بن
إسحاق يحدث عنه أبو معاوية وغيره وله بن يسمى شيبة جبلة بن سحيم أبو سويرة برة بن
عبد الرحمن أبو العباس محارب بن دثار أبو النضر ويقال أبو كردوس صفوان بن سليم أبو
عبد الله غيلان بن جامع أبو عبد الله وهو غيلان بن جامع بن أشعث عبيدة بن معتب أبو
عبد الكريم أبو تميمة الهجيمي طريق بن مجالد يحيى بن أبي كثير أبو نصر واسم أبي
كثير نشيط أبو عمر الصيني اسمه نشيط حماد بن درهم يكنى درهم أبا زياد وحماد أبا
إسماعيل أسلم مولى عمر أبو زيد علي بن غراب أبو الوليد معقل بن مقرن أبو حكيم حبيب
بن صالح بن حبيب يكنى أبا موسى سعيد بن يسار أخو سليمان وعطاء وعبد الله وعبد
الملك ويسار مولى ميمونة وسعيد بن يسار أبو الحباب وسعيد بن يسار مولى الحسن بن
علي وسعيد بن يسار أخو أبي مزرد وسعيد بن يسار أخو الحسن البصري قال أبو عبد الله
ذكر الكنية التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتنى بها ثم اختصاص بن عمه
على رضى الله عنه بإباحتها لولده ومن كناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته
قال الحاكم قد صحت الروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال تسموا باسمى ولا
تكتنوا بكنيتي وعنه صلى الله عليه وسلم من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي وعنه صلى
الله عليه وسلم لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ولما ولد محمد بن الحنفية كناه علي رضي
الله عنه أبا القاسم فأخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان
بالكوفة قال ثنا الحسين بن الحكم الحبري قال ثنا عبد العزيز بن الخطاب قال ثنا قيس
بن الربيع عن ليث عن محمد بن نشر الهمداني عن محمد بن الحنفية عن علي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يولد لك غلام نحلته اسمي وكنيتي فولد له محمد أخبرنا أبو
عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء قال أخبرنا جعفر
بن عون عن فطر بن خليفة عن منذر الثوري قال كانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه
وسلم لعلي رضى الله عنه أن قال له يا رسول الله أرأيت إن ولد لي بعدك ولد ذكر ما
أسميه وأكنيه أسميه باسمك أكنيه بكنيتك قال نعم قال فولد له محمد بن علي فسماه
محمدا وكناه بأبي القاسم أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن يحيى بن الحسن العلوي
قال ثنا جدي يحيى بن الحسن قال حدثنا أحمد بن سلام قال حدثني جعفر بن هذيل قال ثنا
محمد بن الصلت الأسدي قال ثنا ربيع بن منذر الثوري عن أبيه أظنه عن بن الحنفية قال
وقع بين طلحة وبين علي رضي الله عنهما كلام قال فقال لعلي إنك تسمي باسمه وتكني بكنيته
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك أن يجمعا لأحد من أمته فقال علي إن
الجرىء من اجترى على الله وعلى رسوله يا فلان ادع لي فلانا وفلانا فجاء نفر من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رخص لعلي أن يجمعهما وحرمهما على أمته من بعده حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال
ثنا حميد بن عياش الرملي قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله قال أبو عبد
الله وفي سائر الأخبار لما ولدت أسماء عبد الله بن الزبير قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعائشة اكتني بابنك عبد الله فإن الخالة والدة
ذكر النوع الثاني والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من معرفة هذه
العلوم
معرفة بلدان رواة الحديث وأوطانهم وهو علم قد زلق فيه جماعة من كبار العلماء
بما يشتبه عليهم فيه فأول ما يلزمنا من ذلك أن نذكر تفرق الصحابة من المدينة بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وانجلائهم عنها ووقوع كل منهم الى نواحي متفرقة وصبر
جماعة من الصحابة بالمدينة لما حثهم المصطفى صلى الله عليه وسلم على المقام بها
أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد الصيرفي ببغداد قال ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
البراء قال أخبرنا محمد بن عمار قال ثنا سالم بن نوح العطار قال حدثنا الجريري قال
ثنا أبو نضرة عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليعودن هذا
الأمر إلى المدينة كما بدأ منها حتى لا يكون إيمان إلا بها ولا يترك المدينة رجل
رغبة عنها إلا أبدلها الله من هو خير منه وليسمعن أقوام بريف وعيش فيأتونه
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأواء المدينة أحد إلا كان له أجر
مجاهد ذكر من سكن الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
سعد بن أبي وقاص سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عبد الله بن مسعود خباب بن الأرت سهل
بن حنيف أبو قتادة بن ربعي سلمان الفارسي حذيفة بن اليمان عمار بن ياسر أبو موسى
الأشعري أبو مسعود الأنصاري البراء بن عازب عبد الله بن يزيد الخطمي النعمان بن
مقرن وأخوه معقل بن مقرن النعمان بن بشير المغيرة بن شعبة جرير بن عبد الله البجلي
عدي بن حاتم الطائي عروة بن مضرس الطائي عبد الله بن أبي أوفى أشعث بن قيس جابر بن
سمرة حذيفة بن أسيد الغفاري عمرو بن الحمق سليمان بن صرد وائل بن حجر صفوان بن
عسال أسامة بن شريك عامر بن شهر عرفجة بن شريح نافع بن عتبة بن أبي وقاص ثعلبة بن
الحكم عروة البارقي جندب بن عبد الله البجلي سمرة بن جندب قطبة بن مالك حبشي بن
جنادة يعلى بن مرة الثقفي عمارة بن رويبة طارق بن عبد الله المحاربي خزيمة بن ثابت
بشير بن الخصاصية قيس بن أبي غرزة حنظلة الكاتب المستورد بن شداد أبو الطفيل أبو
جحيفة هؤلاء أكثرهم بالكوفة دفنوا قال أبو عبد الله قد كنت دخلت الكوفة أول ما
دخلتها سنة إحدى وأربعين وكان أبو الحسن بن عقبة الشيباني يدلني على مساجد الصحابة
فذهبت إلى مساجد كثيرة منها وهي إذ ذاك عامرة وكنا نأوى إلى مسجد جرير بن عبد الله
في بجيلة ثم دخلتها سنة خمس وأربعين ومسجد بن عقبة قد خرب فكان أبو القاسم السكوني
يأخذ بيدي في الجامع فيدور معي على الأسطوانات فيقول هذه أسطوانة جرير وهذه
أسطوانة عبد الله وهذه أسطوانة البراء وقد عرفت منها ما عرفنيه ذلك الشيخ رحمة
الله وممن نزل مكة من الصحابة عياش وعبد الله ابنا أبي ربيعة المخزوميان والحارث
بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن السائب المخزومي قارىء الصحابة بمكة وعتاب
بن أسيد وكان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وأخوه خالد بن أسيد والحكم
بن أبي العاص وعثمان بن طلحة وعقبة بن الحارث وشيبة بن عثمان الحجبي وصفوان بن
أمية وأبو محذورة ومطيع بن الأسود وعبد الله بن مطيع والمهاجر بن قنفد وسهيل بن
عمرو وعمير بن قتادة الليثي وكرز بن علقمة وتميم بن أسد والأسود بن خلف وأبو شريح
الكعبي وعبد الله بن حبشي وعبد الله بن صفوان ولقيط بن صبرة وإياس بن عبد المزني
وممن نزل البصرة من الصحابة عتبة بن غزوان وعمران بن حصين وأبو برزة الأسلمي ومحجن
بن الأدرع وعبد الله بن مغفل المزني ومعقل بن يسار وعبد الرحمن بن سمرة وأبو بكرة
وأنس بن مالك توفى وهو بن مائة وسبع سنين وهشام بن عامر وأبو زيد الأنصاري وعمرو بن
أخطب وثابت بن زيد ومجاشع بن مسعود وأخوه مجالد وعائذ بن عمرو المزني وقرة بن إياس
المزني وعبد الله بن الشخير ومعاوية بن حيدة وقبيصة بن المخارق وعياض بن حماز وقيس
بن عاصم والأقرع بن حابس وصعصعة بن ناجية وعثمان والحكم ابنا أبي العاص والأسود بن
سريع وسليم بن جابر الهجيمي وعرفجة بن أسعد وأبو العشراء الدارمي وجارية بن قدامة
والعداء بن خالد وعبد الله بن سرجس وميسرة الفجر وسلمان بن عامر الضبي وسلمة بن
المحبق وممن نزل مصر من الصحابة عقبة بن عامر الجهني وعمرو بن العاص وعبد الله بن
عمرو وخارجة بن حذافة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ومحمية بن جزء وعبد الله بن
الحارث بن جزء وأبو بصرة الغفاري وأبو سعد الخير ومعاذ بن أنس الجهني ومعاوية بن
حديج وزياد بن الحارث الصدائي ومسلمة بن مخلد وسرق وأبو فاطمة الإيادي وأبو جمعة
وأبو الشموس البلوي وممن نزل الشام من الصحابة أبو عبيدة بن الجراح وبلال بن رباح
وعبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وسعد بن عبادة وأبو الدرداء وشرحبيل بن حسنة وخالد
بن الوليد وعياض بن غنم والفضل بن العباس بن عبد المطلب بالأردن وأبو مالك الأشعري
وعوف بن مالك الأشجعي وثوبان وشداد بن أوس وفضالة بن عبيد وعمرو بن عنبسة والحارث
بن هشام ومعاوية بن أبي سفيان وواثلة بن الأسقع وبسر بن أبي أرطاة وحبيب بن مسلمة
والضحاك بن قيس وقباث بن أشيم والعرباض بن سارية وعبد الله بن بسر المازني وعتبة
بن عبد السلمي وعبد الله بن حوالة وكعب بن مرة وكعب بن عياض والمقدام بن معدى كرب
وأبو هند الداري وسلمة بن نفيل وغطيف بن الحارث وعطية بن عمرو السعدي وفروة بن
عمرو الجذامي وممن نزل الجزيرة من الصحابة عدي بن عميرة الكندي ووابصة بن معبد
الأسدي والوليد بن عقبة بن أبي معيط وممن نزل خراسن من الصحابة وتوفى بها بريدة بن
حصيب الأسلمي مدفون بمرو وأبو برزة الأسلمي والحكم بن عمرو الغفاري وعبد الله بن
خازم الأسلمي مدفون بنيسابور برستاق جوين قثم بن العباس مدفون بسمرقند قال أبو عبد
الله فأما مدينة السلام فإني لا أعلم صحابيا توفى بها إلا أن جماعة من التابعين
وأتباع التاعين نزلوها وماتوا بها منهم هشام بن عروة بن الزبير ومحمد بن إسحاق بن
يسار وإسماعيل بن سالم الأسدي وأبو حنيفة الفقيه وشيبان بن عبد الرحمن النحوي
وإبراهيم بن سعد الزهري جماعة هؤلاء في مقبرة الخيزران وعبد العزيز بن عبد الله بن
أبي سلمة الماجشون ورد على المهدي وتوفى بها فحضر المهدى دفنه وصلى عليه وأمر
بدفنه في مقابر قريش وعبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن حزم استقضاه الرشيد فتوفى
بها فصلى عليه الرشيد ودفنه في مقابر قريش وعبد الرحمن بن أبي الزناد توفى ببغداد
ودفن في مقبرة باب التبن وهشيم بن بشير توفى ببغداد وبها دفن وعنبسة بن عبد الواحد
وأبو إسماعيل المؤدب والفرج بن فضالة ومروان بن شجاع وعبيدة بن حميد وأبو حفص
الأبار وعباد بن العوام وعلي بن ثابت وأبو يوسف القاضي وأسد بن عمرو وعفان بن مسلم
الصفار ماتوا عن آخرهم ببغداد ودفنوا بها قال الحاكم ولم استجز إخلاء هذا الموضع
من ذكر مدينة السلام تعصبا لها إذ هي مدينة العلم وموسم العلماء والأفاضل عمرها
الله فأما ذكر التابعين وأتباعهم على ما ذكرت الصحابة فإنه يكثر لكني أذكر الجنس
الثاني من معرفة أوطان رواة الأخبار بأحاديث أرويها وأذكر مواطن رواتها ليكون
مثالا لسائر الروايات أخبرنا إبراهيم بن عصمة العدل قال حدثنا أبي قال ثنا عبدان بن
عثمان قال ثنا أبو حمزة عن إبراهيم الصازغ عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال أبو عبد الله
جابر بن عبد الله من أهل قبا مدني وأبو الزبير مكي وإبراهيم الصائغ وأبو حمزة
وعبدان مروزيون وشيخنا وأبوه نيسابوريان حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا
إبراهيم بن منقذ الخولاني قال حدثني إدريس بن يحيى عن عبد الله بن عياش قال حدثني
عبد الله بن سليمان عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غ الله
وملائكته يصلون على المتسحرين قال أبو عبد الله بن عمر ونافع مدنيان وعبد الله بن
سليمان وعبد الله بن عياش وإدريس وإبراهيم بن منقذ مصريون حدثنا أبو الحسن أحمد بن
محمد العنزي قال حدثنا عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي قال حدثني إبراهيم بن أبي
الليث قال حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن هشام بن سعد عن المقبري عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها
بالآباء الناس بنو آدم وآدم من تراب مؤمن تقي وفاجر شقي لينتهين أقوام يفخرون
برجال إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونوا أهون على الله من جعلان تدفع النتن
بأنفها قال أبو عبد الله أبو هريرة مدني وكذلك المقبري وهشام بن سعد والثوري
والأشجعي كوفيان وإبراهيم بن أبي الليث بغدادي وعثمان بن سعيد سجزي وشيخنا
نيسابوري وقال الحاكم قد جعلت هذه الأحاديث مثالا لكل ما يروى من الأحاديث أن يأخذ
الحافظ الحديث فيذكر أوطان رواته والجنس الثالث من معرفة بلدان المحدثني معرفة قوم
من المحدثين تغربوا عن أوطانهم إلى بلاد شاسعة فطال مكثهم بها فنسبوا إليها وهذا
من دقيق هذا العلم أخبرنا أبو النضر الفقيه قال حدثنا الفضل بن عبد الله اليشكري
قال حدثنا مالك بن سليمان قال حدثنا عيسى الرازي عن الربيع بن أنس عن عبد الله بن
مغفل المزني قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نبيذ الجر وأنا شهدته حين
رخص فيه وقال اجتنبوا المسكر قال أبو عبد الله الربيع بن أنس بصري من التابعين سكن
مرو فنسب إليها وقد ذكره المراوزة في تواريخهم وعيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي
كوفي نزل الري ومات بها فنسب إليها حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال حدثنا
أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا عبد الرحمن بن
محمد المحاربي عن أبي إسحاق الشيباني عن عباس بن ذريح عن شريح بن هانئ عن عائشة
قالت لو علمت ليلة القدر ما سألت ربي فيها إلا العافية حتى أصبح قال أبو عبد الله
يوسف بن عدي كوفي ورواياته كلها عن الكوفيين سكن مصر فغلب عليه الاشتهار بأهلها
وليس له عنهم سماع ومثال هذا يكثر وبالقليل منه يستدل على كثيره من رزق الفهم
ذكر النوع الثالث والأربعين من علوم الحديث هذا النوع من معرفة هذه العلوم
معرفة الموالي وأولاد الموالي من رواة الحديث في الصحابة والتابعين وأتباعهم
فقد قدمنا ذكر القبائل وهذا ضد ذلك النوع وأول ما يلزمنا الابتداء به موالي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فمنهم شقران كان حبشيا لعبد الرحمن بن عوف فوهبه لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فأعتقه وكان ممن شهد دفن النبي صلى الله عليه وسلم وألقى في
قبره قطيفة والحديث به مشهور ومنهم ثوبان وكان من سبى اليمن فأعتقه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وله حديث كثير ومنهم رويفع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
من سبى خيبر ومنهم زيد بن حارثة من سبى العرب من كلب فمن عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأعتقه فقيل زيد بن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت أدعوهم
لآبائهم وكانت امرأته أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة
بن زيد وآنسة أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعرني قال حدثنا جدي قال ثنا
إبراهيم بن المنذر الحزامي قال ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب قال
وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آنسة مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو كبشة ويقال اسمه سليم أخبرنا إسماعيل بن محمد بإسناده عن بن شهاب
قال في ذكر من شهد بدرا أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو رافع
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل اسمه إبراهيم زوجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم مولاته سلمى فولدت له عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب رضي الله عنه وأبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وله رواية
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
أعقب وسلمان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا الحسن بن يعقوب قال حدثنا
يحيى بن أبي طالب عن علي بن عاصم بإسناده إسلام سلمان ذكر أنه كان عبدا فلما قدم
النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه فأسلم فابتاعه النبي صلى الله عليه وسلم
وأعتقه وسفينة أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك قال ثنا الحسن بن مكرم قال حدثنا
عثمان بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن سفينة قال ركبت البحر
في سفينة فتكسرت فركبت لوحا منها فطرحني في جزيرة فيها أسد فلم يرعني فقلت يا أبا
الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على
الطريق ثم همهم فظننت أنه السلام ومهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم له حديث
وممن يعدون في الموالي من التابعين وأئمة المسلمين أخبرنا أبو علي الحافظ قال
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البيروتي قال ثنا محمد بن أحمد بن مطر بن
العلاء قال حدثني محمد بن يوسف بن بشير القرشي قال حدثني الوليد بن محمد الموقري
قال سمعت محمد بن مسلم بن شهاب الزهري يقول قدمت على عبد الملك بن مروان فقال لي
من أين قدمت يا زهري قلت من مكة قال فمن خلفت يسود أهلها قال قلت عطاء بن أبي رباح
قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال وبم سادهم قال قلت بالديانة
والرواية قال إن أهل الديانة والرواية لنبغي أن يسودوا فمن يسود أهل اليمن قال قلت
طاوس بن كيسان قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال وبم سادهم قال
قلت بما سادهم به عطاء قال إنه لينبغي فمن يسود أهل مصر قال قلت يزيد بن أبي حبيب
قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل الشام قال قلت
مكحول قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي عبد نوبي أعتقته امرأة من
هذيل قال فمن يسود أهل الجزيرة قال قلت ميمون بن مهران قال فمن العرب أم من
الموالي قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل خراسان قلا قلت الضحاك بن مزاحم قال
فمن العرب أم من الموار قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل البصرة قلت الحسن بن
أبي الحسن قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال وليك فمن يسود أهل
الكوفة قال قلت إبراهيم النخعي قال فمن العرب أم من المالي قال قلت من العرب قال
ويلك يا زهري فزجت عني والله ليسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر
والعرب تحتها قال قلت يا أمير المؤمنين إنما هو أمر الله ودينه من حفظه ساد ومن
ضيعه سقط أخبرنا أبو العباس السايري قال ثنا عيسى بن محمد بن عيسى قال ثنا العباس
بن مصعب قال وخرج من مرو أربعة من أولاد العبيد ما منهم أحد إلا وهو إمام عصره عبد
الله بن المبارك ومبارك عبد وإبراهيم بن ميمون الصائغ وميمون عبدة والحسين بن واقد
وواقد عبد وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري وميمون عبد رفيع أبو العالية الرياحي
كان عبدا لامرأة من بنى رياح فأعتقته وهو من كبار التابعين سيرين مولى لبنى النجار
وهو أبو محمد بن سيرين وقد روى عن عمر بن الخطاب وكنية سيرين أبو عمرة أرطبان كان
عبدا لعبد الله بن ذرة المزني وهو جد عبد الله بن عون يسار هو أبو الحسن البصري
كان عبدا للربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك فاعتقته أم الحسن خيرة مولاة أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم توبة بن كيسان العنبري وكيسان مولى أيوب بن أزهر
العنبري مالك بن دينار ودينار مولى لامرأة من بنى سامة بن لوى عبد العزيز بن صهيب
كان يقال له عبد العزيز العبد من مولى أنس بن مالك أيوب بن كيسان السختياني وكيسان
مولى العنزة حميد بن أبي حميد الطويل أبو حميد أبوه اسمه طرخان مولى طلحة الطلحات
وطلحة خزاعي شعيب بن الحبحاب والحبحاب مولى لبنى واقد نافع مولى عبد الله بن عمر
من سبى نيسابور عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وهرمز عبد أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن
أزهر ويقال أنه مولى عبد الرحمن بن عوف أبو سعيد كيسان المقبري مولى لبنى ليث بن
بكر أفلح مولى أبي أيوب كاتبه أبو أيوب الأنصاري على أربعين الف درهم ثم ندم على
كتابته فرده إلى خدمته ثم أعتقه سليمان وعطاء وعبد الملك بنو يسار وهم من فقهاء
التابعين وأبوهم يسار مولى ميمونة وليسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية
أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب من كبار التابعين صالح بن نبهان ونبهان مولى التؤمة
بنت أمية بن خلف القرشي عمرو بن دينار دينار مولى باذان الجمحي الجنس الثالث من
معرفة الموالي أن يميز الحديثي معرفتهم من الروايات وهذا مثاله حدثنا بكر بن محمد
الصيرفي بمرو قال ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي قال ثنا إبراهيم بن سليمان الزيات
قال ثنا بحر السقاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيق للنساء قال أبو عبد الله بحر بن كنيز
السقاء وكنيز عبد حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا محمد بن أحمد بن
أنس القرشي قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرىء قال ثنا حيوة قال حدثني أبو عقيل
أنه سمع أبا حازم ومحمد بن المنكدر يحدثنا عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
ورضى عنها أن أم هانئ بنت أبي طالب قالت يا رسول الله إني قد كبرت وثقلت فأخبرني
بعمل أعمله وأنا جالسة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قولي لا إله إلا
الله وحده لا شريك له مائة مرة فوالله ما سبقتها من حسنة وما تركت بعدها من سيئة
وقولي الله أكبر مائة مرة يكتب لك بها خير م ألف بدنة مجللة متقبلة وقولي سبحان الله
مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله وقولي الحمد لله
مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة رقبة قال أبو عبد الله رواة هذا الحديث كلهم
عربيون غير أبي حازم فإنه سلمة بن دينار ودينار عبد أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد
الله النحوي ببغداد قال حدثنا يحيى بن جعفر قال ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال ثنا
راشد أبو محمد الحماني قال بلغني أن رجلا بالبصرة عنده اسم الله الأعظم يقال له
عبد الله بن الحارث بن نوفل فأتيته فسألته عن ذلك فقال ثنا عبد الله بن عباس أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكبر هؤلاء الكلمات لا إله إلا الله
العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب
العرش الكريم قال أبو عبد الله راشد أبو محمد هو راشد بن نجيح الحماني ونجيح عبد
وراشد عزيز الحديث قال الحاكم 4 قد جعلت هذه الأحاديث مثالا لكل حديث يرويه محدث
ليعلم المتبحر في هذا العلم الموالي من رواته والله الموفق بمنه
ذكر النوع الرابع والأربعين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة أعمار المحدثين من ولادتهم إلى وقت وفاتهم وقد اختلفت الروايات في سن
سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يختفلوا أنه ولد عام الفيل وأنه بعث وهو بن
أربعين سنة وأنه أقام بالمدينة عشرا إنما اختلفوا في مقامه بمكة بعد المبعث فقالوا
عشرا وقال اثني عشرة وقالوا ثلاث عشرة وقالوا خمس عشرة فهذه نكتة الخلاف في سنه
صلى الله عليه وسلم فأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإنه توفى وهو بن ثلاث وستين
سنة وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وتوفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو بن
ستين سنة في أكثر الأقاويل وقيل خمس وخمسين سنة وقيل خمس وستين سنة ولم يختلفوا في
وقت وفاته أنه توفى في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
صبرا في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وهو يومئذ بن اثنتين وثماني سنة وكذلك قتل علي
رضي الله عنه ليلة الجمعة لسبع عشرة من رمضان سنة أربعين وهو يومئذ بن ثلاث وستين
سنة وقتل طلحة والزبير جميعا رضي الله عنهما يوم الجمل في جمادي الأولى من سنة ست
وثلاثين وسنهما واحد كانا جميعا يوم قتلا ابنى أربع وستين سنة ومات عبد الرحمن بن
عوف سنة اثنتين وثلاثين وهو بن خمس وسبعين سنة ومات سعد بن أبي وقاص سنة خمس
وخسمين وهو بن أربع وثمانين سنة ومات أبو عبيدة بن الجراح سنة ثمان عشرة وهو يوم
مات بن ثمان وخمسين سنة ومات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سنة إحدى وخمسين وهو
يومئذ بن ثلاث وتسعين سنة قال أبو عبد الله قد جعلت أعمار العشرة الذين شهد لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مثالا لسائر الصحابة ليبحث الباحث عن ولادتهم
ووقت وفاتهم ومبلغ أعمارهم أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الصفار قال
ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول مات
علقمة سنة إحدى وستين ومسروق سنة ثنتين وستين وعبيدة سنة ثلاث وسبعين وعمرو بن
ميمون سنة أربع وسبعين والأسود بن يزيد سنة خمس وسبعين وسويد بن غفلة سنة ثمانين
ومحمد بن الحنفية سنة ثمانين وشريح بن الحارث سنة ثمان وسبعين وكان له يوم مات
مائة سنة وثمان سيتن وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو البحتري الطائي في الجماجم سنة
ثلاث وثمانين وعمرو بن حريث سنة خمس وثماني وعلي بن الحسين سنة ثنتين وتسعين ومات
أنس بن مالك وأبو الشعثاء جابر بن زيد في جمعة سنة ثلاث وتسعين وقتل سعيد بن جبير
سنة خمس وتسعين ومات إبراهيم بن زيد النخعي سنة ست وتسعين وسالم بن أبي الجعد في
زمان سليمان بن عبد الملك سنة سبع وتسعين وأبو خالد الوالبي سنة مائة ومات عمر بن
عبد العزيز سنة إحدى ومائة ومجاهد بن جبر سنة ثنتين ومائة والشعبي وموسى بن طلحة
وأبو بردة سنة أربع ومائة والضحاك بن مزاحم سنة خمس ومائة وطاؤس وسالم بن عبد الله
سنة ست ومائة وعكرمة سنة أربع ومائة ومحمد بن كعب القرظي سنة ثمان ومائة والحسن بن
يسار البصري سنة عشر ومائة ومحمد بن سيرين بعده بمائة يوم ومات طلحة بن مصرف سنة
ثنتي عشرة ومائة وقتادة ونافع سنة سبع عشرة ومائة ومحمد بن علي أبو جعفر سنة أربع
عشرة ومائة والحكم بن عتيبة وعطاء بن أبي رباح سنة خمس عشرة ومائة وعمرو بن مرة
سنة ست عشرة ومائة وأبو صخرة جامع بن شداد سنة ثمان عشرة ومائة وقيس بن مسلم سنة
عشرين ومائة وأبو قيس الأودي وحماد بن أبي سليمان وواصل بن حبان الأحدب سنة عشرين
ومائة ومات سلمة بن كهيل يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة وزبيد بن الحارث
اليامي سنة ثنتين وعشرين ومائة وأبو إسحاق السبيعي وجابر بن يزيد الجعفي سنة ثمان
وعشرين ومائة ويحيى بن أبي كثير سنة تسع وعشرين ومائة وعبد الله بن شبرمة سنة أربع
وأربعين ومائة وهشام بن عروة وعبد الملك بن أبي سليمان سنة خمس وأربعين ومائة
وإسماعيل بن أبي خالد سنة ست وأربعين ومائة والأعمش ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي
ليلى وجعفر بن محمد وزكرياء بن أبي زائدة سنة ثمان وأربعين ومائة وأبو جناب الكلبي
سنة خمسين ومائة وأبو حنيفة سنة خمسين ومائة وولد سنة ثمانين وكان له يوم مات
سبعون سنة ومات علي بن صالح بن حي سنة أربع وخمسين ومائة ومسعر بن كدام سنة خمس
وخمسين ومائة وعمر بن ذر سنة ست وخمسين ومائة وإسرائيل بن يونس سنة ستين ومائة
وقيس بن الربيع والحسن بن صالح بن حي سنة سبع وستين ومائة وسفيان الثوري سنة إحدى
وستين ومائة وشريك بن عبد الله سنة سبع وسبعين ومائة ومات الزهري سنة أربع وعشرين
ومائة وجعفر بن إياس سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائة إلى هنا عن أبي إسماعيل عن أبي
نعيم ذكر طبقة بعد هؤلاء أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة
قال حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال حدثني أبي قال مات زائدة بن قدامة سنة
إحدى وستين ومائة ومات إسرائيل بن يونس سنة اثنتين وستين ومائة و مات شيبان النحوي
سنة أربع وستين ومائة ومات سعيد بن عبد العزيز الدمشقي سنة أربع وستين ومائة ومات
داود الطائي سنة خمس و ستين ومائة ومات الليث بن سعد سنة خمس وستين ومائة ومات
حماد بن سلمة سنة خمس وستين ومائة ومات الحسن بن صالح سنة سبع وستين ومائة ومات
عبثر وإبراهيم بن حميد وقيس بن الربيع سنة ثمان وستين ومائة ومات جعفر الأحمر وأبو
شيبة سنة سبع وستين ومائة ومات يحيى بن سلمة بن كهيل سنة ثمان وستين ومائة ومات
حبان بن علي ومحمد بن أبان سنة إحدى وسبعين ومائة ومات سلام بن أبي مطيع سنة ثلاث
وسبعين ومائة ومات بكر بن مضر سنة خمس وسبعين ومائة ومات أبو عوانة سنة ست وسبعين
ومائة ومات شريك بن عبد الله سنة سبع وسبعين ومائة وفيها مات عبد الواحد بن زياد
وأبو الأحوص وجعفر بن سليمان ومات عبد الوارث بن سعيد ومفضل بن يونس وإبراهيم بن
حميد الرواسي سنة ثمان وسبعين ومائة ومات مالك بن أنيس وحماد بن زيد وخالد بن عبد
الله سنة تسع وسبعين ومائة ومات عباد بن عباد المهلبي وعلي بن هاشم بن البريد
وسلمة الأحمر وسعيد بن خثيم سنة ثمانين ومائة إلى هنا عن الأحمسي
ذكر وفاة طبقة من المحدثين بعد هؤلاء
أخبرنا دعلج بن أحمد السنجري ببغداد قال حدثنا أحمد بن علي الأبار قال حدثني
محمد بن يحيى بن فياض قال مات يزيد بن زريع سنة إحدى وثمانين ومائة ومات عبد
الأعلى بن عبد الأعلى سنة تسع وثمانين ومائة وفيها مات بن علية ومات يحيى وعبد
الرحمن وابن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة ومات عمر بن يونس باليمامة منصرفه من
الحج وكان حج سنة ست ومائتين وفيها حج وهب بن جرير ومات منصرفه من الحج بالمنجاشانية
وحمل إلى البصرة ومات أبو عاصم سنة ثلاث عشرة ومائتين ومات محمد بن عبد الله
الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين وولد في شوال سنة ثمان عشرة ومائة
ذكر طبقة من المحدثين بعدهم
أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال سمعت محمد بن عمير الرازي
يقول مات إسماعيل بن أبي أويس سنة سبع وعشرين ومائتين وكان مولده سنة تسع وثلاثين
ومائة ومات أحمد بن عبد الله بن يونس في هذه السنة وفيها مات أبو الوليد الطيالسي
وتوفى بشر بن الحارث الزاهد المعروف بالحافي سنة سبع وعشرين ومائتين ومات أبو نصر
التمار سنة ثمان وعشرين ومائتين ومات علي بن الجعد ومحمد بن سعد كاتب الواقدي
ومؤمل بن الفضل الحراني سنة ثلاثين ومائتين وفها مات هارون بن معروف البغدادي
وعاصم بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي وأبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي اللغوي
وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد سنة إحدى وثلاثين ومائتين
