القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كتاب العرب الأكبر ، ودستور المسلمين الأعظم ، وديوان العالم الأعز وشرعة الإنسانية السمحاء ووحي السماء الذي نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء بلغة قريش أفصح ما للعرب من لغات وأبقى وأنقى وأبهى مالديها على الإطلاق من لهجات ، فكان أول كتاب عربي عرفه العالم قاطبة ملأ الخافقين علماً وعم فجاج الأرض نوراً وإشراقاً وبعث الهامدين من مراقد الجهالة والضلال ، فدبت فيهم الحياة وأتسعت أمامهم آفاق المجد والعزة ونهضوا على أقدامهم ، يترسمون معالم الهداية وينهجون الطريق المستقيم ، طريق الله العزيز الحكيم .
وقد جاء القرآن الكريم مشتملاً على قصص ومواعظ وحكم وأحكام وإعذاراً ووعد ووعيد وتحذير وتبشير وأمر ونهي وحث على التمسك بالأخلاق الكريمة والمثل العليا والقيم الرفيعة والآداب العظيمة الحكيمة وكل ذلك في نهج من البلاغة رائع عجيب وأسلوب من الفصاحة رائق خصيب يبهر العقول ويأسر الأسماع ويسحر الأفئدة ولا يستطيع الجن والإنس أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
جمع القرآن الكريم وتدوينه :
جمع القرآن الكريم في الصدور وحفظته العقول الواعية الحافظة أولاً ثم جمع في الصحف غير مرتب السور ثانياً ثم جمع أخيراً على الصورة التي نقرؤها الآن . فأما جمعه في الصدور فإنه كان إذا نزلت السورة أو الآية منه في واقعة من الوقائع إو في حكم من الأحكام أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجعلها في مواضعها . فيقول مثلا ً : ضعوها قبل آية كذا أو بعد آية كذا حتى تتم السورة ويعرضها صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام فيعارضه بها ثم يعرضها الرسول بعد ذلك على أصحابه ، وكان جبريل يعارضة بالقرآن في كل عام مره حتى عام الوداع فعارضه به مرتين .
ومن هنا يتبين لنا أن ترتيب الآية في سورها كان بتوقيف وتوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه وعنه رواه القراء رواية متواترة توجب العلم الضروري ، ويستحيل معها الكذب ، كما هو معروف عند علماء الحديث وأصول الدين وقد نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة .
وقد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى والقرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد وإنما كانت سوره تتلى وآياته محفوظه وكان كتاب الوحي رضي الله عنهم قد سبقوا إلى تدوين آياته مفرقاً في الرقاع والألواح والعسب واللخام والعظام والأكناف وكان قد حفظه جماعة من الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً منهم أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وعبد الله بن مسعود رضوان الله عليهم . وكان يقرآونه كما تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف أو لغات أو قراءات . وفي خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم خرج الجند المسلمون لقتال أهل الردة وفيهم الحفاظ والقراء فقتل منهم عدد كبير حتى لقد قتل في يوم اليمامة سبعون رجلاً من هؤلاء الحفاظ القراء ، وخيف على القرآن الكريم من الضياع فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهم بجمع القرآن الكريم فتوقف في بادئ الأمر فلم يزل عمر رضي الله عنه حتى رضي بذلك ثم أرسل أبو بكر رضي الله عنه إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه وكلفه بجمع القرآن الكريم فتوقف بدوره أولاً ثم اقتنع بصواب هذا العمل ونهض إلى ما ندب إليه بهمه ونشاط .
القرآن الكريم هو كتاب العرب الأكبر ، ودستور المسلمين الأعظم ، وديوان العالم الأعز وشرعة الإنسانية السمحاء ووحي السماء الذي نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء بلغة قريش أفصح ما للعرب من لغات وأبقى وأنقى وأبهى مالديها على الإطلاق من لهجات ، فكان أول كتاب عربي عرفه العالم قاطبة ملأ الخافقين علماً وعم فجاج الأرض نوراً وإشراقاً وبعث الهامدين من مراقد الجهالة والضلال ، فدبت فيهم الحياة وأتسعت أمامهم آفاق المجد والعزة ونهضوا على أقدامهم ، يترسمون معالم الهداية وينهجون الطريق المستقيم ، طريق الله العزيز الحكيم .
وقد جاء القرآن الكريم مشتملاً على قصص ومواعظ وحكم وأحكام وإعذاراً ووعد ووعيد وتحذير وتبشير وأمر ونهي وحث على التمسك بالأخلاق الكريمة والمثل العليا والقيم الرفيعة والآداب العظيمة الحكيمة وكل ذلك في نهج من البلاغة رائع عجيب وأسلوب من الفصاحة رائق خصيب يبهر العقول ويأسر الأسماع ويسحر الأفئدة ولا يستطيع الجن والإنس أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
جمع القرآن الكريم وتدوينه :
جمع القرآن الكريم في الصدور وحفظته العقول الواعية الحافظة أولاً ثم جمع في الصحف غير مرتب السور ثانياً ثم جمع أخيراً على الصورة التي نقرؤها الآن . فأما جمعه في الصدور فإنه كان إذا نزلت السورة أو الآية منه في واقعة من الوقائع إو في حكم من الأحكام أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجعلها في مواضعها . فيقول مثلا ً : ضعوها قبل آية كذا أو بعد آية كذا حتى تتم السورة ويعرضها صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام فيعارضه بها ثم يعرضها الرسول بعد ذلك على أصحابه ، وكان جبريل يعارضة بالقرآن في كل عام مره حتى عام الوداع فعارضه به مرتين .
ومن هنا يتبين لنا أن ترتيب الآية في سورها كان بتوقيف وتوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه وعنه رواه القراء رواية متواترة توجب العلم الضروري ، ويستحيل معها الكذب ، كما هو معروف عند علماء الحديث وأصول الدين وقد نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة .
وقد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى والقرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد وإنما كانت سوره تتلى وآياته محفوظه وكان كتاب الوحي رضي الله عنهم قد سبقوا إلى تدوين آياته مفرقاً في الرقاع والألواح والعسب واللخام والعظام والأكناف وكان قد حفظه جماعة من الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً منهم أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وعبد الله بن مسعود رضوان الله عليهم . وكان يقرآونه كما تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف أو لغات أو قراءات . وفي خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم خرج الجند المسلمون لقتال أهل الردة وفيهم الحفاظ والقراء فقتل منهم عدد كبير حتى لقد قتل في يوم اليمامة سبعون رجلاً من هؤلاء الحفاظ القراء ، وخيف على القرآن الكريم من الضياع فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهم بجمع القرآن الكريم فتوقف في بادئ الأمر فلم يزل عمر رضي الله عنه حتى رضي بذلك ثم أرسل أبو بكر رضي الله عنه إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه وكلفه بجمع القرآن الكريم فتوقف بدوره أولاً ثم اقتنع بصواب هذا العمل ونهض إلى ما ندب إليه بهمه ونشاط .
وفي ذلك روي البخاري بسنده عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال :
" أرسل إلي أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده ، قال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن الكريم وإني أخشى أن يستمر القتل بالقرآء في المواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، قلت لعمر : كيف نفعل : كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك . ورأيت في ذلك الذي رأى عمر . قال زيد : قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن . قلت : كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهم فتتبعت القرآن اجمعه من العسب واللخام وصدرو الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم " حتى خاتمة براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر في حياته ثم عند حفصة بنت عمر " وقد سمى أبوبكر ما جمعه مصحفاً .
ويرى العلماء والباحثون أن هناك سبباً آخر قد أسهم بعض الشيء في هذا الاختيار وهو أن زيداً لم يكن من كتبة الوحي ومن حملة القرآن فحسب ولكنه فضلاً عن ذلك حضر بنفسه آخر تلاوة للقرآن الكريم قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على الأسلوب الأمثل في اختيار الرجال وتوفير كافة الضمانات لتسجيل النصوص القرآنية وجمع الوثائق القرآنية جمعاً صحيحاً كما أملاه الرسول صلى الله عليه وسلم .
وبالاضافة إلى كل هذه الضمانات وضعت قاعدة للعمل وطبقت بكل عناية وهي تقضي بألا يؤخذ بأي مخطوط لا يشهد شخصان على أنه مكتوب ليس من الذاكرة وإنما بإملاء الرسول ذاته وأنه جزء من التنزيل في صورته النهائية .
احتفضت حفصة بنت عمر بن الخطاب بصحف القرآن بعد جمعها في حياة أبي بكر وذلك في آخر لحظة من حياته لأن لم يكن قد بويع في ذلك الوقت .
اتسعت الفتوحات الإسلامية وتفرق القراء في الأمصار وأخذ أهل كل مصر عمن وفد إليهم في قراءاته ووجوه القراءة التي يؤدون بها القرآن مختلفة باختلاف الأحرف التي نزل عليها ، فكانوا إذا ضمهم مجمع أو موطن من مواطن الغزو عجب البعض من وجوه الاختلاف وقد يقنع بأنها جميعاً مسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هذا لا يحول دون تسرب الشك للناشئة التي لم تدرك الرسول ، فيدور الكلام حول فصيحها وأفصحها ، وذلك يؤدي إلى الملاحاة إن إستفاض أمره ومردوا عليه ، ثم إلى اللجاج والتأثيم وتلك فتنه لابد لها من علاج .
فلما كانت غزوة أرمينية وغزوة أذربيجان من أهل العراق كان فيمن غزاهما حذيفه بن اليمان فرأى اختلافاً كثيراً في وجوه القراءة وبعض ذلك مشوب باللحن مع إلف كل لقراءته ووقوفه عندها ومما رأته مخالفاً لغيره وتكفير بعضهم الآخر ، حينئذ فزع إلى عثمان رضي الله عنه وأخبره بما رأي وكان عثمان قد نمى إليه شيئاً من ذلك الخلاف يحدث لمن يقرئون الصبية فينشأ هؤلاء وبينهم من الاختلاف ما بينهم فأكبر الصحابة هذا الأمر مخافة أن ينجم عنه التحريف والتبديل وأجمعوا أمرهم أن ينسخوا الصحف الأولى التي كانت عند أبي بكر ويجمعوا الناس عليها بالقراءات الثابته على حرف واحد فأرسل عثمان إلى حفصة فأرسلت إليه بتلك الصحف ثم أرسل إلى زيد بن ثابت الأنصاري وإلى عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشيين فأمرهم أن ينسخوها في المصاحف وأن يكتب ما اختلف فيه زيد مع رهط القرشيين الثلاثة بلسان قريش فأنه نزل بلسانهم .
وهكذا نرى أن قصة جمع وتدوين المصحف الشريف لم تكن بالأمر الهين ولا بالبساطة التي قد يتصور البعض أنها كانت موجودة في صحف أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقد كانت هذه الصحف والوثائق دليلاً خطياً وإثباتاً قاطعاً ، ورغم ذلك كما لا حظنا اشترطوا شاهدين لكل من يرى إضافة من ذاكرته إلى المصحف في عهد ابي بكر كما اشترطوا أن تتكون لجنة من كتبة الوحي واختار أبو بكر زيد بن ثابت كما اختاره عثمان في عملية الجمع الثانية .
خط المصاحف
اهتم المسلمون في بداية حياتهم بالكتابة العربية والتي كتب بها المصحف الشريف .
فقد وصل الخط الحيري الأنباري إلى الحجاز على شكلين : المقور والمبسوط
1- فالخط المقور ويسمى باللين والنسخي يمتاز بانخساف عرقاته إلى أسفل ، قد كثر استعماله وشاع تداوله في المراسلات والكتابات العادية .
2- الخط المبسوط ويسمى باليابس وعرقاته مبسوطه ليس فيها انخساف إلى اسفل وقد غلب عليه إطلاق لفظ الكوفي بعد بناء الكوفة .
ولا يستعمل إلا في النقش على المحاريب وأبواب المساجد وجدران المباني الكبيرة وكتابة المصاحف وما يراد به الزينة والزخرفة .
وكان الخط العربي يسمى في صدر الإسلام مكياً ومدنياً ثم سمي كوفياً لشهرة أهل الكوفة بالكتابة وكان كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم يكتبون بالخط المقور النسخي .
وبهذا الخط عينه كتب زيد بن ثابت صحف القرآن الكريم في عهد ابي بكر وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنهما .
النقط والشكل في القرآن الكريم
والنقط والشكل مرت بمراحل متلاحقة فقد وضع الشكل بدعوة من زياد بن أبي سفيان والي معاوية على البصرة ، وقد قام بوضعه أبو الأسود الدؤلي ثم وضع الأعجام أي نقط الحروف بدعوة من الحجاج بن يوسف الثقافي والي عبد الملك بن مروان على العراق وقام بوضعه نصر بن عاصم ويحي بن يعمر تلميذا أبي الأسود الدؤلي . ثم كان الدور الذي قام به الخليل بن أحمد الفراهيدي من وضع الحركات على الحروف . ولقد عرف العرب والمسلمون قبل عهد زياد وقبل عهد الحجاج نوعاً من النقط اتخذه كتاب الوحي واستعمله الصحابة علامات خاصة باللهجات التي كان القرآن يقرأ بها .
وقد استخدمت هذه الطريقة عند تدوين القرآن وجمعه لأول مرة في خلافة ابي بكر رضي الله عنه فكانت الصحف المودعة عند حفصة مبينة فيها اللهجات الأخرى غير اللهجة القرشية بنقط على الحروف واصطلح الكتاب على وضعها للدلالة على الإحالة وضم ميم الجمع والإشمام والهمز والتسهيل وغير ذلك من القراءات التي رواها أهل القبائل عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وعند الجمع الثاني في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه أمر الكتبة أن يجردوا المصحف الإمام من هذه النقط التي لم تكن نقط شكل ولا إعجام لتكون كتابة القرآن على لغة قريش فقط ففعلوا .
وهكذا نستطيع أن نستفيد من الجهود المبذولة في كتابة المصاحف ونقطه وشكله ووصوله إلينا سالماً من كل لحن ومن كل خطأ . وصدق الحق سبحانه وتعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " سورة الحج آية 9 .
المراجع : 1- د. عبد التواب شرف الدين . تاريخ أوعية المعرفة .
2- مناع القطان . مباحث في علوم القرآن الكريم .
من http://forum.brg8.com/t124221.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق