الثلاثاء، 21 مارس 2017

معجم قواعد اللغة العربية بَابُ الهَاء

بَابُ الهَاء
* هَا: اسمُ فعل أمْرٍ بمنى خُذْ نحو "هَا كِتاباً" أي خُذْه، ويجوزُ مَدُّ ألفها، وتُستَعمل مَمْدُودَةً ومَقْصُورة بكافِ الخطابِ و بدُونها، فتقول: هَا وهَاكُمْ، ويجوزُ في الممْدُودَةِ أن تَستَغنيَ عن الكافِ بتَصْريف هَمْزَتها تَصَاريفَ الكافِ، فيُقَال: "هَاءَ" للمُذَكَّر، و "هاء" للمُؤَنَّث، و "هاؤُما" و "هاؤُمْ" ومنه قوله تعالى: {هَاؤُمُ اقْرَأُوا كِتَابِيَهْ} (الآية "19" من سورة الحاقة "69").
هَا: حَرْفُ تَنْبِيه وتَدْخُلُ على ثلاثة:
(أحدُها) الإشَارَةُ لِغَيْرِ البَعيد نحو "هَذا".
(الثاني) ضَمير الرَّفْع المخْبرَ عنه باسم الإِشَارةِ نحو: {ها أَنْتُمْ أُولاءِ} (الآية "119" من سورة آل عمران "3" ).
(الثالث) "أيّ" في النداءِ نحو "يا أيُّها الرَّجُلُ" وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنَّه المقْصُودُ بالنِّداء.
* هَا للقَسم: هِي "هَا" للتَّنْبِيهِ، ولكنَّها قد تَنُوبُ في القَسَم عن الواوِ، تقولُ: "لا هَا اللهِ ذَا"، وتمُدُّ أَلِفَ "هَا" وإنْ كانَ بَعْدَها شَدَّةُ لَفْظِ الجَلالَة، كما تُلْفَظ "هَامَّة" وإنْ شِئْتَ قُلتَ "لا هَللَّهِ ذا" فتحذف الألف، وتكون في موضع الواو إذا قلت: "لاواللهِ".
وأمَّا ذَا فهو الشيء ُالذي تُقسِم به، فالتقدير: "لا واللهِ هَذا ما أُقسِمُ به" فَحذَفْتَ الخَبَر لِعِلْم السَّامِعِ به أو "ذا" خَبَرٌ لِمُبْتَدَأ مَحْذُوفٍ، التَّقْدِيرُ: "الأمْرُ ذا".
ولَفْظ الجَلالة يُجَر بـ "هَا" كما يُجَرُّ بوَاوِ القَسَم.
* هَا أَنَاذا وفُرُوعُه: كَثُر اسْتِعمالُ "هَا" للتنبيهِ مَعَ ضَمِيرِ رَفْعٍ مُنْفَصِل بِشَرْطِ أنْ يكونَ مَرفُوعاً بالابتِداءِ، وأنْ يكون خبرُهُ اسمَ إشَارَةٍ نحو: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ} (الآية "119" من سورة آل عمران "3" ) فلا يجوزُ دُخُولها على الضَّميرِ مِنْ قَولكَ "مَا قَامَ إلا أَنَا" ولا مِن قَوْلكَ "أنْتَ قائمٌ".
تقول "ها أنا ذا" و "ها نحنُ ذانِ" و "هَا نحن أولاءِ" و "هَا أَنْتِ ذِي" و "هَا أَنتُما تَانِ" و "هَا أَنْتُنَّ أُوَلاءِ" وهكذا .
* هَاءُ السَّكتْ: مِنْ خَصَائِصِ الوَقْفِ اجتِلابُ هَاءِ السَّكْت، ولَها ثَلاثةُ مَوَاضِع:
(أحدُها) الفِعلُ المعَلُّ بحذْفِ آخرِهِ، سَواءٌ أكَان الحَذْفُ للجَزْمِ نحو "لمْ يَغْزُهْ" و " لمْ يَرْمِهْ" و "لم يَخْشَهْ" ومنه {لم يَتَسَنَّهْ} (الآية "259" من سورة البقرة "2" ). ومعنى لم يتسنه: لم تغيره السنون)، أو لأَجْلِ البِنَاءِ نحو "اغْزُهْ" و "اخْشَهْ" و "ارْمِهْ" ومنه: {فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ} (الآية "90" من سورة الأنعام "6" )، والهاءُ في هذا كلِّه جَائِزةٌ، وقد تجبُ إذا بَقِيَ الفِعلُ على حَرْفِ واحدٍ كالأمْرِ من وَعَى يَعِي، فإنَّكَ تقول: "عِهْ".
(ثانيها): "مَا" الإسْتِفْهَامِيَّةُ المجُرَّدَةُ، فإنَّهُ يجبُ حذفُ أَلِفِها إذا جُرَّتْ في نحو "عَمَّ، وفِيمَ" مَجْرورتيْن بالحرفِ "وَمَجِيءَ مَ جئتَ" (الأصل: جئت مجيء مَ؟ وهذا سؤال عن صفة= المجيء، أي على أي صفةٍ جئت ثم أخَّرَ الفِعل لأنَّ الإستفهام له صَدْر الكلام، ولم يمكن تاخير المضاف) مجرورةً بالمضافِ، فَرْقَاً بينها وبين "مَا" الموصوليَّة الشرطيَّة.
فإذا وَقَفْتَ عليها أَلحقْتَ بها الهاء حِفْظاً للفَتْحَةِ الدَّالَّة على الألِفِ المحذُوفَةِ، وتجِبُ الهَاءُ إنْ كانَ الخَافض لـ "مَا" الاستِفْهَاميَّة اسْمَاً كالمثالِ المتقدمِ: "مجيء" وتَتَرَجَّحُ إنْ كانَ الخَافِضَ بها حَرْفَاًنحو: {عَمَّه يَتَسَاءلُونَ} (عمه: وبها السكت قرأ البزي) (الآية "1" من سورة النبأ"78").
(ثالثها): كلُّ مبنيّ عَلى حَرَكَةِ بناءٍ دائماً، ولم يُشبِهِ المُعْرَبَ كياءِ المتكلم كـ "هِي" و "هُو" وفي القرآن الكريم: {مَاليه} (الآية "28" من سورة الحاقة "69") و {سُلْطَانِيَة} (الآية "29" من سورة الحاقة "69") و{مَاهِيَةْ} (الآية "10" من سورة القارعة"101") وقال حَسّان:
إذا ما تَرَعْرَعَ فِينَا الغلامُ * فَمَا إنْ يُقالُ لَهُ مَن هُوَهْ
هَبْ: بصيغَةِ الأمر، وهي مِنْ أَفْعَالِ القُلُوب وتُفيدُ في الخبَرِ رُجْحَاناً، وهي تَنصِبُ مَفْعُولَين أَصْلُهُما المُبْتَدَأ و الخَبَرُ نحو قولِ عبدِ الله بنِ همّام السَّلُولي:
فقُلْتُ أَجِرْني أبّا خَالدٍ * وإلاَّ فَهَبْني امْرَءًا هَالِكَا
ويقالُ "هَبْنِي فَعَلْتُ ذلك" أيْ احْسَبْنِي واعْدُدْني، ولا يقالُ: "هَبْ أني فَعَلت".
(=ظنَّ وأخواتها).
هَبَّ (وفي اللسان: هب فلاناً يفعل كذا كما تقول: طفق يفعل كذا): كلمةٌ تَدُلُ على الشُّرُوعِ في خَبَرِها، وهي من النواسخِ تعمَلُ عَمَلَ كانَ، إلاَّ أنَّ خَبَرَها يجبُ أن يكونَ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً من مُضارعٍ فاعِلُه ضميٌر يعودُ على الاسمِ و مُجَرَّدٌ مِنْ "أنْ" المَصْدَرِيَّة، ولا تَعْمَلُ إلاَّ في حَالَةِ المُضِي.
هَذَاذِيك بمعنى كُفَّ: هو مَصْدَرٌ مُثَنّىً لَفْظاً ويُرادُ به التَّكْثيرُ، وتَجِب إضَافَتُه، ومعناه: إسراعاً لك بَعْدَ إسراع، أوْقَطْعاً بَعْدَ قَطْع، ويُعرَبُ مَفْعُولا مطْلَقاً لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ أسْرِعْ، وإنَّما لمْ يُقَدَّر فِعلٌ مِنْ جِنْسِه لأنَّه ليسَ لَهُ فِعْلٌ مِنْ جِنْسِه مثل: لَبَّيْكَ، قَالَ العَجَّاجُ يمدَحُ الحَجَّاج:
ضَرْباً هَذَاذِيْكَ وطَعْنَاً وَخْضاً * يَمْضي إلى عَاصِي العُرُوقِ النَّخْضَا
(هذاذيك أي هذَّاً بعد هذٍّ يعني قَطْعاً بعد قَطع، والوَخْض: المشرَع للقتل، والعَاصِي: العِرْق لا يَرْقَأ دمُه، والنَّخْضُ: اللحم المكتنِز وهو مَنْصوب على نزع الخافض وهو "في")
هَلْ:
-1 ماهيَّتُها:
حرفُ استِفْهَامٍ مَوضُوعٌ لطَلبِ التَّصديقِ الإيجابي (التصديق: إدراك النسبة، وهل: موضوع لإدراك النسبة الإيجابية فإذا قلت "هل قدم أخوك" فأنت تسأل عن قدوم أخيه وهذا هو التصديق، وإذا قلت"أزيد قدم أم بكر" فأنت تسأل عن أحدهما أي المفرد هذا هو التصور، والمراد بالإيجابي غير المنفي كما هو معلوم، والسلبي: المنفي) دونَ التصوُّر ودُونَ التَّصديقِ السَّلبي، فيمتنع نحو "هلْ زيدٌ قائمٌ أم عمرو" إذا أريد بـ "أمْ" المُتَّصلة (وأما المنقطعة فهي بمنعى "بل" فلا تمنع التصديق)، لأنَّه تَصَوُّرٌ، ويمتنع نحو "هَلْ لمْ يقُمْ زيدٌ" لأنَّه تَصْديقٌ سَلْبيّ.