ذكر طبقة بعد هؤلاء
أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي قال ثنا أبو بكر محمد بن العباس بن
فضيل البغدادي بحلب قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال مات الحكم بن موسى
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ومات إبراهيم بن محمد بن عرعرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين
ومات محرز بن عون سنة إحدى وثلاثين ومائتين ومات عمرو الناقد سنة اثنتين وثلاثين
ومائتين ومات عبد الله بن عون الخزاز سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ومات يحيى بن
معين سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ومات القواريري سنة خمس وثلاثين ومائتين ومات منصور
بن أبي مزاحم سنة خمس وثلاثين ومائتين ومات إسحاق بن إسماعيل الطالقاني سنة ثلاثين
ومائتين ومات يحيى بن أيوب المقابري سنة أربع وثلاثين ومائتين ومات محمد بن إسحاق
المسيبي سنة ست وثلاثين ومائتين
ذكر طبقة بعدهم
أخبرني أبو الحسين بن أبي عمرو السماك عن أبيه بعد أن أخرج إلى كتاب أبيه
فقرأت فيه بخط يده توفى عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري سنة إحدى وسبعين
ومائتين ومات حنبل بن إسحاق سة ثلاث وسبعين ومائتين ومات الحسن بن مكرم سنة أربع
ووسبعين ومائتين ومات إبراهيم بن الوليد الجشاش سنة اثنتين وسبعين ومائتين ومات
أحمد بن عبد الجبار العطاردي سنة اثنتين وسبعين ومائتين ومات محمد بن عبيد الله
المنادي سنة اثنتين وسبعين ومائتين ومات علي بن عبد الحميد الواسطي سنة أربع
وسبعين ومائتين ومات عبد الكريم الديرعاقولي سنة ثمان وسبعين ومائبين ومات غلام
الخليل سنة خمس وسبعين ومائتين ومات عبد الله بن أبي الدنيا سنة اثنتين وثمانين
ومائتين ومات الحرث بن أبي أسامة سنة اثنتين وثمانين ومائتين وتوفى المبرد النحوي
سنة خمس وثمانين ومائتين ومات جعفر الطيالسي سنة اثنتين وثمانين ومائتين ومات
إسحاق الحربي سنة أربع وثمانين ومائتين ومات إبراهيم الحربي سنة خمس وثمانين
ومائتين ومات محمد بن يونس الكديمي سنة ست وثمانين ومائتين ومات ثعلب النحوي سنة
إحدى وتسعين ومائتين ومات بشر بن موسى سنة ثمان وثمانين ومائتين ومات معاذ بن
المثنى سنة ثمان وثمانين ومائتين ومات عبد الله بن أحمد بن حنبل سنة تسعين ومائتين
ومات أحمد بن يحيى الحلواني سنة ست وتسعين ومائتين ومات موسى بن إسحاق القاضي سنة
سبع وتسعين ومائتين سمعت خلف بن محمد البخاري يقول مات أبو هارون سهل بن شاذويه
سنة تسع وتسعين ومائتين ومات صالح بن محمد البغدادي الحافظ ببخارا في ذي الحجة سنة
ثلاث وتسعين ومائتين ومات نصر بن أحمد الحافظ في شهر رمضان سنة ثالث وتسعين
ومائتين أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ بمرو قال توفى عبد الله بن
أبي دارة سنة خمس وتسعين ومائتين وتوفى عبد الله بن جعفر بن خاقان سنة ست وتسعين
ومائتين وتوفى أبو عبد الله أحمد بن عمر الذهلي سنة خمس وتسعين ومائتين وتوفى أبو
عبد الرحمن الوهكاني سنة سبع وتسعين ومائتين وتوفى أبو صالح الحافظ سنة تسع وتسعين
ومائتين وتوفى أبو علي بن شبويه في هذه السنة وتوفى أبو العباس أحمد بن سعيد بن
مسعود في جمارى الأولى سنة ثمان وتسعين ومائتين وفيها توفى حمك بن عصام هؤلاء شيوخ
المأموني
ذكر طبقة من شيوخ العراق وخراسان بعد هؤلاء
سمعت عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى القاضي الرخجي ببغداد يقول مات إسحاق بن
أبي حسان الأنماطي سنة اثنتين وثلاثمائة ومات إبراهيم بن شريك سنة اثنتين
وثلاثمائة ومات أبو عيسى بن العراد سنة اثنتين وثلاثمائة وفيها مات أبو العباس
البراثي ومات بن ناجية سنة إحدى وثلاثمائة ومات محمد بن السري القنطري وأحمد بن
الحسين الحذاء وأبو علي الخرقي سنة تسع وتسعين ومائتين ومات أبو عمر القتات وابن
دلان وعلي بن طيفور النسوي والفضل بن صالح الهاشمي والحسين بن عمر بن أبي الأحوص
وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق المقرىء سنة ثلاثمائة ومات عبد الله بن عيسى الفسطاطي
وأحمد بن محمد بن الجعد والوشاء وجعفر بن محمد الفريابي وأبو معشر الدارمي وأحمد
بن سالم الأدمي سنة إحدى وثلاثمائة ومات أبو العباس أحمد بن الصلت بن مغلس الحماني
وعبد الله بن الصقر بن نصر السكري سنة اثنتين وثلاثمائة ومات جدي محمد بن الحسين
القنبيطي الحافظ وأبو العباس أحمد بن موسى الشطوي سنة أربع وثلاثمائة ومات أبو بكر
بن أبي داود السجستاني سنة ست عشرة وثلاثمائة سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن
الجراح المروزي العدل يقول توفى أبو صالح الحسين بن الفرج المروزي وأبو العباس
الحسن بن سفيان النسوي سنة ثلاث وثلاثمائة وتوفى أحمد بن تميم المروزي سنة
ثلاثمائة وتوفى أبو رجاء محمد بن السبخي سنة ست وثلاثمائة وةوفى أبو عبد الله بن
محمد السعدي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وفيها توفى إسحاق بن إبراهيم التاجر كلهم شيوخ
بن الجراح سمعت أبا حماد أحمد بن الحسين القاضي ببخارا يقول مات أبو النضر
الخلقاني سنة أربع عشرة وثلاث مائة مات أبو العباس أحمد بن الخضر سنة خمس عشرة
وثلاث مائة مات أبو الحسين بن حمك سنة ست عشرة وثلاث مائة توفى أبو النضر بن فوران
الزاهد سنة ست عشرة وثلاث مائة وفيها مات أبو عمرو بن محفوظ مات أبو سهل الأنباري
سنة ست عشرة وثلاث مائة مات علي بن محمد الخالدي سنة سبع عشرة وثلاث مائة مات أبو
عبد الله محمد بن سعيد البورقي سنة ثمان عشرة وثلاث مائة وفيها مات أبو علي الأعرج
مات أبو بكر عبد الرحمن بن محمد الحبيبي سنة تسع عشرة وثلاث مائة مات أبو العباس
أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم والحسن بن عمرو بن أشرف سنة تسع عشرة وثلاث
ماة وفيها مات عبد الله بن عمران الفقيه ومات أبو الوفاء داود بن أحمد صاحب أحايث
أبي عصمة سنة عشرين وثلاث مائة قال أبو عبد الله قد ذكرت طرقا من هذا النوع يعز
وجودها وفيه إن شاء الله كفاية وتركت مشايخ بلدي فإنه مخرج في تاريخ النيسابوريين
ذكر النوع الخامس والأربعين من علوم الحديث هذ النوع منه
معرفة ألقاب المحدثين فإن فيهم جماعة لا يعرفون إلا بها ثم منهم جماعو فلبت
عليهم الألقاب وأظهروا الكراهية لها فكان سفيان الثوري إذا روى عن مسلم البطين
يممع يديه ويقول مسلم ولا يقول البطين وكان عبد الله بن يزيد المقرىء إذا روى عن
موسى بن علي يقول موسى بن رباح فينسبه إلى الجد فإنه كان يقول لا أجعل في حل من
قال لي علي فأول لقب ذكر في الإسلام لقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخبرنا أحمد
بن محمد بن عمرو الاحمسي بالكوفة قال حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال حدثنا
إبراهعيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا أبو بكر بن أبي أويس قال حدثني عبد الرحمن
بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال أذكر أن ألي الزبير بن العوام كان
يرتجز ويقول مبارك من ولد الصديق أزهر من آل أبي عتيق ألتذه كما ألذ ريقي قال أبو
عبد الله قد اختلف أصحاب الأخبار في هذا اللقب لم قيل له فقالوا إنه لعتاقة وجهه
وقال آخرون إنه عتيق الله وذكره بشرحه يطول في هذا الموضع وقال وقد لقب أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأبي تراب أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل
بن الحسن بن عيسى قال حدثنا الفضل بن محمد الشعراني قال ثنا إبراهيم بن حمزة قال
ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل
من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبي سهل فقال له أما إذا
أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال سهل ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب وإن
كان ليفرح إذا دعى به فقال له أخبرنا عن قصته لم سمى أبا تراب قال جاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال لها أين بن عمك فقالت
كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ولم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لإنسان أنظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في المسجد راقد
فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقه فأصابه تراب
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم يا أبا تراب قم يا أبا تراب
قال أبو عبد الله وفي الصحابة جماعة يعرفون بألقاب يطول ذكرهم فمنه ذو اليدين وذو
الشمالين وذو الغرة وذو الأصابع وغيرهم وهذه كلها ألقاب ولهؤلاء الصحابة أسامي
معروفة عند أهل العلم ثم بعد الصحابة في التابعين وأتباعهم من أئمة المسلمين جماعة
ذو ألقاب يعرفون بها سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد
الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول كان يزيد بن مطرف يسرح لحيته فخرج منها عقرب
فلقب بالرشك سمعت بكر بن محمد الصيرفي يقول سمعت جعفر بن محمد بن كرال يقول كان
يحيى بن معين يلقب أصحابه فلقب محمد بن إبراهيم بمربع ولقب عبيد بن حاتم وبالعجل
ولقب صالح بن محمد بجزرة ولقب الحسين بن إبراهيم بشمخصة ولقب محمد بن صالح بكيلجة
ولقب علي بن عبد الصمد بعلان ما غمه وهؤلاء كلهم من كبار أصحابه وحفاظ الحديث
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو قلابة الرقاشي قال حدثنا عبيد الله
بن عائشة القرشي قال حدثنا بكر بن كلثوم السلمي قال أبو قلابة وهو جدي أبو أمي قال
قدم علينا بن جريج البصرة قال فاجتمع الناس عليه قال فحدث عن الحسن البصري بحديث
فأنكره الناس عليه فقال ما تنكرون علي فقد لزمت عطاء عشرين سنة ربما حدثني عنه
الرجل بالشىء الذي لم أسمعه منه قال وقال بن عائشة إنما لقب غندرا بن جريج من ذلك
اليوم الذي كان يكثر الشغب عليه فقال أسكت يا غندر وأهل الحجاز يسمون الشغب غندر
سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري يقول سمعت الحسين بن فهم يقول سمعت
عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي وسئل لم لقبت بمشكدانه فقال والله ما لقبني بهذا
اللقب إلا الكندي الفضل بن دكين وذلك أني كنت دخلت عليه يوما الحمام ثم خرجت
فتبخرت وحضرت مجلسه فقال يا أبا عبد الرحمن أعيذك بالله ما أنت إلا مشكدانه قالها
مرة بعد أخرى فلقبوني بها سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول سمعت أبا
جعفر الحضرمي يقول كنت ألقب مع الصبيان في الطين وقد تطينت وأنا صبي لم أسمع
الحديث إذ مر بنا أبو نعيم الفضل بن دكين وكان بينه وبين أبي مودة فنظر إلي فقال
يا مطين يا مطين قد آن أن تحضر المجلس لسماع الحديث فما حملت إليه بعد ذلك بأيام
فإذا هو قد مات سمعت أبا بكر محمد بن محمد المذكر يقول سمعت أبا محمد البلاذري
يقول سمعت محمد بن جرير يقول إنما لقب محمد بن سليمان المصيصي بلوين لأنه كان يبيع
الدواب ببغداد فيقول هذا الفرس له لوين هذا الفرس له قديد فلقب بلوين سمعت أبا نصر
أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي يقول وسئل لم
لقبت بجزرة فقال قدم عمرو بن زرارة الحديثي بغداد فاجتمع عليه خلق عظيم فلما كان
عند الفراغ من المجلس سئلت من أين سمعت فقلت من حديث الجزرة فبقيت على سمعت خلف بن
محمد الكرابيسي ببخارا يقول سمعت أبا هارون سهل بن شاذويه يقول إنما لقب عيسى بن
موسى التيمي بالغنجار لحمرة وجنتيه سمعت الحسين بن محمد الماسرجي يقول سمعت محمد
بن إبراهيم بن نومرد الدامغاني يقول كنا في مجلس إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمداني
وكان يلقب بسيفنة فتقدم إليه بعض الغرباء يسئله في أحاديث فامتنع عليه فيها
إبراهيم فقال إن حدثتني بهذه الأحاديث وإلا هجوتك فقال له إبراهيم كيف تهجوني قال
أقول قائل مالك في رنه فقلت ذا من فعل سيفنه قال فتبسم إبراهيم واجابه في تلك
الأحاديث قال بن نومرد وإنما لقب إبراهيم بن الحسين بسيفية لكثرة كتابته الحديث
وسيفنة طائر بمصر لا يقع على شجرة إلا أكل ورقها حتى لا يبقى منها شيئا وكذلك كان
إبراهيم إذا وقع إلى محدث لا يفارقه حتى يكتب جميع حديثه سمعت أبا الحسن أحمد بن
جعفر العلوي بالكوفة يقول سمعت أبي يحدث عن آبائه أن أبا جعفر المنصور كان يرحل في
طلب العلم قبل الخلافة فبينا هو يدخل منزلا من المنازل قبض عليه صاحب الرصد فقال
زن درهمين قبل أن تدخل قال خل عني فإني رجل من بني هاشم قال زن درهمين قال خل عني
فإني رجل من بني أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زن درهمين قال خل عني
فإني رجل قارىء لكتاب الله قال زن درهمين قال خل عني فإني رجل عالم بالفقه
والفرائض قال زن درهمين قال فلما أعياه أمره وزن الدرهمين ولزم جمع المال والتدنق
فيه فبقي على ذلك برهة من زمانه إلى أن قلد الخلافة وبقى عليه فصار الناس يبخلونه
فلقب بأبي الدوانيق سمعت أبا الحسن أحمد بن الخضر الشافعي يقول سمعت جعفر بن أحمد
الحافظ يقول كنا في مجلس محمد بن رافع في منزله قعودا تحت الشجرة وهو مستند إليها
يقرأ علينا وكان إذا رفع في المجلس أحد صوته أو تبسم قام فلا يقدر أحد منا على
مراجعته قال فوقع ذرق طائر على يدي وقلمي وكتابي فضحك خادم من خدم طاهر بن عبد
الله وأولاده معنا في المجلس فنظر إليه محمد بن رافع فوضع الكتاب فأنهى ذلك الخبر
إلى السلطان فجاءني الخادم عند السحر ومعه حمال على ظهره ببيت سامان فقال والله ما
كنت أملك في الوقت شيئا أحمله إليك غير هذا وهو هدية لك فإن سئلت عني فقل لا أدري
من تبسم فقلت أفعل فلما كان عند الغداة وحملت إلى باب السلطان فبرأت الخادم مما
قيل ثم بعت السامان بثلاثين دينارا فاستعنت به في الخروج إلى العراق وبارك الله لي
فيه فلقبت بالحصيري وما بعت الحصير ولا باعه أحد من آبائي أخبرني أبو محمد جعفر بن
محمد بن نصير بن القاسم الخواص رحمه الله قال سمعت رويم بن محمد بن رويم بن يزيد
يقول كنا عند داود بن علي الأصبهاني إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي وكان يعزه
فضمه إليه وقال ما يبكيك قال الصبيان يلقبونني قال فعلى أي شيء حتى أنهاهم قال
يقولون لي شيئا قال قل ليما هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون قال يقولون لي يا عصفور
الشوك قال فضحك داود فقال له ابنه أنت على أشد من الصبيان مم تضحك قال فقال داود
لا إلاه إلا الله ما هذه الألقاب إلا من السماء ما أنت يا بنى إلا عصفور الشوك قال
أبو عبد الله فقد ذكرت في ألقاب المتأخرين بعض ما رويته عن شيوخي فأما الألقاب
التي تعرف بها الرواة فأكثر من أن يمكن ذكرها في هذا الموضع وأصحاب التواريخ من
أئمتنا رضي الله عنهم قد ذكروها فأغنى ذلك عن ذكرها في هذا الموضع
ذكر النوع السادس والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع منه
معرفة رواية الأقران من التابعين واتباع التابعين ومن بعدهم من علماء
المسلمين ورواية بعضهم عن بعض وهذا النوع منه غير رواية الأكابر عن الأصاغر فقد
قدمنا ذلك الجنس وإنما القرينان إذا تقارب سنهما وإسنادهما وهو على ثلاثة أجناس
فالجنس الأول منه الذي سماه بعض مشائخنا المدبج وهو أن يروى قرين عن قرينه ثم يروى
ذلك القرين عنه فهو المدبج مثاله في الصحابة كما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب
قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله بن
عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة رضي الله
عنها قالت فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش فجعلت اطلبه بيدي
فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منصوبتان فسمعته يقول اللهم إني أعوذ برحمتك من
سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على
نفسك قال أبو عبد الله وقد روت عائشة عن أبي هريرة وسألته عن حديثه أخبرنا أبو بكر
بن أبي نصر الداربردي بمرو قال حدثنا عبد الله بن روح المدايني قال حدثنا عثمان بن
عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن سيار أبي الحكم عن الشعبي عن علقمة أن عائشة
قالت لأبي هريرة أنت حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة عذبت في هرة
فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك حديث آخر أخبرنا عمر بن جعفر
البصري قال حدثنا عبدان الأهوازي قال ثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر قال حدثني جدي
أزهر عن سليمان التيمي عن خداش عن أبي الزبير عن جابر عن أبي عباس أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر قال أبو
عبد الله وقد روى عن عبد الله بن عباس عن جابر أخبرنا محمد بن إسحاق الضبعي قال
ثنا الحسن بن علي بن زياد قال حدثنا عبيد بن يعيش قال حدثنا محمد بن فضيل عن
الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال حدثني جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه
وسلم قرأ وإذا سالك عبادي عني فأين قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان الآية قال صلى
الله عليه وسلم اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك
لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال أبو عبد الله ومثال ذلك في
التابعين كما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني
قال ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال
أخبرني عمر بن عبد العزيز بن مروان أن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري أخبره
أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على ظهر المسجد فقال أبو هريرة إنما اتوضأ من أثوار أقط
أكلتها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضؤوا مما مست النار قال أبو عبد الله
وقد روى عمر بن عبد العزيز عن الزهري أخبرني محمد بن إسماعيل المقرىء قال أخبرنا
محمد بن نوح الجند يسابوري قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل بن صبيح
الهلالي قال ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عمر بن
عبد العزيز عن الزهري عن سالم عن أبيه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الحديبية الناس للبيعة فجاء أبو سنان بن محصن فقال يا رسول الله أبايعك على ما في
نفسك قال وما في نفسي قال أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل قال فبايعه
وبايع الناس على بيعة أبي سنان قال أبو عبد الله ومثاله في أتباع التابعين كما
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد قال ثنا سليمان بن محمد بن الفضل
قال ثنا محمد بن عقبة بن علقمة قال حدثني أبي قال حدثني الأوزاعي عن مالك بن أنس
عن أبي نعيم وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم أدن بنى فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك قال أبو عبد الله وقد روى مالك بن
أنس عن الأوزاعي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن محمد الدوري
قال ثنا أبو الأحوص محمد بن حيان قال ثنا حماد بن خالد قال ثنا مالك بن أنس قال
حدثني الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله يحب الرفق في الأمر كله قال أبو عبد الله ومثاله في أتباع الأتباع كما حدثنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه من أصل كتابه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال حدثني أبي قال حدثني عبد الرزاق قال ثنا عمر بن حوشب قال حدثني إسماعيل بن
أمية عن أبيه عن جده قال كان لهم غلام يقال له طهمان أو ذكوان قال فأعتق جده نصفه
قال فجاء العبد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه
وسلم يعتق في عتقك ويرق في رقك قال فكان يخدم سيده حتى مات قال أبو عبد الله وقد
حدث عبد الرزاق عن أحمد بن حنبل حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى قال
حدثنا محمد بن المسيب قال ثنا مهدي بن الحارث بن مرقاش قال حدثنا الحسن بن أبي
الربيع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثني أحمد بن حنبل عن الوليد بن مسلم عن زيد بن
واقد قال سمعت نافعا مولى بن عمر يقول كان بن عمر إذا رأى مصليا لا يرفع يديه في
الصلاة حصبه وأمره أن يرفع يديه قال أبو عبد الله ومثال ذلك في الطبقة الخامسة
حدثنا أبو عبد الله محمد بن بعقوب قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال حدثنا أبي
قال ثنا سعيد بن واصل قال ثنا شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا خالي فمن شاء منكم فليخرج خاله يعنى أبا طلحة
زوج أم سليم في الكرم قال هذا قال أبو عبد الله وقد حدث محمد بن يحيى عن أبيه يحيى
بن محمد بأحاديث حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا أبو عمرو المستملي قال
حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني ابني أبو زكريا قال ثنا عبد الرحمن بن المبارك
العيشي قال حدثنا قريش بن حيان عن بكر بن وائل عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن
أبي هريرة قالا لا تكلموهم إذا أقبلوا ولا تسبوهم إذا أدبروا يعنى السعاة قال أبو
عبد الله ومثال ذلك في الطبقة السادسة أخبرنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان
الزاهد قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال
ثنا أبو جنادة عن عبيد الله بن الحسن عن بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشاء فذكر الحديث قال أبو عبد الله وقد روى أبو العباس
بن عقدة عن شيخنا أبي بكر بن داود حدثني أبو ذر بن المنذر المفيد بالكوفة قال
حدثنا أبو العباس بن سعيد قال حدثنا أبو بكر محمد بن داود النيسابوري قال حدثنا
يحيى بن أحمد بن زياد قال حدثنا خالد بن الهياج عن أبيه عن مسعر عن وبرة عن بن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت قال أبو عبد الله هذا الذي ذكرته الجنس
الأول من الأقران وهو الذي سماه بعض مشايخنا المدبج فالجنس الثاني منه غير المدبج
ومثاله كما حدثناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الصفار قال حدثنا أبو بكر عبد
الله بن محد بن النعمان بن عبد السلام الأصبهاني قال حدثنا عبيد بن أبي عبيدة قال
حدثنا المعتمر بن سلمان عن أبيه عن مسعر عن أبي بكر بن حفص عن عبد الله أبن الحسن
عن عبد الله بن جعفر قال في شأن هؤلاء الكلمات لا إله إلا الله الحليم الكريم
سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لي اللهم ارحمني
اللهم تجاوز عني اللهم أعف عني فإنك عفو غفور قال عبد الله بن جعفر أخبرني عمي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه هؤلاء الكلمات قال أبو عبد الله مسعر وسليمان
التيمي قرينان إلا أني لا أحفظ لمسعر عنه رواية حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن زهير عن
أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا
دعا ثلاثا قال أبو عبد الله زائدة بن قدامة وزهير بن معاوية قرينان إلا أني لا
أحفظ لزهير عنه رواية حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الربيع بن سليمان
قال حدثنا شعيب بن الليث بن سعد قال حدثنا أبي قال حدثني بن الهاد عن إبراهيم بن
سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد كان يكون في
الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر بن الخطاب قال أبو عبد الله يزيد بن
عبد الله بن أسامة بن الهاد وإن كان أسند وأقدم من إبراهيم بن سعد بن إبراهيم
فإنهما في أكثر الأسانيد قرينان ولا أحفظ لإبراهيم بن سعد عنه رواية أخبرنا أحمد
بن علي بن الحسن المقرىء قال ثنا سعيد بن عيسى الفارسي بشيراز وكان من المعمرين
قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رقب بن مصقلة عن أبي إسحاق عن سعيد بن
جبير عن بن عباس قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام الذي قتله الخضر
فقال طبع كافرا قال أبو عبد الله سليمان بن طرخان ورقبة بن مصقلة قرينان ولا أحفظ
لرقبة عنه رواية فقد جعلت هذه الأحاديث مثالا لمعرفة الأقران وإنه غير الأكابر على
الأصاغر
ذكر النوع السابع والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع منه
معرفة المتشابه في قبائل الرواة وبلدانهم وأساميهم وكناهم وصناعاتهم وقوم
يروى عنهم إمام واحد فيشتبه كناهم وأساميهم لأنها واحدة وقوم يتفق أساميهم وأسامي
آبائهم فلا يقع التمييز بينهم إلا بعد المعرفة وهي سبعة أجناس قل ما يقف عليها إلا
المتبحر في الصنعة فإنها أجناس متفقة في الخط مختلفة في المعاني ومن لم يأخذ هذا
العلم من أفواه الحفاظ المبرزين لم يؤمن عليه التصحيف فيها وأنا بمشيئة الله
أستقصي عن هذا النوع وأدع ذكر الإستشهاد بالأسانيد تحريا للاختصار فالجنس الأول من
هذه الأجناس معرفة المتشابه من القبائل فمن ذلك القيسيون والعيشيون والعنسيون
والعبسيون فالقيسيون بطن من تميم وهم رهط قيس بن عاصم المنقري وكل قبيلة من قبائل
العرب فيهم زعيم مشهور اسمه قيس ولعقب المسى قيس فيقال له قيسي والعيشيون بصريون
منهم عبد الرحمن بن المبارك وغيره والعنسيون شاميون منهم عمير بن هانئ وهو تابعي
وبلال بن سعد الزاهد وغيره من تابعي أهل الشام والعبسيون كوفيون منهم عبيد الله بن
موسى وغيره العوفي والعوقي والعرفي فالعوفيون جماعة حدثوا بالكوفة وبغداد وهم ولد
عطية بن سعد العوفي والعوقيون بصريون منهم محمد بن سنان العوقي زنفل بن عبد الله
العرفي من أهل عرفات له حديث كبير الزبيدي والزبيدي والزيدي والربذي والزنبري
والزبيري فالزبيدي رجاء بن ربيعه الزبيدي وابنه إسماعيل بن رجاء كوفيان تابعيان
والزبيدي أبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي وغيره من أهل اليمن والزيديون منتمون إلى
الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين انتماء نسب أو مذهب والربذي موسى
بن عبيدة الربذي وغيره ممن ينسب إلى الربذة والزنبريون مدنيون منهم داود بن زنبر القرشي
وهو أول من أخذ الفقه عن مالك بن أنس وابنه سعيد بن داود كثير الحديث والأفراد
والزبيريون ولد الزبير بن العوام القرشي وفيهم كثرة ورواة الحمراني والحبراني عبد
الله بن راشد الحبراني تابعي كبير عداده في الشاميين والخمرانيون ينتمون إلى حمران
بن أعين منهم إبراهيم بن معدان النيسابوري صاحب عبد الله بن المبارك البجليون
والنخليون والبجليون فالبجليون كثير وهم من بجيلة فيهم صحابيون وتابعيون والنخليون
ولد عمران النخلي ومنهم أبو عبد الله محمد بن عمران النخلي من كبار المحدثين حدث
عنه أبو بكر بن أبي الأسود وغيره والبجليون منهم عيسى بن عبد الرحمن السلمي البجلي
من بنى سليم العايشي والفايشي فأما العايشي فعبيد الله بن محمد العايشي التيمي
وغيره ومضاء الفايشي وفايش من همدان روى عن عائة بنت الصديق وغيرها من الصحابة وقد
روى عنه أبو إسحاق السبيعي البصريون والنصريون والنضريون فأما البصريون فكثير
وعبدة بن حزن البصري صحابي ومالك بن أوس بن الحدثان النصري من كبار التابعين وقد
روى عن أبيه أوس بن الحدثان عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو سعد بن وهب النصري
صحابي وقد روى الواقدي عن بكر بن عبد الله النصري عن حسين بن عبد الله الهاشمي
والنضريون بمرو بيت كبير فيهم محدثون وفقهاء وقضاة الشني والسني والسني أبان بن
أبي عيا ش الشين قالوا إن أباه فيروز مولى شن وعقبة بن خالد الشني ثقة من البصريين
حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وهشام بن عبيد الله السني وسن قرية كبيرة بالسري
والسنيون جماعة من أهل خراسان يذكرون بالسنة الندبي والبدي بشر بن حرب الندبي
عداده في البصريين تابعي يروي عن عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري وحبيب بن يسار
البدي مولى بني بداء روى عن زيد بن أرقم وزكرياء بن يحيى بن خالد البدي كوفي عزيز
الحديث روى عن إبراهيم النخعي وغيره الأزديون والأردنيون فأما الأزديون فمنهم حماد
بن زيد وجرير بن حازم وغيرهما والأردنيون شاميون وفيهم كثرة الساميون والشاميون
فأما الساميون فولد سامة بن لوي فيهم صحابيون وتابعيون وأما الشاميون فكثير ومثال
الجنس الثاني من هذا النوع معرفة المتشابه في البلدان
مثل البخاري والنجاري والنخاري البخاريون فيهم جماعة من أتباع التابعين منهم
خليد بن حسان وقد روى عن الحسن ومحمد بن سيرين ومنهم إسحاق بن وهب وقد روى عن نافع
وعبد الله بن دينار وغيرهما من التابعين ومنهم إمام الحديث محمد بن إسماعيل الجعفي
البخاري وأما النجاريون فبيت كبير في الأنصار منهم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى
الله عليه وسلم وغيره والحسن ومحمد بن سيرين من مواليهم وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم خير دور الأنصار دار بني النجار والنخاري قد حدثوا عن أبي عيسى محمد بن
علي بن الحسين النخاري شيخ حدث ببغداد البلخي والثلجي البلخيون فيهم كثرة ومنهم
جماعة من أتباع التابعين منهم سعدان بن سعيد وغيراه ومنهم شقيق بن إبراهيم الزاهد
الذي به يضرب المثل في الزهد ومنهم الحسن بن شجاع وكان أحمد بن حنبل رحمه الله
يقول ما جاءنا من خراسان أحفظ من الحسن بن شجاع وقد روى عنه البخاري في الصحيح وأما
أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجي فإنه كثير الحديث كثير التصنيف رأيت عند أبي عبد
الله محمد بن أحمد بن موسى القمي خازن السلطان عن أبه عن محمد بن شجاع كتاب
المناسك في نيف وستين جزءا كبارا دقاقا الأنباوى والأنباري عامر بن إبراهيم
الأنباوي روى عن فرج بن فضالة وسليم بن وهب الأنباوي روى عنه محمد بن الحسن بهلول
بن حسان الأنباري وابنه إيحاق بن بهلول وولده المحدثون ووضاح بن حسان الأنباري
عنده عن الثوري وشعبة والأيلي والأبلي يونس بن يزيد الأيلي راوية الزهري وطلحة بن
عبد الملك الأيلي عنده عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وقد روى عنه أئمة الدين ومحمد
بن أبي سفيان بن أبي الزرد الأبلي عنده عن البصريين وقد حدثونا عن علي بن أحمد بن
بسطام الأبلي وعن أبي يعلى محمد بن زهير الأبلي وغيرهما الصنعاني والصغاني قي
الصنعانيين كثرة منهم التابعون وأتباعهم وأبو سعد محمد بن أبي ميسر الصغاني من
أتباع التابعين حدث عنه أحمد بن حنبل وغيره
الجنس الثالث من هذا النوع المتشابه في الأسامي
برير وبربر وبرثن وبرير وبريرة وبربري وثوير قال أبو معشر والواقدي إن اسم
أبي ذر الغفاري برير بن جنادة وقد خولفا فيه فقيل جندب وبرير بن صرم الباهلي روى
عن عبد الله بن عباس وبربر المغني شيخ من أهل العراق يحدث عن مالك بن أنس وبرثن
عبد الرحمن مولى أم برثن وهو عبد الرحمن بن آدم صاحب السقاية روى عنه قتادة
وسليمان التيمي وبرير ثمر الأراك في حديث طلحة النصري لقد نزل في الصفة فصلى بنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لقد أتى علي وعلى صاحبي بضع عشر يوما ما لي
وماله طعام إلا البرير حدثنا علي بن عيسى قال ثنا إبراهيم بن علي قال حدثنا يحيى
بن يحيى قال ثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن طلحة النصري
قال داود فقلت لأبي حرب وما البرير قال ثمر الأراك وبريرة مولاة عائشة روت عن
النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عنها عروة بن الزبير وبربري شيخ لشبعة بن الحجاج
وثوير هو بن أبي فاخته بجيد وأبو بجيد وبخيد ونجيد وأم بجيد وأبو نجيد حدثنا يحيى
بن محمد العنبري قال حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي قال حدثنا أمية بن بسطام قال ثنا
يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن زيد بن اسلم عن عبد الله بن بجيد عن جدته
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ردوا السائل ولو بظلف محرق وأبو بجيد نافع بن
الأسود التميمي عن عمر وبخيد أيوب بن بخيد المعافري عن سعيد بن أبي سعيد الحجري
روى عنه أبو شريح المعافري ونجيد هو بن عمران بن حصين حدث أبو داود الطيالسي عن
يعقوب بن محمد بن نجيد بن عمران بن حصين عن أبيه عن جده ونجيد هو بن أحمد بن يوسف
السلمي والد شيخنا أبي عمرو بن نجيد وأبو نجيد كنية عمران بن حصين الخزاعي صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم بجيد حدثنا علي بن عيسى قال حدثنا محمد بن عبد
الرحمن السامي والحسين بن إدريس قالا حدثنا خالد بن الهياج بن بسطام قال حدثني أبي
قال ثنا روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن بجيد عن جدته أم بجيد أن نبي
الله صلى الله عليه وسلم قال ردوا السائل ولو بظلف محرق شريح وسريج وشريج شريح بن
الحارث القاضي أبو أمية الكندي سمع علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود توفى سنة
ثمان وسبعين وهو بن مائة وسبع وعشرين سنة سريج بن النعمان الجوهري سمع زهير بن
معاية وفليح بن سليمان روى عنه أحمد بن حنبل شريج بن حيان روى عنه كعب بن سعيد
البخاري الزاهد سماك وشباك سماك بن حرب الكوفي تابعي روى عنه الثوري وشعبة وشباك
الضبي عن إبراهيم النخعي وغيره سليم وسليم وسلم وسلمى سليم بن أسود أبو الشعثاء
المحاربي تابعي كبير وسليم بن حيان البصري سمع سعيد بن ميناء وغيره من التابعين
وسلم بن أبي الذيال سمع عبد الله بن دينار وغيره وسلمى أبو بكر الهذلي سمع الزهري
وغيره سوار وسرار سوار بن عبد الله القاضي الكبير جد سوار بن عبد الله بن سوار
القاضي الصغير سمع بكر بن عبد الله المزني وسرار بن مجشر أبو عبيدة البصري سمع
أيوب السختياني وغيره عقيل وعقيل عقيل بن أبي طالب وغيره وعقيل بن خالد الأيلي
وغيره أسيد وأسيد وأسيد أسيد بن صفوان روى عن علي بن أبي طالب قال عبد الملك بن
عمير وقد كان أسيد بن صفوان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تسمى باسمه جماعة
أسيد بن حصير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من المحدثين أسيد بن عمرو
بن يثربي الأسيدي أنس وأتش أما أنس فكثير ومحمد وعلي ابنا الحسن بن أتسش
الصنعانيان اليمانيان لهما روايات كثيرة أشقر وأشعر واسعر واسعد أشقر بن بجير بن
قيس بن ثعلبة بصري روى عنه أبو عبيد الحداد وأشعر بن خليف بن منقد قتل يوم الفتح
وأسعر الجعفي روى عنه زهير بن معاوية وأسعد كثير في الصحابة وغيرهم أمية وآمنة
وأمة وأمنة أمية كثي وآمنة في النساء كثير وأمة بنت خالد بن سعيد بن العاص صحابية
وأمنة بن عيسى شيخ مصري روى عنه المصريون
الجنس الرابع من هذا النوع المتشابه في كنى الرواة
أبو الأشهب وأبو الأشعث فأبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي البصري سمع الحسن
وأبا رجاء العطاردي وفي أبي الأشهب كثرة في الرواة وأبو الأشعث شراحيل بن آدة
الصنعاني تابعي وفيه كثرة أبو أمية وأبو آمنة فأبو أمية سويد بن غفلة الجعفي مخضرم
وفيهم كثرة وأبو آمنة أخبرنا محمد بن صالح قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا أبو نعيم
قال حدثنا شريك عن أبي جعفر الفراء قال سمعت أبا آمنة الفزاري يقول رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم يحتجم أبو إياس وأبو أناس أبو إياس معاوية بن قرة المزني تابعي في
آخرين وأبو أناس جوية الأسدي من القراء روى عنه نعيم بن يحيى السعيدي أبو يزيد
وأبو بريد وابن بريدة فأبو يزيد عقيل بن أبي طالب القرشي من الصحابة في آخرين وأبو
يزيد الربيع بن خثيم تابعي في آخرين وأبو بريد عمرو بن سلمة الجرمي أدرك زمان رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي صاحب أفراد وغرائب حدثونا
عن أبي عبد الرحمن النسائي وغيره عنه وابن بريدة في الحديث كثير وهو عبد الله
وسليمان ابنا بريدة بن حصيب الأسلمي أبو بكرة وأبو نضرة وأبو بصرة وأبو بصير وأبو
نصر وأبو النضر وأبو نصيرة وأبو نضيرة وأبو نصير وأبو بصيرة فأبو بكر نفيع بن
الحارث الثقفي صحابي وأبو نضرة المنذر بن مالك تابعي راويه أبي سعيد الخدري وأبو
بصرة حميل بن بصرة صحابي وأبو بصير والد عبد الله بن أبي بصير وأبو نصيرة روى عن
أبي بكر الصديق رضى الله عنه ومنهم من قال أبو نضيرة وأبو نصر وأبو نضر فكثير وأبو
نصير حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا علي بن
المديني قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا هارون بن إبراهيم عن أبي نصير قال
سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني وطوبى
لمن رأى من رآني وطوبى لمن رأى من رأى من رأني قال علي أبو نصير مجهول وأبو نصيرة
مسلم بن عبيد روى عنه يزيد بن هارون وأبو بصيرة الأنصاري له ذكر في المغازي أبو
معبد وأبو معيد فأما أبو معبد فجماعة منهم صاحب عبد الله بن عباس وأبو معيد حفص بن
غيلان الدمشقي
الجنس الخامس من هذا النوع المتشابه في صناعات الرواة
الجزار والخراز والحمار والخباز والخزاز والجرار فأما الجزارون فمنهم شيخنا
عبد الرحمن بن حمدان الهمداني سمع المسند من إبراهيم بن نصر الرازي والمسند من
هلال بن العلاء الرقي فأما الخراز فعبد الله بن عون شيخ كبير من أهل العراق وأما
أبو عثمان سعيد بن عثمان الخراز فحدثونا عنه عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره وأما
أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار فحدثونا عنه عن أبي نعيم وابن الأصبهاني وأما
الخبازون فيهم كثرة في الطبقة الخامسة وأما الخزازون فمنهم أبو عامر صالح بن رستم
البصري الخزاز سمع الحسن بن أبي الحسن وعبد الله بن أبي مليكة ومنهم أبو حنيفة
النعمان بن ثابت الفقيه وأما الجرار فإن أبا مسعود الجرار الكوفي عنده من الشعبي
وإ براهيم النخعي البقال والنقال والنبال أبو سعد سعيد بن المزربان البقال الكوفي
تابعي والحارث بن سريج النقال من كبار المحدثني وعداده في البغداديين وهو الذي حمل
كتاب الرسالة من يد الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي وأما النبال فعمر بن سليمان
وأظنه من أهل البصرة حدث عن سليمان بن بحرب وغيره البزاز والبزار والتمار فأما
البزازون ففيهم كثرة منهم عبد الله بن محمد بن ناجية محدث بغداد وأبو يحيى زكريا
بن يحيى البزاز محدث بلدنا في عصره وكذلك البزارون ومنهم عبيد بن شريك سمع بن أبي
مريم وابن عفير والتمارون كثير منهم عبيد بن عبيدة بن مرة التمار البصري صاحب
أحاديث سليمان التيمي وهو ثقة يغرب الغسال والعسال عبد الله بن محمد بن نوح الغسال
المروزي روى عن صخر بن محمد الحاجبي وأحمد بن عبد الله الفرياناني حدثنا عنه أبو
علي الصغاني وغيره وأبو أحمد محمد بن إبراهيم العسال الحافظ قاضي إصبهان أحد أئمة
أهل الحديث اللبان والتبان واللباد فأما اللبانون فجماعة من محدثي بغداد ممن
حدثونا عنهم منهم عثمان بن جعفر وشيخ فقهاء الكوفيين في بلدنا أبو العباس أحمد بن
هارون التبان حدثنا عن علي بن عبد العزيز وأحمد بن نصر اللباد ومن في عصرهما من
المحدثين
الجنس السادس من هذا النوع قوم من رواة الآثار يروى عنهم راو واحد فيشتبه
على الناس كناهم وأساميهم
مثال ذلك أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي أبو إسحاق سلمان بن فيروز
الشيباني وأبو إسحاق إسماعيل بن رجاء الزبيدي وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري
قد رووا كلهم عن عبد الله بن أبي أوفى وقد روى عنهم الثوري وشعبة وينبغي لصاحب
الحديث أن يعرف الغالب على روايات كل منهم فيميز حديث هذا من ذلك والسبيل إلى
معرفته أن الثوري والشعبة إذا رويا عن أبي إسحاق السبيعي لا يزيدان على أبي إسحاق
فقط والغلب على رواية أبي إسحاق عن الصحابة البراء بن عازب وزيد بن أرقم فإذا روى
عن التابعين فإنه يروى عن جماعة يروى عنهم هؤلاء وإذا رويا عن أبي إسحاق الشيباني
فإنهما يذكران الشيباني في أكثر الروايات وربما لم يسميا والعلامة الصحيحة فيما
يرويان عن أبي إسحاق عن الشعبي فهو أبو إسحاق الشيباني دون غيره وأما الهجري فإن
شعبة أكثرهما عنه رواية وأكثر رواية الهجري عن أبي الأحوص الجشمي إلا أن السبيعي
أيضا كثير الروايات عن أبي الأحوص فلا يقع التمييز في مثل هذا الموضع إلا بالحفظ
والدراية فإن الفرق بين حديث هذا وذاك عن أبي الأحوص يطول شرحه وأما الزبيدي
فإنهما في أكثر الروايات يسميانه ولا يكنيانه إنما يقولان إسماعيل بن رجاء وأكثر
روايته عن أبيه وإبراهيم النخعي أبو بكر بن المنكدر روى عنه بن جريج وعن أخيه محمد
بن المنكدر وليس لأبي بكر اسم ومحمد بن المنكدر مختلف في كنيته فقيل أبو عبد الله
وقيل أبو بكر حدثني علي بن عيسى قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال حدثنا محمد
بن يحيى قال حدثنا علي بن عبد الله قال سمعت سفيان يقول إن أيوب أتى بن المنكدر
فقال له يا أبا بكر قال أبو عبد الله فالتمييز بين الأخوين وعند بعض الناس كنيتهما
واحدة ويرويان عن جابر بالحفظ فقط فان أبا بكر الذي لا اسم له قليل الحديث وأكثر
روايته عن التابعين عمرو بن سليم الزرقي وغيره ومحمد بن المنكدر حديثه يظهر ويلوح
وقل ما يكنى إنما يقال محمد بن المنكدر وأبو بكر بن المنكدر أبو بردة الأشعري وأبو
بردة الأشعري وأبو بردة الأشعري فأما الأول منهم عامر بن قيس الأشعري وهو أخو أبي
موسى الأشعري له صحبة والثاني أبو بردة بن أبي موسى وهو عامر بن عبد الله بن قيس
روايته عن أبيه والثالث أبو بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى وقد
روى يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة بن أبي موسى وعن أبي بردة يريد بن عبد
الله بن أبي بردة ومن الناس من يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق لم يسمع من أبي بردة بن
أبي موسى وإنما هو عن أبي عن أبيه بردة وليس كذلك قال علي بن المديني سمع أبو
إسحاق من أبي بردة وسمع يونس بن أبي إسحاق من أبي بردة كما سمع أبوه وقد روى شعبة
عن أبي بشر وأبي بشر وقل ما يسمى واحدا منهما وأحدهما أبو بشر بيان بن بشر الأحمسي
كوفي تابعي والآخر أبو بشر جعفر بن أبي وحشية وأبو وحشية إياس وهو بصري والحافظ
المميز إذا وجد الحديث عن شعبة عن أبي بشر عن قيس بن أبي حازم أو الشعبي علم أنه
بيان بن بشر وإذا وجد الحديث عن أبي بشر عن سعيد بن جبير علم أنه جعفر بن أبي
وحشية وقد روى الحكم بن عتيبة عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي الطالبي وروى عن أبي
جعفر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي وكل من أبوي جعفر يروى عن أبيه والتمييز
فيه أن حديث الحكم عن محمد بن علي الباقر عن أبيه كثير وعن محمد بن عبد الرحمن بن
يزيد حديث واحد ورواية الباقر عن آبائه ظاهرة ورواية أبي جعفر الآخر عن أبيه عن
عبد الله وقد روى شعبة والثوري وزهير وزايدة عن أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني
ورووا عن أبي فروة مسلم بن سالم الجهني ولا يسمون واحدا منهما إنما يقولون أبو
فروة فقط والتمييز في الروايات أن كل ما روى عن أبي فروة عن الشعبي فهو عروة بن
الحارث وما روى عن أبي فروة عن غير الشعبي فهو مسلم بن سالم الجهني وقد روى قتادة
عن عزرة وعن عزرة وأحدهما عزرة بن يحيى والآخر عزرة بن تميم وقد سألنا أبا علي
الحافظ عن روايات قتادة فاملي على ذلك بشواهدها وقد أمليت كلام أبي علي على الناس
فأغنى عن إعادته
والجنس السابع من هذا النوع قوم يتفق أساميهم وأسامي آبائهم ثم الرواة عنهم
من طبقة واحدة من المحدثني فيشتبه التمييز بينهم
ومثال ذلك السائب بن مالك والسائب بن مالك قد رويا عن الصحابة وروى عنهما
الزهري أخبرنا الحسن بن حكيم المروزي قال أخبرنا أبو الموجه قال أخبرنا عبدان قال
أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري قال حدثني السائب بن مالك الدولي عن
عمر وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني سالم بن غيلان عن يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن
سائب بن مالك أنه سمع فضالة بن عبيد أنه قال أقبل رجل فقال يا رسول الله ما أقرب
العمل إلى الجهاد الحديث في كتاب الجهاد والسائب بن مالك الأشعري أيضا تابعي عن
عبد الله بن عمر وغيره وروى عنه أبو إسحاق السبيعي سلام بن سليمان وسلام بن سليم
وسلام بن سلم فأما سلام بن سليمان الأول فهو أبو منذر القارىء صاحب عاصم روى عنه
زيد بن الحباب ويونس بن محمد وأما سلام بن سليم فهو أبو الأحوص الحنفي الكوفي متفق
على إخراجه في الصحيح روايته عن أبي إسحاق الهمداني ومنصور بن المعتمر روى عنه
وكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأما سلام بن سلم فهو السعدي الطويل يروي عن زيد العمي
وغيره وسلام بن سليمان المدايني الصغير روايته عن ورقاء بن عمر وأبي عمرو بن
العلاء وليس بذلك حدثنا أبو النضر الفقيه قال حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال ثنا
سلام بن سليمان المدايني قال ثنا أبو عمرو بن العلاء عن نافع عن بن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم قرأ فشاربون شرب الهيم سهيل بن ذكوان وسهيل بن ذكوان فالأول
سهيل بن أبي صالح السمان وأبو صالح اسمه ذكر وان وهو المشهور المخرج حديثه في
الصحيح وأكثر روايته عن أبيه وربما أدخل بينه وبين أبيه الأعمش والقعقاع بن حكيم
وسميا مولى أبي بكر بن عبد الرحمن وسهيل بن ذكوان المكي ويقال له أبو السندي قال
يزيد بن هارون أخبرنا سهيل بن ذكوان المكي أبو عمرو وكان عندنا بواسط روى عن عائشة
وعبد الله بن الزبير وقد روى عنه هشيم ومروان بن معاوية جابر بن يزيد وجابر بن
يزيد وجابر بن يزيد وجابر بن يزيد وجابر بن يزيد فالأول منهم جابر بن يزيد بن
الأسود السوائي يروى عن أبيه يزيد بن الأسود وقد روى عنه يعلى بن عطاء والثاني
جابر بن يزيد الجعفي المطعون في مذهبه وحديثه روى عن جماعة من التابعين يروى عنه
الثوري وشعبة والثالث جابر بن يزيد بن رفاعة العجلي روى عن الشعبي ومجاهد وأكثر ما
يشتبه هذا وجابر بن يزيد الجعفي فان الجعفي أيضا كثير الرواية عنهما والرابع جابر
بن يزيد الذي يروي عنه فرقد السبخي عن مسروق بن الدع وهذا يشتبه فان الجعفي أيضا
يحدث عن مسروق والخامس جابر بن يزيد أبو الجهم عن الربيع بن أنس روى نصر بن علي
الجهضمي عن سليمان الرفاعي عنه الحسن بن الحكم والحسن بن الحكم والحسن بن الحكم
والحسن بن الحكم والحسن بن الحكم فأولهم النخعي الذي يروى عن الشعبي وعدي بن ثابت
يروى عنه شريك وإسماعيل بن زكريا وعيسى بن يونس والثاني الحسن بن الحكم العبدي عن
أبي بردة روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره وهما في عصر واحد وقد يتفق الرواة
عنهما والثالث الحسن بن الحكم بن الحارث عن بن سيرين روى عنه موسى بن إسماعيل وهو
أيضا قريب منهما إلا ان حديثه في البصريين والرابع الحسن بن الحكم بن طهمان البصري
سكن الري روى عن هشام الدستوائي وحماد بن سلمة روى عنه هشام بن عبيد الله وغيره
والخامس قال محمد بن عجلان حدثني الحسن بن الحكم النخعي وإنما هوالحسن بن الحر بن
الحكم وهو ثقة مأمون مشهور وقد ينسب إلى جده فيشتبه فإن الحسن بن الحكم النخعي
الأول يروى عن شيوخ الحسن بن الحر بن الحكم النخعي ربيع بن سليمان وربيع بن سليمان
مصريان في عصر واحد أحدهما المرادي صاحب الشافعي والثاين الجيزي أبو أبي عبيد الله
محمد بن الربيع الجيزي وإسنادهما متقارب زياد بن حصين وزياد بن حصين وزياد بن حصين
وزياد بن حصين أولهم بن حصين بن أوس النهشلي ولحصين صحبة روى عن أبيه والثاني يروى
عنه مغيرة بن مقسم عن بن عمر والثالث أبو جهضم روى عن زيد بن وهب والرابع اليربوعي
أبو جهمة يروى عن بن عباس يروى عنه الأعمش وغيره سعيد بن بشير وسعيد بن بشير وسعيد
بن بشير وسعيد بن بشير فأولهم سعيد بن بشير الدمشقي عن قتادة وأبي الزبير ومطر
الوراق واختلفت الأقاويل فيه فحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال ثنا
الحسين بن الحسن بن مهاجر قال حدثنا العباس بن الوليد الخلال قال ثنا مروان بن
محمد قال سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظا
وسمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى
بن معين يقول سعيد بن بشير ليس بشيء والثاني سقيد بن بشير الأنصاري الذي يروي عنه
الليث بن سعد عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وربما توهم المتوهم أنه الدمشقي
وليس كذلك والثالث سعيد بن بشير عن الحسن البصري يروي عنه مالك بن إسماعيل والرابع
شيخ من أهل مصر من قريش يحدث عنه أهل مصر حدثنا أبو العابس محمد بن يعقوب قال
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا سعيد بن بشير المصري قال أخبرنا عبد
الله بن حكيم الكتاني رجل من أهل اليمن من مواليهم عن قيس بن كلاب الكلابي قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ظهر الثنية ينادي الناس ثلاثا يا أيها
الناس إن الله قد حرم دماءكم وأموالكم وأولادكم كحرمة هذا اليوم من هذا الشهر من
السنة اللهم هل بلغت اللهم هل بلغ سعيد بن عمرو وعشرة فأولهم سعيد بن عمرو بن سعيد
بن العاص القرشي يروى عن عائشة وابن عمر وأبي هريرة حجازي سكن الكوفة حديثه مخرج
في الصحيح والثاني سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعد بن عبادة روى عنه عمارة بن غزية
وغيره والثالث سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة عن أبيه وأبي عبيدة بن عبد الله روى
عنه المسعودي وغيره والرابع سعيد بن عمرو بن سليم الزرقي عن أبيه والقاسم بن محمد
روى عنه مالك بن أنس والدراوردي والخامس سعيد بن عمرو بن أشوع القاضي روى عن شريح
بن الحارث ورواد روى عنه أبو إسحاق السبيعي وخالد الحذاء والسادس سعيد بن عمرو بن
أبي نصر السكوني الكوفي عن بن أبي ليلى روى عنه محمد بن عمران بن أبي ليلى والسابع
سعيد بن عمرو بن سفيان عن أبيه روى عنه الأسود بن قيس والثامن سعيد بن عمرو
الزبيري عن أبيه روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي والتاسع سعيد بن عمر الحمصي عن
بقية وإسماعيل بن عياش روى عنه أبو حاتم الرازي وغيره والعاشر سعيد بن عمرو
الأشعثي عن عبثر وغيره روى عنه مسلم بن الحجاج صالح بن إبراهيم وصالح بن إبراهيم
وهما قرشيان في عصر واحد فالأول صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن
جده والثاني صالح بن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده سمعت الفقيه أبا
بكر الأبهري يقول سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي على النيسابوري الحافظ يا
أبا علي إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم من هم فقال أبو علي إبراهيم بن طهمان عن
إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي فقال أحسنت يا أبا علي أخبرني خلف قال
ثنا خلف قال ثنا خلف قال ثنا خلف قال ثنا خلف فالأول منهم الأمير أبو أحمد خلف بن
أحمد السجزي والثاني أبو صالح خلف بن محمد البخاري والثالث خلف بن سليمان النسفي
صاحب المسند والرابع خلف بن محمد بن كردوس الواسطي والخامس خلف بن موسى بن خلف وقد
حدثنا بالحديث أبو صالح قال أخبرنا خلف بن سليمان قال أخبرنا خلف بن محمد صالح بن
حيان وصالح بن حيان وهما في عصر واحد فأولهما صالح بن حي وقيل بن حيان أبو الحسن
وعلى وعاصم روايته عن أبي بردة بن أبي موسى والآخر صالح بن حيان القرشي عن أبي وايل
طلحة بن عبد الله القرشي وطلحة بن عبد الله القرشي وهما في عصر واحد وقد روى عنهما
جميعا سعد بن إبراهيم فالأول طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري بن أخي عبد الرحمن بن
عوف عن عمه وغيره والثاني طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي
عن عائشة طارق بن عبد الرحمن وطارق بن عبد الرحمن في عصر واحد فالأول طارق بن عبد
الرحمن البجلي عن بن أبي أوفى وقيس بن أبي حازم روى عنه إسماعيل بن أبي خالد
والثوري والثاني طارق بن عبد الرحمن عن الصحابة يروى عنه عكرمة بن عمار عبد الله
بن بشر وعبد الله بن بشر وعبد الله بن بشر ثلاثتهم كوفيون فالأول الهلالي الذي
يروى عن بن مسعود والثاني الخثعمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير والثالث كوفي ولى
قضاء الرقة عن الزهري وأبي إسحاق السبيعي عبد الله بن بحير وعبد الله بن بحير
فالأول اليماني الصنعاني روى عنه هشام بن يوسف وعبد الرزاق والثاني البصري عن
الحسن ومعاوية بن قرة روى عنه بن المبارك عبد الله بن جعفر المديني وعبد الله بن
جعفر المديني إسنادهما واحد وفي عصر واحد والرواة عنهم يتقاربون فالأول المخرمي
مخرج حديثه في الصحيح والثاني والد علي بن المديني قال أبو عبد الله قد استقصيت في
هذا النوع بعض الاستقصاء والذي بقي منه أكثر مما ذكرته تحريا للتخفيف
ذكر النوع الثامن والأربعين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه وبعوثه وكتبه إلى ملوك
المشركين وما يصح من ذلك وما يشذ وما أبلى كل واحد من الصحابة في تلك الحروب بين
يديه ومن ثبت ومن هرب ومن جبن عن القتال ومن كر ومن تدين بنصرته صلى الله عليه
وسلم ومن نافق وكيف قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم ومن زاد ومن نقص
وكيف جعل سلب القتيل بين الإثنين والثلاثة وكيف أقام الحدود في الغلول وهذه أنواع
من العلوم التي لا يستغنى عنها عالم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن
بن علي بن عفان قال ثنا عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال
كنت الى جنب زيد بن أرقم في يوم فطر فقلت له كم غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم
قال سبع عشرة قلت كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة قال أبو عبد الله
قد أخبر زيد عن أكثر الأحوال التي شهدها وقال جابر بن عبد الله عزا رسول الله صلى
الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة
قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد قال أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال
غزا النبي صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين غزوة قال أبو عبد الله وقد ذكر جماعة
من الأئمة أن أصح المغازي كتاب موسى بن عقبة عن بن شهاب فأخبرنا إسماعيل بن محمد
بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال قال بن شهاب غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدرا والكدر ماء لبنى سليم ثم غزا غطفان بنخل ثم غزا قريشا وبنى سليم بنجران ثم
غزا يوم أحد ثم طلب العدو بحمر الأسد ثم غزا قريشا لموعدهم فأخلفوه ثم غزا بنى
النضير ثم غزا تلقاء نجد يريد محاربا وبنى ثعلبة ثم غزوة ذات الرقاع ثم غزوة دومة
ثم غزوة الخندق ثم غزوة بني قريظة ثم غزوة بنى المصطلق بالمريسيع ثم ذات السلاسل
من مشارق الشام ثم غزوة القردة وغزوة الجموع تلقاء أرض بنى سليم وغزوة تحسم وغزوة
الطرف وغزوة وادي القرى فهذه غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصح الأسانيد
فأما سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكثيرة وقد أخبرنا محمد بن إبراهيم
الهاشمي قال حدثنا الحسين بن محمد القباني قال حدثني أحمد بن الحجاج قال حدثنا
معاذ بن فضالة أبو زيد قال حدثني هشام عن قتادة أن مغازي رسول الله صلى الله عليه
وسلم وسراياه كانت ثلاثا وأربعين قال أبو عبد الله هكذا كتبناه وأظنه أراد السرايا
دون الغزوات فقد ذكرت في كتاب الإكليل على الترتيب بعوث رسول الله صلى الله عليه
وسلم وسراياه زيادة على المائة وأخبرني الثقة من أصحابنا ببخارا أنه قرأ في كتاب
أبي عبد الله محمد بن نصر رحمه الله السرايا والبعوث دون الحروب بنفسه نيفا وسبعين
قال أبو عبد الله وهذا الموضع لا يسع فيه من ذكر هذا العلم أكثر مما ذكرته وهذه
آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المغازي التي كان يوصى بها أمراء الأجناد
أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ببغداد قال حدثنا محمد بن العباس
الكابلي قال ثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال حدثنا بن أبي زايدة عن عمرو بن قيس عن
علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
بعث سرية أوصاهم بتفوى الله في خاصة نفسه ومن معه من المسلمين ثم يقول أغزوا باسم
الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تتمثلوا ولا
تقتلوا وليدا ولا شيخا فانيا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم الى ثلاث خصال
فايتهن أجابوك إليها فاقل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام الإسلام فإن هم أجابوك
فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم فان هم أجابوك وإلا فأخبرهم
أنهم كأعراب المسلمين ليس لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين
فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون وإذا حاصرت أهل حصن فارادوك
على أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله فإنك ما تدري ما حكم الله
فيهم وإن ارادوك على أن تعطيهم ذمة الله فلا تعطهم ذمة الله ولكن أعطهم ذمتكم وذمم
آبائكم فانكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله
ورسوله
ذكر النوع التاسع والأربعين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة الأئمة الثقات المشهورين من التابعين وأتباعهم ممن يجمع حديثهم للحفظ
والمذاكرة والتبرك بهم وبذكرهم من المشرق إلى الغرب فمنهم من أهل المدينة محمد بن
مسلم الزهري محمد بن المنكدر القرشي محمد وموسى وإبراهيم بنو عقبة بن أبي عياش ثور
بن زيد الديلي ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرائي سعد بن إبراهيم الزهري صفوان بن
سليم الزهري عبد الله بن دينار العدوي عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
الأنصاري عبيد الله بن عمر بن حفص العمري يحيى وعبد ربه وسعد بنو سعيد بن قيس
الأنصاري عمارة بن غزية الأنصاري مالك بن أنس الإصبحي نافع وزيد ابنا عبد الرحمن
بن أبي نعيم القارىء زيد بن أسلم العدوي عبد الله بن الفضل الهاشمي عمر بن عبد
العزيز أبو حازم سلمة بن دينار الزاهد يزيد بن رومان صالح بن كيسان أبو سهيل نافع
بن ماك أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم القاضي عبد الرحمن بن
حرملة بكير بن عبد الله بن الأشج مدني سكن مصر ثم رجع إلى المدينة ومات بها زيد بن
علي بن الحسين الشهيد جعفر بن محمد الصادق مسلم بن أبي مريم صدقة بن يسار عبد
الرحمن بن عبد الله بن دينار عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز شبل بن العلاء
الحرقي خارجة بن زيد بن ثابت إسماعيل بن أبي حكيم عبد الله بن سعيد بن أبي هند
ربيعة بن عثمان التيمي ومن أهل مكة إبراهيم بن ميسرة إسماعيل بن أمية أيوب بن موسى
مجاهد بن جبر داود بن شابور عمرو بن دينار زياد بن سعد عبد الملك بن جريج عبد الله
بن كثير القارىء يعقوب بن عطاء بن أبي رباح قيس بن سعد حميد بن قيس الأعرج شبل بن
عباد عبد الله بن أبي نجيح عبد الله بن عثمان بن خثيم عبد الوهاب بن بخت عثمان بن
الأسود علي بن صالح المكي عبد الله بن عطاء فضيل بن عياض خلاد بن عطاء بن أبي رباح
ومن أهل مصر عمرو بن الحارث خير بن نعيم الحضرمي يزيد بن أبي حبيب عياش بن عباس
القتباني عبيد الله بن أبي جعفر عبد الله بن سليمان الطويل كثير بن فرقد عبد
الرحمن بن خالد بن مسافر مخرج في الصحيحين وكان أمير مصر زهرة بن معبد بن عبد الله
بن هشام بن زهرة القرشي عبد الرحمن بن شريح الغافقي حيوة بن شريح التجيبي عبد الله
بن عياش القتباني طلحة بن عبد الملك الأيلي رزيق بن حكيم الأيلي ومن أهل الشام
إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي شعيب بن أبي حمزة الحمصي
محمد بن الوليد الزبيدي وضمضم بن زرعة ورجاء بن حيوة الكندي وعبد الله بن محيريز
الجمحي ويونس بن ميسرة بن حلبس الكناني وعبادة بن نسي الكندي وبحير بن سعد الكلاعي
وزيد بن واقد الدمشقي وعاصم بن رجاء بن حيوة الكندي والوضين بن عطاء والنعمان بن
المنذر الدمشقي وعبد الله بن شوذب وميسرة بن معبد اللخمي وعبد العزيز بن عبيد الله
بن حمزة بن صهيب وأبو وهب عبد الله بن عبيد الله الكلاعي ويزيد بن أبي مريم وأبو
بكر بن أبي مريم الغساني ويقال اسمه عبد السالم والعلاء بن الحارث ومكحول الفقيه
وهشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي وأبو معيد حفص بن غيلان وحجوة بن مدرك الغساني
وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ويزيد بن يزيد بن جابر وإبراهيم بن مرة وأرطاة بن
المنذر السكوني وعبد الله بن العلاء بن زبر وبشر بن العلاء بن زبر ومحمد بن زياد
الألهاني ويحيى بن أبي عمرو الشيباني ويحيى بن الحارث الذماري ورجاء بن أبي سليمان
وحريز بن عثمان الرحبي وثابت بن ثوبان الدمشقي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وسعيد
بن عبد العزيز التنوخي وبرد بن سنان الدمشقي وثور بن يزيد الكلاعي وعروة بن رويم
اللخمي ويحيى بن يحيى الغساني وشرحبيل بن مسلم الخولاني قال أحمد بن حنبل من ثقات
الشاميين وعبد الرحمن بن نمر اليحصبي وسعيد بن بشير الدمشقي ونمير بن يزيد التنيسي
عزيز الحديث وعمر بن قيس الكندي ونصر بن علقمة وأبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن وعمر
بن يزيد النصري إسماعيل بن عبيد الله بن أبي مهاجر وبلال بن سعد وسلمة بن العيار
الفزاري أم الدرداء الأنصارية جنادة بن أبي أمية أرطاة بن المنذر ومن أهل اليمن حجر
بن قيس المدري والضحاك بن فيروز الديلمي وأبو الأشعث شرحبيل بن كليب بن آدة
الصنعاني والمطعم بن المقدام الصنعاني وراشد بن داود الصنعاني وحنش بن عبد الله
الصنعاني وعمر بن حبيب الصنعاني وشهاب بن عبد الله الخولاني وأيمن بن نابل وهو
يماني سكن مكة ووهب وهمام ومعقل وعمر بنو منبه جماعتهم ثقات ومعقل أعزهم حديثا
وسماك بن الفضل الخولاني والمغيرة بن حكيم الصنعاني وعمرو بن مسلم الجندي والحكم
بن أبان العدني والنضر بن كثير العدني وعبد الله بن طاوس عزيز الحديث وهمام بن
نافع الصنعاني وعريف بن إبراهيم الصنعاني عزيز الحديث وطاؤس بن كيسان وعبد الله بن
طاوس ومحمد بن عبد الله بن طاوس وطاؤس بن عبد الله بن طاوس وسماك بن الوليد
الجيساني ومن أهل اليمامة ضمضم بن جوس اليمامي وهلال بن سراج الحنفي وعبد الله بن
بدر اليمامي وأبو كثير يزيد بن عبد الرحمن السحيمي ويحيى بن أبي كثير وعبد الله بن
يحيى بن أبي كثير ومن أهل الكوفة الربيع بن خثيم العابد صعصعة بن صوحان العبدي
كميل بن زياد النخعي عامر بن شراحيل الشعبي سعيد بن جبير الأسدي إبراهيم النخعي
أبو إسحاق السبيعي عبد الملك بن عمير اللخمي محارب بن دثار الذهلي آدم بن علي
الشيباني وبرة بن عبد الرحمن السلعي عدي بن ثابت الأنصاري مسلم بن أبي عمران
البطين علي بن الأقمر الوادعي أخوه كلثوم بن الأقمر عزيز الحديث جدا واصل بن حيان
الأحدب عبد الملك بن ميسرة الهلالي الزراد طلحة بن مصرف اليامي زبيد بن الحارث
اليامي سلمة بن كهيل الحضرمي والحر بن الصياح النخعي حبيب بن أبي ثابت الأسدي أبو
حصين عثمان بن عاصم الثقفي أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي عون بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عبد العزيز بن رفيع الأسدي
عبد الملك بن سعيد بن جبير محمد بن قيس الهمداني أبو فروة مسلم بن سالم الجهني أبو
فروة عروة بن الحارث الهمداني سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو صخرة جامع
بن شداد المحاربي عياش بن عمرو العائذي الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري هلال بن
حميد الوزان موسى بن أبي عائشة الهمداني بيان بن بشر الأحمسي إسماعيل بن رجاء
الزبيدي إسماعيل بن عبد الرحمن السدي علي بن مدرك النخعي قيس بن وهب الهمداني
الزبير بن عدي اليامي سعيد بن مسروق الثوري جامع بن أبي راشد وأخوه الربيع بن أبي
راشد الحكم بن عتيبة الكندي حماد بن أبي سليمان وهو مولى إبراهيم بن أبي موسى
الأشعري الفضيل بن عمرو الفقيمي وأخوه الحسن بن عمرو الفقيمي الحارث بن يزيد
العكلي عبدة بن أبي لبابة القرشي مولاهم سعيد بن عمرو بن أشوع الهداني منصور بن
المعتمر السلمي أبو معشر زياد بن كليب التيمي إبراهيم بن مهاجر البجلي علقمة بن
مرثد الحضرمي أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي مغيرة بن مغسم الضبي عمار بن معاوة
الدهني قابوس بن أبي ظبيان الجنبي أبو سنان ضرار بن مرة الشيباني حبيب بن أبي عمرة
الأزدي الربيع بن سحين الأسدي سليمان بن مهران الكاهلي الأعمش الأسدي إسماعيل بن
أبي خالد البجلي أبو إسحاق الشيباني سليمان بن فيروز مطرف بن طريف الحارثي إسماعيل
بن سميع الحنفي خالد بن سلمة بن العاص المخزومي وهو الفافأ هارون بن عنترة
الشيباني الحسن بن عبيد الله النخعي هيثم بن حبيب الصيرفي أبو سعد سعيد بن
المرزبان البقال محمد بن سلم أبو سالم العبسي أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي موسى
بن عبد الله الجهني عبد الله بن شبرمة الضبي غيلان بن جامع المحاربي مخول بن راشد
النهدي عبيدة بن معتب الضبي زكريا بن أبي زائدة الهمداني الحسن بن الحر النخعي
الصلت بن بهرام الهلالي بكير بن عامر البجلي محمد بن قيس الأسدي عمر بن ذر بن عبد
الله الهمداني عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي القاسم بن الوليد الهمداني
أبان بن ثعلب الربعي مسعر بن كدام الهلالي أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي مالك
بن مغول البجلي أبو العميس عتبة بن عبد الله المسعودي عبد الجبار بن العباس
الشيباني عبد الرحمن بن زبيد اليامي سفيان بن سعيد الثوري عمر بن سعيد الثوري أخوه
محمد بن سوقة البجلي وزياد بن سوقة وعبد الله بن سوقة وعبد الرحمن بن سوقة وسعيد
بن سوقة يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي على بن صالح بن حي الحسن بن صالح بن
حي كامل بن العلاء التميمي القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سعير
بن الخمس التميمي عباس بن ذريح الهمداني عيسى بن عمر النحوي فرات بن أبي عبد
الرحمن القزاز فراس بن يحيى الخارفي كثير بن قاروندا أبو إسماعيل النهدي موسى بن
عبد الملك بن عمير اللخمي أبو البلاد يحيى بن أبي سليم عبد الملك بن سعيد بن ابجر
الهمداني حصين بن عبد الرحمن النخعي عبد الملك بن أعين البجلي عبد الرحمن بن
الأصبهاني عبد الله بن عبد الله الرازي الربيع بن الركين بن الربيع الفزاري رقبة
بن مصقلة العبدي عمرو بن قيس الملائي وائل بن داود وابنه بكر بن وائل يزيد بن
كيسان العلاء بن المسيب بن رافع عبد الله بن أبي السفر الهمداني عمر بن أبي زائدة
وأخوه زكريا مطيع بن عبد الله الغزال عبد الله بن الحارث بن أخت الشعبي حديثين
سليم مولى الشعبي سنة بن مسلم البطين الفضل بن يزيد الثمالي مزاحم بن زفر بختري بن
المختار يروى عنه وكيع وغيره الصلت بن بهرام عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن
أبي ليلى إدريس بن يزيد الأودي الحسن بن سالم بن أبي الجعد بسام بن عبد الرحمن
الصيرفي مساور الوراق صدقة بن أبي عمران نصير بن أبي الأشعث الكناسي إبراهيم بن
حرب أخو سماك أسند ثلاثة أحاديث سعيد بن سماك بن حرب عروة بن عبد الله القشيري
عيسى بن قرطاس أسند نحو العشرة يوسف بن ميمون الصباغ زيد بن عطاء بن السائب إسحاق
بن أبي إسحاق الشيباني سليمان بن قرم عبد الله بن عمرو بن مرة عبد الله بن حبيب بن
أبي ثابت عبد الله بن مسلم الملائي دثار بن محارب بن دثار حديث واحد محمد بن علي
السلمي جابر بن الحر جابر بن يحيى الحضرمي عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري نصر بن عبد
الرحمن الخزاز حمزة بن حبيب الزيات حبيب بن حبيب أخو حمزة الأبيض بن أبان القرشي
مفضل بن مهلهل وأخوه الفضل بن مهلهل داود بن نصير الطائي زفر بن الهذيل سعد الكاتب
يروي عن الشعبي وهو أعز الناس حديثا أبو حماد مفضل بن صدقة الحنفي عباس بن عوسجة
عمرو بن منصور المشرقي عمران بن مسلم القبي أبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي
محمد بن السماك الواعظ زياد بن زياد بن خيثمة بدر بن عثمان يحيى بن أيوب البجلي
جرير بن أيوب البجلي إسماعيل بن سميع الحنفي أبيض بن الأغر المزني آدم بن عيينة
محمد بن عيينة حبيب بن حسان بن أبي الأشرس صباح بن يحيى المزني طعمة بن غيلان عبد
الله بن مسعر بن كدام عبد الله بن المختار ويقال إنه بصري يسكن الكوفة عافية بن
يزيد القاصي يسكن في آخر أيامه مصر زكريا بن خالد البدي فضيل بن غزوان الضبي محمد
بن جحادة الإيادي هارون بن سعد العجلي عمرو بن مرة عبد الله بن سعيد بن جبير عبد
الملك بن سعيد بن جبير علقمة بن مرثد الحضرمي ومن أهل الحزيرة ميمون بن مهران وعمر
بن ميمون بن مهران وكثير بن مرة الحضرمي وعبد الله بن بسر الحبراني وخالد بن معدان
العابد وأبو الزاهرية حدير بن كريب وثور بن يزيد أبو خالد الرحبي هذا من رحبة حمص
جزري وليس بالشامي خصيف بن عبد الرحمن الجزري وخصاف بن عبد الرحمن عزيز الحديث
سالم بن عجلان الأفطس على بن بذيمة الحراني عريف بن درهم مصاد بن عقبة أمي بن عبد
الرحمن الصيرفي داود بن عيسى النخعي كوفي سكن الجزيرة وزهير وحديج ورحيل بنو
معاوية كوفيون سكنوا الجزيرة سابق بن عبد الله البربري رقي صاعد بن مسلم عبد الله
بن مالك الجزري عمرو بن سلمان القبي معقل بن عبد الله الجزري ورقة بن عمر اليشكري
كوفي سكن الجزيرة وخرج حديثه بها زيد بن رفيع زيد بن أبي أنيسة جعفر بن برقان
النضر بن عربي غالب بن عبيد الله الجزري ومن أهل البصرة أيوب بن أبي تميمة
السختياني أشعث بن عبد الملك الحمراني معاوية بن قرة المزني إياس بن معاوية بن قرة
بكر بن عبد الله المزني بهز بن حكيم القشيري توبة بن عبد الرحمن العنبري ثمامة بن
عبد الله بن أنس جعفر بن أبي وحشية أبو بشر جعفر بن حيان العطاردي حبيب بن الشهيد يونس
بن عبيد خالد بن مهران الحذاء سليمان بن طرخان التيمي عبد الله بن عون يحيى بن
عتيق داود بن أبي هند راشد بن نجيح الحماني أبو عمرو ربان بن العلاء بن عمار بن
العريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن دلهم من خزاعة بن مازن وأخواه أبي
سفيان ومعاذ واصل بن عبد الرحمن أبو حرة الرقاشي وأخوه سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي
سلمة بن علقمة سالم بن رزين سليم بن حيان سعيد بن أبي صدقة وسهل بن مسلم السراج
وسرار بن مجشر وسوار بن عبد الله العنبري الكبير والسري بن يحيى وشعبة بن الحجاج
وشعيب بن الحبحاب وشبيل بن عزرة وعبد الله بن بكر المزني وعبد الرحمن السراج
وعمارة بن أبي حفصة وعمران بن حدير وعمران بن مسلم القصير وعلي بن الحكم البناني
وعاصم بن سليمان الأحول وعقبة بن خالد الشني وفرقد السبخي وقرة بن خالد السدوسي
ومحمد بن زياد القرشي ومحمد بن واسع ومحمد بن عمرو أبو سهل الأنصاري ومحمد بن
الزبير الحنظلي ومحمد بن بشر بن بشير الأسلمي ومنصور بن زاذان ومالك بن دينار ومطر
بن طهمان الوراق ومعاوية بن عبد الكريم الضال وميمون بن موسى العرئي وعبيد الله بن
الحسن العنبري وهارون بن رئاب الأسيدي وهارون بن موسى الأعور وهشام بن حسان وهلال
بن حق ويزيد بن إبراهيم التستري وقتادة بن دعامة السدوسي حميد بن هلال العبدي أبو
خلدة خالد بن دينار النيلي الأسود بن شيبان أبو عامر صالح بن رستم الخزاز ميمون بن
سياه روح بن القاسم زكريا بن حكيم الحبطي سالم بن أبي الذيال ومن أهل الواسط أبو
هاشم يحيى بن دينار الرماني خلف بن حوشب العوام بن حوشب طلاب بن حوشب يوسف بن حوشب
أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني سفيان بن حسين أصبغ بن يزيد الوراق وكان
يكتب المصاحف إسماعيل بن سالم ومن أهل خراسان محمد بن زياد قاضي مرو وعنده عن سعيد
بن جبير وغيره عثمان بن أبي رواد العتكي سمع الزهري وغيره وهو عزيز الحديث عزرة بن
ثابت الأنصاري وأخوه محمد بن ثابت الأنصاري وعلي بن ثابت الأنصاري يزيد بن عمر
النحوي وكنية عمر أبو سعيد أبو المنيب العتكي أبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي
سجستان إبراهيم بن طهمان الفقيه العابد ومنزله وأعقابه بنيسابور يحيى بن صبيح
المقرىء ومنزله وأعقابه بنيسابور الحسين بن واقد المروزي يقعوب بن القعقاع المروزي
أبو حمزة محمد بن ميمون المروزي عبدة بن أبي برزة السجستاني ويكنى أبا يحيى وعبد
العزيز بن أبي رواد وعبد المؤمن بن خالد الحنفي وعلباء بن أحمر اليشكري والمغيرة
بن مسلم السراج وإبراهيم بن ميمون الصائغ وأبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي وإبراهيم
بن أدهم الزاهد من أهل بلخ وسعدان بن سعيد الخلمي وشقيق بن إبراهيم الزاهد والفضل
بن عطية البخاري ثقة مأمون روى عنه الثوري وهشيم سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب
يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول محمد بن الفضل
الخراساني ضعيف وأبوه ثقة يحدث عن أبيه سفيان بن عيينة وبشير الكوسج نيسابوري
ويقال مروزي سمع الحسن ومحمد بن سيرين وعبد الله بن كيسان أبو مجاهد وعيسى بن عبيد
الكندي وعبد الرحمن بن مسلم أبو مسلم صاحب الدولة وأبو غانم يونس بن نافع القاضي
ومحرز بن الوضاح وقتيبة بن مسلم الأمير وعبس بن غفار العوذي ونصر بن سيار الأمير
والنضر بن محمد الشيباني ومعاذ بن حرملة وحكيم بن زيد ونمير بن جنادة المروزي
وخليد بن حسان البخاري وإسحاق بن وهب البخاري تابعي وكرز بن وبرة الجرجاني
ذكر النوع الخمسين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
جمع الأبواب التي يجمعها أصحاب الحديث وطلب الفائت منها والمذاكرة بها فقد
حدثني محمد بن يعقوب بن إسماعيل الحافظ قال حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا
محمد بن سهل بن عسكر قال وقف المأمون يوما للإذن ونحن وقوف بين يديه إذ تقدم إليه
غريب بيده محبرة فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال له المأمون أيش
تحفظ في باب كذي فلم يذكر فيه شيئا فما زال المأمون يقول حدثنا هشيم وحدثنا حجاج
بن محمد وحدثنا فلان حتى ذكر الباب ثم سأله عن باب ثان فلم يذكر فيه شيئا فذكره المأمون
ثم نظر إلى أصحابه فقال أحدهم يطلب الحديث ثلاثة أيام ثم يقول أنا من أصحاب الحديث
أعطوه ثلاثة دراهم قال أبو عبد الله قد روينا عن جماعة من أئمة الحديث أنهم
استحبوا أن يبدأ الحديثي بجمع بابين الأعمال بالنيات ونضر الله امرأ سمع مقالتي
فوعاها وأنا أذكر بمشية الله بعد البابين الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من
أئمة الحديث ببعضها فمن هذه الأبواب ما مدخلها في كتاب الإيمان مثال ذلك سؤال عبد
الله بن مسعود أي الذنب أعظم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده حدثنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق حديث زاذان عن البراء في عذاب القبر
الندم توبة لا يزني الزاين وهو مؤمن ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا إن لله
تسعة وتسعين اسما حديث جرير بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة من
دخل السوق فقال لا إله إلا الله المستشار مؤتمن لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين من
حسن إسلام المرء الأرواح جنود مجندة الحلال بين والحرام بين حديث عمرو بن الحمق من
أمن رجلا على مه حديث المعراج ستكون هنات وهنات قصة الخوارج لا تحاسدوا أخبار
الرؤية أنزل القرآن على سبعة أحرف لا يجمع الله أمتي على الضلالة ومن هذه الأبواب
أبواب مدخلها في كتاب الطهارة مثالها لا يقبل الله صلاة بغير طهور المسح على
الخفين من مس فرجه فليتوضأ ان عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
اينام أحدنا وهو جنب الأذنان من الرأس الغسل يوم الجمعة إذا ولغ الكلب في الإناء
ومن هذه الأبواب ما مدخلها في كتاب الصلاة رفع اليدين لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب
الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم إفراد الإقامة الصلاة على القبر الصلاة لاول وقتها
ولوقتها أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام إذا صلى أحدكم الجمعة سبعة يظلهم الله
في ظله أخبار الوتر غذا دخل أحدكم المسجد صلاة الليل مثنى مثنى إذا أقيمت الصلاة
فلا صلاة أمرت أن أسجد على سبع التكبير في العيدين ما يقطع الصلاة حديث أبي إسحاق
أشاهد فلان يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله صلاة القاعد أوصاني خليلي بثلاث طرق
التشهد إذا أمن الإمام فآمنوا ومن التفريق في سائر الكتب لا طلاق قبل نكاح طرق أبي
موسى دخل حائطا طرق الإفك اطلبوا الخير لا تذهب الأيام واليالي قصة الغار من كنت
مولاه اقتدوا بالذين من بعدي حديث عطية القرظي عرضت قصة العنبر صوموا لرؤيته من
تعلم علما ليباهي به العلماء إستاذن الأشعري على عمر إن مما أدرك الناس نهى عن
خصاء البهائم ما عاب طعما قط إن رجلا لدغته عقرب القضاء باليمين مع الشاهد قصة أم
زرع لا تنكح المرأة على عمتها أفضلكم من تعلم القرآءن إن أهل الدرجات العلى أصبحت
أنا وحفصة صائمتين أفطر الحاجم والمحجوم حديث أسامة بن شريك أتى الاعراب رسول الله
صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة لاعطين الراية قصة المخدج من كتم علما لا تسئل
الإمارة قبض العلم لا نكاح إلا بولي مسند أبي العشراء الدارمي إذا أحب الله عبدا
حديث البراء أسلمت نفسي إليك قصة الطير قصة المفطر في رمضان أنت مني بمنزلة هارون
من موسى أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ما من أيام في العشر من دخل السوق طلب
العلم فريضة السفر قطعة من العذاب طرق الحسن عن صعصعة أتيت أبا ذر ألا لا تغالوا
في مهور النساء العمري للوارث التختم في اليمين كان إذا بعث سرية مرحبا بوصية رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا انتصف شعبان من كذب على متعمدا اللهم بارك لأمتي في
بكورها إذا أتى كريم قوم تقتل عمارا الفئة الباغية ذكاة الجنين خطبة عمر الجابية
شر الناس من يخاف لسانه لم ير للمتاحبين مثل النكاح حديث غيلان بن سلمة ليس الخبر
كالمعاينة زر غبا تزداد حبا ليس بالكذاب من أصلح بين الناس طرق الجساسة إن أول ما
نبدأ به أن نصلي ثم نذبح من صام رمضان وأتبعه بست إذا دخل العشر وأراد أحدم أن
يضحي حديث عروة بن مضرس أتيت من جبلي طىء الأيم أحق بنفسها من حفظ على أمتي أربعين
حديثا الكمأة من المن طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الإدام الخل الخيل
مقعود في نواصيها الخير حديث على نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أربع
العمري سبيلها سبيل الميزان من قتل دون ماله فهو شهيد كل مسكر حرام إن من الشعر
حكمة قصة العرنيين ما بين قبري ومنبري روضة صلاة في مسجدي هذا اختلاف الأخبار في
تزويج ميمونة بنت الحارث تسحروا فإن فيه بركة حديث اللديغ حرمت الخمر بعينها من أعتق
شقصا له في عبيد الشفعة فما لم يقسم الطواف بالبيت صلاة لا تغلق بالرهن الصلاة خلف
أبي بكر الناس كابل مائة لا ترجعوا بعدي كفارا إن دماءكم وأولادكم حرام عليكم طرق
محمد بن المنكدر عن جابر أن رجلا أتى امرأته وطرق نافع عن بن عمر في الباب إذا
أراد الله قبض عبد بأرض إن الله يحب أن يقبل رخصه حديث المغفرة المشي أمام الجنازة
من رأى مبتلى الركعتين قبل صلاة المغرب دعوة ذي النون أشد الناس بلاء الأنبياء بين
كل اذانين صلاة الدعاء بين الأذان والإقامة من بات وفي يده غمر من جلس مجلسا كثر
فيه لغطه سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر ارحم أمتي بأمتي أبو بكر إنه ليغان على
قلبي سيد الشهداء حديث عبد الله بن بريد حدثنا البراء وهو غير كذوب رمى بنجم
فاستنار المؤمن غر كريم نفل في البداءة الربع أخبار الشفاعة
ذكر النوع الحادي والخمسين من علوم الحديث
هذا النوع من هذه العلوم
معرفة جماعة من الرواة التابعين فمن بعدهم لم يحتج بحديثهم في الصحيح ولم
يسقطوا
قد ذكرت فيما تقدم من ذكر مصنفات علي بن المديني رحمه الله كتابا مترجما
بهذه الصفة غير أني لم ار الكتاب قط ولم أقف عليه وهذا علم حسن فان في رواة
الأخبار جماعة بهذه الصفة ومثال ذلك في الصحابة أبو عبيدة عامر بن عبد الله الجراح
أمين هذه الأمة لم يصح اليه الطريق من جهة الناقلين فلم يخرج في الصحيحين وكذلك
عتبة بن غزوان وأبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حذيفة بن عتبة بن
ربيعة والأرقم بن الأرقم وقدامة بن مظعون والسائب بن مظعون وشجاع بن وهب الأسدي
وعباد بن بشر الأشهلي وسلامة بن وتش في جماعة من الصحابة إلا إني ذكرت هؤلاء رضى
الله عنهم فانهم من المهاجرين الذين شهدوا بدرا وليس لهم في الصحيح رواية إذ لم
يصح إليهم الطريق ولهم ذكر في الصحيح من روايات غيرهم من الصحابة مثل قوله صلى الله
عليه وسلم لكل أمة امين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وما يشبه هذا ومثال
ذلك في التابعين محمد بن طلحة بن عبيد الله محمد بن أبي بن كعب السائب بن خلاد بن
السائب محمد بن أسامة بن زيد عمارة بن خزيمة بن ثابت عبد الرحمن بن عوف حسان بن
ثابت مصعب بن عبد الرحمن بن عوف مصعب بن الزبير بن العوام سعيد بن سعد بن عبادة
عبيد الله بن رافع بن خديج يوسف بن عبد الله بن سلام عبد الرحمن بن جابر بن عبد
الله إسماعيل بن زيد بن ثابت هؤلاء التابعون على علو محالهم في التابعين ومحال
آبائهم في الصحابة ليس لهم في الصحيح ذكر لفساد الطريق إليهم لا لجرح فيهم فقد
نزههم الله عن ذلك وفي التابعين جماعة من هذه الطبقة ومثال ذلك في أتباع التابعين
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب
عبد الرحمن بن أبي زناد عطاء بن السائب الثقفي قابوس بن أبي ظبيان الجنبي إبراهيم
بن سالم الهجري عاصم بن كليب الجرمي إسماعيل بن سميع الحنفي أبو يعقوب العبدي
هارون بن عنترة الشيباني أجلح بن عبد الله الكندي أشعث بن سوار الثقفي محمد بن
سالم أبو سهل عبد الله بن شبرمة الضبي أبو حنيفة النعمان بن ثابت بشير بن سلمان
النهدي عبيدة بن معتب الضبي الحسن بن الحر الصلت بن بهرام بكير بن عامر البجلي
طلحة بن يحيى داود بن يزيد الأودي القاسم بن الوليد الهمداني فطر بن خليفة الحناط
عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي قيس بن الربيع الأسدي القاسم بن معن المسعودي
ومثال ذلك في أتباع الأتباع مطلب بن زياد زفر بن الهذيل أبو يوسف القاضي حماد بن
شعيب القاسم بن مالك المزني عثام بن علي العامري يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية
يحيى بن اليمان العجلي يحيى بن سلم الطالقاني عائذ بن حبيب محمد بن ربيعة الكلابي
عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني علي بن قادم عمرو بن محمد العنقزي سعيد بن زيد
أخو حماد الحكم بن سنان الفربي يوسف بن خالد السمتي صفوان بن عيسى الزهرى عبد الله
بن داود الخريبي ريحان بن سعيد القرشي يعقوب بن إسحاق الحضرمي مروان بن شجاع
الجزري أبو قتادة الحراني مطرف بن مازن إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني علي بن
عاصم محمد بن يزيد الواسطي ومثال ذلك في الطبقة الخامسة من المحدثين عون بن عمارة
الغبري والقاسم بن الحكم العرني ومثال ذلك في الطبقة السادسة من المحدثين أحمد بن
عبد الجبار العطاردي محمد بن سعد العوفي محمد بن عيسى بن حيان المدايني علي بن
إبراهيم الخزاز عبيد بن كثير العامري أبو بكر بن أبي العوام الرياحي الحارث بن أبي
أسامة محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي أحمد بن عبيد بن ناصع النحوي إسماعيل بن
الفضل البلخي أبو بكر بن أبي خيثمة إسحاق بن الحسن الحربي محمد بن غالب بن حرب بكر
بن سهل الدمياطي الحسين بن الحكم الحبري الحسن بن سهل المجوز سهل بن عمار العتكي
يحيى بن جعفر بن أبي طالب قال أبو عبد الله فجميع من ذكرناهم في هذا النوع بعد
الصحابة والتابعين فمن بعدهم قوم قد اشتهروا بالرواية ولم يعدوا في الطبقة الأثبات
المتقنين الحفاظ والله أعلم
ذكر النوع الثاني والخمسين من معرفة علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم
معرفة من رخص في العرض على العالم
ورآه سماعا ومن رأى الكتابة بالإجازة من بلد إلى بلد اخبارا ومن أنكر ذلك
ورأى شرح الحال فيه عند الرواية وبيان العرض أن يكون الرواة حافظا متقنا فيقدم
المستفيد اليه جزءا من حديثه أو أكثر من ذلك فيناوله فيتأمل الراوي حديثه فإذا
أخبره وعرف انه من حديثه قال لمستفيد قد وقفت على ما ناولتينه وعرفت الأحاديث كلها
وهذه رواياتي عن شيوخي فحدث بها عني فقال جماعة من أئمة الحديث انه سماع منهم من
أهل المدينة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء السبعة حكاه
مالك عن شيوخه عنه وأبو عبد الله عكرمة مولى بن عباس ومحمد بن مسلم بن عبيد الله
بن شهاب بن زهرة الزهري وربيعة بن أبي عبد الرحمن الرائي والعلاء بن عبد الرحمن بن
يعقوب ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري وهشام بن عروة بن الزبير القرشي ومحمد بن
عمرو بن علقمة الليثي ومالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الإصباحي وعبد العزيز بن
محمد بن أبي عبيد الأندراوردي في جماعة بعدهم ومن أهل مكة مجاهد بن جبر أبو الحجاج
المخزومي مولاهم وأبو الزبير محمد بن مسلم القرشي مولاهم وعبد الله بن عثمان بن
خثيم القارىء ونافع بن عمر الجمحي وداود بن عبد الرحمن العطار وسفيان بن عيينة
الهلالي ومسلم بن خالد الزنجي في جماعة بعدهم ومن أهل الكوفة علفمة بن قيس النخعي
وعلي بن ربيعة الأسدي وأبو بردة بن أبي موسى الأسعري وعامر بن شراحيل الشعبي
وإبراهيم بن يزيد النخعي وحبيب بن أبي ثابت الأسدي ومنصور بن المعتمر السلمي
وإسرائيل بن يونس السبيعي والحسن بن صالح بن حي وزهير بن معاوية الجعفي في جماعة
بعدهم ومن أهل البصرة أبو المتوكل على بن داود الناجي وقتادة بن دعامة السدوسي
وأبو العالية زياد بن فيروز وحميد بن أبي حميد الطويل وعلي بن زيد بن جدعان وداود
بن أبي هند وكهمس بن الحسن الهلالي وسعيد بن أبي عروبة وجرير بن حازم الجهضمي
وسليمان بن المغيرة القيسي في آخرين بعدهم ومن أهل مصر عبد الرحمن بن القاسم وأشهب
بن عبد العزيز وعبد الله بن وهب وسعيد بن عفير ويوسف بن عمرو ويحيى بن عبد الله بن
بكير وعبد الله بن عبد الحكم بن أعين وجماعة من المالكيين بعدهم وكذلك جماعة من
أهل الشام وخراسان قال أبو عبد الله وقد رأيت أنا جماعة من مشايخي يرون العرض
سماعا والحجة عندهم في ذلك ما حدثناه أبو بكر إسحاق قال أخبرنا علي بن عبد العزيز
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان قال
قال أبن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن بن عباس أخبره أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة وأمره أن يدعفه إلى عظيم
البحرين ويدفعه عظيم البحرين إلى كسرى وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا
محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا يونس بن محمد قال ثنا الليث بن سعد قال حدثني
سعيد المقبري عن شريك بن عبد الله عن أنس بن مالك قال بينا نحن جلوس مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل فذكر الحديث قال يا محمد إني سائلك فمشتد عليك في
المسئلة فلا تجدن في نفسك فقال سل ما بدا لك فقال الرجل نشدتك بربك ورب من قبلك
الله أرسلك إلى الناس كلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال أبو
عبد الله احتج شيخ الصنعة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب
العلم من الجامع الصحيح بهذا الحديث في باب العرض على المحدث أخبرنا إسماعيل بن
محمد بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال سمعت الأنصاري بن أبي أويس يقول
سمعت خالي مالك بن أنس يقول قال لي يحيى بن سعيد الأنصاري لما أراد الخروج إلى
العراق التقط لي مائة حديث من حديث بن شهاب حتى أرويها عنك عنه قال مالك فكتبتها
ثم بعثت بها إليه فقيل لمالك أسمعها منك قال هو أفقه من ذلك أخبرنا أبو جعفر محمد
بن محمد بن عبد الله البغدادي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثني الزبير بن
بكار قال حدثني مطرف بن عبد الله قال صحبت مالكا سبع عشرة سنة فما رايته قرأ
الموطأ على أحد وسمعته يأبى أشد الإباء على من يقول لا يجزيه إلا السماع ويقول كيف
لا يحزنك هذا في الحديث ويحزيك في القرآن والقرآن أعظم وكيف لا يقنعك أن تأخذه
عرضا والمحدث أخذ عرضا ولم لا تجوز لنفسك أن تعرض أنت كما عرض هو حدثنا أبو بكر
الشافعي قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا بن أبي أويس قال سئل مالك عن حديثه
أسماع هو فقال منه سماع ومنه عرض وليس العرض بأدنى عندنا من السماع قال أبو عبد
الله قد ذكرنا مذاهب جماعة من الأئمة العرض فإنهم أجازوه على الشرائط التي قدمنا
ذكرها ولو عاينوا ما عايناه من محدثي زماننا لما أجاوزه فإن المحدث إذا لم يعرف ما
في كتابه كيف يعرض عليه وأما فقهاء الإسلام الذين أفتوا في الحلال والحرام فإن
فيهم من لم ير العرض سماعا واختلفوا أيضا في القراءة على المحدث أهو أخبار أم لا وبه
قال الشافعي المطلبي بالحجاز والأوزاعي بالشام والبويطي والمزني بمصر وأبو حنيفة
وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل بالعراق وعبد الله بن المبارك ويحيى بن يحيى وإسحاق
بن راهويه بالمشرق وعليه عهدنا أئمتنا وبه قالوا وإليه ذهبوا وإليه نذهب وبه نقول
إن العرض ليس بسماع وإن القراءة على المحدث إخبار والحجة عندهم في ذلك قوله صلى
الله عليه وسلم نضر الله أمرأ سمع مقالتي فوعاها حتى يؤذيها إلى من لم يسمع وقوله
صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم في أخبار كثيرة حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة
عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فوعاها وأدها فرب حامل
فقه غير فقيه الحديث قال الشافعي رحمه الله فلما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها إلى من يؤديها والأمر واحد دل على أنه صلى الله
عليه وسلم لا يأمر أن يؤدى عنه إلا ما يقوم به الحجة على من أدى إليه لأنه إنما
يؤدي عنه حلال يؤتى وحرام يجتنب وحد يقام ومال يؤخذ ويعطى ونصيحة في دين ودنيا قال
أبو عبد الله والذي اختاره في الرواية وعهدت عليه أكثر مشايخي وأئمة عصري أن يقول
في الذي يأخذه من المحدث لفظا وليس معه أحد حدثني فلان وما يأخذه عن المحدث لفظا
مع غيره حدثنا فلان وما قرأ على المحدث بنفسه أخبرني فلان وما قرئ على المحدث وهو
حاضر أخبرنا فلان وما عرض على المحدث فأجاز له روايته شفاها يقول فيه أنبأني فلان
وما كتب إليه المحدث من مدينة ولم يشافهه بالإجازة يقول كتب إلى فلان سمعت أبا بكر
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالري يقول سألت أبا شعيب الحراني الأجازة
لأصحابي بالري فقال أبو شعيب حدثنا جدي قال حدثنا موسى بن أعين عن شعبة قال كتب
إلي المنصور بحديث ثم لقيته بعد ذلك فسألته عن ذلك الحديث فقال لي أليس قد حدثتك
به إذا كتبت به إليك فقد حدثتك حدثنا الزبير بن عبد الواحد قال أخبرنا أبو تراب
محمد بن سهل قال حدثنا أحمد بن داود بن قطن بن كثير قال حدثنا محمد بن معاوية قال
سمعت بقية يقول لقيني شعبة ببغداد فقال لي لو لم ألقك لمت معك كتاب بحير بن سعد
قال قلت لا قال إذا رجعت فاكتبه واختمه ووجه به إلي تم الكتاب بحمد الله ومنه وصلى
الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق