*وقعت حادثة طلاق فاطمة بنت قيس ابان العام الثاني الهجري في زمن إرسال
النبي صلي الله عليه وسلم السرايا لتتبع الكفار حول المدينة وردعهم حتي يكفوا
من ملاحقة المسلمين في دولتهم وينتهوا عن محاولات تقويض دولة الإسلام الوليدة
توا في ظروف صعبة من تآمر كل قوي الشر عليهم
وكان المخزومي مع علي ابن ابي طالب في سريته التي
كلفه النبي بها بعد أن أرسل لها زوجها المخزومي آخر ثلاث تطليقات وهو بالغزو، وكانت
أحكام سورة البقرة في هذا الوقت تســــود بتطبيقاتها في كل حوادث الطلاق حينئذٍ ولم
يتنزل بعد أي أحكامٍ غيرها لذلك كانت المرأة تقع مطلقةً بعد التلفظ بالطلاق لقول
الله تعالي(والمطلاقات يتربصن ..الآية) وكانت في التطليقة الأخيرة لا تعتبر بها الزوجة
تابعـــة لمطلقها زوجة بل مطلقة لأن الله
تعالي قد حرمها عليه حتي تنكح زوجا آخر بوطء
وعسيلة | فكانت فاطمة بنت قيس النموذج الحاضر لتجسيد حكم الطلـــاق وقتها والذي كان
يتبع القاعدة الكلية (طلاق ثم عدة) وحينها لم يُشرع في سورة البقرة أحكام السكني والنفقة والإرضاع فكانت من تُطلق من النساء ليس لها سكني ولا نفقة ثم استمرت هذه القاعدة
(الطلاق ثم العدة ) ساريةً في المجتمع المسلم حتي أراد الله تبديلها الي ما هو أحسن
منها بتأخير التلفظ بالطلاق الي ما بعد انتهاء العدة ،وسماها عدة إحصــاء (وأحصوا
العدة..الآية)
|
انظر جدول
الفروق بين أحكام الطلاق بسورة البقـــــرة1و2هـ
( و سورة الطلاق )المنزلة في العام5هـ وقد
وقع عامة الفقهاء في هذه الكبوة عندما خلطوا بين أحكام سورة البقرة1و2هـ- وسورة الطـــــلاق5هـ، برغم ثبوت عناصر النسخ كالتراخي
البيِّن في تنزيل سورة الطــلاق 5هـ متصورين
أنها أحكاما متوافقة متجانسة لا نسخ بينهما ولا تعديل[فوقع منهم هذا الكم الخطير من
الخلافات التي عجت بها كتب الفقه ولم يتفق اثان منهم] وتناسوا أن كل أحكام الطـــلاق
بين السورتين أحكاماً َمُتَبَدَلة بقاعدة كلية
هي العدة أولا ثم التطليـق ثم الإشهاد ثم التفريـــق بعد كانت أحكام سورة البقـــــرة
تتبع قاعدة كلية هي (الطـــــلاق أولاً ثم العــدة(عدة استبراء) )ثم التسريـح دونما إشهاد
لام العاقبة (لام الغاية)،أو اللام
بمعني (بعد)نحو:
1.(أَقِمِ ااصَّلاةَ لِدُلُوكِ
الشَّمسِ} (الآية "78"من سورة الإسراء "17")أي بَعدَه.
2.وكمثل قوله تعالي ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ
النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا
اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ
إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ
يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)/سورة
الطلاق ) أي فطلقوهن بعدإحصاء العدة ومنتهي عددها(أي لنهاية عدتهن
وتمامها أي في دبر هذه العدة ونهايتها أي في دبر العدة)
3.وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى
صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ ( 143 )/سورة
الأعراف) أي لتمام ميقاتنا ونهايته
3.وَوَاعَدْنَا
مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي
وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ( 142 ) وَلَمَّا
جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ
إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ
اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ
جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ
تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ- 143/الاعراف) ،واللام هنا هي في قوله تعالي (لميقاتنا)) لتمام ونهاية الميقات)
|