وحُرُوفُ الاسْتِفْهَام لا يَليها في الأَصْلِ إلاّ الفِعْلُ، إلاَّ أنَّهُم قد تَوَسَّعُوا فيها، فابْتَدَءُوا بَعْدَها الأَسْماء، ألاَ تَرَى أنَّهم يقولون: "هَلْ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ " و "هلْ زيدٌ في الدَّار" فإنْ قُلتَ "هَلْ زيداً رأيتُ" و "هلْ زيدٌ ذَهبَ " قَبُحَ، ولم يَجُز
إلاَّ في الشعر، فإن اضطُر شاعرٌ فَقَدَّم الاسم نصب تقول: "هل عَمْرَاً ضربتَه"
-2 تفترقُ "هَل " مِنَ الهمزةِ من عَشْرَةِ أوجُهٍ:
(أحدُها) اخْتِصاصُها بالتَّصْديق.
(الثاني) اخْتِصَاصُهَا بالإيجَاب، تقولُ "هلْ زيدٌ قائمٌ" ويمتنع "هلْ لمْ يَقُمْ".
(الثالث) تَخْصِيصُها المضارع بالاسْتِقبال.
(الرابع) أنَّها لا تَدْخُلُ على الشَّرطِ بِخلافِ الهَمزَةِ نحو: {أفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخالِدُونَ} (الآية "34" من سورة الأنبياء"21").
(الخامس) أنَّها لا تَدْخُلُ على "إنَّ " بِخلافِ الهَمْزةِ نحو: {أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ}.
(السادس) أنها لا تدْخُلُ على اسمٍ بعدَهُ فعلٌ في الاختيار، بخلافِ الهَمْزَةِ نحو "أَزَيْدَاً أَكْرَمْتَ".
(السابع) أنَّها تَقَعُ بَعْدَ عاطفٍ نحو: {فَهَلْ يَهْلَكُ إلاَّ القَوْمُ الفاسِقون} (الآية "35" من سورة الأحقاف "46").
(الثامن) أنَّها تَأتِي بَعدَ "أمْ" نحو: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمى والبَصِيرُ أمْ هَلْ تَسْتَوي الظُّلماتُ والنُّورُ} (الآية "16" من سورة الرعد "13" ).
(التاسع) أنَّها قد يُرادُ بألاستِفهامِ بها النَّفي، ولذلكَ دَخَلَتْ عَلى الخبر بعدَها "إلاَّ" في نحو: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَانُ} (الآية "60"من سورة الرحمن"55"). و "الباءُ" في قوله:
ألا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدَائم.
وصحَّ العطفُ في قوله:
وإنَّ شِفَائي عَبْرَةٌ مُهرَاقَةٌ * فهل عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ من معوَّلِ
إذْ لا يُعْطَفُ الإِنْشَاءُ على الخَبر.
(العاشر) أنَّها تَأْتي بمعنى "قَدْ" نحو: {هَلْ أَتى عَلى الإِنْسَانِ حينٌ مِنَ الدَّهْرِ} (الآية "1" من سورة الدهر"76"). وقد يَسوغُ للشَّاعر أنْ يُدخِل همزة الاستفهام على "هل " نحو قولِ زيدِ الخيل:
سَائِلْ فَوَارِسَ يَرْبُوعٍ بشَدَّتِنا * أَهَلْ رَأَوْنا بسَفْحِ القُفِّ ذِي الأكم
(الشدة: الحملة، والباء بمعنى عن، القف: جبل ليس بعالٍ). ومثلها قَولك: أمْ هَلْ فعلت، يقول سيبويه: هي يمنزلة قد.
هلاَّ: مِنْ أدَوات التَّخضيض، وهي كأخَواتِها لا تَتَّصل إلاَّ بالفِعل. ويَجوز فيها - كما يَقول سيبوبه - في أخواتها (=لولا، لوما، ألاَّ، ألا) أن يكون الفعلُ مُضْمَراً، ومُظهراً، مُقَدَّماً، ومؤخراً، ولا يَستقيم أن يُبْتَدأ بعدها الأسماء ولو قلت "هلاَّ زيداً ضربتَ" جاز، ولو قلتَ "هلاَّ زيداً" على إضمارِ الفِعْل، ولا تَذْكُرُهُ جَازَ، والمَعْنَى: هلاَّ زَيْدَاً ضَرَبْتَ.
هَلُمَّ: بمعنى أَقْبِلْ، وهذه الكَلِمةُ تَرْكِيبيَّة من هَا للتَّنْبِيه، ومِن لَمَّ، ولكنها قد استُعْمِلَت اسْتِعْمَالَ الكَلِمَةِ الوَاحِدَةِ المُفْرَدة البَسيطة، قال الزَّجاج: زعم سِيبويه: أن هَلُمَّ، ها، ضُمَّتْ إليها: لُمَّ، وكذا قال الخليل، وَفَسَّرَهَا بقوله: أَصْلُه، لُمَّ، من قولهم: لَمَّ الله شَعْثه أي جَمَعه كأنه أرَادَ: لُمَّ نَفْسَك إلَيْنَا: أي اقْرَب، وها للتَّنْبِيه، وإنَّما حُذِفَتْ ألِفُها لِكَثْرة الاسْتِعمال، وجُعِلا اسْماً واحِداً.
وأكثر اللغات: هَلُمَّ للواحد والاثْنَين والجماعة وبذلك نزل القرآن: {هَلُمَّ شُهَدَاءَكم} .
قال سيبويه: وهَلُمَّ في لغة الحجاز، يكون للواحد والاثنين والجماعة.
ولا تَدْخلُ عليها النونُ الخَفِيفَةُ ولا الثَّقِيلةُ، لأنَّها لَيْست فِعلاً، إنَّما هيَ اسمُ فِعلٍ.
وأَمَّا في لغةِ بَني تَميم فتدخُلُها النُّونُ الخَفيفة والثَّقيلة لأنَّهم قد أجْرَوها مُجْرى الفِعل، فَقَالوا: هَلُمَّنَّ يا رجل وهَلُمَّنَّ يا امرأة، وفي التثنية: هَلُمَّانِّ للمؤنث والمذكر وهَلُمُّنَّ يا رجال بضم الميم، وهَلْمُمْنَانِّ يا نسوة.
وعندَ أهلِ نَجْدٍ فِعْلُ أمْرٍ ويُلْحِقُونَ بها الضَّمائر، فيَقُولُونَ في المثنى "هَلُمّا" وفي المؤنث "هَلُمِّي "وفي جمع المذكر "هَلُمُّوا" وللنساء "هَلُمُمْنَ" والأوَّلُ أفْصح وبه جاء التنزيل: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُم} (الآية "150"من سورة الأنعام "6" ) (=اسم الفعل 2).
هَلُمَّ جَرَّاً: مَعْنَاها اسْتِدَامَةُ الأمْر وإتِّصَالُه يُقَال: "كَان ذَلِكَ عَامَ كذا وهَلُمَّ جَرّاً إلى اليَوْمِ " وأصْلُه مِنْ الجَرِّ: السَّحْب، وانْتَصَب "جَرّاً" على المَصْدَر أو الحَال.
هَلْهَلَ: كلمَةٌ تَدُلُّ على مَعْنى الشُّرُوع في خَبَرِها، وهِيَ منَ النَّواسخِ تَعْمَلُ عَمَل كان، إلاَّ أنَّ خبَرها يجبُ أنْ يكُونَ جملَةً فعْلِيَّةً مِنْ مُضارعٍ فاعِلُه يَعُودُ على الاسم،
ومُجَرَّدٍ مِن "أنْ" المَصدَريَّة، ولا تَعْمَلُ إلاَّ في حالَةِ المَاضِي نحو "هَلْهَلَ الشِّتَاءُ يُقْبِلُ " أيْ شَرَعَ وأنشَأَ.
هَمْزَةُ الاستفهَام:
[1] هيَ أَصْلُ أدَواتِ الاستفهام، بل هي - كما يقول سيبويه - حَرفُ الاسْتِفْهَام الذي لا يَزُول عَنْه لِغَيره، وليْس للاسْتِفْهَامِ في الأصْلِ غيرهُ، وإنَّما تَرَكُوا الألِفَ - أي هَمْزَةَ الاسْتِفْهَام - في: "مَنْ، ومَتَى، وهَلْ "، ونَحْوَهن، حيث أَمِنوا الالْتِباس، . ولهِذَا خُصَّتْ بأحْكامٍ:
(أحدُها) جَوازُ حَذْفِها سَواءٌ تقدَّمَتْ على " أم" كقولِ ابنِ أبي ربيعة:
فواللهِ ما أدْرِي وإنْ كُنْتُ دَارِياً * بِسَبْعٍ رَمَينَ الجَمْرَ أمْ بثمانٍ؟
أراد: أبِسَبْعٍ.
أم لمْ تَتَقَدَمْها كقولِ الكُمَيْت:
طَرَبْتُ ومَا شَوْقَاً إلى البيضِ أطْرَبُ * ولا لَعِباً مِني، وذُو الشَّيب يلعبُ؟
(يريد: أو ذو الشيب يلعب، فحذفت همزة الاستفهام مع وجود معنى الاستفهام)
(الثاني) أنَّها تَردُ لطلبِ التصوُّرِ نحو" أَخَالِدٌ مُقْبِلٌ أم عُبَيْدَةُ" ولطَلَبِ التَّصديق نحو "أمُحَمَّدٌ قادِمٌ" وبقيَّةُ أدواتِ الاستِفهامِ مُخْتَصَّةٌ بطلبِ التَّصَوُّر إلاّ "هَلْ " فهي مُخْتَصَّةٌ بطَلَبِ التَّصديقِ.
(الثالث) أنَّها تَدْخُلُ على الإثْبَاتِ كما تقدَّم، و على النَّفي نحو: {أَلَمْ نَشْرَحُ لَكَ صَدْرَك} (الآية "1" منسورة الإنشراح"94").
(الرابع) تَمَامُ التَّصْدير، وذلك أنَّها أوَّلاً: لا تُذْكَرُ بعد " أمْ" التي للإِ ضْرابِ كما يُذْكَر غَيرُها، لا تَقولُ: "أَقَرَأَ خَالِدٌ أمْ أَكَتَبَ " وتَقولُ: "أمْ هَلْ كَتَبَ" وثَانِياً: أنَّها إذا كانَتْ في جملَةٍ مَعْطُوفَةٍ بـ "الوَاوِ" أو بـ "الفَاءِ " أو "ثُمَّ" قُدِمَتْ على العاطفِ تَنْبِيهاً على أصَالتِها في التَّصدِير: نحو: {أوَلمْ يَنْظُرُوا} (الآية "185" من سورة الأعراف "7" ) {أَفَلَمْ يَسِيروا} (الآية "109" من سورة يوسف "12" ) {أَثُمَّ إذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بهِ} (الآية "51" من سورة يونس "10" ) وأخَواتُها تتأخَّرُ عَنْ حُرُوفِ العَطْفِ نحو: {وكَيْفَ تَكْفُرُونَ} (الآية "101"من سورة آل عمران "3" ) {فَأَْنَ تَذْهَبُون} (الآية "26" من سورة التكوير"81") {فَأَنَّى تُؤْفَكُون} (الآية "95" من سورة الأنعام "6" ) {فهلْ يُهْلَكُ إلاَّ القَومُ الفَاسِقُون} (الآية "35" من سورة الأحقاف"46") {فأَيَّ الفَرِيْقَينِ} (الآية "81" من سورة الأنعام "6" ) {فمَا لَكُمْ في المُنَافِقِينَ فِئَتَين} (الآية "88" من سورة النساء "4" ).
(الخامس) تخْتَلِف هَمْزَةُ الإسْتِفْهَامِ عن غَيرها اخْتِلافاً في أمورٍ كثيرةٍ، وما يَجُوزُ فيها لا يَجُوزُ بغَيرها.
فيجوزُ أنْ يَأتي بعدَها اسْمٌ مَنْصُوبٌ فَتَقول: "أعَبْدَ الله ضَرَبْتَه" و "أزيداً مَرَرْتَ به" و "أعَمْراً قَتَلتَ أخَاه" أو "أعمراً اشتريْتَ لهُ ثَوباً" ففي كل هذا قَدْ أضْمَرتَ بينَ هَمْزة الإسْتِفْهَام والاسْمِ بعدَها - فِعْلاً، والفِعْلُ المَذْكُور تَفْسِيرُه، قال جرير:
أثَعْلَبَةَ الفَوارِسِ أم رِيحاً * عَدَلْتَ بهم طَهِيَّةَ و الخِشَابا
(وتقدير الكلام: أظلمت ثعلبة عدلت بهم طهية)
ومثل ذلك: "ما أدْري أزيداً مَرَرْتُ به أمْ عَمْراً" (التقدير: ما أدري أجاوزت زيداً، وتفسيره مررت به) أو "مَا أُبالي أعبْدَ اللهِ لقيتُ أمْ عَمْراً" وتقولُ في الرَّفْعِ بعدَ همزةِ الإستفهامِ " أعَبْدَ اللهِ ضَرَبَ أخُوهُ زَيْدَاً"، لا يكون إلاَّ الرفع، لأنَّ الذي من سَبَب عبدِ اللهِ - وهو أخوه - مَرْفُوعٌ لأنَّه فَاعل، فَيَرْتَفِع إذا ارْتَفَعَ الذي من سَبَبِه، كمَا يَنتَصِبُ إذا انتصَبَ، ويكون الفعلُ المُضْمَرُ ما يَرْفع، كما أضمرتَ في الأول ما يَنصِب.
فإنْ جعَلْت زيداً الفَاعِلَ قلت: " أعبدَ اللهِ ضَربَ أخاه زيدٌ"
-2 دخولُ هَمْزَةِ الإسْتِفهام على هَمْزَة الوصل:
همزةُ الإستِفهامِ إذَا دَخَلَتْ على هَمْزَة الوصْلِ، ثَبَتَتْ هَمْزة الاستفهام و سقَطَتْ هَمْزَةُ الوَصْل، وذلك لأنَّ هَمْزَةَ الوصلِ إنما أُتي بها ليُتوَصَّل بها إلى النطق بالساكن الذي بَعدَها، فلمَّا دَخلتْ عليها هَمْزَةُ الاسْتِفْهَام استُغْني عَنْها بِهَمْزة الاسْتِفْهَام، فأسْقِطَتْ، نحو قولك في الاستفهام "أبْنُ زيدٍ أنت؟" و "أمْرَأةُ عَمْروٍ أنتِ؟" "أستْضعَفْتَ زيداً" "أشْتَرَيْتَ كتاباً؟" ومنه قوله تعالى: {أتَّخذْتُم عِنْدَ اللهِ عَهْدَاً} ؟ {أسْتَكْبَرتَ أمْ كُنْتَ مِنَ العَالين} {اسْتَغْفَرْتَ لهُم} ؟ {أَصْطَفى البناتِ على البَنين} ؟ {أَطَّلَعَ الغيب} {أَفْتَرى على اللهِ كذباً} إلى كثير من الأمثال. وقال ابن قيس الرُّقَيَّات:
فقالت: أبْنَ قَيْسٍ ذا؟ * وبَعْضُ الشَّيبِ يُعْجِبُها
و قال ذو الرُّمَّة:
أَسْتَحدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أشْياعِهم خَبَراً؟ * أمْ راجَعَ القَلْبَ من أطْرَابِه طَرَبُ؟
-3 هَمْزةُ الاسْتِفهامِ والقَسَم:
تقول: "آللهِ " مُسْتَفهِماً مَعَ التَّأْكد بالقَسَم، وكذلك "آيْمِ اللهِ؟" و "آيْمنِ اللهِ؟"، فَهَمْزَةُ الاستِفهام نَابَتْ عن "واوِ" القَسَم وجُرَّ بها المُقْسَمُ به، ولا تُحْذَفُ هنا هَمْزَةُ الوَصْل من لَفْظِ الجَلالةِ أو "أيم" أو "ايْمُنُ" و إنما تُجْعَلُ مَدَّةً كَمَا لَو دَخَلتْ على غير القَسَم فتقول: "آلرَّجُلِ فعلَ ذلك؟". فهمزةُ الاستفهامِ هنَا حَمَلتْ مَعْنَيْين: الاستفهامَ ونيابةَ الوَاوِ في القَسم فإذا قلتَ: "آللهِ لتَفْعَلَنَّ؟" فكأنَّك قلت: "أتُقسِم باللهِ لَتَفْعَلنَّ".
-4 دُخُول هَمْزَةِ الاستفهام على "الْ" التعريفية: إذَا دَخَلتْ هَمْزَةُ الاستفْهام على"أل" هَمَزْتَ الأولَى ومَدَدْتَ الثَّانيَة لا غَيرُ و أشْمَمْتَ الفَتْحَة بلا نَبِرة كقولك "آلرَّجلُ قال ذاك؟" آلسَّاعَةَ جِئْتَ؟" ومنه قوله تعالى: {آلله خيرٌ أما يشْرِكُون} ؟ (الآية "95" من سورة النمل "27" ) {آلذَّكرينِ
حَرَّم أمِ الأُنْثَيَيْن} (الآية "143" من سورة الأنعام "6" )، {آلآنَ و قَدْ عَصَيْتَ قَبْل} (الآية "91" من سورة يونس "10" ).
وقال مَعْنُ أوْس:
فوَاللهِ مَا أدْرِي أآلحُبُّ شَفُّه * فَسَلَّ عليهِ جِسْمَه أمْ تَعَبَّدا
-5 خُرُوجُ الهَمْزَةِ عن الاستِفْهامِ الحَقيقي:
قد تخْرَج "الهمزةُ" عن الاستِفهامِ الحقيقي فتردُ لثمانيةِ معانٍ:
(1) التَّسْوية: وهي التي تقع بعد كلمة "سَواء" أو "مَا أُبَالي" و "ما أبالي" و "لَيْتَ شِعْري" ونَحْوِهِن.
والضَّابِط: أنَّها الهَمْزةُ الدَّاخِلَةُ على جُملةٍ يَصِحُّ حُلُولُ المَصدَرِ مَحَلَّها نحو: {سَوَاءٌ عَلَيْهمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} (الآية "6" منسورة المنافقون"63") أي سَوَاءٌ عليهمْ اسْتِغْفَارُك وعَدَمُه وهو فَاعِلُ "سواء".
(2) الإِنْكَار الإِبْطَالِي: وهذه تَقْتَضِي أنَّ مَابَعْدَهَا - إذا أُزيلَ الاستفهامُ - غَيرُ واقِعٍ، وأنَّ مُدَّعيَه كاذِبٌ نحو: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بالْبَنِينَ واتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إنَاثاً} (الآية "40" من سورة الإسراء "17" ).
{أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} (الآية "19" من سورة الزخرف "43").
{أَفَعَيِينَا بالخَلْقِ الأوَّلِ} (الآية "15" من سورة ق "50").
ومنه: {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (الآية "36" من سورة الزمر "39" ).
{أَلَمْ نَشْرَحْ لكَ صَدْرَكَ} (الآية "1" من سورة الانشراح "94").
ومنه قولُ جَرير في عبدِ الملك:
أَلَسْتُمْ خَيرَ مَنْ رَكِبَ المَطايَا * وَأَنْدَى العَالمينَ بُطُونَ رَاحِ؟
(3) الإِنْكَار التَّوْبِيخي: وهذه تَقْتَضي أنَّ مَا بَعْدَها وَاقِعٌ وأنَّ فَاعِلَهُ مَلُومٌ نحو: {أتَعبدُونَ مَاتَنْحِتُونَ} (الآية "95" من سورة الصافات "37" ).
{أَغَيْرَ اللهِ تَدْعون} (الآية "40" من سورة الأنعام "6" ).
(4) التقرير: ومَعْناه حَمْلُكَ المُخَاطَبَ عَلى الإِقْرارِ والاعْترافِ بأمرٍ قَد استَقَرَّ عِنْدَهُ ثُبُوتُهُ أونَفْيُه، ويَجبُ أنْ يَليهَا الشَّيءُ الذِي تُقِّرره به، تقولُ في التقرير بالفعل "أنصرتَ بَكراً" وبالفاعل "أَأَنتَ نَصَرْتَ بَكْراً" وبالمفعولِ "أَبَكراً نَصَرْتَ".
(5) التَّهكمّ: نحو: {قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلَوتُكَ تأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} (الآية "87" من سورة هود "11" ).
(6) الأمر: نحو: {أَأَسْلَمْتُمْ} أي أَسْلِمُوا (الآية "20" من سورة آل عمران "3" ).
(7) التَّعَجُّب: نحو: {أَلَمْ تَرَ إلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (الآية "45" من سورة الفرقان "25" ).
(8) الاستبطاء: نحو: {أَلَمْ يَأنِ للَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذكْرِ اللهِ} (الآية "16" من سورة الحديد "57").
* هَمْزَةُ القَطْع: كلُّ همزةٍ ثَبَتَتْ في الوَصْلِ فهي همزةُ قَطْع نحو "أحسَن" "إحساناً" و "أمَر".
* همزة النداء: يُنادَى بِهَا القَرِيبُ، وهو حَرْفٌ بإجْماعِهم، ومنه قولُ امرِئ القَيْس:
أَفَاطمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّل (=النداء).
* هَمْزةُ الوَصْل:
-1 تَعْرِيفُها:
هي: هَمزَةٌ سَابِقَةٌ مَوْجُودَةٌ في الإبتِدَاءِ مَفْقُودةٌ في الدَّرجِ.
-2 مَوَاضعُها:
قد تَأْتِي في بَعْضِ الأَسماء، وبَعْضِ الأفعال، وبَعْضِ الحُرُوف.
-3 مَجِيؤُها في بَعْضِ الأسماء:
تَجِيء من الأَسماء في مَصَادِر "الخُمَاسِي" و "السُدَاسِي" كـ "انْطِلاقٍ" "اسْتِنْفَارٍ" وفي ااثْنَي عَشَرَ اسْماً وهي: "اسْمٌ، واسْتٌ (الاست: الدبر)، وابنٌ، وابنُمٌ، وابنةٌ، وامْرُؤٌ وامْرَأةٌ، واثنانِ، واثنتانِ، وايمُن المَخْصُوص بالقَسَم، وايمُ لُغَةٌ فيه وألْ الموصوفة" (=في حروفها).
-4 مَجِيؤها في بَعْضِ الافعال:
تأي همزةُ الوَصْل مِنَ الأفعالِ في الفِعل "الخماسي" كـ "انطلَقَ" و "اقتدَرَ" والفِعْل "السداسي" كـ "اسْتَخْرَجَ" وأَمْر الثلاثي نحو "اكْتبْ".
-5 مَجِيؤها في بَعْضِ الحُرُوفِ:
لا تَأتي هَمْزَةُ الوَصْلِ مِنَ الحروفِ إلاَّ بحرفٍ واحدٍ هو "أَل".
-6 حركتها:
لِهمْزَةِ الوَصلِ بالنِّسبةِ إلى حَرَكتِها سَبْعٌ حالات:
(1) وُجُوبُ الفَتْح في المَبْدُوءِ بِها مثل"أَلْ".
(2) وُجُوبُ الضَّمِّ في مثلِ "اُنْطُلِقَ" و "اُسْتُخرِج" مَبْنيَّين للمجهول، وفي أَمْر الثلاثي المضمومِ العين أصالة (بخلاف: "امشوا" ومثلها "اقضوا" فقد ضما لمناسبة الواو، والأصل فيهما: امشيوا و اقضيوا، أسكنت الياء للاستقلال، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت العين لمجانسة الواو) نحو "اُنْصُرْ" و "اُقْتل".
(3) رُجْحَانُ الضَّمِّ على الكَسرِ، وذلك: إذا زَالَت الضَّمّةُ اللاَّزمَةُ قَبلَ الآخِرِ لاتِّصالِ مَحَلِها بـ: "الياء المؤنَّثة" نحو "أُغزِي" والضَّم هو الرجح.
(4) رُجْحان الفَتْحِ على الضَّم في "ايْمَن" و "ايْمُ".
(5) رُجْحان الكَسر على الضَّم في كلمة "اسْمٍ".
(6) جَواز الكَسرِ والضَّم والإِشمام في نحو "اخْتار" "انقَاد" مبنيَّين للمَجْهُول، فالضَّم في "اخْتُور وانْقُود" والكَسْر والإشمام في "اخْتِير وانْقِيد".
(7) وجُوبُ الكَسْرِ فيما بَقي من الأَسماءِ العَشَرَة (المار ذكرها في رقم (3) )، وفي المصادر والأفعال.
-7 حَذْفُ هَمزَةِ الوَصْلِ أو عَدَمُ حَذْفِها:
تُحذَفُ هَمزَةُ الوَصلِ المكْسُورَة أوِ المَضْمُومَة إذا وَقَعَتْ بَعْدَ هَمْزَةِ إسْتِفْهام فالأولى نحو: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْريّاً} (الآية "63"من سورة ص "38" واصلها: أإتخذناهم)، {أَستَغْفَرتَ لَهُمْ} (الآية "6" من سورة المنافقون"63") "أبْنُكَ هذا؟" والثانية نحو: "أَضْطُرَّ الرَّجُلُ " (وأصلها: أأضطر). وإنْ كانَتْ هَمْزَةُ الوصلِ مَفْتُوحةً لا تُحذَفُ لِئلا يَلْتَبِسَ الإستفهامُ بالخبَرَ لكنْ يَترَجَّح اَنْ تُبْدَلَ أَلِفاً تقولُ "آلحْسنُ عِندك؟" و "آيْمُن اللهِ؟" وقَدْ تُسَهَّلُ همزةُ الاستِفهامِ بَيْنَ الألفِ و الهمْزَةِ مع القَصْرِ وهذا مَرْجُوحٌ، ومن التسْهيل قَولُ عُمَر بنِ أبي رَبيعة:
ألحَقَّ أنْ دَارُ الرَّبابِ تَبَاعَدَتْ * أو انْبَتَّ حَبْلٌ أنَّ قلبَكَ طَائِرُ
-8 هَمْزَةُ الوصلِ لا تَثْبُتُ في الدَّرجِ إلاَّ في الضرورة:
لا تَثْيُتُ هَمْزةُ الوصلِ في الدَّرجِ إلاَّ في الضَرورةِ كقولِ قيسِ بنِ الخَطِيم الأَنْصارِي:
إذا جَاوَزَ الإِثنينِ سِرٌّ فَإنَّهُ * بِنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشَاةِ قَمِينُ
(النثُّ: الإفشاء و الإذاعة، الوشاة: النمامون، قمين: جدير. )
-9 لا تُحذَفُ همزَةُ الوصلِ خطأ إلاَّ في مَواضع: تُحذفُ همزةُ الوصلِ لَفْظاً، لاخطاً إنْ سُبِقَت بكلامٍ نحو "جَاء الحَقُّ" و "قُلِ الصدْقَ". وقد تُحذَفُ لَفْظاً وخَطّاً في "ابنِ" مَسْبُوقٍ بعَلم وهو صِفَةٌ له بعدَه عَلَمٌ هو أَبٌ له، مَا لَمْ يَقَعْ في أوَّلِ السطر نحو "محمد عبد الله" وكذا في "بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم". بشرطِ أنْ تُذكَرَ كُلُّها، وألاَّ يُذْكَرَ مَعَها مُتَعَلَّق، فلو كتَبْتَ: باسم الله فقط لم تحذف ألف الوصل، وكذلك: باسم الله الرحمن الرحيمم كتابتي وكذا هَمْزَة "أَلْ" إنْ جَرَرْتَ اسمَها باللامِ كقولِكَ"للرَّجُلِ".
* هُنَا: ظرفُ مَكَانٍ لا يَتَصرَّف إلاَّ بالجَرّ بـ "مِنْ" و "إلى" فإذا قلنا: "ها هنا" فها للتنبيه، وتقول: "من هنا" و "إلى هنا"، .
* هَنَّا: بالفَتْح والتَّشْديد للمَكانِ الحَقِيقي الحِسّيِّ، لا يُستَعملُ في غيِره إلاَّ مَجَازاً.
هَنِيئاً لك: (=الحال 16).
هنيئاً لك العيدُ: فـ "هَنِيئاً" حَال، والتَّقْدير: وجبَ ذلك لك هَنِيئاً، "والعيدُ" فاعل هَنِيئاً، ومن هذا قولُ أبي الطيب:
هَنِيئاً لكَ العِيدُ الذي أنت عِيدُه * وعِيدٌ لمن سَمَّى وضَحَّى وعَيَّدا
* هناه: (=يا هناه).
* هو: ضمير رفع منفصل (=الضمير 2 /أ /1).
* هَيَا: لغة في "أيا" وهيَ أَداةٌ لِنِداءِ البعيدِ نحو قول الحُطَيئة:
فقال: هَيَا رَبّاهُ ضَيفٌ ولا قِرىً * بحقِّكَ لا تَحْرِمْهُ تا اللَّيلةَ اللَّحما
* هيّا: اسمُ فعل أمرِ، ومعناه أسرِع (=اسم الفعل).
* هَيْهَاتَُِ: مثلَّثةُ الآخر: اسمُ فعل ماضٍ معْنَاه بَعُد ومثلها "أَيْهات وهَيْهان، وأيْهان، وهَايَهَات، وأيْهَات، وأيهات"، كلها مثلثات و "هيْهَاهْ" سَاكِنة الآخر، في نحو خَمْسينَ لُغَةً، نحو: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَما تُوعَدُون} (الآية "36" من سورة الؤمنون "23" ) وهَيْهَاتَ أكثَرُهَا استعمالاً.
* هَيْتَُِ لَك: مثلثةُ الآخر، وقد يكسرُ أوّله، أي هَلُمّ وتَعالَ، يستوي فيه الواحدُ والجمعُ والمؤنّثُ، إلا أنّ مَا بَعدَ اللاّمِ يتصرّف بالضمائرِ تقولُ: هيتَ لكَ ولكُما ولكُمْ ولكُنَّ، وهي اسمُ فعلِ أمرٍ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق