فيروس إبشتاين ـ
بار(EBV)
يسبب عدة أمراض
خطيرة تصيب الإنسان. هذا الفيروس الذي يرمز له
بالرمز (EB) يسبب حمى الغدد وهي
عدوى منتشرة في الولايات
المتحدة. وهو يرتبط بشكل من الأشكال السرطانية المسمى لمفوم بيركيت والشائع أيضًا في
إفريقيا، وهو أحد أشكال سرطان الأنف والحنجرة في الصين. وقد اكتشف
الباحثان البريطانيان ي.م بار، وميشيل
إبشتاين الفيروس عام 1964م.
وفيروس إبشتاين ـ بار من فيروسات الحلأ
(سعفة
أو تينيا) ـ مرض جلدي ـ ويصيب
نوعًا من خلايا الدم البيضاء، يسمى الخلية البائية.
يتكاثر
هذا الفيروس في الأغشية المخاطية وخاصة المتصلة بالحنجرة. وكما هو الحال في جميع فيروسات الحلأ، فإن فيروس إبشتاين ـ
بار (EB) قد يظل حيًا في طور
السّبات داخل الجسم وينشط بعدها.
وفي الثمانينيات من
القرن العشرين، ربط الباحثون الطبيون هذا الفيروس بمرض يصيب الكبار. وهذا المرض الذي اكتشف على فترات متباعدة منذ
الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، لم يتم
تمييزه من قبل مرضًا مستقلاً ويعرف باسم التهاب الدماغ
والنخاع العضلي.
وأعراض
هذا المرض هي الإعياء (التعب المزمن)، الحمى، التهاب الحنجرة، الصداع، آلام المفاصل والعضلات، الاكتئاب، التشوش
الذهني؛ هذه الاضطرابات قد تمتد لفترة زمنية طويلة
دورية، تصل لشهور أو سنين. وحتى الآن لم يتم التوصل إلى علاج ناجع لهذا المرض. وفيروس إبشتاين ـ بار أحد فيروسات
عدة تساهم في الإصابة بالتهاب الدماغ والنخاع
العضلي. والحالة ذاتها موضوع خلاف. بل إن هناك أطباء لم يقتنعوا بعد بوجوده مرضًا متميزًا واضح المعالم..
الهربس العصبي (الحزام الناري(
هو
التهاب فيروسي حاد في الجلد يظهر
على هيئة حويصلات في مسار عصب حسي معين. و يتميز بوجود ألم شديد لذا يسمى ﺒ ( الحزام الناري ) حيث انه يأخذ جزء محدد
من الجلد تبعا للعصب المصاب و كأنه حزام يفصل هذا
الجزء الشديد الألم و الأحمر اللون ، كأنه نار ، عن باقي الجسم.
الفيروس المسبب له هو Varicella-Zoster Virus و هو نفس الفيروس الذي يسبب الإصابة بمرض الجديري المائي. عند الإصابة للمرة الأولى بالجديري يظل الفيروس كامنا في العقد العصبية لعدة سنوات، و عندما يعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبى.
الفيروس المسبب له هو Varicella-Zoster Virus و هو نفس الفيروس الذي يسبب الإصابة بمرض الجديري المائي. عند الإصابة للمرة الأولى بالجديري يظل الفيروس كامنا في العقد العصبية لعدة سنوات، و عندما يعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبى.
و عادة يكون سبب تنشيط الفيروس غير معروف، لكنه يرتبط بالسن (أكثر انتشارا فوق سن الخمسين) ، ضعف المناعة لأي سبب ، و التعرض لتوتر و انفعال شديد.
الأعراض:
طفح جلدي: على هيئة حويصلات تظهر بعد حدوث احمرار شديد بالجلد، فتصبح الحويصلات محاطة بجلد شديد الاحمرار. بعد 1-2 أسبوع تجف هذه الحويصلات مكونة قشور، ثم تبدأ تلك القشور في التساقط تدريجيا حتى تختفي تماما بعد 2-3 أسابيع.
يتميز هذا الطفح الجلدي أنه في جهة واحدة من الجسم. أكثر المناطق التي تصاب بالفيروس هي منطقة الصدر و الجزع. و أحيانا تصاب منطقة الوجه و الرقبة و التي قد تؤدى لحدوث مضاعفات في الفم أو العين. و أحيانا يحدث شلل في الوجه ، فقدان السمع ، فقدان التذوق في جهة واحدة من اللسان.
ألم شديد أو وخز ناري: يكون مصاحبا للطفح الجلدي أو يسبقه.
تضخم في الغدد الليمفاوية: التابعة للجزء المصاب.
أعراض أخرى قد تصاحب المرض:
ارتفاع درجة الحرارة.
إحساس بالضعف العام.
صداع.
ألم بالمفاصل.
ألم بالبطن.
☼ يعتمد تشخيص الهربس العصبي على ظهور الطفح الجلدي المميز له في شخص قد أصيب سابقا بالجديري المائي.
المضاعفات:
التهابات بكتيرية للجلد المصاب.
فقدان حاسة التذوق.
فقدان النظر.
فقدان السمع.
شلل في الوجه.
تكرار حدوث المرض. لكن نادرا ما يحدث ذلك حيث أن 99% من الحالات لا يتكرر حدوث المرض بعد الشفاء منه.
العلاج:
غالبا يتم الشفاء من الهربس العصبي تلقائيا دون علاج محدد للمرض نفسه. فقط يكون العلاج لأعراض المرض.
مضاد للفيروسات: يساعد في تقليل مدة المرض، الألم، و أيضا المضاعفات المحتمل حدوثها. كما يعتبر حماية للمريض إذا كان يعانى من نقص المناعة. و يفضل استخدامه خلال 24 ساعة من ظهور الألم. و يكون في صورة أقراص تؤخذ 4-5 مرات يوميا لمدة 10 أيام. و أحيانا يعطى حقن بالوريد إذا كان المريض يعانى من نقص شديد في المناعة.
مسكنات: لتهدئة الألم. كما يساعد أيضا على تهدئة الألم عمل كمادات باردة على الجلد المصاب.
مطهرات موضعية: مثل الكحول تركيز 70% ، حيث يجب تطهير الجلد المصاب. و يجب التنبيه على المريض عدم إعادة استخدام الأدوات الشخصية له إلا بعد تطهيرها عن طريق الغسيل في ماء مغلي.
الوقاية من المرض:
عدم ملامسة الأدوات الشخصية للمصاب إلا بعد الغسيل في ماء مغلي. الابتعاد و عدم ملامسة جلد الشخص المصاب خاصة فترة تواجد الحويصلات لمنع انتقال العدوى (خاصة للسيدات الحوامل).
إعطاء لقاح الجديري المائي للأطفال
الجدري
الكــــــــــاذب
مرض مُعْد وخفيف
الحدَّة بصفة عامة يصيب الأطفال، ويسمى أيضًا الحماق. وقد تكون الإصابة
به طفيفة فلا تلاحظ. بيد أن المواليد الذين تُصاب أمهاتهم
بالداء قبل الوضع ببضعة أيام قد يتعرضون للإصابة الحادة الشديدة أو الموت بسبب المرض. وقد يؤدي الجدري الكاذب أيضًا إلى
وفاة الأطفال الذين يعالجون بالإشعاع أو
بالعقاقير المضادة لابيضاض الدم أو السرطانات الأخرى.
تظهر أولى علامات
المرض في صورة طفح جلدي، يصحبه في كثير من الأحيان ارتفاع في درجة الحرارة وألم في الرأس مع إحساس عام بالضيق. وقد
يعاني بعض المصابين أيضًا من التهابات في الحلق.
وتظهر البقع الحمراء على الجلد في منطقة الصدر أو الظهر أولاً ثم تتحول بعد بضع ساعات إلى نفطات يأخذ حجمها في
التزايد، وربما امتلأت بسائل لبني. وتجف هذه النفطات
خلال أيام قليلة وتكتسي بجُلْبات
(أنسجة
جافة). ويظهر الطفح الجلديّ في
شكل عناقيد (مجموعات). وتتكون بقع جديدة بينما تتحول البقع القديمة إلى نفطات وتجف.
يتراوح طول فترة حضانة المرض منذ لحظة الإصابة
به حتى ظهور الأعراض بين 14 و21 يومًا. وينتج
المرض من الإصابة بفيروس القوباء المنَّقطة،
أحد أنواع فيروسات الحلأ، وهو
نفس الفيروس الذي يسبِّب الحلأ النطاقي.
ولا
تتكرر إصابة الطفل بالجدري
الكاذب عادةً، بينما يصاب به الكبار ممن لم يتعرضوا له في طفولتهم.
وتتبع
الإصابة به في بعض الحالات إصابات ثانوية أخرى. ومن المضاعفات الخطيرة ـ ولكن غير الشائعة للجدري الكاذب ـ الإصابة بمتلازمة ري.
ويقتصر علاج الجدري
الكاذب لدى الأطفال ذوي البنية السليمة على تخفيف الأعراض، خاصة هرش الجلد. ومن الضروري مراعاة نظافة أظافر يدي
المريض وتقليمها، لخفض احتمال انتقال المرض إلى
مناطق أخرى عبر الخدوش التي تصيب الجلد، كما يجب تجنب إعطاء المريض مادة الأسبرين.
الجدري
مرض مُعد، وهو أول
مرض أعان الله الإنسان على مكافحته؛ فلقد قضى عليه التطعيم
تمامًا. وقد تم عزل آخر الحالات المعروفة للجدري الذي يحدث طبيعيًا في عام 1977م. وقد كان الجدري واحدًا من أكثر الأمراض
التي يخشاها العالم، حيث قتل مئات الملايين من
البشر، كما شوَّه بالندبات التي يُخلّفها، وأصاب بالعمى ملايين آخرين. وكان السبب في حدوث
الجدري فيروس، كان ينتشر من شخص لآخر عن طريق الهواء. حيث يقوم ضحية الجدري بقذف رذاذ من الأنف والفم يحتوي على
الفيروس. ويستنشق شخص آخر هذا الرذاذ، فيصبح
مصابًا. وفي معظم الحالات كانت الأعراض تظهر على الضحية الجديدة في فترة تتراوح بين 10 و 12 يومًا من إصابته. وكان الشخص
يعاني من آلام وارتفاع في درجة الحرارة. وبعد
فترة تتراوح بين يومين وأربعة أيام، يظهر طفح على الوجه ثم ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم. وكان هذا الطفح يشبه
البثور الصغيرة. وفي خلال الأسبوع التالي
تصبح البثور أكبر حجمًا وتمتلئ بالصديد. وتتكون قشور فوق البثور ثم تتساقط بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع تاركة ندوبًا خلفها.
ولم يكن هناك أي
علاج للجدري، حيث كان أخطره يودي بحياة 20% من ضحاياه. أما أولئك الذين يظلون على قيد الحياة، بعد الإصابة به،
فقد كانوا يعيشون بندوب دائمة، هذا بالإضافة إلى
إصابة الكثيرين منهم بالعمى. ولم يكن المرضى الذين عاشوا بعد الإصابة معرضين للإصابة بالمرض مرة أخرى، لأنهم أصبحوا
محصنين ضده بعد مهاجمة المرض لهم مرة واحدة.
وكان الجدري في
الماضي شائعًا جدًا لدرجة أن كل فرد كان يصاب به في إحدى فترات حياته. وخلال العصور الوسطى، كان الجدري الوبائي عادة
يكتسح مناطق كبيرة من أوروبا وآسيا وإفريقيا.
وفي بعض الحروب، كان عدد الجنود الذين ماتوا بالجدري، يفوق عدد الذين ماتوا في القتال. ونقل الأوروبيون المرض إلى
أمريكا ومات ملايين الهنود بالمرض. وفي عام
1796م، تمكن إدوارد جنر الطبيب الإنجليزي من الكشف عن أول تطعيم ضد الجدري ـ وهو اللقاح الذي يمنع حدوث الجدري. وسرعان ما
انتشر استخدامه في أجزاء أخرى من العالم.
وخلال القرن التاسع عشر أصدرت دول عديدة القوانين التي تلزم الناس بالتطعيم. ولكن المرض استمر في الانتشار في كل مكان
حتى أربعينيات القرن العشرين، عندما تم القضاء
عليه في أوروبا وأمريكا الشمالية. ومع ذلك يوصى بضرورة التطعيم ضد المرض، لمن يسافرون من و إلى الدول التي مازال يوجد
بها المرض. وفي عام 1967م بدأت منظمة الصحة
العالمية ـ التي تعتبر إحدى وكالات هيئة الأمم المتحدة ـ برنامجًا للتخلص من الجدري تمامًا. وفي ذلك الوقت، أصاب المرض
أكثر من 30 دولة في إفريقيا وآسيا، وأمريكا
الجنوبية، واشترك مايزيد على 700 طبيب وممرضة وعالم وغيرهم من الموظفين الذين يعملون بمنظمة الصحة العالمية، مع
حوالي 200,000 عامل في مجال الصحة في الدول المصابة
في محاربة المرض. وكونوا فرقًا للتطعيم، سافرت من قرية لأخرى وفتشوا المنازل بحثًا عن حالات الجدريّ. وتم عزل
الضحايا وتطعيم كل شخص له صلة بهم.
وتناقص عدد الدول
التي أصيب سكانها بالجدري تدريجيًا. وفي عام 1970م وجُد المرض في 17 دولة، ولكن بحلول عام 1973م كان عدد الدول التي
يوجد بها هذا المرض ستًا فقط. وفي أبريل 1978م
أعلن المسؤولون في منظمة الصحة العالمية أنه تم تحديد آخر حالة معروفة من حالات الجدري، الذي يحدث طبيعيًا في الصومال
في أكتوبر سنة 1977م. ولكن قبل الإعلان عن
القضاء نهائيًا على المرض استمر العاملون بالصحة في عملية المراقبة للتأكد من عدم ظـهور حالات جديدة من المرض طوال
العامين التاليين. وفي أواخر صيف عام 1978م ظهرت
حالتان في إنجلترا بسبب فيروسات الجدري التي يحتفظ بها في أحد معامل جامعة برمنجهام. ولم تؤثر هذه الحالات على الجدول
الزمني لمنظمة الصحة العالمية لأنها لم تكن حالات
تحدث بطريقة طبيعية. وفي مايو سنة 1980م أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء تمامًا على الجدري.
رغم القضاء على
المرض تماماً في الطبيعة فقد احتفظت كثير من المختبرات العلمية بمخزون من فيروسات الجدري. وأوصت لجنة كونتها منظمة
الصحة العالمية بإبادة هذه المخزونات أو نقلها
إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد السوفييتي (روسيا الآن). وبعد أن بدأ الاتحاد السوفييتي في استخدام هذه
الفيروسات في صناعة الأسلحة البيولوجية
وتطويرها ألغت روسيا كافة برامج تطوير هذه الأسلحة. ويعتقد بعض المؤرخين أن القوات البريطانية كانت قد استخدمت فيروسات الجدري
في عام 1763م خلال الحروب الفرنسية الهندية
(1689 – 1763م). فقد قامت
القوات البريطانية بتوزيع أغطية استخدمها مرضى
الجدري على الهنود مما أدى إلى تفشي المرض بينهم. ويعتقد الخبراء الأمريكيون أن احتمال استخدام هذه الفيروسات كسلاح
بيولوجي لا يزال قائماً. ولهذا بدأت الولايات
المتحدة في عام 2000م برنامجاً لتطوير وتخزين لقاحات الجدري تحسباً لطارئ مماثل.
الكوليرا أو الهيضة
مرض معوي معدٍ شائع
في جنوبيّ آسيا. يتفشى المرض أيضا في
أجزاء أخرى من العالم. تُسبّب الكوليرا بكتيريا في شكل ضمة تسمى الضمة الهيضية. وينتقل الكائن الحي
المجهري عن طريق المياه والأطعمة الملوثة ببراز الأشخاص
المصابين بهذا المرض.
تحدُث الإصابة
بالكوليرا، عندما تدخل الضمة الهيضية إلى الأمعاء، وتطلق ذيفان الكوليرا الذي يجعل الأمعاء تفرز كميات كبيرة من الماء
والملح، فيعاني المريض من إسهال حاد لأن
الأمعاء لا تستطيع أن تمتص الماء والملح بنفس معدل السرعة التي يفرزان بها. ويُسِّبب فقدان سائل الماء والملح جفافا
حادا، ويغير كيمياء الجسم. وإذا لم يعالج
المريض، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى حدوث صدمة، وربما الوفاة في آخر الأمر، إلا أنه بالمعالجة الصحيحة تنتهي الكوليرا بعد
أيام قليلة.
يُعالج الأطباء
الكوليرا بمحاليل خاصة تحل محل السوائل المفقودة لدى المريض.
ويمكن
أخذ هذه المحاليل عن طريق الفم أو وريديا. والمعالجة عن طريق الأوردة أكثر فعالية ولكنها في الغالب تكون غير متيسرة، خاصة في المناطق
الريفية، حيث يكثر حدوث الإصابة بالمرض.
يمكن بسهولة تحضير محلول في المنزل لعلاج الكوليرا و يتكون من 5جم
(ملعقة
صغيرة) من الملح و20جم (4 ملاعق صغيرة) من السكر لكل لتر من الماء. ويجب أن تتناسب كمية السائل المعطاة للمريض مع كمية السوائل
المفقودة لديه بسبب الإسهال.
وتتطلب الوقاية من
مرض الكوليرا تقديم تسهيلات لتعزيز الصحة العامة، ومنع تفشي المرض. وقد تم تطوير لقاح ضد المرض ولكنه غير فعّال
لدى الأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق تكون فيها
الكوليرا واسعة الانتشار.
مرض بهجت
، أو التهاب
الأوعية الدموية حالة مرضية مزمنة ناتجة عن اضطرابات في
الجهاز المناعي للجسم الذي يقوم بتكوين مضادات غير ضرورية وبكميات كبيرة.
والمناعة مقدرة الجسم على مقاومة مواد معينة ضارة مثل البكتيريا والفيروسات التي تسبب الأمراض. يدافع الجسم عن نفسه ضد
الأمراض والكائنات الضارة عن طريق جهاز معقد التركيب
يتكون من الخلايا والجزيئات والأنسجة، يسمى جهاز المناعة. ومن السمات
الأساسية لجهاز المناعة مقدرته على تدمير الكائنات الدخيلة دون أن يؤثر على بقية خلايا الجسم السليمة. ولكن عندما
يقوم الجهاز بتكوين مضادات غير ضرورية تتحلل
هذه المضادات الزائدة داخل الجسم وتحدث به ضررًا خاصة في الأوعية الدموية الدقيقة الحجم فيظهر المرض في كل مكان بالجسم
توجد به أوعية دموية.
ومن أعراض هذا
المرض التهاب المفاصل، والنشاط المبطن للفم، والتهاب العينين والجلد، واختفاء المرض فجأة ثم ظهوره مرة أخرى على شكل
نوبات تصيب المريض مدى الحياة؛ إذ لا
يختفي المرض نهائيًا، ولكن تقل الإصابة به، وتتباعد فترات ظهوره، وتقل حدة الألم. ويصيب هذا المرض شخصين من بين كل
100,000 شخص في منطقة الشرق الأوسط. وقد دلت
الإحصاءات على ظهور أعراض المرض في أجزاء الجسم بنسب متفاوتة كالتالي: تقرحات في الفم 100%، التهاب المفاصل 93%،
التهاب الجهاز التناسلي 89%، الأمراض الجلدية
86%، التهاب العيون 68%، التهاب الخلايا 32%، التهاب الجهاز العصبي
31%، التهاب الأمعاء 28%، التخثر
الدموي الوريدي 22%.
وبالرغم من أن مرض
بهجت من الأمراض المستعصية إلا أن المريض يعالج عن طريق الأدوية المثبطة
لجهاز المناعة مما يقلل من تكوين المضادات غير الضرورية للجسم.
يذكر
أن هذا المرض كان قد اكتشفه العالم التركي إسحاق بهجت عام 1935م.
انظر أيضًا:
المناعة؛ الجهاز اللمفاوي.
الذئبة الحمراء
داء جلدي يطلق على
أي واحد من مجموعة الأمراض التي تصيب الجلد. وتشير الكلمة بوجه
عام إلى مرض الذئبة الحمراء ومع ذلك قد تشير أيضًا إلى الذئبة العادية، وهي درن (سل) في جلد الوجه. هذه المقالة
تتناول الذئبة الحمراء أو الاحمرارية.
أخطر أشكال الذئبة
الاحمرارية، هي الذئبة الجهازية،
أي التي تعم الجسم كله، والتي قد
تهاجم الأعضاء الداخلية مثلما تهاجم الجلد. وأعراض المرض هي الحمى وآلام صدرية وتورُّم وآلام في المفاصل وطفح جلدي متناثر فوق الأنف
وعظام الخدين. قد يُعاني
المرضى أيضًا قُرحًا في الفم والأنف، ويفقدون شَعْرهم ويصابون بالحساسية لضوء الشمس. معظم ضحايا هذا المرض من النساء
اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و35 سنة. وتصل
نسبته بين السود أربعة أضعاف نسبته بين البيض.
السبب الرئيسي لهذا
المرض غير معروف. ويعتقد الباحثون أن المرض يؤدي إلى انهيار جهاز المناعة بالجسم، وهو يقي الجسم من الإصابات بفعل
مواد يفرزها تسمى الأجسام المضادة تتولى مهاجمة
البكتيريا الضارة والفيروسات. في حالة الإصابة بمرض الذئبة الاحمرارية،
فإن جهاز المناعة يؤدي دورًا عكسيًا ؛ فهو يُفرز أجسامًا مضادًة تهاجم الأنسجة السليمة بدلاً من المريضة.
ولا تتطلب الحالات
البسيطة من مرض الذئبة الاحمرارية علاجًا. ويعالج الأطباء الحالات الأشد بعقاري الأسبرين والكورتيزون لتخفيف حدة
الالتهاب في الأعضاء الداخلية. قد تؤدي
الحالات الشديدة من هذا المرض إلى الوفاة، خاصة إذا دمر المرض الكليتين. ومرض الذئبة لايمكن الشفاء التام منه، لكن
غالبية المرضى تزول عنهم أعراض المرض لفترات طويلة
مع استمرار العلاج.
هناك نوع آخر من
أنواع الذئبة يُعرف بالذئبة القرصية،
وهو يصيب الجلد فقط. وفي حالات
نادرة، يترك هذا المرض نُدبًا وعلامات تبقى على الجلد أو يتحول إلى الذئبة الاحمرارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق