● نزول سورة الطلاق ●
● هل سورة الطلاق مكية أو مدنية؟
... من حكى الإجماع على أنها مدنية
... من نص على أنها مدنية
● ترتيب نزول سورة الطلاق
● أسباب نزول سورة الطلاق
نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) )
نزول قوله تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) )
نزول قوله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) )
نزول قوله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) )________
هل سورة الطلاق مكية أو مدنية؟
من حكى الإجماع على أنها مدنية :
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وهي مدنية بإجماع أهل التفسير). [المحرر الوجيز: 28/326]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مدنية كلها بإجماعهم). [زاد المسير: 8/287]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي مدنيّة كلها بلا خلاف). [عمدة القاري: 19/350]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ. قال القرطبيّ: في قول الجميع). [فتح القدير: 5/319]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مدنية اتفاقًا). [القول الوجيز: 318]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مدنيّةٌ بالاتّفاق). [التحرير والتنوير: 28/292]
من نص على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير عبد الرزاق: 2/296]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مدنية كلها). [تفسير غريب القرآن:469]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (مدنية). [معاني القرآن:5/183]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320هـ): (مدنية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 61]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338هـ): (سورة الصّفّ، والجمعة، والمنافقين، والتّغابن، والطّلاق، والتّحريم
قال أبو جعفرٍ: قرئ على أحمد بن محمّد بن الحجّاج، عن يحيى بن سليمان، قال: حدّثنا أحمد بن بشيرٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة،: «أنّ هذه السّور، مدنيّاتٌ نزلن بالمدينة»). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/122](م)
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338هـ): (وحدّثنا يموت، بإسناده عن ابن عبّاسٍ،: " أنّ سورة الصّفّ، نزلت بمكّة، وأنّ سورة الجمعة والمنافقين نزلتا بالمدينة، وأن سورة التّغابن نزلت بمكّة إلّا آياتٍ من آخرها نزلن بالمدينة في عوف بن مالكٍ الأشجعيّ شكا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جفاء أهله وولده فأنزل اللّه تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم} [التغابن: 14] إلى آخر السّورة، وأنّ سورة الطّلاق، والتّحريم، مدنيّتان "). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/122](م)
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410هـ): (نزلت بالمدينة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 182]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مدنية). [الكشف والبيان: 9/331]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مدنية ). [البيان: 249]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مدنية). [الوسيط: 4/310]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مدنيّةٌ). [معالم التنزيل: 8/147]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مدنية). [الكشاف: 6/138]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (مدنية). [علل الوقوف: 3/1025]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مدنية). [أنوار التنزيل: 5/220]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية). [التسهيل: 2/383]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/142]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مدنية). [الدر المنثور: 14/524]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (أَخْرَج ابن الضريس، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال:(نزلت سورة الطلاق بالمدينة)). [الدر المنثور: 14/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مدنية). [لباب النقول: 239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [لباب النقول: 268]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (مدنية). [إرشاد الساري: 7/390]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مدنية). [منار الهدى: 397]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ. قال القرطبيّ: في قول الجميع.
وأخرج ابن الضّريس وابن النّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الطلاق بالمدينة)). [فتح القدير: 5/319]
________________
ترتيب نزول سورة الطلاق
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (نزلت بعد الإنسان). [الكشاف: 6/138]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد الإنسان). [التسهيل: 2/383]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قيل: إنّها نزلت بعد {هل أتى على الإنسان} [الإنسان: 1]وقبل: {لم يكن} [البيّنة: 1] ). [عمدة القاري: 19/350]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة الإنسان ونزلت بعدها سورة (لم يكن) ). [القول الوجيز: 318]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي معدودةٌ السّادسة والتّسعين في ترتيب نزول السّور عند جابر بن زيدٍ، نزلت بعد سورة الإنسان وقبل سورة البيّنة). [التحرير والتنوير: 28/293]
____________
اسباب نزول سورة الطلاق
نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) )
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ بمكّة، ثنا عليّ بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا يزيد بن المبارك، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن ابن جريجٍ، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافعٍ مولى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: طلّق عبد يزيد أبو ركانة أمّ ركانة، ثمّ نكح امرأةً من مزينة، فجاءت إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللّه، ما يغني عنّي إلّا ما تغني هذه الشّعرة لشعرةٍ أخذتها من رأسها، فأخذت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حميّةً عند ذلك فدعا ركانة وإخوته ثمّ قال لجلسائه: «أترون كذا من كذا؟» فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لعبد يزيد: «طلّقها» ففعل فقال لأبي ركانة: «ارتجعها» فقال: يا رسول اللّه، إنّي طلّقتها. فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «قد علمت ذلك فارتجعها» فنزلت {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهنّ} [الطلاق: 1] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/533]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {يا أَيُّها النَبِيُّ إِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَطَلِّقوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} الآية.
روى قتادة عن أنس قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأنزل الله تعالى هذه الآية وقيل له: راجعها فإنها صوامة قوامة وهي من إحدى أزواجك ونسائك في الجنة.
وقال السدي: نزلت في عبد الله بن عمر وذلك أنه طلق امرأته حائضًا فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ويمسكها حتى تطهر ثم تحيض حيضة أخرى فإذا طهرت طلقها إن شاء قبل أن يجامعها فإنها العدة التي أمر الله بها.
أخبرنا منصور بن عبد الوهاب بن أحمد الشالنجي أخبرنا أبو عمر بن أحمد الحيري حدثنا محمد بن زنجويه حدثنا عبد العزيز بن يحيى حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض تطليقة واحدة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ثم يمسكها حتى تطهر وتحيض عنده حيضة أخرى ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها فإن أراد أن يطلقها فليطلقها حين تطهر من قبل أن يجامعها فتلك العدة التي أمر الله تعالى أن تطلق لها النساء. رواه البخاري ومسلم عن قتيبة عن الليث). [أسباب النزول: 463-464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)}
أحرج الحاكم عن ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة أم ركانة، ثم نكح امرأة من مزينة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما عني ما عني إلا عن هذه الشعرة، فنزلت: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}
وقال الذهبي: الإسناد واه والخبر خطأ، عبد يزيد لم يدرك الإسلام.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن أنس قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأتت أهلها، فأنزل الله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} فقيل له: راجعها فإنها صوامة قوامة.
وأخرجه ابن جرير عن قتادة مرسلا
وابن المنذر عن ابن سيرين مرسلا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} الآية، قال: بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن عمرو بن العاص وطفيل بن الحارث وعمرو بن سعيد بن العاص). [لباب النقول: 268]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وسبب نزولها ما رواه مسلمٌ عن طريق ابن جريجٍ عن أبي الزّبير (أنّه سمع عبد الرحمان بن أيمن يسأل ابن عمر كيف ترى في الرّجل طلّق امرأته حائضًا؟ فقال: طلّق ابن عمر امرأته حائضًا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسأل عمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال له: ((ليراجعها، فردّها))، وقال: ((إذا طهرت فليطلّق أو ليمسك)).
قال ابن عمر وقرأ النّبي:{يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهن}[الطّلاق: 1]).
وظاهر قوله: (وقرأ النّبي صلّى الله عليه وسلّم) إلخ. إنّها نزلت عليه ساعتئذٍ. ويحتمل أن تكون نزلت قبل هذه الحادثة.
وقال الواحديّ عن السّدّيّ: (أنّها نزلت في قضيّة طلاق ابن عمر).
وعن قتادة (أنّها نزلت بسبب أن النبي صلّى الله عليه وسلّم طلّق حفصة ولم يصحّ).
وجزم أبو بكر بن العربيّ بأنّ شيئًا من ذلك لم يصحّ وأنّ الأصحّ أنّ الآية نزلت بيانًا لشرع مبتدأ). [التحرير والتنوير: 28/293]
_____________
نزول قوله تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا (2) وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}
نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أن المشركين أسروا ابنًا له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال: إن العدو أسر ابني وجزعت الأم فما تأمرني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله واصبر وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)) فعاد إلى بيته وقال لامرأته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت: نعم ما أمرنا به فجعلا يقولان فغفل العدو عن ابنه فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت هذه الآية.
أخبرنا عبد العزيز بن عبدان أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال: أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين السكوني حدثنا عبيد بن كثير العامري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل حدثنا عمار ابن معاوية عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: نزلت هذه الآية {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسبُ} في رجل من أشجع كان فقيرًا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: ((اتق الله واصبر)) فرجع إلى أصحابه فقالوا: ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أعطاني شيئًا قال: ((اتق الله واصبر)) فلم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكها)) ). [أسباب النزول: 464-465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)}
وأخرج الحاكم عن جابر قال: نزلت هذه الآية: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} في رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له: ((اتق الله واصبر))، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره خبرها، فقال: ((كلها)) فنزلت.
قال الذهبي: حديث منكر
له شاهد.
(ك)، وأخرج ابن جرير مثله عن سالم بن أبي الجعد، والسدي سمى الرجل عوفا الأشجعي.
(ك)، وأخرج الحاكم أيضا من حديث ابن مسعود وسماه كذلك.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: جاء عوف بن مالك الأشجعي، فقال: يا رسول الله إن ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني؟ قال: آمرك وإياها أن تستكثرا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقالت المرأة: نعم ما أمرك، فجعلا يكثران منها، فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه فنزلت: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} الآية.
وأخرجه الخطيب في تاريخه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس.
(ك)، وأخرجه الثعلبي من وجه آخر ضعيف.
(ك)، وابن أبي حاتم من وجه آخر مرسلا). [لباب النقول: 268-269]
****
___________
نزول قوله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا (2) وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}
نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أن المشركين أسروا ابنًا له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال: إن العدو أسر ابني وجزعت الأم فما تأمرني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله واصبر وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)) فعاد إلى بيته وقال لامرأته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت: نعم ما أمرنا به فجعلا يقولان فغفل العدو عن ابنه فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت هذه الآية.
أخبرنا عبد العزيز بن عبدان أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال: أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين السكوني حدثنا عبيد بن كثير العامري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل حدثنا عمار
ابن معاوية عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: نزلت هذه الآية {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسبُ} في رجل من أشجع كان فقيرًا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: ((اتق الله واصبر)) فرجع إلى أصحابه فقالوا: ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أعطاني شيئًا قال: ((اتق الله واصبر)) فلم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكها)) ). [أسباب النزول: 464-465] (م)
*****
_____________
نزول قوله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَاللائي يَئِسنَ مِنَ المَحيضِ مِن نِّسائِكُم}
قال مقاتل: لما نزلت: {وَالمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ} الآية. قال خلاد بن النعمان بن قيس الأنصاري: يا رسول الله فما عدة التي لا تحيض وعدة التي لم تحض وعدة الحبلى؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو إسحاق المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون أخبرنا مكي بن عبدان حدثنا أبو الأزهر حدثنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال: لما نزلت عدة النساء في سورة البقرة في المطلقة والمتوفى عنها زوجها قال أبي بن كعب: يا رسول الله إن نساء من أهل المدينة يقلن قد بقي من النساء من لم يذكر فيها شيء قال: ((وما هو؟)) قال: الصغار والكبار وذوات الحمل فنزلت هذه الآية {وَاللائي يَئِسنَ} إلى آخرها). [أسباب النزول: 465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}
وأخرج ابن جرير وإسحاق بن راهوايه والحاكم وغيرهم عن أبي بن كعب قال: لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد من عدد النساء قالوا: قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار وأولات الأحمال، فأنزلت: {واللائي يئسن من المحيض} الآية، صحيح الإسناد.
وأخرج مقاتل في تفسيره: أن خلاد بن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة التي لا تحيض، فنزلت). [لباب النقول: 269]
*****
_____________
... من حكى الإجماع على أنها مدنية
... من نص على أنها مدنية
● ترتيب نزول سورة الطلاق
● أسباب نزول سورة الطلاق
نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) )
نزول قوله تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) )
نزول قوله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) )
نزول قوله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) )________
هل سورة الطلاق مكية أو مدنية؟
من حكى الإجماع على أنها مدنية :
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وهي مدنية بإجماع أهل التفسير). [المحرر الوجيز: 28/326]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مدنية كلها بإجماعهم). [زاد المسير: 8/287]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وهي مدنيّة كلها بلا خلاف). [عمدة القاري: 19/350]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ. قال القرطبيّ: في قول الجميع). [فتح القدير: 5/319]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مدنية اتفاقًا). [القول الوجيز: 318]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مدنيّةٌ بالاتّفاق). [التحرير والتنوير: 28/292]
من نص على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير عبد الرزاق: 2/296]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مدنية كلها). [تفسير غريب القرآن:469]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (مدنية). [معاني القرآن:5/183]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320هـ): (مدنية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 61]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338هـ): (سورة الصّفّ، والجمعة، والمنافقين، والتّغابن، والطّلاق، والتّحريم
قال أبو جعفرٍ: قرئ على أحمد بن محمّد بن الحجّاج، عن يحيى بن سليمان، قال: حدّثنا أحمد بن بشيرٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة،: «أنّ هذه السّور، مدنيّاتٌ نزلن بالمدينة»). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/122](م)
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338هـ): (وحدّثنا يموت، بإسناده عن ابن عبّاسٍ،: " أنّ سورة الصّفّ، نزلت بمكّة، وأنّ سورة الجمعة والمنافقين نزلتا بالمدينة، وأن سورة التّغابن نزلت بمكّة إلّا آياتٍ من آخرها نزلن بالمدينة في عوف بن مالكٍ الأشجعيّ شكا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جفاء أهله وولده فأنزل اللّه تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم} [التغابن: 14] إلى آخر السّورة، وأنّ سورة الطّلاق، والتّحريم، مدنيّتان "). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/122](م)
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410هـ): (نزلت بالمدينة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 182]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مدنية). [الكشف والبيان: 9/331]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مدنية ). [البيان: 249]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مدنية). [الوسيط: 4/310]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مدنيّةٌ). [معالم التنزيل: 8/147]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مدنية). [الكشاف: 6/138]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (مدنية). [علل الوقوف: 3/1025]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مدنية). [أنوار التنزيل: 5/220]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية). [التسهيل: 2/383]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/142]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مدنية). [الدر المنثور: 14/524]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (أَخْرَج ابن الضريس، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال:(نزلت سورة الطلاق بالمدينة)). [الدر المنثور: 14/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مدنية). [لباب النقول: 239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [لباب النقول: 268]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (مدنية). [إرشاد الساري: 7/390]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مدنية). [منار الهدى: 397]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مدنيّةٌ. قال القرطبيّ: في قول الجميع.
وأخرج ابن الضّريس وابن النّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الطلاق بالمدينة)). [فتح القدير: 5/319]
________________
ترتيب نزول سورة الطلاق
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (نزلت بعد الإنسان). [الكشاف: 6/138]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد الإنسان). [التسهيل: 2/383]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قيل: إنّها نزلت بعد {هل أتى على الإنسان} [الإنسان: 1]وقبل: {لم يكن} [البيّنة: 1] ). [عمدة القاري: 19/350]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة الإنسان ونزلت بعدها سورة (لم يكن) ). [القول الوجيز: 318]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي معدودةٌ السّادسة والتّسعين في ترتيب نزول السّور عند جابر بن زيدٍ، نزلت بعد سورة الإنسان وقبل سورة البيّنة). [التحرير والتنوير: 28/293]
____________
اسباب نزول سورة الطلاق
نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) )
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ بمكّة، ثنا عليّ بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا يزيد بن المبارك، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن ابن جريجٍ، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافعٍ مولى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: طلّق عبد يزيد أبو ركانة أمّ ركانة، ثمّ نكح امرأةً من مزينة، فجاءت إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللّه، ما يغني عنّي إلّا ما تغني هذه الشّعرة لشعرةٍ أخذتها من رأسها، فأخذت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حميّةً عند ذلك فدعا ركانة وإخوته ثمّ قال لجلسائه: «أترون كذا من كذا؟» فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لعبد يزيد: «طلّقها» ففعل فقال لأبي ركانة: «ارتجعها» فقال: يا رسول اللّه، إنّي طلّقتها. فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «قد علمت ذلك فارتجعها» فنزلت {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهنّ} [الطلاق: 1] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/533]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {يا أَيُّها النَبِيُّ إِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَطَلِّقوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} الآية.
روى قتادة عن أنس قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأنزل الله تعالى هذه الآية وقيل له: راجعها فإنها صوامة قوامة وهي من إحدى أزواجك ونسائك في الجنة.
وقال السدي: نزلت في عبد الله بن عمر وذلك أنه طلق امرأته حائضًا فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ويمسكها حتى تطهر ثم تحيض حيضة أخرى فإذا طهرت طلقها إن شاء قبل أن يجامعها فإنها العدة التي أمر الله بها.
أخبرنا منصور بن عبد الوهاب بن أحمد الشالنجي أخبرنا أبو عمر بن أحمد الحيري حدثنا محمد بن زنجويه حدثنا عبد العزيز بن يحيى حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض تطليقة واحدة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ثم يمسكها حتى تطهر وتحيض عنده حيضة أخرى ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها فإن أراد أن يطلقها فليطلقها حين تطهر من قبل أن يجامعها فتلك العدة التي أمر الله تعالى أن تطلق لها النساء. رواه البخاري ومسلم عن قتيبة عن الليث). [أسباب النزول: 463-464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)}
أحرج الحاكم عن ابن عباس قال: طلق عبد يزيد أبو ركانة أم ركانة، ثم نكح امرأة من مزينة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما عني ما عني إلا عن هذه الشعرة، فنزلت: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}
وقال الذهبي: الإسناد واه والخبر خطأ، عبد يزيد لم يدرك الإسلام.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن أنس قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأتت أهلها، فأنزل الله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} فقيل له: راجعها فإنها صوامة قوامة.
وأخرجه ابن جرير عن قتادة مرسلا
وابن المنذر عن ابن سيرين مرسلا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} الآية، قال: بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن عمرو بن العاص وطفيل بن الحارث وعمرو بن سعيد بن العاص). [لباب النقول: 268]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وسبب نزولها ما رواه مسلمٌ عن طريق ابن جريجٍ عن أبي الزّبير (أنّه سمع عبد الرحمان بن أيمن يسأل ابن عمر كيف ترى في الرّجل طلّق امرأته حائضًا؟ فقال: طلّق ابن عمر امرأته حائضًا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسأل عمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال له: ((ليراجعها، فردّها))، وقال: ((إذا طهرت فليطلّق أو ليمسك)).
قال ابن عمر وقرأ النّبي:{يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء فطلّقوهنّ لعدّتهن}[الطّلاق: 1]).
وظاهر قوله: (وقرأ النّبي صلّى الله عليه وسلّم) إلخ. إنّها نزلت عليه ساعتئذٍ. ويحتمل أن تكون نزلت قبل هذه الحادثة.
وقال الواحديّ عن السّدّيّ: (أنّها نزلت في قضيّة طلاق ابن عمر).
وعن قتادة (أنّها نزلت بسبب أن النبي صلّى الله عليه وسلّم طلّق حفصة ولم يصحّ).
وجزم أبو بكر بن العربيّ بأنّ شيئًا من ذلك لم يصحّ وأنّ الأصحّ أنّ الآية نزلت بيانًا لشرع مبتدأ). [التحرير والتنوير: 28/293]
_____________
نزول قوله تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا (2) وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}
نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أن المشركين أسروا ابنًا له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال: إن العدو أسر ابني وجزعت الأم فما تأمرني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله واصبر وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)) فعاد إلى بيته وقال لامرأته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت: نعم ما أمرنا به فجعلا يقولان فغفل العدو عن ابنه فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت هذه الآية.
أخبرنا عبد العزيز بن عبدان أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال: أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين السكوني حدثنا عبيد بن كثير العامري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل حدثنا عمار ابن معاوية عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: نزلت هذه الآية {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسبُ} في رجل من أشجع كان فقيرًا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: ((اتق الله واصبر)) فرجع إلى أصحابه فقالوا: ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أعطاني شيئًا قال: ((اتق الله واصبر)) فلم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكها)) ). [أسباب النزول: 464-465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)}
وأخرج الحاكم عن جابر قال: نزلت هذه الآية: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} في رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له: ((اتق الله واصبر))، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره خبرها، فقال: ((كلها)) فنزلت.
قال الذهبي: حديث منكر
له شاهد.
(ك)، وأخرج ابن جرير مثله عن سالم بن أبي الجعد، والسدي سمى الرجل عوفا الأشجعي.
(ك)، وأخرج الحاكم أيضا من حديث ابن مسعود وسماه كذلك.
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: جاء عوف بن مالك الأشجعي، فقال: يا رسول الله إن ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني؟ قال: آمرك وإياها أن تستكثرا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقالت المرأة: نعم ما أمرك، فجعلا يكثران منها، فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه فنزلت: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} الآية.
وأخرجه الخطيب في تاريخه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس.
(ك)، وأخرجه الثعلبي من وجه آخر ضعيف.
(ك)، وابن أبي حاتم من وجه آخر مرسلا). [لباب النقول: 268-269]
****
___________
نزول قوله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا (2) وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}
نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أن المشركين أسروا ابنًا له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال: إن العدو أسر ابني وجزعت الأم فما تأمرني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله واصبر وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)) فعاد إلى بيته وقال لامرأته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقالت: نعم ما أمرنا به فجعلا يقولان فغفل العدو عن ابنه فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت هذه الآية.
أخبرنا عبد العزيز بن عبدان أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال: أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين السكوني حدثنا عبيد بن كثير العامري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل حدثنا عمار
ابن معاوية عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: نزلت هذه الآية {وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسبُ} في رجل من أشجع كان فقيرًا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: ((اتق الله واصبر)) فرجع إلى أصحابه فقالوا: ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أعطاني شيئًا قال: ((اتق الله واصبر)) فلم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكها)) ). [أسباب النزول: 464-465] (م)
*****
_____________
نزول قوله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَاللائي يَئِسنَ مِنَ المَحيضِ مِن نِّسائِكُم}
قال مقاتل: لما نزلت: {وَالمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ} الآية. قال خلاد بن النعمان بن قيس الأنصاري: يا رسول الله فما عدة التي لا تحيض وعدة التي لم تحض وعدة الحبلى؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو إسحاق المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون أخبرنا مكي بن عبدان حدثنا أبو الأزهر حدثنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال: لما نزلت عدة النساء في سورة البقرة في المطلقة والمتوفى عنها زوجها قال أبي بن كعب: يا رسول الله إن نساء من أهل المدينة يقلن قد بقي من النساء من لم يذكر فيها شيء قال: ((وما هو؟)) قال: الصغار والكبار وذوات الحمل فنزلت هذه الآية {وَاللائي يَئِسنَ} إلى آخرها). [أسباب النزول: 465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}
وأخرج ابن جرير وإسحاق بن راهوايه والحاكم وغيرهم عن أبي بن كعب قال: لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد من عدد النساء قالوا: قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار وأولات الأحمال، فأنزلت: {واللائي يئسن من المحيض} الآية، صحيح الإسناد.
وأخرج مقاتل في تفسيره: أن خلاد بن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة التي لا تحيض، فنزلت). [لباب النقول: 269]
*****
_____________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق